MEE: إسرائيل قتلت الفلسطينيين وهم ينتظرون شاحنات الطعام في شمال غزة
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
سلطت تقرير لموقع "ميدل إيست آي" البريطاني الضوء على استهداف جيش الاحتلال للمدنيين الباحثين عن الطعام لسد رمقهم، جراء الجوع الذي يواجهونه في شمال قطاع غزة.
وتناول التقرير تفاصيل مجزرة مروعة جرت في الحادي عشر من الشهر الجاري، حين فتحت الدبابات والمسيرات الإسرائيلية النار على مجموعة من الفلسطينيين كانوا ينتظرون شاحنات الطعام في شارع الرشيد فقتلت وجرحت العشرات منهم.
ونشر الموقع شهادات لمواطنين فلسطينيين كانوا بين المحتشدين انتظارا لوصول قافلة المساعدات، حين قامت قوات الاحتلال بقصفهم في المنطقة التي تقع في مكان مكشوف على ساحل البحر، جنوب غرب مدينة غزة.
ويعيش الناس بين الركام ولا يحصلون إلا على النزر اليسير من الطعام، وهم بين خيارين لا ثالث لهما، إما أن يبقوا داخل أماكن الإيواء على أمل إطالة أمد ما يتوفر لديهم من طعام إلى أطول أمد ممكن، أو المخاطرة بالموت من خلال الخروج بحثاً عن الشاحنات التي تنقل المساعدات ومواد الإغاثة.
تاليا نص تقرير "ميدل إيست آي"
من المفروض أنه كان مكاناً يتجمع فيه الفلسطينيون النازحون للحصول على المواد التموينية التي هم في أمس الحاجة إليها في شمال غزة.
إلا أن شهود العيان أخبروا موقع ميدل إيست آي كيف تعرض حشد ضخم من الناس يوم الحادي عشر من يناير، وهم ينتظرون شاحنات الطعام في شارع الرشيد، لوابل من النيران من قبل الجيش الإسرائيلي، مما أفضى إلى قتل وجرح العشرات في الهجوم.
قصف الجيش الإسرائيلي الناس المحتشدين بنيران الدبابات والطيارات المسيرة. شهد محمد سالم، الذي يبلع من العمر سبعة وعشرين عاماً، المجزرة، وقال لموقع ميدل إيست آي إنه رأى عشرات الجثث المتناثرة في أنحاء الشارع.
وأضاف مستذكراً الحدث: "في التاسعة صباحاً ذهبت أنا واثنين من أبناء عمومتي إلى شارع الرشيد بعد أن أخبرنا الناس في منطقتنا إن شاحنات محملة بالطحين سوف تمر من هناك".
وقال: "وصلنا إلى هناك في العاشرة صباحاً لأن معظم الطرق كانت مدمرة ومليئة بالحطام، ولذلك لم تتمكن السيارات من العبور من خلالها. وعندما وصلنا إلى شارع الرشيد كان هناك المئات من الناس قد تجمعوا، وجلسوا ينتظرون. بينما كنا نقطع دوار النابلسي، ظهرت دبابة إسرائيلية من خلف تل من الرمل وبدأت بإطلاق النار على الناس بشكل عشوائي. في نفس الوقت، بدأت الطائرات المسيرة في مهاجمتنا نحن والمئات من الناس، بما في ذلك الأطفال، الذي كانوا من حولنا".
يقول محمد سالم إنه رأي فتاتين أمامه تصابان بالرصاص، ورأي الناس في مقدمة الطابور وهم يتعرضون لإطلاق النار وللقتل من قبل الدبابات والطيارات المسيرة.
وأضاف إنه رأى ما يزيد عن خمسين ما بين قتيل وجريح، بينما فر مئات الناس الذي كانوا قد احتشدوا من قبل، ولاذوا بالشوارع الضيقة المجاورة لشارع الرشيد، حتى يتجنبوا وابل الرصاص والقنابل.
رغم ما تعرض له الناس من قتل، عاد محمد سالم إلى المكان مع العشرات من الناس الآخرين عندما وصلت شاحنات الطعام أخيراً في حدود الساعة الحادية عشرة والنصف صباحاً.
رأي بالمجمل ست شاحنات، أربع منها تحمل الطحين والأطعمة المعلبة، بينما كانت الشاحنتان الأخريان تحملان الأدوية.
وعن ذلك يقول محمد سالم: "عاد كثير من الناس لينتظروا الشاحنات كما فعلنا نحن، وذلك رغم جراحهم ورغم تناثر الجثث من حولنا. كانوا يحاولون اللحاق بالشاحنات للتأكد من أنهم سوف يحصلون على بعض الطعام الذي يعودون به إلى عائلاتهم".
