نشأت النظم البيئية الأكثر إنتاجية تحت الماء على وجه الأرض منذ أكثر من 32 مليون سنة.

ووجد علماء من الولايات المتحدة وأوروبا أن ما يسمى بغابات أعشاب البحر، وهي أكثر النظم البيئية تحت الماء إنتاجية على وجه الأرض، نشأت في قاع المحيط الهادئ قبل 32 مليون سنة على الأقل، وليس قبل 14-15 مليون سنة، كما كان يعتقد في الماضي.

وقالت الخدمة الصحفية لجامعة "كاليفورنيا" في بيركلي إن هذا يدعو إلى التشكيك في الأفكار السائدة حول تطور كائناتها الحية.

إقرأ المزيد اكتشاف آثار أكبر ثوران بركاني في بحر إيجه

ونقلت الخدمة الصحفية للجامعة عن سيندي لوي الأستاذة بجامعة كاليفورنيا في بيركلي قولها: "كان يعتقد أولا أن غابات أعشاب البحر لا يمكن أن تظهر في المحيط الهادئ قبل 14 مليون سنة، لأن الكائنات الحية المرتبطة بهذه النظم البيئية لم تكن موجودة قبل ذلك. لقد تمكنا من إثبات وجود هذه المناطق الحيوية التي كانت مأهولة في الأصل بكائنات حية مختلفة تماما عن الحيوانات اللافقارية والفقارية".

يذكر أن ما يسمى بغابات أعشاب البحر تعد من أكثر النظم البيئية إنتاجية على وجه الأرض. وهي مناطق ضحلة في قاع محيطات الأرض حيث تنمو كتل كثيفة من طحالب عشب البحر البني وغيرها من النباتات. وتشكل كتلتها الحيوية سريعة النمو أساسا لوجود عدد كبير من اللافقاريات والكائنات الفقارية، بما في ذلك الرخويات وقنافذ البحر والقشريات والأسماك والفقمات وثعالب البحر.

وقد وجد الباحثون أن هذه النظم البيئية البحرية المهمة ظهرت في المحيط الهادئ في بداية عصر الأوليجوسين، منذ أكثر من 32 مليون سنة. وتوصل العلماء إلى هذا الاستنتاج خلال عمليات التنقيب في المناطق الغربية من ولاية واشنطن بأمريكا الشمالية، حيث توجد الصخور التي تشكلت في قاع المحيط الهادئ في الماضي البعيد.

واكتشف العلماء في هذه الصخور العديد من بقايا جذور الطحالب وبصمات سيقانها، بالإضافة إلى أدلة أخرى على أن الشواطئ الغربية للولايات المتحدة المعاصرة في بداية العصر الأوليغوسيني كانت مغطاة بغابات أعشاب البحر. وهذا، كما لاحظ العلماء، يدفع زمن ظهورها إلى الماضي بـ18 مليون سنة تقريبا، إذ أن عمر أقدم دليل أحفوري على وجودها كان قبل ذلك 14 مليون سنة.

ويفترض العلماء أن غابات أعشاب البحر القديمة كانت بمثابة موطن رئيسي للديسموستيليانز الغامضة، وهي ثدييات بحرية كبيرة مماثلة في الحجم والمظهر لأفراس النهر، وعاشت قبالة سواحل المحيط الهادئ منذ بداية العصر الأوليجوسيني وحتى نهاية العصر الميوسيني، وحتى الآن لم يتمكن علماء الأحفوريات من تحديد الأنظمة البيئية التي عاشت فيها هذه المخلوقات. وخلص الباحثون إلى أن انقراضها منذ حوالي 7 ملايين سنة أتاح المجال لحيوانات غابات أعشاب البحر الحديثة.

المصدر: تاس

 

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: المحيط الهادي المحیط الهادئ النظم البیئیة ملیون سنة فی قاع

إقرأ أيضاً:

عالم رباني.. نور في زمن الظلمات

في زمن تكثر فيه الفتن وتتلاطم أمواج الشبهات، يظهر بيننا علماء ربانيون، أنار الله بصائرهم، وأفاض عليهم من علمه، فصاروا نبراسًا يهتدي به الحائرون، وسراجًا يضيء دروب السائرين.

فضيلة الامام العالم الرباني، لم يقتصر علمه على العلوم الشرعية، بل اجتهد في أفرع العلوم الأخرى حتى بلغ فيها المنتهى، فكان موسوعة علمية متنقلة، ينهل من علمه القاصي والداني.

لم يكن علمه حبيس الكتب، بل تجلى في مواقف وطنية عظيمة، فكان خير مدافع عن دينه ووطنه، يقف في وجه الإرهاب بالكلمة ويصدع بالحق، ويفضح زيف المتطرفين، ويدعو إلى الوسطية والاعتدال.

فضيلة الإمام العالم الرباني الجليل على جمعة، كان لتصديه للأفكار الإرهابية أهمية بالغة، فقد كان يدرك خطورة هذه الأفكار على المجتمع، وكيف أنها تستغل الدين لتبرير العنف والقتل، فكان يواجهها بالحجة والبرهان، ويفند شبهاتهم، ويكشف زيف ادعاءاتهم.

