معلومات الوزراء يطلق أولى جلسات الحوار الوطني الشامل
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
أطلق مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، أولى جلسات الحوار الوطني الشامل حول وثيقة "أبرز التوجهات الاستراتيجية للاقتصاد المصري "٢٠٢٤-٢٠٣٠"، أمس الثلاثاء ١٦ يناير، بعقد ورشة عمل موسعة، تحت عنوان: "آفاق النمو والتشغيل" وذلك في سياق التوجه الاستراتيجي الأول "تحقيق نمو اقتصادي قوي وشامل ومستدام ومتوازن داعم لنهضة الدولة المصرية"، بحضور نخبة من الخبراء وأساتذة الجامعات ونواب البرلمان وممثلي الجهات التنفيذية ومنظمة العمل الدولية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بهدف التوافق حول أفضل سياسات وآليات التنفيذ ومصادر التمويل لتحقيق ذلك التوجه الاستراتيجي، علاوة على مناقشة الأولويات العاجلة لعام 2024.
وفي هذا الصدد، قال أسامة الجوهري، مساعد رئيس مجلس الوزراء، رئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، إن المشروع البحثي الذي تم تكليف المركز بإعداده لوضع أبرز التوجهات الاستراتيجية للاقتصاد المصري على مدار السنوات الست المقبلة قد استغرق 6 أشهر من العمل، وتم عبر عقد 19 ورشة عمل مع الخبراء المحليين والدوليين، والذين بلغ عددهم 400 خبير، وخلص إلى 873 توصية داعمة لأداء الاقتصاد المصري، ليتم استخلاص وثيقة التوجهات الاستراتيجية للاقتصاد المصري من هذه التوصيات، وطرحها للحوار الوطني.
ومن جانبها، عرضت الدكتورة هبة عبد المنعم، رئيس محور شؤون المكتب الفني بالمركز، رئيس اللجنة العلمية الاستشارية للمركز، أبرز مستهدفات الوثيقة التي استندت إلى دراسات تحليلية لمسارات الاقتصاد المصري على مدار الأربعين عامًا الماضية، والتي تعتبر واحدةً من مخرجات مشروع بحثي متكامل اشتمل كذلك على خطة تنفيذية مفصلة تتضمن العديد من آليات التنفيذ في المدى القصير والمتوسط والطويل، موضحة أن الهدف من طرح الوثيقة للحوار الوطني هو تحقيق توافق مجتمعي حول سياسات وآليات تنفيذ مستهدفات الوثيقة الاستراتيجية.
وأكدت "عبد المنعم"، أن الأرقام المستهدفة في الوثيقة ليست بعيدة عن قدرات الاقتصاد المصري، ففي عمق الأزمة الروسية - الأوكرانية استطاع الاقتصاد المصري أن يحقق معدل نمو بلغ 6.6% في عام 2022، فيما نجح خلال عدد من السنوات السابقة في تحقيق معدل نمو بلغ 7%، ومن ثم فتبني مستهدف تحقيق معدل نمو اقتصادي يتراوح بين 6 إلى 8 % خلال الفترة (2024-2030) هو أمر ممكن الحدوث وفق مقدرات الاقتصاد المصري.
كما أشارت إلى أن الرؤى بطبيعتها تستلزم تبني مستهدفات طموحة كفيلة بتحقيق أغراض النهضة الاقتصادية الشاملة، وأن الوثيقة لم تُركز فقط على رفع وتيرة النمو الاقتصادي، وإنما ركزت كذلك على تحسين نوعية النمو الاقتصادي، وبحيث تكون وتيرة النمو أكثر شمولية ومن مصادر أكثر استدامة ومدفوعة بالأساس بنشاط القطاع الخاص من خلال زيادة مساهمة كل من الاستثمارات والصادرات في الناتج المحلي لتُسجل 50% بحلول عام 2030.