وأضاف: "رأيت فتاتين تجريان بمحاذاة الشاحنة وهي منطلقة للحصول على بعض الطحين، وكانتا تجريان بقوة، ولكنهما علقتا تحت الشاحنة، وماتتا على الفور".
"كان المشهد مرعباً"
يؤكد رواية محمد سالم شهود آخرون، بما في ذلك أحمد عابد الذي يبلغ من العمر سبعة وعشرين عاماً.
في صباح يوم الحادي عشر من يناير، اجتمع أحمد عابد وشقيقه مع مجموعة من الشباب وتوجهوا معاً إلى شارع الرشيد في حدود السابعة والنصف صباحاً بعد أن سمع بأن بإمكانه شراء الطحين هناك.
كان يعلم أن ذلك محفوف بالأخطار، إلا أن الطعام الذي تحمله الشاحنات أسعاره مقدور عليها مقارنة بالطحين المنتج محلياً.
مثله مثل محمد سالم، عندما وصل إلى دوار النابلسي، انتهت رحلته إلى منعطف خطير.
بعد أن وصل إلى المعلم القريب من ساحل غزة، انضم إلى حشد كبير من الناس افترض أنهم كذلك يتجهون نحو شاحنات المساعدات.
يقول مستذكراً ما حدث: "فجأة وبدون أي استفزاز أو تحذير، بدأ إطلاق النار يأتي من الجهة التي كان يتوقع أن تأتي منها المساعدات وشاحنات الطحين".
ويضيف: "في نفس الوقت، ظهرت الطائرات المسيرة فوق رؤوسنا، وبدأت بإطلاق النار بشكل عشوائي علينا جميعاً. كانت المناظر مروعة، فقد رأيت الناس يصابون ويسقطون قتلى بالقرب مني."
يقول أحمد عابد إنه كان بإمكانه سماع أزيز الرصاص وهم يمر بالقرب منه، بل وكان يراه يتساقط على الأرض بجواره.
فما كان منه، كما يقول، إلا أن شق طريقه نحو ركام المنازل بمحاذاة شارع الرشيد، يلوذ بأكوام الحطام هناك، لا يقدر على التفكير بشيء سوى الهروب من الرصاص.
وعن ذلك يقول: "كنت في رعب شديد، حتى أنني نسيت شقيقي والشباب الذين كانوا برفقتي."
بعد أن مضى يمشي لبضع مئات من الأمتار، تمكن من الاجتماع ثانية ببعض من أصدقائه، ثم عادوا معاً إلى حيهم.
كان والده ينتظر بقلق مع آخرين من أهالي الحي عودة الرجال إليهم.
أصيب اثنان من الأشخاص الذين كانوا يرافقون أحمد عابد بجروح خطيرة، بما في ذلك واحد أصيب بطلق ناري في رقبته وآخر أصيب بطلق ناري في يده.
يقول أحمد عابد: "كنا نبحث عن الطحين. لن أعود ثانية للحصول على الطحين بعد تلك المرة، حتى لو مت جوعاً".
"بدأ إطلاق النار فجأة"
غدا الجوع بالنسبة لأهل غزة الآن واقعاً يومياً، ورغم أنه لا يوجد مكان في القطاع بأسره يمكن أن يوصف بأنه في مأمن من الهجمات الإسرائيلية، إلا أن الخطر الذي يتهدد الناس في شمال القطاع أشد وأنكى.
يعيش الناس بين الركام ولا يحصلون إلا على النزر اليسير من الطعام، وهم بين خيارين لا ثالث لهما، إما أن يبقوا داخل أماكن الإيواء على أمل إطالة أمد ما يتوفر لديهم من طعام إلى أطول أمد ممكن، أو المخاطرة بالموت من خلال الخروج بحثاً عن الشاحنات التي تنقل المساعدات ومواد الإغاثة.
يعيش محمد حمدي، البالغ من العمر ثلاثة وثلاثين عاماً، مع زوجته وأطفاله الأربعة في مدينة غزة، ومنذ أن بدأت الحرب انضم إليهم والدا حمدي وشقيقه وعائلته المكونة من ثلاثة أفراد، لأن بيوتهم قد دمرت.
في حديث مع موقع ميدل إيست آي، يقول محمد حمدي: "نتناول وجبة طعام واحدة في اليوم، غالباً أرز أو عدس، حتى نتمكن من الحفاظ على أي أطعمة تتوفر لدينا".
عندما سمع بأن شاحنات الطعام سوف تصل بالقرب من شارع الرشيد يوم الحادي عشر من يناير، قرر أن يقوم بالرحلة إلى هناك على أمل الحصول على بعض الأغذية والمواد التموينية.
