لحظة فارقة في تاريخ تركيا: انطلاق ألبير غزر أوجي إلى الفضاء
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
تتجه الأنظار في تركيا نحو مهمة “أكسيوم ميشن 3” (Ax-3) المقرر انطلاقها خلال الليلة الفاصلة بين اليوم الأربعاء والخميس، إلى محطة الفضاء الدولية.
وتأتي هذه الرحلة التي تحمل على متنها أول رائد فضاء تركي وهو ألبير غزر أوجي، خطوة أولى ضمن برنامج “الفضاء الوطني التركي” الذي أعلنه الرئيس رجب طيب أردوغان عام 2021.
ويبدأ غزر أوجي رحلته نحو الفضاء في الليلة ما بين 17 و18 يناير/ كانون الثاني الجاري، عند الساعة 01:11 صباحا بحسب التوقيت المحلي التركي (10:11 ت.غ) معلنا انطلاق تركيا نحو الفضاء.
وفيما يلي إجابات عن أسئلة تكشف تفاصيل هذه الرحلة المنتظرة:
1- كيف اختير أول رائد فضاء تركي؟
في مايو/ أيار 2022، تم الإعلان عن اختيار مواطنين تركيين اثنين لمهمة فضاء علمية، ونشرت وكالة الفضاء التركية عبر موقعها الإلكتروني معلومات عن الموضوع ليتقدم فيما بعد، 36 ألف شخص بهدف الحصول على هذه الفرصة.
وبعد النظر في الطلبات تم استدعاء 30 مرشحا إلى العاصمة أنقرة، حيث كانت الأنشطة في مجالات الهندسة والفيزياء والطب والفلك، إضافة للرياضات.
ومارست إجادة المرشحين ومعرفتهم بهذه المجالات العلمية دورًا مهمًا في اختيار المؤهلين للخضوع للاختبارات الطبية والنفسية، التي تمهد للمشاركة في تلك المهمة الفضائية.
2- متى أُعلن عن رواد الفضاء الذين تم اختيارهم؟
أعلن الرئيس أردوغان اختيار ألبير غزر أوجي رائد فضاء رئيسيا للمهمة، في كلمة له خلال مهرجان “تكنوفيست لتكنولوجيا الطيران والفضاء بمطار أتاتورك في مدينة إسطنبول، الذي انطلق في 29 أبريل/ نيسان 2023.
وبجانب أوجي، كشف أردوغان عن اختيار توفا جيهانغير أتاسيفر، رائد فضاء احتياطيا خلال المهمة.
3- أين تدرب رائدا الفضاء؟
جرت عمليات التدريب في مدينة “هيوستن” بولاية تكساس الأمريكية، بالتعاون مع شركة “أكسيوم سبيس” بالولايات المتحدة، لتوفير خدمات التدريب والطيران لـ “رائد الفضاء” الذي سيقوم بأول مهمة فضائية مأهولة لتركيا.
4- ما المهام التي سيقوم بها غزر أوجي في الفضاء؟
سيسافر غزر أوجي إلى الفضاء للقيام بمهام علمية مختلفة على متن محطة الفضاء الدولية لمدة 14 يوما، حيث سيجري 13 تجربة في الفضاء بينها دراسات ستساهم في سجل العلوم، من السرطان إلى الخلايا المناعية، ومن الطحالب إلى العكبر (صمغ النحل).
وكانت لجنة مكونة من خبراء فضاء من وكالة الفضاء التركية ومعهد البحث العلمي والتكنولوجي في تركيا “توبيتاك”، درست التجارب المقرر إعدادها في الفضاء، وتقدمت بها جامعات ومؤسسات بحثية من أجل المهمة.
5- متى تبدأ الرحلة؟
سينطلق غزر أوجي ضمن أول مهمة فضائية مأهولة إلى الفضاء في تمام الساعة 01:11 (بحسب التوقيت المحلي التركي) من الليلة التي تربط يومي 17 و18 يناير الجاري.
المصدر: تركيا الآن
كلمات دلالية: تركيا اخبار تركيا الفضاء رائد فضاء
إقرأ أيضاً:
المهمة الأساسية للأحزاب السياسية
تعتبر الانتخابات الحرة والنزيهة هى الوسيلة الوحيدة لتحقيق التداول السلمى للسلطة، ويرتبط بهذا التداول وجود تعدد حزبى حقيقى يسمح بتنافس فعلى بين عدد من الأحزاب السياسية ذات التوجهات المتبانية كى تنتقل السلطة من حزب إلى آخر، الأمر الذى يعنى أن التداول السلمى للسلطة لا يستقيم فى ظل حزب وحيد يحتكر الحياة السياسية، وتفيد التعددية الحزبية فى نشر الأيديولوجية الديمقراطية بين الناخبين، وتقود إلى الاتصال الدائم بين جمهور الناخبين ونوابهم تحت قبة البرلمان، وتسمح بتمثيل عدد كبير من الأحزاب السياسية فى المجالس النيابية، كما يمثل تعدد الأحزاب نوعًا من جماعات الضغط على الحكومة كرقيب لممارسة الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والخدمية. كما يعد نظام تعدد الأحزاب العامل الذى يساعد على تطبيق مبدأ الفصل بين السلطات وإيقاف تسلط الحكومة ومقاومة تجاوزاتها واعتداءاتها على حرية الأفراد، كما تسمح التعددية بتكوين القادة السياسيين على اختلاف توجهاتهم تكوينا سليما.
