العلماء يحددون عمر "غابة أعشاب البحر" في قاع المحيط الهادئ
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
نشأت النظم البيئية الأكثر إنتاجية تحت الماء على وجه الأرض منذ أكثر من 32 مليون سنة.
ووجد علماء من الولايات المتحدة وأوروبا أن ما يسمى بغابات أعشاب البحر، وهي أكثر النظم البيئية تحت الماء إنتاجية على وجه الأرض، نشأت في قاع المحيط الهادئ قبل 32 مليون سنة على الأقل، وليس قبل 14-15 مليون سنة، كما كان يعتقد في الماضي.
ونقلت الخدمة الصحفية للجامعة عن سيندي لوي الأستاذة بجامعة كاليفورنيا في بيركلي قولها: "كان يعتقد أولا أن غابات أعشاب البحر لا يمكن أن تظهر في المحيط الهادئ قبل 14 مليون سنة، لأن الكائنات الحية المرتبطة بهذه النظم البيئية لم تكن موجودة قبل ذلك. لقد تمكنا من إثبات وجود هذه المناطق الحيوية التي كانت مأهولة في الأصل بكائنات حية مختلفة تماما عن الحيوانات اللافقارية والفقارية".
يذكر أن ما يسمى بغابات أعشاب البحر تعد من أكثر النظم البيئية إنتاجية على وجه الأرض. وهي مناطق ضحلة في قاع محيطات الأرض حيث تنمو كتل كثيفة من طحالب عشب البحر البني وغيرها من النباتات. وتشكل كتلتها الحيوية سريعة النمو أساسا لوجود عدد كبير من اللافقاريات والكائنات الفقارية، بما في ذلك الرخويات وقنافذ البحر والقشريات والأسماك والفقمات وثعالب البحر.
وقد وجد الباحثون أن هذه النظم البيئية البحرية المهمة ظهرت في المحيط الهادئ في بداية عصر الأوليجوسين، منذ أكثر من 32 مليون سنة. وتوصل العلماء إلى هذا الاستنتاج خلال عمليات التنقيب في المناطق الغربية من ولاية واشنطن بأمريكا الشمالية، حيث توجد الصخور التي تشكلت في قاع المحيط الهادئ في الماضي البعيد.
واكتشف العلماء في هذه الصخور العديد من بقايا جذور الطحالب وبصمات سيقانها، بالإضافة إلى أدلة أخرى على أن الشواطئ الغربية للولايات المتحدة المعاصرة في بداية العصر الأوليغوسيني كانت مغطاة بغابات أعشاب البحر. وهذا، كما لاحظ العلماء، يدفع زمن ظهورها إلى الماضي بـ18 مليون سنة تقريبا، إذ أن عمر أقدم دليل أحفوري على وجودها كان قبل ذلك 14 مليون سنة.
ويفترض العلماء أن غابات أعشاب البحر القديمة كانت بمثابة موطن رئيسي للديسموستيليانز الغامضة، وهي ثدييات بحرية كبيرة مماثلة في الحجم والمظهر لأفراس النهر، وعاشت قبالة سواحل المحيط الهادئ منذ بداية العصر الأوليجوسيني وحتى نهاية العصر الميوسيني، وحتى الآن لم يتمكن علماء الأحفوريات من تحديد الأنظمة البيئية التي عاشت فيها هذه المخلوقات. وخلص الباحثون إلى أن انقراضها منذ حوالي 7 ملايين سنة أتاح المجال لحيوانات غابات أعشاب البحر الحديثة.
المصدر: تاس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: المحيط الهادي المحیط الهادئ النظم البیئیة ملیون سنة فی قاع
إقرأ أيضاً:
تايبيه:واشنطن لن تتخلّى عن منطقة آسيا والمحيط الهادئ
تايبيه"أ.ف.ب": أبدت تايوان اليوم الثلاثاء ثقتها بأنّ الولايات المتّحدة "لن تتخلّى" عن منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وذلك في تصريح نشر اليوم بعد أن ساد الجزيرة قلق من أن تلقى نفس مصير أوكرانيا التي هدّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ"تركها" لمصيرها.
