تقرير: انقطاع الإمدادات النفطية الليبية لها تأثيرات خطيرة بسوق النفط في المتوسط
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
ليبيا – سلط تقرير اقتصادي نشرته صحيفة “هيلينك شيبنغ نيوز وورلدوايد” القبرصية الناطقة بالإنجليزية الضوء على أهمية الصادرات النفطية الليبية.
التقرير الذي تابعته وترجمته صحيفة المرصد نبه لإمكانية تجدد الاحتجاجات النفطية ليس في حقل الشرارة النفطي بل في مصفاة الزاوية إذا لم يتم تلبية مطالب المحتجين ناقلًا ما ورد في بيان حالة صادر عن سمسار السفن العالمي “جيبسون” من معلومات بالخصوص.
ووفقا لـ”جيبسون” من المثير للدهشة حاليا وجود تأثير آني إيجابي إلى حد ما على سوق ناقلا النفط “أفراماكس” ذات سعة التحميل الساكنة المتراوحة بين الـ80 والـ120 ألفا من الأطنان عبر البحر الأبيض المتوسط إذ تأثرت فقط 4 إلى 5 شحنات سريعة ودفع نحو 10 منها للأسبوع المقبل.
وبحسب “جيبسون” قدم هذا دعما لأسعار “أفراماكس” المحلية ما ولد شعورا أقوى بالمنطقة مرجعًا ذلك لبقاء مرافق الميناء بالزاوية عاملة رغم انخفاض شحنات النفط الخام في وقت قد يتسبب فيه الانقطاع المطول في التأثير سلبًا على السوق بمجرد تصفية شحنات متراكمة حالية.
وبين “جيبسون” إن غياب تحقيق الاستقرار المطلوب ونمو الإنتاج المستدام نحو الهدف المقصود قد يصعب على مؤسسسة النفط في طرابلس الوصول لإنتاج 2 برميل نفطي يوميًا ، مشيرًا إلى أن ما حصل في حقل الشرارة النفطي مؤشر واجب الانتباه له.
وتابع “جيبسون” إن هذا المؤشر يتمثل في عدم تلاشي خطر انقطاع الإمدادات النفطية من ليبيا وإمكانية تجدده ما يفضي مستقبلًا لتأثيرات خطيرة على سوق ناقلات النفط الخام في البحر الأبيض المتوسط في حال كان الانقطاعات المستقبلية كبيرة.
وأوضح “جيبسون” إن أهداف الإنتاج النفطي الطموحة تتطلب بيئة استثمارية مستقرة لشركات النفط العالمية للعمل وتوفير طاقة إضافية ، في وقت لا يُتوقع فيه أن تصل الاضطرابات الحالية إلى نفس مستوى العام 2022.
واختتم التقرير بالإشارة إلى أن هذه الاضطرابات تظهر بوضوح الصعوبات المستمرة التي تواجه صناعة النفط الليبية وزيادة إنتاجها.
ترجمة المرصد – خاص
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
تقرير: عودة ترامب للبيت الأبيض خففت القيود المفروضة على نتنياهو بشأن غزة
شدد تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، على أن استئناف دولة الاحتلال الإسرائيلي للحرب على قطاع غزة قبل ثلاثة أسابيع كان في وقت قريب ليُطلق ضغطا غربيا شرسا على بنيامين نتنياهو.
وأضاف التقرير الذي ترجمته "عربي21"، أن الإدانات كانت ستأتي سريعة وبشكل علني وفي أحاديث خلف الكواليس. وكانت المطالبات بضبط النفس ستأتي من أوروبا والبيت الأبيض، حيث حاول الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، على مدار أربع سنوات، أحيانا، وفشل في كثير من الأحيان، في احتواء اندفاعات نتنياهو.
الآن، رحل بايدن، وقد أوضح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه لا ينوي مواصلة التلويح بأصابع الاتهام كما فعل سلفه. أوروبا منشغلة بحرب ترامب التجارية، وقد عزز نتنياهو أغلبية ائتلافه في البرلمان الإسرائيلي، مما منحه مساحة سياسية أكبر للتحرك، حسب التقرير.
الاثنين الماضي، جلس نتنياهو بجانب ترامب في المكتب البيضاوي حيث أشاد به الرئيس ووصفه بأنه "قائد عظيم". لم يحصل رئيس الوزراء على إعفاء من الرسوم الجمركية البالغة 17% التي قال ترامب إنه سيفرض على إسرائيل - أحد الأهداف الرئيسية لرحلته - كما لم يحصل على دعم أمريكي فوري للعمل العسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية. وفي بعض الأحيان بدا مرتبكا بينما تحدث ترامب مطولا عن التجارة والهجرة والاقتصاد الأمريكي.