وعقب عرض الوثيقة ومستهدفاتها، أكد محمد سعفان، وزير القوى العاملة السابق، على قدرة الاقتصاد المصري على تحقيق المستهدفات المتضمنة في الوثيقة، مشيداً بفكرة بدء الحوار الوطني حول الوثيقة، لأن أهم ركيزة من ركائز تحقيق أي استراتيجية وطنية هو المواطن، مؤكدًا أن شعور المواطن بالمشاركة في وضع السياسات والخطط التنفيذية من شأنه أن يدعم تنفيذها بشكل كبير وقوى، مضيفًا أن الركيزة الأخرى التي تحتاجها الاستراتيجية للتنفيذ على أرض الواقع هي دعم صغار الصناع والمنتجين والمصدرين ليتمكنوا من الحصول على نصيب عادل من السوق، بجانب تهيئة المنظومة التشريعية لتحقيق التوازن بين العامل وصاحب العمل ودعم مستويات التشغيل.
كما أشاد النائب عادل عبد الفضيل، رئيس لجنة القوى العاملة بمجلس الشيوخ، بقرار طرح وثيقة التوجهات الاقتصادية للحوار الوطني، مطالبًا بضرورة تيسير سبل تفعيل التشريعات التي استهدفت الإصلاح الهيكلي، خاصة في ظل وجود توجه للجمهورية الجديدة لدعم كافة القطاعات الإنتاجية، وهو ما ظهر في الدورات البرلمانية السابقة التي ناقشت عددًا كبيرًا من التشريعات التي تستهدف تقنين أوضاع الاقتصاد غير الرسمي وحماية العمالة غير المنتظمة، ومنها قانون التأمينات الجديد الذي يحمل العديد من الامتيازات.
وقال الدكتور أحمد عاشور، المشرف على وحدة الحسابات القومية بوزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، إن الوثيقة تستهدف تحقيق ميزة نسبية للاقتصاد المصري، من خلال تنويع الهيكل الاقتصادي للدولة المصرية بين الزراعة والصناعة والسياحة والخدمات اللوجستية والاتصالات والتشييد والبناء، موضحًا أن الوثيقة تدعم تحقيق أقصى استفادة ممكنة من هذا التنوع في الهيكل الاقتصادي والذى يمنح الاقتصاد المصري المرونة الكافية لمواجهة أي تحديات وتأثيرات للأزمات الخارجية، وهو بالفعل أحد مستهدفات وثيقة التوجهات الاستراتيجية للاقتصاد المصري، مشيرًا إلى أن الوثيقة تعتبر خطوة مكملة لمجموعة الإصلاحات التي استهدفتها وثيقة سياسات ملكية الدولة، في وقت يُعاني العالم فيه من تداعيات اقتصادية عنيفة.
وأشار عبد الحميد بلال، مستشار وزير القوى العاملة الأسبق، إلى التحديات الكبيرة التي تواجه قطاع التشغيل في مصر؛ منها الفجوة في الأجور في بعض القطاعات الصناعية والزراعية لصالح وظائف خدمية داخل الاقتصاد غير الرسمي، بخلاف بعض المشكلات المتعلقة بضرورة الاستقرار على تعريفات واضحة ومحددة وثابتة لـ (الأجر الأساسي والثابت والشامل).
وثمنّ حسن مصطفى، مساعد وزيرة التضامن الاجتماعي للاستثمار والأصول، اهتمام الوثيقة بالنص على توزيع التنمية العادلة بين محافظات الجمهورية، وهو مستهدف يمكن تحقيقه على أرض الواقع بسهولة من خلال التركيز على تمويل المشروعات التي تعتمد بشكل أساسي على الميزة النسبية التنافسية لكل محافظة، بحيث تحصل كل محافظة على تمويل مُبتكر للمشروعات التي تدعم ميزتها التنافسية، ويتطلب ذلك أيضًا التركيز على التحديات التي تواجه فرص الاستثمار في كل محافظة على حسب طبيعتها، مثل: محافظة الوادي الجديد، وهي واعدة في فرص الاستثمار الزراعي، لذلك لابد من برنامج خاص بكل محافظة يُحفز الميزة النسبية لها وقوانين خاصة داعمة.