وقال وزير الدفاع التايواني ويلينغتون كو للصحافيين في تصريحات صحفية إنّ "الولايات المتحدة لا تستطيع الانسحاب" من المنطقة لأنّ بقاءها "يصبّ في مصلحتها الأساسية".
وأضاف أنّ الدفاع عن منطقة آسيا والمحيط الهادئ يهمّ "حتما المصلحة الوطنية للولايات المتحدة، سواء من وجهة نظر اقتصادية أو جيوسياسية أو أمنية-عسكرية".
وأكّد الوزير التايواني أنّه "مقتنع بأنّ الولايات المتّحدة لن تتخلّى" عن المنطقة.
وفي مواجهة الضغوط العسكرية المتزايدة عليها من جانب بكين التي لم تستبعد خيار استخدام القوة لإعادة الجزيرة إلى سيادتها، اعتمدت تايوان تقليديا على واشنطن للدفاع عنها.
لكنّ قرار ترامب تعليق المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا وانتقاداته ترامب المتكرّرة لهيمنة تايوان على صناعة أشباه الموصلات المتطورة جعل التايوانيين يخشون من أن تتراجع الولايات المتحدة عن التزامها أمن الجزيرة.
غير أنّ وزير الدفاع التايواني شدّد على أنّ الجزيرة ترتدي أهمية بالغة للولايات المتّحدة في ضمان أمن سائر حلفائها في المحيط الهادئ ولا سيّما اليابان والفيليبين.
وقال "إذا سقطت تايوان واستولى عليها الحزب الشيوعي الصيني، فما هو الوضع الذي ستكون عليه اليابان؟ وما هو الوضع الذي ستكون عليه الفيليبين؟".
من جانبه، تعهّد رئيس وزراء تايوان تشو جونغ-تاي اليوم الثلاثاء أن تحافظ الجزيرة على "مكانتها الرئيسية" في سلسلة التوريد العالمية لشرائح أشباه الموصلات.
وأتى هذا التعهّد بعد أن أعلنت شركة "تي إس إم سي" التايوانية عن استثمار بقيمة 100 مليار دولار لبناء مصانع جديدة لها في الولايات المتّحدة.
وقال تشو للصحافيين بحسب بيان أورده مكتبه إنّه "من المهمّ أن نحافظ على مكانتنا الرئيسية في السلسلة الصناعية الدولية وأن نضمن أنّنا رائدون في التقنيات الرئيسية".
وصدرت تصريحات رئيس الوزراء التايواني بعيد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض عن استثمار ضخم بقيمة 100 مليار دولار لشركة "تي اس ام سي" التايوانية العملاقة لصناعة أشباه الموصلات في الولايات المتحدة.
وقال ترامب وقد وقف إلى جانبه سي. سي. وي، الرئيس التنفيذي للشركة التايوانية، إنّ هذا الاستثمار الضخم الذي تعهّدت "تي إس إم سي" القيام به سيضاف إلى تعهّداتها السابقة في السوق الأميركية.
وأضاف أنّ الاستثمار الجديد يقضى بـ"بناء خمسة مرافق تصنيع متطورة".
وأوضح أن جزءا كبيرا من التمويل سيتمّ استثماره في ولاية أريزونا حيث سبق للشركة أن استثمرت بقوة، مشيرا إلى أنّ "تي إس إم سي" ستخلق "آلافا عديدة" من الوظائف ذات الأجور المرتفعة باستثمارها الجديد هذا.
و"تي إس إم سي" (الشركة التايوانية لتصنيع أشباه الموصلات" هي أكبر شركة في العالم لصناعة الرقائق وقد واجهت منذ فترة طويلة مطالب بنقل مزيد من إنتاجها بعيدا عن تايوان، وسط مخاوف من تعطل إمدادات هذه التكنولوجيا الحيوية إذا ما اندلع أي نزاع بين تايبيه وبكين.
وفي عهد الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، تعهّدت الشركة استثمار أكثر من 65 مليار دولار لبناء ثلاثة مصانع في ولاية أريزونا، بدأ أحدها الإنتاج في أواخر عام 2024.