وعن ذلك يقول: "كنت أعلم أن الطريق قد يكون محفوفاً بالمخاطر، ولكني قررت أن أذهب لأنني لم يكن لدي خيار آخر".
ويضيف: "أطفالي يطلبون مني باستمرار جلب الطعام لهم، ولا يكفون عن القول لوالدتهم إنهم يتضورون جوعاً. لم أحتمل رؤية أطفالي وهم يعانون من الخوف ومن الجوع".
في البداية شعر حمدي بالأمان وهو ينضم إلى الجموع المحتشدة عن دوار النابلسي، ظناً منه بأن إسرائيل ما كانت لتفتح النار على مثل هذا الجمع الكبير من المدنيين. ولكن، لم يلبثوا طويلاً حتى بدأ إطلاق النار عليهم.
يقول مستذكراً ما حدث: "رأيت كثيراً من الناس يتساقطون على الأرض ويموتون."
ويضيف: "لم تكن هناك سيارات إسعاف في المنطقة، ولم يتمكن أحد من فعل شيء لأن إطلاق النار بدأ فجأة، وراح الناس يركضون في حالة من الارتباك والرعب".
قال محمد حمدي إنه شاهد أهل المنطقة الذين جاءوا بالعربات التي تجرها الحمير من أجل تحميل الطحين قد راحوا بدلآ من ذلك يستخدمون العربات من أجل نقل الموتى والجرحى بعيداً عن المنطقة التي تتعرض لإطلاق النار.
قام آخرون، ممن كانت لديهم سيارات، بتحويل سياراتهم إلى ما يشبه عربات الإسعاف.
يقول محمد حمدي: "تجمدت في مكاني. بدأت أبكي لأنني لم أكن قادراً على فعل شيء، ولا حتى على الهرب. لم أعرف ماذا أفعل".
وعندما عاد إلى وعيه، جرى محمد حمدي، ولكن ما أن فعل ذلك حتى اخترقت رصاصة قدمه.
يصف الجرح بأنه سطحي، ولذلك لم يحل بينه وبين الاستمرار في الجري بعيداً عن المكان الذي كانت تنهال عليه النيران، رغم أن قدمه كانت تنزف.
وعن ذلك يقول: "عدت إلى البيت في وقت لاحق من ذلك اليوم دون أن أحصل على شيء من الطحين أو من الطعام لأطفالي".
ويضيف: "لو كنت أعلم أن الحصول على المعونات يعني حدوث مجزرة لما ذهبت إطلاقاً. وأحمد الله على أنني تمكنت هذه المرة من العودة إلى عائلتي سالماً."
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الجوع غزة الفلسطينيين المساعدات فلسطين غزة الجوع المساعدات قصف إسرائيلي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحادی عشر من میدل إیست آی شارع الرشید إطلاق النار أحمد عابد یقول محمد محمد حمدی محمد سالم من الناس فی شمال بعد أن إلا أن
إقرأ أيضاً:
أعوان السلطة ينتظرون صرف مستحقات الإحصاء
زنقة 20 ا مراكش | محمد المفرك
أفادت مصادر، أن أعوان السلطة بعمالة مراكش الذين شاركوا في عمليات الإحصاء العام للسكان والسكنى لـسنة 2024، لم يتوصلوا بمستحقاتهم التي وعدوا بها إسوة بباقي المشاركين في العملية الذين توصلوا بمستحقاتهم فور انتهائها.
وأكدت المصادر ذاتها، أن استياء عارما يسود وسط أعوان السلطة، بسبب تأخر صرف المستحقات، خصوصا وأنهم يعيشون ظروفا مادية صعبة بسبب أجورهم الهزيلة.
وتشتكي هذه الشريحة التي غالباً ما يتردد أفرادها في المطالبة بحقوقهم “خوفاً من العقوبات”.
ويرجع عدم صرف المستحقات إلى شد الحبل بين مندوبية التخطيط ووزارة الداخلية حول آلية صرف التعويضات الخاصة بأعوان السلطة الذين ساهموا في الإحصاء العام 2024، حيث تطالب وزارة الداخلية بتحويل هذه التعويضات إليها لتقوم بتوزيعها على أعوان السلطة، معتبرة أن ذلك يتماشى مع مهامها كمؤسسة مشرفة على هذه الفئة.
في المقابل، تدعو المندوبية السامية إلى الحصول على أرقام الحسابات البنكية للأعوان ليتم صرف المستحقات مباشرة لكل مستفيد، في خطوة تهدف إلى تعزيز الشفافية وتسريع عملية صرف المستحقات، أسوة بالفئات الأخرى.