إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد

قالت السلطات الباكستانية إن إيران نفذت ليل الثلاثاء الأربعاء عمليات قصف جوي استهدفت مناطق حدودية داخل أراضيها وأدت لمقتل طفلين وجرح آخرين.

جاء الإعلان ساعات بعد شنّ الحرس الثوري ضربات صاروخية على أهداف "إرهابية" في العراق وسوريا.

في السياق، أعلنت وزارة الخارجية في باكستان بأن هذا القصف أدى إلى مقتل طفلين وإصابة ثلاثة آخرين، وقالت إنها استدعت كبير دبلوماسيي طهران في إسلام آباد للاحتجاج على هذا "الانتهاك غير المبرر للمجال الجوي" الباكستاني.

????: PR NO. 1️⃣5️⃣/2️⃣0️⃣2️⃣4️⃣

Pakistan’s Strong Condemnation of the Unprovoked Violation of its Air Space

????⬇️https://t.co/TAWRqC7qMy pic.twitter.com/oqi3tvAOso

— Spokesperson ???????? MoFA (@ForeignOfficePk) January 16, 2024

ولم تعلّق الجمهورية الإسلامية بشكل رسمي على هذه الأنباء، لكن وسائل إعلام إيرانية نقلت ليل الثلاثاء أن مقرّين تابعين لجماعة "جيش العدل" التي تصنّفها طهران "إرهابية" وتتهمها بالعمل من قواعد في باكستان، تعرّضا لقصف "بالصواريخ والطائرات المسيّرة وتمّ تدميرهما"، من دون أن تذكر مصدر هذه الأنباء أو مصدر إطلاق الصواريخ.

لكن الصين دعت الأربعاء باكستان وإيران إلى "ضبط النفس" بعدما اتهمت إسلام آباد الثلاثاء طهران بشن ضربة جوية داخل أراضيها تسببت بمقتل طفلين. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ خلال مؤتمر صحافي: "نناشد الطرفين ضبط النفس وتجنب الأعمال التي قد تفضي إلى تصعيد التوتر، والعمل معا لحفظ السلام والاستقرار".

توتر في الشرق الأوسط ومخاوف من نزاع إقليمي شامل

جاءت الضربات الإيرانية في العراق وسوريا في سياق توتر متصاعد في الشرق الأوسط ومخاوف من نزاع إقليمي شامل على خلفية الحرب في غزة بين إسرائيل وحماس المنضوية ضمن ما يعرف بـ"محور المقاومة" الذي تقوده طهران.

كذاك، أتت بعد هجمات داخل إيران، أبرزها تفجيران انتحاريان في كرمان بجنوب البلاد مطلع يناير/كانون الثانيتبناهما تنظيم "الدولة الإسلامية" وأديا الى مقتل نحو 90 شخصا، وهجوم في ديسمبر/كانون الأول أدى لمصرع 11 شرطيا في راسك بمحافظة سيستان-بلوشستان (جنوب شرق) الحدودية مع باكستان وأفغانستان، تبناه "جيش العدل" وأدى إلى مقتل 11 شرطيا.

ولم تذكر الخارجية الباكستانية مكان القصف الجوي الإيراني، لكن وسائل إعلام محلية أفادت بأنه استهدف أماكن قريبة من بنجغور في محافظة بلوشستان بجنوب غرب باكستان، والتي تتشارك حدودا بطول نحو ألف كيلومتر مع إيران. وأكدت الوزارة أن "هذا الانتهاك لسيادة باكستان غير مقبول بتاتا وقد تكون له تداعيات خطرة" مضيفة أن الضربة داخل الأراضي الباكستانية مساء الثلاثاء "أسفرت عن مقتل طفلين بريئين وجرح ثلاث فتيات".

كذلك، تزامن القصف مع لقاء جمع رئيس الوزراء الباكستاني أنور الحق كاكار بوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس. وأيضا فيما أفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية عن إجراء بحريتي البلدين مناورات في مضيق هرمز ومياه الخليج.

هذا، وأضافت وزارة الخارجية الباكستانية: "ما يزيد من قلقنا هو أن هذا العمل المخالف للقانون حصل رغم وجود قنوات تواصل مختلفة بين باكستان وإيران". ومضت: تقول "لطالما أكدت باكستان أن الإرهاب تهديد مشترك لكل الدول في المنطقة ويتطلب تحركا منسقا"، معتبرة أن "هذه الأعمال الأحادية الجانب لا تنسجم مع علاقات حسن الجوار وبإمكانها أن تقوض بشكل جدي الثقة المتبادلة".

وتتبادل طهران وإسلام اباد بانتظام اتهامات حول السماح لمسلحين باستخدام أراضي الدولة الأخرى لشنّ هجمات، لكن نادرا ما تحوّلت هذه الاتهامات إلى تدخل عسكري مباشر من طرف ضد آخر.

Iran has staged cross-border operations against Pakistan-based militants in the past, but I don’t recall anything on this scale, given reports of drones and missiles.
This plunges Pakistan-Iran ties—a delicate relationship even in the best of times—into serious crisis.

— Michael Kugelman (@MichaelKugelman) January 17, 2024

تعقيبا، قال مدير معهد جنوب شرق آسيا في مركز ويلسون للدراسات في واشنطن مايكل كوغلمان: "سبق لإيران أن شنّت عمليات ضد مسلحين متمركزين في باكستان، لكني لا أذكر أي عملية بهذا الحجم". وحذّر من أن هذا الهجوم "يدفع الروابط بين باكستان وإيران، وهي علاقة دقيقة حتى في أفضل أيامها، نحو أزمة خطرة".