واقترحت الدكتورة نشوى بلال، مدير إدارة التشغيل بمنظمة العمل الدولية بالقاهرة، تنظيم ورش نوعية وقطاعية بحيث يتم الخروج بخطط تنفيذية تعمل على حل المشكلات الهيكلية، وفى نفس الوقت، وبشكل متواز، يكون هناك خطة إصلاح قطاعية، تُراعى خصوصية كل قطاع اقتصادي واحتياجاته، مشيرةً إلى أن بعض المشكلات يُمكن حلها من خلال بعض القرارات أو التشريعات، مثل: تقليل فجوة النوع في سوق العمل، مُضيفة أن دخول نسبة من المرأة غير العاملة لسوق العمل كفيل بخفض كبير لمعدل البطالة، وهو أمر يُمكن تحفيزه من خلال تنفيذ بيئة عمل مناسبة للمرأة.
وقال الدكتور جمال شحاتة، العميد الأسبق بكلية التجارة بجامعة القاهرة، أستاذ الإدارة الاستراتيجية، إن الوثيقة طموحة وقابلة للتنفيذ وليست بعيدة عن الواقع كما يتصور البعض، مطالبًا بضرورة وضع خطط تنفيذية دقيقة مع خطة مراجعة مستمرة لتحقيق المستهدفات في المراحل المختلفة، وأن يكون هناك تصورات لمسارات بديلة لتحقيق كل مستهدف، بحيث إذا لم يُحقق أحد المسارات المُستهدف، يكون هناك مسار بديل مقترح يتم اللجوء إليه للوصول إلى نفس المُستهدف المنصوص عليه في الوثيقة، وهو أمر ضروري في الوقت الحالي لمواجهة حالة عدم اليقين التي أصبحت تسيطر على الاقتصادات العالمية نتيجة التغيرات السريعة على الساحة الدولية.
وقال الدكتور أحمد جيوشي، نائب وزير التربية والتعليم للتعليم الفني سابقًا، إن مشاركة القطاع الصناعي في التعليم الفني والمزدوج ضرورة في الوقت الحالي لضبط سياسات التشغيل والخروج بجيل قادر على دخول سوق العمل بشكل مباشر وبناء على فرص حقيقية، مضيفًا أن هناك تجارب مُشابهة في ذلك المجال، يُمكن الاستعانة بها خاصة في ألمانيا وماليزيا.
وأكدت الدكتورة عبير شقوير، ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أن فرص تحقيق الاستراتيجية للمُستهدفات المنصوص عليها ستكون أكبر إذا ما تم وضع خطط تنفيذية تتماشى مع التوجهات العالمية المعنية بالاقتصاد الأخضر والتمويل المرتبط بالتنمية المستدامة والتحول الرقمي، مُشيرة إلى أن مصر لديها موقع مُتصدر عالميًا في صناعة التعهيد، وهو مؤشر على المقومات التي يمتلكها الاقتصاد المصري، وتمكنه من تحقيق المرونة المطلوبة لمواجهة التحديات العالمية.
