أكدت مساعد وزير الخارجية الأسبق السفيرة منى عمر، أهمية التكاتف وحشد موقف عربي موحد وقوي إزاء انتهاك إثيوبيا لسيادة دولة عربية، بإبرامها مذكرة التفاهم غير القانونية مع "إقليم أرض الصومال" (صوماليلاند)، ما يهدد أمن واستقرار جمهورية الصومال الفيدرالية ويُقوض جهودها الساعية لتوحيد أراضي البلاد ومحاربة الإرهاب.

وشددت السفيرة منى عمر، في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الأربعاء، على أهمية الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، لبحث التداعيات الخطيرة "لاتفاق إثيوبيا وصوماليلاند"، ولمساندة الصومال في أزمته الراهنة ورفض التدخلات الإثيوبية في الشئون الداخلية لدولة عربية، واتخاذ كافة القرارات والإجراءات اللازمة في هذا الشأن، ولاسيما دعم "مقديشيو" أمام مجلس الأمن الدولي.

ورأت أن التعدي على سيادة الصومال بتوقيع هذا الاتفاق - الذي يُتيح استخدام "ميناء بربرة" المطل على البحر الأحمر مقابل الاعتراف الإثيوبي بانفصال صوماليلاند عن جمهورية الصومال مستقبلًا - سيضر بالمصالح المشتركة التي تجمع إثيوبيا ببعض الدول العربية، داعية هذه البلدان إلى الضغط أو التهديد بفرض عقوبات على "أديس أبابا" في حال عدم تراجعها عن تلك التصرفات الأحادية التي من شأنها أن تؤثر بالسلب على العلاقات العربية الإثيوبية والإفريقية الإثيوبية.

وحذرت الخبيرة في الشئون الإفريقية من أن عدم اتخاذ موقف رادع أو غض الطرف تجاه إبرام "اتفاقية سيادية" مع "كيان" أو "إقليم انفصالي"، وليس مع الدولة المعنية صاحبة السيادة أو مع الحكومة الرسمية القائمة، قد يُشجع آخرين على أن يحذو حذو إثيوبيا، ما سيكون له تداعياته الخطيرة على السلم والأمن الإقليميين والدوليين، لاسيما في توقيت لا يتحمل فيه الإقليم المزيد من الاضطرابات والأزمات والصراعات، خاصة منطقة القرن الإفريقي الاستراتيجية.

ونبهت، من ناحية أخرى، بأنه إذا استخدمت إثيوبيا - وهي في الأساس "دولة حبيسة" - ميناء بربرة على الساحل الجنوبي لخليج عدن، عند مدخل البحر الأحمر، ليس فقط بغية تأمين وصولها إلى البحر، بل الانضمام بأسطولها إلى أية عمليات عسكرية في هذا الممر الاستراتيجي، فسيزداد التوتر والتصعيد بتلك المنطقة، خاصة أن "أديس أبابا" معروفة بعلاقتها القوية والمتميزة مع إسرائيل، وربما قد يتم استهدافها من قبل "المناصرين للقضية الفلسطينية" ما يزيد من التوترات والتهديدات بالبحر الأحمر.

ودعت مساعد وزير الخارجية الأسبق، المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي، المعني بصون السلم والأمن الدوليين، إلى سرعة التحرك وإسقاط تلك الاتفاقية باعتبارها باطلة ولاغية وغير مقبولة، وتُهدد الاستقرار الإقليمي، وإجبار إثيوبيا على الامتثال إلى القانون الدولي، حفاظًا على النظام العالمي واحتراماً للأعراف والمواثيق الدولية.

اقرأ أيضاًالرئيس الصومالي الأسبق يحذر من رغبة إثيوبيا في الاستيلاء على أراضي بلاده

رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي يعرب عن قلقه إزاء مذكرة التفاهم بين إثيوبيا وأرض الصومال

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: إثيوبيا الصومال المجتمع الدولي مجلس الأمن الدولي السفيرة منى عمر

إقرأ أيضاً:

لميس الحديدي: ترامب انتقل من «التهجير» لـ«ضم أراضي».. لا بديل عن موقف عربي موحد

علّقت الإعلامية لميس الحديدي، على اللقاء الأول بين بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ولايته الثانية، والذي عُقد في العاصمة واشنطن، قائلة: «من المنتظر أيضًا أن يزور واشنطن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، كما ترددت أنباء صحفية غير مؤكدة حتى الآن عن زيارة مرتقبة للرئيس عبدالفتاح السيسي إلى واشنطن، وكان الرئيس الأمريكي، خلال مكالمته الأخيرة مع الرئيس السيسي، قد وجه له دعوة مفتوحة».