من هي جماعة "جيش العدل"؟

وكان "جيش العدل" تبنى في منتصف ديسمبر/كانون الأول، هجوما على مركز للشرطة في مدينة راسك بجنوب شرق إيران، أدى إلى مقتل 11 عنصرا. وهذا الاعتداء هو من الأكثر حصدا للأرواح يستهدف قوات الأمن الإيرانية في محافظة سيستان-بلوشستان التي غالبا ما تشهد اضطرابات وهجمات من هذا القبيل.

بدورها، تصنف الولايات المتحدة "جيش العدل" منظمة "إرهابية"، وتقول إنه "يستهدف بشكل رئيسي أفراد قوات الأمن الإيرانية"، لكن أيضا مسؤولين ومدنيين باغتيالات وخطف وهجمات انتحارية.

وسبق لجماعة "جيش العدل" المتطرفة أن تبنت عمليات استهدفت عناصر أمن ومدنيين في الأعوام الأخيرة، في محافظة سيستان-بلوشستان. وبين هذه الاعتداءات هجوم في فبراير/شباط 2019 أدى الى مقتل 27 عنصرا من الحرس الثوري.

وينشط في سيستان-بلوشستان انفصاليون من البلوش وجماعات جهادية، سبق لإيران أن اتهمت إسلام أباد بدعمهم.

كما تعرض عدد من عناصر قوات الأمن الإيرانية في المحافظة للخطف على يد مجموعات تصنفها إيران "إرهابية" أو "مناهضة للثورة" الإسلامية.

فرانس24/ أ ف ب

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: كأس الأمم الأفريقية 2024 الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج باكستان إيران غارة جوية هجوم صاروخي الحرس الثوري الإيراني تجسس استخبارات العراق سوريا الصين كرة القدم كأس الأمم الأفريقية 2024 للمزيد ساحل العاج روسيا الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا مقتل طفلین

إقرأ أيضاً:

مستشار خامنئي لا يستبعد تغيير إيران لعقيدتها النووية عند وجود تهديد جدي

قال كمال خرازي مستشار المرشد الروحي الإيراني آية الله علي خامنئي، إن بلاده لا تمارس في الوقت الراهن تطوير الأسلحة النووية، لكنها قد تغير عقيدتها إذا تعرض وجودها للتهديد.

وشدد خرازي، الذي يشغل كذلك منصب رئيس المجلس الاستراتيجي الإيراني للعلاقات الدولية، على أنه إذا واجهت إيران تهديدا وجوديا، فسيتعين عليها حتما أن تغير عقيدتها النووية.

إقرأ المزيد ريابكوف: الاتفاق النووي مع إيران يتجه نحو الانهيار الكامل

وأشار كمال خرازي في مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمزـ إلى أنه إذا أعاد الغرب فرض العقوبات التي تم رفعها بعد انضمام إيران إلى خطة العمل الشاملة المشتركة وفرض القيود على البرنامج النووي الإيراني، فسيتبع ذلك حتما رد فعل جدي من طهران يتعلق بتغيير الاستراتيجية النووية.

ونوه المستشار بأن طهران لا ترغب في إنشاء أسلحة نووية. وقال "حتى الآن لم نتخذ قرارا بتخصيب اليورانيوم بنسبة تزيد على 60%. لكننا نحاول توسيع تجربتنا باستخدام وسائل وطرق مختلفة".

يذكر أن الاتفاق حول برنامج إيران النووي بين طهران والسداسية الدولية (روسيا والولايات المتحدة والصين وبريطانيا وألمانيا وفرنسا) تم توقيعه في عام 2015. وفي 2018 أعلن الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب عن انسحاب الولايات المتحدة من الصفقة، وأعلنت إيران عن تخليها عن جزء من التزاماتها بموجب الاتفاق ردا على قرار واشنطن.

ومنذ أبريل 2021 أجرت الدول الست عدة جولات من المشاورات مع إيران بشأن العودة إلى الاتفاق النووي، لكن المشاورات توقفت منذ نوفمبر 2022.

وأكدت موسكو وبكين وطهران في بيان مشترك صادر في 6 يونيو الجاري أن الاتفاق النووي لا يزال قائما.

المصدر: نوفوستي

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • اعتقال كيدي.. لجنة أممية تتهم سلطات باكستان باحتجاز عمران خان تعسفا
  • مسؤول إيراني: طهران ستدعم حزب الله إذا شنت إسرائيل حربا عليه
  • مستشار خامنئي: طهران ستدعم حزب الله إذا شنت إسرائيل حربا شاملة
  • مستشار خامنئي لا يستبعد تغيير إيران لعقيدتها النووية عند وجود تهديد جدي
  • باكستان .. مقتل امرأة وطفلين في انفجار قنبلة في إقليم بلوشستان
  • WSJ: كيف تحدت إيران أمريكا لتصبح قوة دولية؟
  • وزارة العدل الأمريكية تتهم شركة بوينغ بالاحتيال
  • باكستان.. مقتل 6 أشخاص بسبب الأمطار الغزيرة
  • مقتل 6 أشخاص بسبب الأمطار الغزيرة في باكستان
  • إيران تحذر من حرب إبادة.. وقطر تتحرك بتكليف أميركي للتهدئة