كانت كلماته بمثابة سهام الحق، تخترق قلوب الظالمين، وتكشف زيفهم، وتدحض حججهم، فكانت له مواقف مشهودة في الدفاع عن الوطن، والذود عن حياضه، والتصدي لكل من تسول له نفسه المساس بأمنه واستقراره.

لقد كان فضيلة الإمام على جمعة، العالم الرباني نموذجًا فريدًا للعالم العامل، الذي يجمع بين العلم والعمل، وبين الدين والوطن، وبين الأصالة والمعاصرة، فكان بحق قدوة للأجيال، ومصدر إلهام للشباب، ونبراسًا يضيء طريق الحق والخير.

و كما قال الشاعر:

العلم يرفع بيتاً لا عماد له والجهل يهدم بيت العز والشرف

وبمناسبة شهر رمضان الكريم، شهر الطاعة والتقوى، نحث جموع المواطنين على الاقتداء بهذا العالم الرباني الجليل، والزود عن دينه ووطنه، والدفاع عن مذهبه الوسطي المستنير، الذي يدعو إلى التسامح والتعايش، ونبذ العنف والتطرف.

وإذا نظرنا إلى التاريخ، نجد أن علماءنا الربانيين كانوا دائمًا في طليعة المدافعين عن الدين والوطن، فكما كان الإمام العز بن عبد السلام يقف في وجه الظلم والطغيان، ويصدع بالحق، كذلك عالمنا اليوم، فضيلة الإمام على جمعة، يقف في وجه الإرهاب والتطرف، ويدعو إلى الوسطية والاعتدال.

قال الشاعر:

إذا العلم لم تكتنفه شمائل تعليه كان مطية الإخفاق.

وكما كان الإمام النووي يجمع بين العلم والعمل، والزهد والورع، فوريثه الشرعي فضيلة الامام على جمعة، يجمع بين العلم الغزير، والعمل الدؤوب، والزهد في الدنيا، والورع في الدين.

وبما أن العلماء ورثة الأنبياء، فإن عالمنا الجليل يرث عنهم العلم والحكمة، ويشارك السلف الصالح في حمل رسالة الدين، وتبليغها للناس.

فقد قيل في حب العلماء:

العلماء ورثة الأنبياء فحبهم فريضة وتقديرهم إحسان.

وإذا أردنا أن نشبهه بأحد الصحابة العلماء، لكان أشبه بعبد الله بن مسعود رضي الله عنه، الذي كان من أعلم الصحابة بالقرآن والسنة، ومن أزهدهم في الدنيا، ومن أورعهم في الدين.

وإننا إذ نرى فضيلة الإمام العالم الجليل على جمعة - حفظه الله - يعيش بيننا حيًا يرزق، لندعو الله له بموفور الصحة والعافية، وأن يزيده علمًا وتوفيقًا، وأن يجعله ذخرًا للإسلام والمسلمين، وأن يبارك في عمره وعمله، وأن يجعله من الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "العلماء ورثة الأنبياء".

رحم الله علمائنا الربانيين الذين سبقوا بالإيمان، وجزاهم عن أمتهم خير الجزاء، وأدام علمائنا الحاليين و جعلهم لنا نبراسًا نهتدي به، وسراجًا يضيء لنا دروبنا، حيا الله فضيلة الإمام على جمعة و كل علماء أمتنا.

في كل أسبوع خلال شهر رمضان، أتشرف بأن تُزين صفحات جريدة الأسبوع بنور عالم من علماء أمتنا الأجلاء، فنسعى جاهدين لنقل قبس من علمهم، ونشر عبق من حكمتهم، ليكونوا لنا نبراسًا يضيء دروبنا في زمن الفتن والشبهات.

مقالات مشابهة

  • الكرملين يقلل من نتائج قمة لندن..وزيلينسكي وحلفاؤه الأوروبيون يحددون ردهم على ترامب
  • العبري يُكمل بحثه الثاني حول السياحة البيئية في الصين
  • إيه حكم المتصاحبين وبيمسكوا إيد بعض؟ فتاة تسأل علي جمعة
  • "البيئة" تُنظم ورشة بعنوان "المؤشرات البيئية ونظم المعلومات الجغرافية"
  • زيلينسكي وحلفاؤه الأوروبيون يحددون ردهم على ترامب .. الرئيس الأوكراني: الأولوية التوصل لسلام دائم وإنهاء الحرب
  • زلزال بقوة 4.6 درجات يضرب جزر فيجي جنوب المحيط الهادئ
  • أعشاب مطروح.. أفضل المشروبات الطبيعية لمقاومة العطش خلال الصيام
  • أحمد عمر هاشم: ذكر الله يحقق ما لا يحققه الدعاء
  • قتلى بـ«إعصار» بالمحيط الهادئ وحريق مأساوي في طبريا وانتحار مراهق باليمن!
  • عالم رباني.. نور في زمن الظلمات