التعليم العالي: إصدار أول مجلة لنشر الدراسات المعملية والمرجعية لمدينة الأبحاث العلمية
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
أكد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أهمية الدور الرائد لمدينة الأبحاث العلمية والتطبيقات التكنولوجية في العمل على دعم جهود تطوير منظومة البحث العلمي، من خلال الارتقاء بالأداء البحثي ومُخرجات الابتكار والتأثير المجتمعي، فضلًا عن توفير خدمات التدريب والاستشارات ونقل التكنولوجيا لجهات الإنتاج والخدمات في مصر، بالإضافة إلى تنفيذ المشروعات التطبيقية لتطوير الأداء في مجالات عدة لخدمة الاقتصاد الوطني، وكذا التعاون المُستمر مع المؤسسات القومية والدولية في مجال تنمية ونقل وتوطين التكنولوجية.
وفي هذا الإطار، استعرض الدكتور أيمن عاشور تقريرًا مقدمًا من منى محمود عبداللطيف مدير مدينة الأبحاث العلمية والتطبيقات التكنولوجية بشأن إصدار أول مجلة علمية لنشر الأبحاث المعملية والمرجعية للمدينة بعنوان: «الآفاق المستقبلية للتكنولوجيا الحيوية الطبية والصيدلانية والبيئية» بالتعاون مع بنك المعرفة المصري وأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا.
وأضاف التقرير، أن المجلة يشرف عليها منى محمود عبداللطيف مدير المدينة، ويرأس تحريرها منال علي شلبي القائم بأعمال رئيس مركز تطوير الصناعات الدوائية والصيدلية والتخميرية بالمدينة، ويضم مجلس التحرير العديد من الأساتذة بالمراكز البحثية والجامعات المختلفة المصرية والأجنبية (مدينة الأبحاث العلمية والتطبيقات التكنولوجية، جامعة الإسكندرية، جامعة تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية، وجامعة كيرتن بيرث بأستراليا) كما سيتم التسجيل والنشر مجانًا.
ومن جانبها، أكدت منى محمود عبداللطيف، أن إصدار مجلة مُتخصصة جاء في إطار سعي المدينة لتوفير مُنتدى لتبادل الأفكار في مختلف المجالات، بالإضافة إلى تحفيز الباحثين بكافة الدرجات العلمية للنشر في المجلات العلمية؛ بهدف مُساعدة الباحثين الميدانيين على توصيل أفضل المُمارسات من خلال تنفيذ برامجهم، مشيرًة إلى أن المجلة توفر منصة مُستقلة للباحثين لمشاركة تجاربهم والتعاون مع الجهات الفاعلة الدولية الأخرى في مجال التنمية من جميع أنحاء العالم.
وأوضحت أن المجلة تدعم المُساهمات ذات الصلة بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط، كما تنشر المشاكل والحلول البيئية إلى جانب الخبرة الطبية الحيوية والتجارب السريرية حول الأمراض السائدة والأبحاث الصيدلانية في المنطقة، وكذا تحليل العوامل التي قد تضر بالبيئة ومعدلات الإصابة والتأثيرات البيئية.
ومن جانبها، أشارت منال علي شلبي رئيس تحرير المجلة إلى أن المجلة تُشجع على نشر المقالات التي تبحث في الآثار البيولوجية للأدوية التقليدية والتدخلات الدوائية والفسيولوجية، كما تهتم بالأبحاث التي تسعى إلى تصميم وتطوير بروتوكولات جديدة ومعايير إعداد التقارير والعمليات والأساليب والمُستحضرات الصيدلانية ومراقبة الجودة والأدوات والممارسات السريرية وأنظمة الرعاية الصحية، مؤكدًة أن المجلة تسعى لتشجيع الباحثين على تقديم أفكار جديدة ونماذج لحل المُشكلات ونشر نتائج البحوث التجريبية ذات المستوى العالمي لصالح الأوساط الأكاديمية والصناعة وصانعي السياسات البيئية، موضحًة أن موقع المجلة مُتاح على الرابط الإلكتروني الذي خصصته الوزارة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: التعليم العالي وزارة التعليم العالى الجامعات الجامعات الخاصة الأبحاث العلمیة أن المجلة
إقرأ أيضاً:
استشراف مستقبل مؤسسات التعليم العالي في عصر الذكاء الاصطناعي
يؤدي التقدم السريع الذي تشهده التكنولوجيا الرقمية في العصر الحديث إلى تحول جذري في جميع القطاعات، ولكن بشكل خاص في التعليم العالي. ومع الثورة التكنولوجية الحالية، تطور الذكاء الاصطناعي من أداة تكميلية إلى مطلب أساسي للتغييرات الإيجابية في المؤسسات التعليمية. وذلك لأن الذكاء الاصطناعي يعزز تجربة الطالب ويعزز التعليم الأكاديمي ويحسن الأداء.
