شبكة انباء العراق:
2024-09-16@13:32:15 GMT

الخراب الكبير ..

تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT

بقلم: أياد السماوي ..

لا شّك أنّ التصريحات التي أدلى بها النائب حسين السعبري إلى قناة التغيير قد أدهشت وصدمت الجميع ، ليس لأنّ تعاطي الرشوة ومحاولات شراء ذمم بعض النواب أمر لم يحدث من قبل ، فمثل هذه الحالات كثيرا ما حدثت في مسيرة مجلس النواب خصوصا حين يتعلّق الأمر بالتصويت على عزل هذا المسؤول أو ذاك .

. لكنّ ما حدث في جلسة انتخاب رئيس مجلس النواب وما أشيع في هذه الجلسة عن عمليات لشراء الأصوات بشكل علني ومن قبل موظفين في مجلس النواب ونواب تابعين لحزب تقدم ، قد قلّب كلّ الموازين ليدقّ ناقوس الخطر ، ليس لأنّ هذه الأموال التي استخدمت في شراء ذمم النواب الذين صوتوا لصالح الصدامي شعلان الكريم هي أصلا أموال الشعب العراقي المنهوبة فحسب ، بل أنّ ما حدث قد سلّط الأضواء على الخراب الكبير الذي أحدثه المجرم الحلبوسي في مجلس النواب العراقي ومؤسسات الدولة الأخرى .. فما جرى أمر جلل استوجب إعادة النظر ليس فقط بكامل العملية السياسية والديمقراطية ، وإنما بإعادة النظر بهذه المجموعة التي يطلق عليهم قادة ، فالحدث قد أثبت أنهم مجموعة من الأغبياء والمنتفعين وفاقدي البصيرة ، فهل من المعقول بعد عشرين عاما من العمل الديمقراطي أن تتحوّل أهم مؤسسة تشريعية في البلد إلى سوق لبيع الذمم والسمسرة والصفقات المشبوهة ؟؟تمارس في أروقتها وكواليسها أخطر صفقات الفساد والبغاء ، ويتحوّل قسم كبير من الموظفون فيها إلى سمسارة وقوادين تديرهم شبكة أكبر من القوادين يرأسها قواد كبير ترعرع في احضان البعث ورضع الإجرام والفكر الصدامي منذ ولادته ..
ولعلّ السؤال الأكبر الذي يشغل تفكير عامة الناس بعد هذه الأعوام العشرين من سقوط النظام الديكتاتوري ، أهذه هي الديمقراطية التي جاء بها النظام السياسي الجديد؟ كيف انتهت السلطة التشريعية في البلد إلى هذا الحال ؟ وما هو دور عصابة الحلبوسي في مجلس النواب بهذا الخراب ؟ وأين هم شيعة السلطة من هذا الخراب ؟ وماذا هم فاعلون ؟ وهل تيّقنّ الآن قادة الإطار بعد الذي حصل في ليلة الهرير أنّ المرحلة القادمة تتطلب انتخاب رئيس جديد لمجلس النواب قادر على تفكيك منظومة حزب البعث التي زرعها الحلبوسي في مجلس النواب والمحافظات الغربية ؟؟ أرجو أن يكون قادة الإطار قد استوعبوا الدرس ووقفوا على حجم فعلتهم الشنيعة وحافظوا على تلك القطرة من الحياء على جباههم ..
أياد السماوي
في ١٧ / ١ / ٢٠٢٤

اياد السماوي

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات فی مجلس النواب

إقرأ أيضاً:

هل ينتخب مجلس النواب الحالي رئيس الجمهوريّة؟


لا مؤشّرات تُوحي حتّى الآن بتفاؤل بانتخاب رئيسٍ للجمهوريّة، فحراك الموفد الفرنسيّ جان إيف لودريان واجتماع سفراء الدول الخمس لا يعنيان أنّ هناك جديدا على صعيد الرئاسة، مع تمسّك كلّ طرفٍ لبنانيّ بالتعطيل وبالشروط عينها التي لم تتبدلّ منذ حوالى السنتين. ومع استمرار الفراغ والتوقّع بأنّ يطول أكثر، يعود بعض النواب بين الحين والآخر الى طرح إجراء إنتخابات نيابيّة مبكرة أو الإنتظار للعام 2026 لتجديد البرلمان، ريثما يحصل فريق معيّن على الأكثريّة التي تُخوّله حلّ العقد الدستوريّة.
 
في المقابل، يبدو أيضاً الحديث عن إجراء إنتخابات نيابيّة في غير مكانه، فهناك أحزاب تمرّ فعليّاً بأزمة سياسيّة داخليّة، وقد أتت نتائج الإنتخابات الأخيرة مُخيّبة للآمال ليس فقط لبعض الأفرقاء السياسيين وإنّما للعديد من اللبنانيين وخصوصاً من هم في بلدان الإغتراب. من هذا المُنطلق هناك عدم حماسة شعبيّة وسياسيّة للتحضير لمعركة إنتخابيّة جديدة، وقد يجد البعض أنّ مجلس النواب الحاليّ أفضل من الذي قد يُنتخب.
 