ولكن فيما يتعلق بالمسألة الرئيسية المتمثلة في تجدد الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، فقد كان ترامب صامتا إلى حد كبير، بحسب الصحيفة. لم يأتِ على ذكر الهجوم الإسرائيلي على سيارات الإسعاف وشاحنة الإطفاء الذي ظهر للعلن الأسبوع الماضي، والذي أسفر عن مقتل 15 عامل طوارئ، أو ضربة 3 نيسان/ أبريل التي أودت بحياة العشرات، بمن فيهم أطفال، في مدرسة حُوّلت إلى مأوى.
ونقل التقرير عن سنام فاكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تشاتام هاوس، قولها "أعتقد بالتأكيد أن نتنياهو يحاول الاستفادة مما يعتقد أنه مجال متزايد للمناورة".
وأضافت أن رئيس الوزراء بدا متشجعا بصمت ترامب في مواجهة الهجمات الإسرائيلية المتصاعدة داخل غزة بعد وقف إطلاق النار الذي استمر شهرين فقط.
والنتيجة، كما يقول المراقبون داخل إسرائيل وخارجها، هي رئيس وزراء مُطلق العنان، مع عدد أقل من الحواجز التي تقيد أفعاله في غزة ولبنان وسوريا.
وهذا يعني، وفقا للتقرير، أن نتنياهو حر في استئناف إصلاحه للنظام القضائي في بلاده دون تنديدات من واشنطن. وهذا يعني ديناميكية متغيرة في منطقة تضررت من 18 شهرا من الصراع المسلح.
وقد منعت إسرائيل الآن دخول المساعدات إلى غزة لأكثر من شهر. وتقوم القوات الإسرائيلية بدوريات في أجزاء من جنوب لبنان وسوريا، حيث يقول القادة الإسرائيليون إنهم سيبقون إلى أجل غير مسمى. وقد ضعف أحد الأعداء، وهو حزب الله اللبناني القوي، بشدة في الحرب مع إسرائيل. ونظام الأسد في سوريا، أطاح به الثوار.
ولفتت الصحيفة إلى أن منتقدي نتنياهو يشيرون إلى أنه قاوم الرأي العام العالمي لسنوات، مروجا نفسه للجمهور الإسرائيلي كزعيم سيتحدى العالم لحماية البلاد. لقد تجاهل الانتقادات الأمريكية والعالمية لشدة رد إسرائيل بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 ، في حملة عسكرية أسفرت عن استشهاد أكثر من 50 ألف فلسطيني، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
ونقل التقرير عن دانيال ليفي، رئيس مشروع الولايات المتحدة/الشرق الأوسط، وهي مجموعة مقرها لندن ونيويورك، قوله "كان من الممكن تجاهل الضغط الضئيل الذي كان موجودا، وقد تم تجاهله".
ومع ذلك، فإن الفرق بين ذلك الحين والآن لافت للنظر، كما يقولون.
فيما يتعلق بغزة، أعرب بايدن مرارا وتكرارا عن دعمه لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، مما دفع البعض في الولايات المتحدة إلى اتهامه بعدم ممارسة ضغط كاف على إسرائيل لوقف مقتل المدنيين. لكن بايدن انتقد الغارات الجوية الضخمة خلال الحملة العسكرية الإسرائيلية، ووصفها في إحدى المرات بأنها "مبالغ فيها"، قائلا إن معاناة الأبرياء "يجب أن تتوقف".
في حزيران/ يونيو الماضي، اتهم نتنياهو بالسعي إلى إطالة أمد الحرب لأسباب سياسية داخلية. وبينما لم يقطع تدفق الأسلحة إلى إسرائيل، أرجأ بايدن تسليم أكبر القنابل الأمريكية. قبل الحرب، ضغط بايدن أيضا على رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي لتخفيف جهوده لإصلاح النظام القضائي في بلاده، وهي خطة وصفها النقاد بأنها استيلاء صارخ على السلطة وتهديد وجودي للديمقراطية الليبرالية في إسرائيل.
قال بايدن، في توبيخ مباشر لافت لأحد أقرب حلفاء أمريكا: "لا يمكنهم الاستمرار في هذا الطريق - لقد أوضحت ذلك نوعا ما".
الآن، تبخر هذا الضغط، كما تقول الصحيفة.
لم يعترض ترامب على خطة نتنياهو القضائية. ويقول محللون إن تصرفات الرئيس الأمريكي نفسه - مهاجمة القضاة ومكاتب المحاماة التي أغضبته - قد يراها نتنياهو بمثابة تصريح لجهوده الخاصة.
صرح مسؤول أمريكي كبير سابق بأن نتنياهو ينظر إلى ترامب على أنه "رفيق درب" فيما يتعلق بجهوده لإعادة تشكيل القضاء بما يرضيه.
وقال ناداف شتراوشلر، المستشار السابق لنتنياهو، إن رئيس الوزراء شهد "انقلابا كاملا" في عهد إدارة ترامب، مما أتاح له "مساحة أكبر بكثير للعمل".