وأشارت الدكتورة منال جمال الدين، رئيس الإدارة المركزية لتمكين الشباب بوزارة الشباب والرياضة، إلى أن هناك خططًا واستراتيجيات كثيرة تنفذها وزارة الشباب والرياضة على أرض الواقع حاليًا تتوافق مع مُستهدفات وثيقة التوجهات الاستراتيجية للاقتصاد المصري، ومنها مبادرات تأسيس حاضنات أعمال داخل مراكز الشباب وتنظيم أكثر من مُلتقى للتوظيف، وبرامج تدريب وتعريف الشباب بمفاهيم ريادة الأعمال، ومحاولة تحقيق التوازن في النوع في سوق العمل من خلال مبادرة (علمني حرفة) التي تستهدف النساء والفتيات، ومبادرة (التدريب من أجل التشغيل) والتي تعمل كحلقة وصل بين القطاع الخاص والشباب لتقديم خدمات التدريب بناء على فرص العمل المطلوبة، بخلاف دعم الشباب والنساء في المشروعات الصغيرة من خلال التدريب والتسويق في الداخل والبحث عن فرص تسويقية في الخارج، وهي أنشطة يمكن أن تجد لها فرصًا كبيرة لتحقيق أثر أكبر في المجتمع من خلال وثيقة التوجهات الاقتصادية.
وأكد الدكتور أمنحتب ميخائيل، عضو مجلس البحوث الاقتصادية والإدارية بأكاديمية البحث العلمي، مستشار رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أن استراتيجية التوجهات الاقتصادية تمثل فرصة جيدة للاستفادة من البحوث والدراسات التي تدعم زيادة المكون المحلى في التصنيع، وهو أمر يتلاقى مع مستهدفات الوثيقة، وهو إحلال الواردات وتخفيض الفاتورة الاستيرادية، كما أشار الدكتور أمنحتب إلى أن الوثيقة تتضمن تحقيق فرص كبيرة لجذب الاستثمار في قطاعات الطاقة الجديدة والمتجددة والاقتصاد الأخضر، وهو ما يتماشى مع التوجهات العالمية لدى الجهات التمويلية.
وأشارت أمنية عبد الحميد، مساعد وزير العمل، إلى أن الوزارة وضعت مؤخرا الإطار العام للإستراتيجية الوطنية للتشغيل، والتي تم التوصل إليها من خلال لجان فنية ضمت ممثلين عن كافة الوزارات وأصحاب المصلحة بناء على الرؤي التي تم استخلاصها منهم، ويتضمن الإطار العام للاستراتيجية فرص زيادة الاستثمار الذي بدوره يزيد معه إتاحة فرص عمل، ودمج القطاع غير الرسمي في الاقتصاد، ورصد للوظائف التي ستنشأ في المستقبل، وتمكين المرأة في سوق العمل، وتعزيز المساواة في بيئة العمل، وتصدير العمالة للخارج.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مجلس الوزراء الحوار الوطني الشامل الدولة المصرية نمو اقتصادي البرلمان التوجهات الاستراتیجیة للاقتصاد المصری الاقتصاد المصری وثیقة التوجهات مجلس الوزراء سوق العمل کل محافظة من خلال إلى أن
إقرأ أيضاً:
وزيرة البيئة: نحرص على فتح حوار مجتمعي كمنصة لاستفساراتهم حول القضايا البيئية
أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، أهمية تعزيز الحوار المجتمعي كمنصة أساسية للتواصل بين الوزارة وكافة أطياف المجتمع، بهدف طرح الأسئلة والاستفسارات المتعلقة بالقضايا والمفاهيم البيئية.
ولفتت ياسمين فؤاد إلى أن هذا النهج يأتي انطلاقاً من إيمان الوزارة بأهمية الشراكة بين منظمات المجتمع المدني والإدارة المحلية والقطاع الخاص لضمان استدامة المبادرات البيئية، لافتة الى أن الوزارة تسعى لفتح قنوات تواصل مستمرة مع المجتمع لتشجيع دور الأفراد والمؤسسات في تحقيق الطموحات والأهداف البيئية، مؤكدة أن التعاون والتكامل بين مختلف الجهات يساهم بشكل مباشر في تعزيز العمل البيئي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
جاء ذلك خلال الحوار المجتمعي الذى تم تنظيمه من خلال وزارة البيئة بجامعة الوادي الجديد ضمن فعاليات جولة وزيرة البيئة بمحافظة قنا لتفقد عدد من مشروعات البنية التحتية لمنظومة إدارة المخلفات بالمحافظة، وذلك بحضور الدكتور خالد عبد الحليم محافظ قنا، الدكتور احمد عكاوي رئيس جامعة الوادي الجديد، الدكتور حازم عمر نائب المحافظ، الدكتور محمد سعيد نائب رئيس الجامعة لخدمة المجتمع، ولفيف من نواب الجامعة وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ، وأعضاء هيئة التدريس وممثلي المجلس القومي للمرأة والمجتمع المدني والاعلام المصري، وعدد من طلبة وطالبات الجامعة.