وتابعت خلال برنامجها «كلمة أخيرة» المذاع على شاشة ON: «أين نحن الآن؟- حماس بدأت مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق غزة، وهي مرحلة مدتها 42 يومًا، من المفترض أن تشهد وقفًا دائمًا للعمليات العسكرية، وانسحاب قوات الاحتلال بالكامل من القطاع، بالإضافة إلى استمرار تبادل الأسرى، بما في ذلك جميع الرجال الإسرائيليين المتبقين أحياء، مقابل الإفراج عن عدد من الفلسطينيين».

وانتقدت الحديدي تصريحات الرئيس الأمريكي أمس، قائلة: «لقد استبق المفاوضات وأعلن أنه غير متأكد من صمود اتفاق الهدنة، كما انتقل من الحديث عن تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن إلى توسيع مساحة إسرائيل، مما يعني ضم أجزاء من الضفة الغربية، وبالتالي انتقلنا من فكرة التهجير إلى الضم».

وتساءلت الحديدي: «إذن، ماذا نحن فاعلون؟ – هذا هو الوقت المناسب لاتخاذ موقف عربي موحد، قد يقول البعض إنها مجرد شعارات سمعناها كثيرًا، لكن لا بديل عن موقف عربي موحد، مهما اختلفت المصالح والأهداف، فإن الوقت الحالي يتطلب وحدة الصف العربي».

وأضافت: «ترامب سيحاول تفتيت الموقف العربي عبر استخدام أدوات الترغيب والترهيب، وكل دولة عربية لديها مواطن قوة وضعف. لكن إذا تابعنا حديث ترامب ومواقفه مؤخرًا، سنجد نمطًا متكررًا، فكثيرًا ما يتخذ قرارات ثم يراجعها، إما بسبب التفاوض أو بسبب قوة الموقف المضاد. وقد رأينا هذا في موضوع الرسوم التجارية مع المكسيك والاتحاد الأوروبي، حيث وقف الأوروبيون ضد تلك الرسوم، وأعلنوا موقفًا واضحًا بأنهم لا يريدون التصعيد، لكنهم سيتعاملون بالمثل إذا فُرضت عليهم الرسوم».

وأردفت: «قد يقول البعض إن هذه كيانات ودول قوية، لكن الحقيقة أن المنطقة العربية مجتمعة يمكن أن تكون قوة مؤثرة وقادرة على المواجهة. إسرائيل مهمة بالنسبة لترامب، لكنه في الوقت ذاته لديه مصالح أخرى في المنطقة».

وشددت على ضرورة عدم تعامل الدول العربية بمنطق الخوف من التهديدات، بل بمنطق القوة والدبلوماسية، قائلة: «أول خطوة مهمة هي الإعلان عن الموقف، وقد حدث ذلك بالفعل من مصر والأردن والدول العربية، حيث وصلت الرسالة بوضوح. أما الخطوة الثانية، فكانت الخطاب الذي أرسله خمسة وزراء خارجية عرب إلى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، والذي أكد الموقف العربي الرافض للتهجير والضم. ثم تأتي الخطوة الثالثة، وهي الزيارات المباشرة بين القادة والتفاوض المباشر، مع وجود أنباء غير مؤكدة عن زيارة الرئيس السيسي، مما يعكس أهمية التفاوض».

المصري اليوم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الحرية المصري: التصريحات الإسرائيلية تجاه السعودية انتهاك للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة
  • «الخارجية اللبنانية»: تهجير الفلسطينيين انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي
  • محلل سياسي: قرار إسرائيل بحظر عمل أونروا انتهاك واضح للقانون الدولي (فيديو)
  • الجامعة العربية: إجماع عربي على رفض المساس بثوابت القضية الفلسطينية
  • باحث: يجب اتخاذ موقف عربي موحد لرفض مخططات تهجير الفلسطينيين
  • أبو ردينة: موقف عربي حاسم قريبا رفضا لخطط ترامب
  • كيف تتعامل الدول العربية مع سياسة ترامب؟ أولوية حتمية .. فيديو
  • باحث: تنسيق مستمر بين القيادة الفلسطينية ومصر والأردن لصياغة موقف عربي موحّد
  • لميس الحديدي: ترامب انتقل من «التهجير» لـ«ضم أراضي».. لا بديل عن موقف عربي موحد
  • أمن قومي عربي.. أحزاب ونواب: مشروع تهجير الفلسطينيين انتهاك مرفوض وتجاوز لكل الخطوط الحمراء