موقع النيلين:
2025-03-04@17:24:40 GMT

نفق إسرائيلي بامتياز

تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT


بعد أكثر من 100 يوم على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، يبدو أن الأنفاق المنتشرة على مساحة القطاع لم تكن فقط مفاجأة حقيقية للجيش الإسرائيلي، على الرغم من أنه كان يعلم بوجودها، وإنما أدخلت المستوى السياسي أيضاً في دهاليزها المظلمة من دون أن يرى الضوء في نهايتها.

هذه الأنفاق التي دخل الجيش الإسرائيلي لتدميرها كجزء من أهدافه المعلنة في القضاء على الفصائل الفلسطينية واستعادة الرهائن المحتجزين لديها، وهو قد دمر بعضها بالفعل، سرعان ما شكلت مأزقاً حقيقياً له حين وجد نفسه في متاهة، سواء بسبب التعقيدات التي يواجهها، أو قلة معلوماته الاستخبارية عنها، وربما تدخله في حرب استنزاف طويلة الأمد.

لكن ما هو أهم من ذلك، أنها أدخلت المستوى السياسي أيضاً في نفق كبير لا وجود لضوء في نهايته، على الأفل في المستقبل القريب. فالوحدة الشكلية التي ظهرت بين مختلف القوى الإسرائيلية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) لم تصمد طويلاً. إذ سرعان ما انقجرت الخلافات بين القيادات السياسية والعسكرية والأمنية بسبب تحميل المسؤوليات عن الفشل الاستراتيجي الذي حدث على مختلف المستويات، والذي تطور لاحقاً إلى خلافات بين الجيش والقيادة السياسية وفي داخل الحكومة الإسرائيلية، حول إدارة الحرب وأهدافها النهائية.

وكانت أنفاق غزة حاضرة أيضاً حيث لعبت دوراً مهماً في تعميق هذه الخلافات، فهي، من جهة، أبطأت توغل الجيش الإسرائيلي، على الرغم من الفارق الهائل في موازين القوى، ومنعته من تحقيق أي إنجاز حقيقي أو صورة نصر، بل أظهرت هذا الجيش بصورة العاجز عن تحقيق أي شيء باستثناء التدمير والقتل لعشرات آلاف المدنيين الفلسطينيين، لينقلب العالم ضده، ويجر معه إسرائيل إلى محكمة العدل الدولية بتهم ارتكاب «أعمال إبادة». الأمر الآخر هو أن هذه الأنفاق ساهمت بشكل مباشر في انقسام المجتمع الإسرائيلي والدفع نحو تغيير أولويات الحرب، عبر نشر فيديوهات متتالية عن الرهائن المحتجزين، ليتطور هذا الأمر إلى المطالبة بإسقاط حكومة نتنياهو والذهاب للانتخابات البرلمانية حتى في ظل الحرب.

وبالمحصلة، فإن عجز الجيش في الميدان أدخل القيادة السياسية في مأزق حقيقي، فهي تريد استمرار الحرب لحسابات شخصية وسياسية حتى تحقيق انتصار واضح كما تدعي، بينما يريد الجيش التساوق مع الإدارة الأمريكية في الانتقال إلى المرحلة الثالثة، ووضع أهداف سياسية لها، وهو ما لا يريده نتنياهو واليمين المتطرف، لكنه يُبقي الجميع داخل النفق حتى إشعار آخر.

يونس السيد – صحيفة الخليج

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي يعلن قصف زورق قبالة سواحل خان يونس

قال الجيش الإسرائيلي، الإثنين، إنه قصف زورقا "مشبوها" رصده قبالة سواحل خان يونس في جنوب قطاع غزة، مشيرا إلى أنه "شكّل تهديدا".

وأوضح الجيش في بيان عبر تلغرام: "في وقت سابق من اليوم (الإثنين) قُصف زورق مشبوه مزود بمحرك قبالة ساحل خان يونس الشمالي لمخالفته القيود الأمنية وتشكيله تهديدا".

وقال الجيش أيضا إنه اطلق النار باتجاه "مشتبه بهما تحركا باتجاه قواته" في جنوب قطاع غزة و"شكّلا تهديدا فوريا" عليها.

ويأتي هذا الحادث في وقت يبدو فيه أن المفاوضات غير المباشرة حول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس، معطلة بعد انتهاء المرحلة الأولى منه السبت.

والأحد، أعلنت إسرائيل تعليق دخول السلع والإمدادات إلى قطاع غزة، محذرة من "عواقب أخرى" على حماس إذا لم تقبل بمقترح تمديد مؤقت للهدنة في غزة.

مقالات مشابهة

  • تحليل لهآرتس عن تحقيقات 7 أكتوبر: حماس تفوقت على الجيش الإسرائيلي
  • بالتفصيل.. الجيش الإسرائيلي يكشف خبايا معركة 7 أكتوبر
  • الجيش الإسرائيلي يقر بفشله في حماية مستوطنة كفار عزة
  • عاجل | تحقيق داخلي للجيش الإسرائيلي: فشل ذريع للجيش في حماية كيبوتس كفار عزا خلال هجوم 7 أكتوبر
  • مطالبات بمحاكمة مغنٍ تونسي قاتل في صفوف الجيش الإسرائيلي
  • ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
  • الجيش الإسرائيلي يعلن قصف زورق قبالة سواحل خان يونس
  • الجيش الإسرائيلي خرق اتفاق وقف إطلاق النار في غزة أكثر من 900 مرة
  • إعلام إسرائيلي: الجيش مستعد لاستئناف القتال في غزة وفق خطط جديدة
  • الجيش الإسرائيلي يتأهب للدفاع عن الدروز في سوريا