وشهد اللقاء استعراض جهود وزارة البيئة في الالتزام بالأولويات الوطنية في العمل البيئي والتي تشمل حماية الموارد الطبيعية، والحد من مصادر التلوث لحماية البيئة وصحة المواطنين.، ودعم الاستثمار البيئي والمناخي، والتعاون مع محافظة قنا فى تحقيق الاستدامة، واجراءات تقييم الأثر البيئى للمشروعات الكبرى، وجهود الحد من قطع الأشجار، وأيضا تشجيع منظمات المجتمع المدنى للمشاركة فى العمل البيئي، بالإضافة إلى إبراز دور الحكومة المصرية لتحقيق توازن بين متطلبات التنمية والحفاظ على البيئة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأعربت وزيرة البيئة عن اعتزازها بالتواجد وإطلاق الحوار المجتمعي من جامعة جنوب الوادي التي تعد صرحا علميا يقوم بمهمة حيوية في تلبية متطلبات اقليم جنوب الوادي بصعيد مصر في مختلف التخصصات العلمية.
وأوضحت ياسمين فؤاد أن الحوار المجتمعي يعد أحد مستهدفات برنامج الحكومة الجديدة، تحت محور «نظام بيئي متكامل مستدام»، ولأول مرة في ملف البيئة بمصر يتم وضعه تحت محور الامن القومي المصري في برنامج الحكومة، كنتاج لإيمان القيادة السياسية بأهمية الملف البيئي وضرورة ادراجه في كافة مناحي التنمية، وأن يكون ضمن أولويات الدولة، مما ساعد على تحقيق إنجازات كبيرة فيه خلال الفترة الماضية، مشيرة الى أن أهمية ملف البيئة تأتي من تقاطعه مع مختلف القطاعات، فالعمل البيئي يوصف بأنه السهل الممتنع.
ونوهت الدكتورة ياسمين فؤاد بأن فكرة الحوار المجتمعي نتجت من السعي خلال عمل الحكومة السابقة على تغيير لغة الحوار حول البيئة، لتكون أكثر قربا من المواطن، بتبسيط لغتها والمفاهيم الخاصة بها بربطها بالعوائد الاقتصادية لمراعاة البعد البيئي، وتخطي تمحور فكرة البيئة حول التلوث فقط، والتحديات البيئية، إلى اهمية صون الموارد الطبيعية التي وهبها لنا الله، لذا عملت وزارة البيئة خلال الفترة الماضية على تبسيط للمعلومة البيئية، وإشراك المجتمع في مواجهة التحديات البيئية، وتحويل المنحة إلى فرصة لتحسين مستوى المعيشة.
وأضافت وزيرة البيئة أنه بالتوازي مع مواجهة التحديات البيئية، حرصت الوزارة على إظهار قيمة الموارد الطبيعية للمواطن واهميتها لاستدامة سبل العيش، فمصر لديها 15٪ من مساحتها محميات طبيعية بواقع 30 محمية، تزخر بالعديد من الكنوز الطبيعية، والتي تعد رأس المال الطبيعي المصري، لذا قامت وزارة البيئة باشراك القطاع الخاص والمجتمعات المحلية للعمل في المحميات الطبيعية، من منطلق أن الإنسان هو أساس الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية.