كذلك، فإنّ قانون الإنتخاب أصبح يُشكّل مشكلة لبعض الأفرقاء، كما أنّ من كان يُطالب بالنسبيّة بات يُريد إدخال تعديلات عليه، لأنّ أيّ إنتخابات مُقبلة قد تُخفض عدد نواب الكتل أو ترفعها في ظلّ الأزمة السياسيّة المُعقّدة بين فريقين: الأوّل يُطالب برئيس سياديّ والآخر بشخصيّة "تحفظ ظهر المقاومة".
 
ولأنّ هناك صعوبات لإجراء الإنتخابات وأيضاً تبقى إحتماليّة التمديد للمجلس الحاليّ واردة، فإنّ البرلمان المُنتخب في العام 2022 قد يكون بالفعل من سينتخب رئيس الجمهوريّة المقبل حتّى لو استمرّت أزمة الشغور إلى مدّة طويلة، فهناك تعويلٌ على حصول تسويّة قد تكون دوليّة وربما تُبصر النور بعد انتهاء الحرب في غزة قد تشمل دعم الدول الغربيّة لأحد المرشّحين. وفي هذا السياق، فإنّ الموفد الأميركيّ آموس هوكشتاين لديه طروحات شاملة للمشكلة اللبنانيّة تتعدى النزاع في غزة والمعارك بين "حزب الله" وإسرائيل، وتصلّ إلى حدّ إنهاء مُعضلة ترسيم الحدود البريّة الجنوبيّة وإعادة الأراضي المحتلّة إلى لبنان، إضافة إلى تقديم رؤية تتعلّق بحلّ مشكلة الرئاسة والنهوض الإقتصاديّ.
 
وبالنسبة لبعض الكتل التي تُريد أنّ تكون مُشاركة بقوّة في الحكم الجديد، فإنّ الفرصة سانحة أمامها في حال انتخاب رئيس لتكون ممثلة في الحكومة المُقبلة، مستفيدة من وجود معارضة ترفض أنّ تكون شريكاً لها في إدارة البلاد. فكما يُشدّد "الثنائيّ الشيعيّ" و"التيّار الوطنيّ الحرّ" والحزب "التقدميّ الإشتراكيّ" وغيرهم من الكتل والأحزاب على ضرورة إجراء الحوار للخروج بتوافقٍ، هناك أيضاً تشديد على أنّ تكون الحكومة الأولى للرئيس المقبل جامعة لكافة المكوّنات الوطنيّة، لحلّ المشاكل الإقتصاديّة والماليّة بشكل جماعيّ من دون إقصاء أيّ فريقٍ.
 
إذاً، ورغم العقبات الكثيرة التي تُواجه الإستحقاق الرئاسيّ، فإنّه لا مفرّ حتّى لو طال الفراغ من إنتخاب رئيس للجمهوريّة، ففي كافة المُناسبات منذ نهاية ولاية الرئيس إميل لحود وحتّى انتخاب الرئيسين ميشال سليمان وميشال عون، مرّت البلاد بشغور بسبب الإنقسام السياسيّ، وكانت دائماً هناك تسويّة حاضرة إنّ عبر حوار وإنّ عبر تحالفات نيابيّة تفضي إلى انتخاب رئيسٍ. وفي هذا الإطار يقول مرجع نيابيّ بارز إنّ البلاد لا يُمكن أنّ تبقى من دون رأس الهرم، وقد يُنتخب الرئيس اليوم أو غداً أو بعد سنة أو أكثر، لكن الأكيد أنّ المجلس الحاليّ هو من سينتخب رئيس البلاد، ولا يُمكن القول إنّ الحراك الخارجيّ والداخليّ غير بنّاء، فهذه المُحاولات والمُبادرات والإجتماعات أفضل من الجلوس دون عمل أيّ شيء. المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • هل ينتخب مجلس النواب الحالي رئيس الجمهوريّة؟
  • دغيم: «الكبير» انتهى والمصرف المركزي يعمل بشكل طبيعي داخلياً وخارجياً
  • ما مصير النائب الفائز الذي صدر بحقه قرار قضائي بجناية الرشوة؟
  • نائب رئيس مجلس الوزراء يشهد احتفالية ختام مسابقة «قادة الأنشطة الطلابية»
  • من هو الشخص الذي أثار غضب الشارع اليمني على الفنان الكبير ”أيوب طارش” وما علاقة المليشيات؟
  • جدول أعمال مجلس النواب ليوم الإثنين المقبل
  • العباني: المركزي في إنتظار الجدير وليبيا تزخر بالكثير بعد مغادرة الكبير
  • الصغير: هنالك خلافات في مشاورات أزمة مصرف ليبيا المركزي
  • الكبير: واثق من عودتي لمنصبي لأن موقفي القانوني سليم
  • الأوجلي: مجلسا النواب والدولة يُصرّان على إعادة الكبير لمنصبه