الأحزاب السياسية أصبحت جزءًا رئيسيًا من السياسة العامة لكل بلد تقريبًا، تمتلك بعض الدول نظام الحزب الواحد، بينما يملك البعض الآخر نظام الأحزاب المتعددة، يستحيل وجود بلدان بدون أحزاب سياسية، تعد الأحزاب مهمة فى سياسات كل الأنظمة، ويعتبر علماء السياسة التنافس بين حزبين أو أكثر جزءًا أساسيًا من الديمقراطية.
كما يعتبر علماء السياسة أن البلدان التى يوجد فيها أقل من حزبين سياسيين هى بلدان استبدادية، كما أن الدولة التى تضم أحزابًا متعددة ليست ديمقراطية بالضرورة!
للأحزاب السياسية جذور عميقة فى تاريخ مصر الحديث، حيث نشأت وتطورت بتطور مفهوم الدولة ذاته، وظهرت البدايات الأولى للحياة الحزبية المصرية مع نهاية القرن التاسع عشر، ثم برزت وتبلورت بعد ذلك خلال القرن العشرين، والعقد الأول من القرن الحالى، انعكاسًا للتفاعلات والأوضاع السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية السائدة. وفى سياق الجهود الرامية لتفعيل النظام الحزبى فى مصر والقضاء على القيود التى أعاقت هذه الغاية لعقود مضت، أصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى 28 مارس 2011 مرسومًا بقانون جعل تأسيس الأحزاب السياسية وإنشاءها بمجرد الإخطار، أدت هذه التسيرات فى وصول عدد الأحزاب السياسية الموجودة على الساحة إلى أكثر من مائة حزب، لم تصل برامج معظمها بالشكل المطلوب إلى الشارع وتطلعاته، وتحولت الغالبية من هذه الأحزاب إلى مجرد يافطة تستخدم للوجاهة السياسية وسيطرت العائلات على بعض الأحزاب، ولم تعد شريحة واسعة من المصريين مهتمة بالحياة الحزبية، لقناعتهم بأنها لا تسعى للوصول إلى الحكم أو تقديم برامج حقيقية وهو ما يعتبر الأساس فى تكوين الأحزاب وفقًا للمادة الخامسة من الدستور التى تقضى بأن النظام السياسى يقوم على أساس التعددية السياسية والحزبية، والتداول السلمى للسلطة، والفصل بين السلطات والتوازن بينها، وتلازم المسئولية مع السلطة، وأصبح نهج الأحزاب السياسية التأييد والدعم الكامل لسياسات الحكومة من دون الاهتمام بشكل جدى بالأزمات التى تواجه المواطن، ما يفقدها زخمها فى الشارع.
إن فتح ملف الأحزاب السياسية للنقاش أمر بالغ الأهمية، وقد يؤدى إلى حل مشاكلها المستعصية منذ عقود والتى ترجع إلى عام 1977 الذى شهد عودة الأحزاب رسميًا بعد حلها فى يناير عام 1953، وهى تعانى أمراضًا مزمنة لم تشف منها حتى الآن. لأن أساسها كان وجود حزب واحد فعلى مدعوم من الدولة، ولا ضير إطلاقًا من وجود مئات الأحزاب على الساحة، ولكن بشرط أن تكون الأحزاب فاعلة على الأقل ثلاثة أو أربعة منها، تتنافس فى الانتخابات العامة بهدف الوصول إلى السلطة، لكن أن تهيمن على الساحة الأحزاب الكرتونية والبالونية فهذا أمر لا يليق ولا يجب أن يستمر فى ظل الانفراجة التى أتاحها الرئيس عبدالفتاح السيسى من خلال الحوار الوطنى الذى دعا إليه ومهد الطريق أمام الأحزاب السياسية فى مخاطبة الجماهير والمشاركة فى وضع الحلول للقضايا العامة.
إن التنافس الشريف بين الأحزاب السياسية بشرط دمج الأحزاب المتشابهة لإفساح الساحة أمام ثلاثة أو أربعة أحزاب بات ضروريًا لإنقاذ الحياة الحزبية وتحقيق الاستفادة من الأحزاب فى المهام القومية التى تفيد الوطن والمواطن، لكن بقاء الأحزاب محلك سر والاكتفاء بالبحث عن امتيازات فلن يزيدها إلا انصراف المواطنين عنها، أما المنافسة الشريفة بينها تنفى عنها أنها أحزاب كرتونية، عائلية، أو تنشأ بالأمر المباشر لأداء مهام فعلية!!