ولفتت فؤاد إلى أن الحوار المجتمعي كان الخطوة الأهم بعد تغيير لغة الحوار حول البيئة، بهدف التواصل مع مختلف الجهات والفئات، وذلك للاستماع إلى الشواغل والاحتياجات الفعلية لكل منطقة ومحافظة في ظل تنوع طبيعتها ومتطلباتها، وتحديد الإجراءات المطلوبة، وأوجه المساعدة التي يمكن أن يقدمها المجتمع لمواجهة التحديات البيئية، فالكل مشارك في منظومة العمل البيئي، ومن منطلق الإيمان بالدور الهام لمنظمات المجتمع المدني في التواصل مع المواطن، والإيمان بقدرات الشباب المصري في الحفاظ على الميراث الطبيعي المصري.
وقالت وزيرة البيئة إنه فيما يخص حل مشكلة الصرف الصناعي لمصانع السكر، «وتتطلب وقت في مواجهتها نظرا لقدم هذه المصانع والتكنولوجيات الخاصة بها، مما يتطلب تكلفة مالية كبيرة لإحلالها، تعاونت وزارة البيئة مع وزارتي الري والتموين ومن خلال برنامج التحكم في التلوث الصناعي التابع لوزارة البيئة، الحل الأمثل للتعامل مع الصرف الصناعي المخالف وآلية العمل في كل مصنع تبعا لطبيعته، تم إعداد التقييم للوضع ونبدأ في التنفيذ بالتعاون مع وزارة التموين والتجارة الداخلية».
أما فيما يخص منظومة المخلفات، أوضحت وزيرة البيئة ان الوزارة ساهمت في تحسن منظومة النظافة في المحافظة من خلال مدخلات البنية التحتية والجمع، حيث دعمت محافظة قنا بالمعدات الخاصة بإدارة المخلفات، وتم تدشين وحدة ادارة المخلفات الصلبة للتدريب على العمل على المنظومة، كما تم العمل على تطوير مصنع نجع حمادي، وتنفيذ المحطة الوسيطة بابي تشت، ونعمل على مصنع التدوير ومدفن قوص، ونستكمل العمل مع المحافظة في تنفيذ منظومة إدارة المخلفات.
واضافت وزيرة البيئة ان استكمال العمل يتطلب جمع رسوم الخدمة لاستدامة الاجراءات المنفذة، حتى يتم إشراك القطاع الخاص أو الجمعيات الأهلية للقيام بمهمة ادارة المنظومة، وتم التفعيل من خلال وزارتي التنمية المحلية والكهرباء، معربة عن اعتزازها باشراك القطاع الخاص المصري في تنفيذ المنظومة، مسترشدة بتنفيذ مصنع تدوير ومدفن قوص من خلال أيدي مصرية.
وثمنت الدكتورة ياسمين فؤاد الدور الهام للمرأة المصرية فى دعم الأسرة في مواجهة التحديات البيئية، وخلق الفرص من هذه التحديات، موجهة الشكر لأعضاء المجلس القومي للمرأة وكل امرأة مصرية، موضحة أن المشروعات المنفذة لدعم المرأة وتمكينها اقتصاديا في الحفاظ على البيئة.
كما تحدثت فؤاد عن الدور المجتمعي في ملف تغير المناخ، حيث عملت وزارة البيئة خلال السنوات الماضية على ربط المصانع في محافظة قنا بالشبكة القومية للانبعاثات الصناعية لضمان توافقها مع البيئة، وتنفيذ اكبر محطة للطاقة الشمسية في قنا تساهم في تقليل الانبعاثات لتحويل الملوث إلى انتاج طاقة جديدة ومتجددة توفر كهرباء بالشراكة مع القطاع الخاص، زراعة المحاصيل القادرة على تحمل درجات الحرارة الشديدة، جمع المخلفات لتلافي الاشتعالات الذاتية التي ترفع درجة الحرارة وتزيد الانبعاثات.