في وقتٍ لا يتوقف فيه العالم عن التحوّل الرقمي، يجب على الجامعات والكليات الآن استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء استراتيجيات التدريس والتعلم في عصر لا يزال فيه العالم يتغير بسبب الرقمنة. توفر هذه التقنيات المعاصرة فرصًا ممتازة لتحسين مستوى التعليم والمساعدة في إيجاد بيئة تعليمية إبداعية مصممة خصيصًا لتلبية متطلبات الطلاب.
هناك الكثير من المزايا التي يمكن أن يقدمها الذكاء الاصطناعي لمؤسسات التعليم العالي، حيث يعد التعليم المخصص والمرن من أبرز ملامح التعليم الحديث، ويعترف بأن كل طالب لديه مستوى ونهج أكاديمي يختلف عن غيره. ومن الأساليب الفريدة في هذا الصدد التعلم التكيفي، الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي لتوفير محتوى تعليمي مناسب لمستوى كل طالب مع تحسين المشاركة التفاعلية مع المادة الأكاديمية. تستخدم هذه الطريقة تحليل بيانات الطلاب لتحديد نقاط القوة والضعف لديهم بحيث يمكن تخصيص الموارد لتلبية متطلباتهم. بالإضافة إلى ذلك، يساعد التقييم الذكي وتحليل الأداء على تبسيط إجراءات تصحيح الامتحان وتقديم تعليقات سريعة، ما يقلل العبء الإداري ويحرر أعضاء هيئة التدريس للتركيز على التفاعلات المباشرة مع الطلاب. أصبح من الممكن تقديم تعليم عالي الجودة بشكل أكثر كفاءة من خلال هذه الحلول الذكية. كما يعمل الذكاء الاصطناعي على تحسين التواصل الأكاديمي.
على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يقدم العديد من الفرص لتحسين التعليم العالي، إلا أن هناك تحديات كبيرة يجب التغلب عليها لضمان استخدام هذه التقنيات بشكل فعّال وآمن. من أبرز هذه التحديات حماية البيانات والخصوصية، حيث من الضروري أن تكون المعلومات الشخصية للطلاب والأساتذة محمية بشكل جيد، خاصة في ظل استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات التعليمية. كما أن الإعداد للطاقم الأكاديمي يمثل عقبة أخرى، إذ يجب أن يتلقى الأساتذة تدريبا كافيا لفهم كيفية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل فعّال ودمجها في برامجهم الأكاديمية لتعزيز تجربة التعلم. إضافة إلى ذلك، يبقى إيجاد توازن بين التعليم التقليدي والتكنولوجيا الحديثة مسألة محورية؛ فعلى الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يسهم في تعزيز عملية التعلم من خلال تقديم محتوى مخصص وتحليل بيانات الأداء، إلا أن التفاعل البشري بين المعلمين والطلاب، بما في ذلك التفاعلات وجها لوجه، يظل ضروريا لضمان جودة التعليم وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للطلاب.
يمكن للجامعات تحسين كيفية دراسة الطلاب وتفاعلهم مع المناهج الدراسية من خلال تنفيذ حلول تقنية ذكية. وكذلك يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي، على سبيل المثال، لإنشاء منصات تعليمية متكاملة تتيح للطلاب الوصول إلى مكتبات رقمية هائلة من المحتوى الصوتي والكتب الإلكترونية في أي وقت ومن أي مكان. ومن خلال استخدام استراتيجيات التخصيص، يمكن لهذه المنصات أيضًا تحسين قدرات القراءة والتعلم لدى الطلاب، ما يضمن أن كل تجربة تعليمية متميزة ومناسبة لمستوى الطالب. يعد تعزيز وتشجيع البحث العلمي الجامعي إحدى المزايا الرئيسية للذكاء الاصطناعي. ومن خلال تحليل كميات هائلة من البيانات، يمكن لتقنيات مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة أن تقدم رؤى عميقة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن تسريع الاكتشافات الجديدة في المجالات التقنية والعلمية والطبية بمساعدة الذكاء الاصطناعي.
ومن المتوقع أنه مع تقدم الذكاء الاصطناعي، ستصبح الابتكارات الإضافية في التعليم العالي ممكنة بفضل هذه التقنيات. لتعزيز مشاركة الطلاب وإنشاء بيئات تعليمية أكثر ديناميكية، سيتم إنشاء أدوات وتقنيات جديدة. بالإضافة إلى ذلك، فإن توقع التطورات المستقبلية في تكنولوجيا التعليم سوف يستلزم التوصل إلى طرق ذكية لتقديم تعليم أكاديمي قابل للتكيف يلبي المتطلبات المستقبلية.
إن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي من قبل الجامعات والكليات سيساهم في تطوير التعليم العالي بشكل غير مسبوق. يمكّن الذكاء الاصطناعي المؤسسات التعليمية من تقديم التعلم الشخصي، وتحسين أساليب التقييم، وتعزيز التجربة الأكاديمية للطلاب. ومع استمرار الابتكار والتحسين في هذا المجال، ستبقى الجامعات التي تتبنى هذه التقنيات في طليعة المؤسسات التعليمية التي تواكب احتياجات المستقبل الأكاديمي والتكنولوجي.