حتى أن نتنياهو بدأ يردد خطابات ترامب المتألقة، مهاجما خصومه مرارا وتكرارا باعتبارهم أعضاء في "دولة عميقة" مكرسة لاضطهاده. وقال شتراوشلر: "لم أسمع أي مخاوف من إدارة ترامب بشأن "الديمقراطية الإسرائيلية" أو الضغط على نتنياهو. بل على العكس تماما".
في الداخل، رسخ نتنياهو مكانته السياسية بإزالة كل تهديد تقريبا لائتلافه الحاكم اليميني المتشدد، كما قال شتراوشلر. وأضاف أنه بينما قد يعتبر منتقدوه هذه الخطوات استبدادية، إلا أن قاعدة نتنياهو الانتخابية لا تزال تدعمه بقوة، مانحة إياه حرية التصرف.
متحديا منتقديه، منذ هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر، الذي وصفته الصحيفة بأنه أسوأ فشل أمني في تاريخ إسرائيل، استعاد نتنياهو مكانته القوية. في الشهر الماضي، تحرك لإقالة رئيس استخباراته والمدعي العام، وهي إجراءات تُعتبر جزءا من مسعى لترسيخ سلطته والقضاء على منافسيه.
في أوروبا، ينشغل القادة الذين انتقدوا بشدة تصرفات نتنياهو برسوم ترامب الجمركية والجهود الحثيثة لتجنب أزمة مالية عالمية. ولا تزال القارة الأوروبية تهتز بسبب ابتعاد ترامب عن التحالفات عبر الأطلسي التي استمرت لعقود، وتقاربه مع روسيا.
قال الصحيفة إنه يبدو أن نتنياهو لا يكترث بشكل متزايد بما تفكر فيه أوروبا.
في الأيام الأخيرة، منعت حكومته عضوين في البرلمان البريطاني من دخول إسرائيل في مهمة لتقصي الحقائق، مما دفع وزير الخارجية ديفيد لامي إلى إصدار بيان غاضب وصفه بأنه "غير مقبول، وغير بناء، ومثير للقلق العميق".
في شباط/ فبراير، انضم نتنياهو إلى روسيا و ترامب في معارضة جهد أوروبي في الأمم المتحدة للتعبير عن الدعم لوحدة أراضي أوكرانيا. وفي الأسبوع الماضي، حظي نتنياهو باستقبال حافل في المجر من فيكتور أوربان، الزعيم السلطوي للبلاد، المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
شكر نتنياهو أوربان على انسحاب بلاده من المحكمة الجنائية الدولية، التي أصدرت في تشرين الثاني/ نوفمبر مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ووزير حربه السابق، متهمة إياهما بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
لكن تصرفات نتنياهو الأخيرة في غزة كانت الأكثر لفتا للانتباه.
كانت المعارضة لقراره استئناف القتال خافتة إلى حد ما في إسرائيل، على الرغم من أن استطلاعات الرأي العامة تشير إلى أن معظم الناس يريدون اتفاقا لإنهاء القتال وتحرير الأسرى المحتجزين في غزة، وأن غالبية الناخبين لا يدعمون رئيس الوزراء وائتلافه. وقد غيرت تعليقات ترامب حول مستقبل غزة الطريقة التي يتحدث بها نتنياهو عن مصير المنطقة.
أعلن الرئيس في شباط/ فبراير أنه سيدعم الترحيل الجماعي للفلسطينيين، لإنشاء "ريفييرا" على قطاع غزة، وهو اقتراح من شأنه أن يمثل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي، وفقا للتقرير.
منذ ذلك الحين، تحدث نتنياهو وغيره من السياسيين الإسرائيليين بصراحة أكبر عن مستقبل تسيطر فيه إسرائيل على المنطقة إلى أجل غير مسمى. يوم الثلاثاء، بعد أن كرر ترامب الفكرة، أشاد نتنياهو بها باعتبارها مفيدة لشعب غزة.
قال نتنياهو: "إنهم محصورون. وما الخطأ في منح الناس خيارا؟"، بينما أصر أيضا زورا على أن إسرائيل لم تمنع سكان غزة من المغادرة لسنوات. قال نتنياهو إنه والرئيس تحدثا خلال الغداء عن الدول التي ادعى استعدادها لاستقبال الفلسطينيين الراغبين في مغادرة غزة. وقد رفضت مصر والأردن ذلك مرارا وتكرارا.
وقال نتنياهو: "لدى الرئيس رؤية. الدول تستجيب لهذه الرؤية. ونحن نعمل على تحقيقها".
في إسرائيل، كانت فكرة ترحيل الفلسطينيين من غزة حكرا على تيار يمين متطرف. والآن، أيدها الرئيس الأمريكي وكررها نتنياهو، وأنشأ وزير الحرب الإسرائيلي مكتبا للإشراف على هذه السياسة.
وقال ليفي إن "التشجيع والدعم اللذين قدمتهما هذه السياسة موجهان إلى معسكر في إسرائيل متطرف للغاية، ومبدأ محصلته صفر، وكان يكتسب نفوذا، لكنه الآن يشعر حقا أنه قادر على تنفيذ الأمور".