وتابعت فؤاد« ان العمل الوطني في مواجهة تغير المناخ يصاحبه دور قوي في المفاوضات العالمية لتغير المناخ والاتفاقيات الدولية، حتى نضمن عدم الوقوع في فخ الالتزامات التي تعيق التنمية، مشددة ان مصر تحتاج لكل فرد يعمل بإخلاص لتتخطى أي تحدي».
من جانبه، وجه الدكتور احمد عكاوي
رئيس جامعة الوادى الجديد بالشكر والتقدير لوزيرة البيئة على تنظيم هذا الحوار واهتمامها بالتواصل مع كافة المؤسسات التعليمية بكافة محافظات الجمهورية، مؤكدا على اهتمام الجامعة بتحقيق مفهوم التنمية المستدامة لضمان مستقبل افضل للجميع.
وأشار الى أن كافة القضايا التى تم طرحها للمناقشة خلال الحوار المجتمعى تصب في دائرة اهتمام الجامعة، من خلال ادرجها بالمقررات الدراسية والبحوث العلمية، والندوات التثقفية، لافتا الى جهود الجامعة لبناء شخصية الطالب الواعي بجميع القضايا البيئية، والتوازن بين النمو الاقتصادي والتنمية البشرية لتأهيله للمساهمة في وقف الاضرار البيئية والايكولوجية والتى تتسب فى أزمة بقاء الانسان، وأن يكون على معرفة بالمشكلات العالمية كالحروب والاوبئة وقضايا التنوع البيولوجي وتغير المناخ، وغيرها من المشكلات.
ونوه عكاوى الى مشاركة الجامعة فى المبادرة الرئاسية « حياة كريمة » والتى تعد مثالا للتنمية المستدامة والشاملة، كما توجد لدى الجامعة برامج أكاديمية بحثية تركز على التنمية المستدامة ومنها برنامج «الإدارة الذكية للتغيرات المناخية»، بكلية العلوم، كما تحرص الجامعة على الالتزام بالمعايير البيئية التى حددتها الجهات العالمية المعنية والبنية التحتية الخضراء والنمو الأخضر وترشيد استهلاك الطاقة والمياه بمباني الجامعة والمساهمة فى تطوير النفايات، واستخدام وسائل النقل الصديقة للبيئة لتقليل نسبة الانبعاثات الكربونية، لافتا الى أن جامعة جنوب الوادى تعد من المؤسسات الرائدة فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة فقد حصلت على المركز 20 عالميا فى مجال الطاقة النظيفة، كما تفوقت الجامعة على المتوسط العالمى فى العديد من مخرجات المجالات البحثية لأهداف التنمية المستدامة ومنها الهدف السادس الخاص بالمياه النظيفة بنسبة 220% عن المتوسط العالمي والهدف الثانى بنسبة 131%، وايضا الهدف 13 للخاص بتغير المناخ بنسبة 127%، والهدف التاسع الخاص بالصناعة والابتكار بنسبة 90%، وايضا الهدف 12 الخاص بالاستهلاك والإنتاج المسؤول بنسبة 100% من المتوسط العالمى، والهدف الثالث الخاصة بالصحة بنسبة 100%.
وأكد أن هذا الحوار يأتي في اطار ايمان الدولة المصرية بالقضايا البيئية الوطنية والعالمية لاسيما المرتبطة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتأثيراتها المباشرة على تحقيق أهداف مصر التنموية.
وثمن محافظ قنا جهود وزيرة البيئة ودعمها الفنى والمادي للمحافظة لتكون قنا محافظة خضراء، وحرصها على فتح قنوات اتصال مع كافة فئات المجتمع، مؤكدا أهمية وزارة البيئة، والتى تتداخل مع كافة القطاعات والمحافظات في مصر، لافتا الى اهتمام المحافظة للترويج للإقتصاد الدوار وخلق فرص عمل خضراء، والسياحة البيئية، وجذب الاستثمارات فى قطاع الطاقة الجديدة والمتجددة، عن إقامة محطة طاقة شمسية بطاقة 1 جيجاوات لإنتاج الكهرباء بنجع حمادة بالتعاون مع القطاع الخاص، ومحطة أبيدوس للطاقة الشمسية في منطقة كوم أمبو بمحافظة أسوان. والتى تُعد إحدى أكبر المحطات الشمسية في مصر والشرق الأوسط، وتساهم بشكل كبير في توفير الطاقة النظيفة ودعم خطط التنمية المستدامة.
كما اشار المحافظ الى مشاركة المحافظة في المبادرات الرئيسية لتحويل المحافظة لتكون صديقة للبيئة ومنها محافظة « أتحضر للأخضر »، وادراكا لأهمية البعد البيئى كجزء من هوية محافظات الصعيد وعنصر لجذب الاستثمارات وجودة حياة المواطنين، مشيدا بجامعة جنوب الوادى كصرح علمي متعاون مع المحافظة في شتى مجالات التنمية وبخاصة مجال العمل البيئي حيث تشارك الجامعة فى لجنة المشروعات الخضراء والذكية، وأيضا التعاون مع منظمة الأمم المتحدة في مشروع النمو الاحتوائى.
ووجه المحافظ الدعوة لوزيرة البيئة للمشاركة فى الفعاليات البيئية والثقافية بالمحافظة، ومارثوان الدراجات الذى سيتم تنظيمه من قلب مدينة قنا الى معبد دندره ترويجا للمبادرات البيئية والترويج السياحي لمحافظة قنا.
وخلال اللقاء، وجه ممثل المجلس القومي للمرأة الشكر للدكتورة ياسمين فؤاد، على جهودها في دعم القضايا البيئية، مؤكدًا أن المجلس بذل جهودًا كبيرة في توعية المرأة بمفاهيم البيئة والتغيرات المناخية بشكل مبسط، مع التركيز على ترشيد الاستهلاك ونشر ثقافة التنمية المستدامة والمشروعات الخضراء الذكية.
وأشار إلى أهمية دور المرأة في دعم المشروعات الصديقة للبيئة وتعزيز مفهوم النموذج الأخضر، بالإضافة إلى نشر ثقافة التخلص السليم من النفايات، كما طالب بإطلاق مبادرات في المدارس تهدف إلى توعية الأطفال وتعليمهم أسس الحفاظ على البيئة من خلال ندوات وورش عمل.
من جانبه، تحدث ممثل المجتمع المدني عن أهمية ملف تدوير المخلفات الزراعية مثل قش القصب، مشيرًا إلى برنامج المنح الصغيرة ودوره في دعم تلك الجهود.كما تناول ملف الجمع السكني للمخلفات بالتعاون مع البرنامج الوطني، والذي يتم تنفيذه في المراكز والقرى عبر توفير المعدات والتروسيكلات، بما يسهم في خلق فرص عمل وتحقيق فوائد بيئية واقتصادية.
وفي ختام اللقاء، تم تكريم الدكتورة ياسمين فؤاد من قبل المحافظة والجامعة، تقديرًا لإسهاماتها البارزة في تطوير العمل البيئي ودعم المبادرات المستدامة. جاء التكريم اعترافًا بدورها الفعال في تعزيز التعاون بين الجهات المختلفة وإشراك المجتمع في مواجهة التحديات البيئية، مما يعكس التزامها المستمر بالارتقاء بالوعي البيئي وتحقيق الأهداف الوطنية في هذا المجال.
اقرأ أيضاً«تأثير التغيرات المناخية على البيئة» ندوة لوزارة البيئة بمجمع إعلام قنا
طوارئ بوزارة البيئة لمواجهة السحابة السوداء
محافظ الغربية يستقبل مدير البرنامج الوطني لإدارة المخلفات الصلبة التابع لوزارة البيئة