حدثان اساسيان حكما المشهد الميداني في الساعات الماضية، الأول قيام إيران بتوجيه ضربة صاروخية بإتجاه العراق وسوريا، والثاني قيام كتائب القسّام بإطلاق دفعات كثيفة من الصواريخ من شمال قطاع غزة بإتجاه المستوطنات في الغلاف، اذ يبدو أن إستعادة المبادرة التي عبّر عنها الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير بدأت تنعكس ميدانياً بشكل لافت وسريع.



بعد كلمة نصرالله الأخيرة ظهر المتحدث العسكري بإسم كتائب القسّام أبو عبيدة وأعلن أن جهات في محور المقاومة ابلغته بأن الأيام المقبلة ستشهد تصعيدا على أكثر من جبهة، في حال لم يتوقف العدوان على غزة، وهذا الأمر بدأ يظهر من خلال قيام إيران بهذا التوقيت بالذات بالقيام بردها العسكري على تفجيرات كرمان، وهذا امر له دلالات عدة مرتبطة بالمعركة وكيفية تصاعدها.

أرادت طهران توجيه رسالة لإسرائيل بأن الردّ على إغتيال القيادي في الحرس الثوري رضى موسوي لا يزال وارداً، ولم يتم وضعه على الرفّ، اذ ان طهران قررت الرد في هذه اللحظة على التفجيرات الداخلية بقصف مقرات قالت أن بعضها يتبع للموساد، فكيف سيكون الردّ على الاغتيال المباشر الذي قامت به اسرائيل ضد احد ابرز قياديي الحرس الثوري، وهذا الامر سيجبر تل ابيب على إعادة حساباتها وعدم التسرع بالقيام بأي خطوة ضدّ القوات الايرانية والحليفة في سوريا.

كما ان ايران استخدمت صواريخ باليستية مدمرة يمتلك "حزب الله" مثيلاً لها، وهذا بمثابة تحذير جدي من التصعيد في جبهة الشمال، خصوصا أن هناك قرارا واضحا من قبل الحزب بزيادة حجم الهجمات ونوعيتها تجاه الجيش الاسرائيلي في شمال فلسطين المحتلة، وعليه فإن منع حكومة نتنياهو من استغلال هذا الامر بالذهاب نحو تصعيد كبير كان يتطلب رسائل بالنار تكفلت إيران بالقيام بها..

في المقابل، قررت حماس إثبات أن نتنياهو لم يحقق ايا من اهدافه، فوجهت ضربات صاروخية كثيفة تجاه غلاف غزة بعد الانسحاب الاسرائيلي من شمال القطاع، وهذا يعني ان الحكومة الاسرائيلية وبعد مئة يوم من المعارك لم تستطع تأمين الحماية للمستوطنين الذين سيواجهون حكومتهم ويظهرون أكثر من غيرهم أن الهزيمة الاسرائيلية في غزة باتت أمراً واقعاً لا يمكن تجميله عبر زيارة المجازر والدمار.

تريد قوى المقاومة تحقيق امرين في المرحلة المقبلة، الاول هو اظهار هزيمة نتنياهو او أقله فشله في تحقيق اهدافه وبأن حماس تحديداً حافظت على كل مكتسباتها العسكرية في غزة بالرغم من كل الدمار والعملية البرية. اما الامر الثاني فهو السعي إلى لجم إسرائيل وزيادة خسائرها في مختلف الساحات لإجبارها على وقف اطلاق النار والإلتزام الكامل بقواعد الاشتباك التي كانت سارية قبل الحرب، ما يسمح ببدء مفاوضات جدية بعد الهدنة.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

الصين: نطالب بإنهاء العقوبات أحادية الجانب وغير القانونية ضد إيران

أكدت وزارة الخارجية الصينية علي ضرورة تجنب الإجراءات التي تصعد من الأوضاع الملتهبة بمنطقة الشرق الأوسط وكذلك ضرورة تهيئة الظروف للتوصل لحل دبلوماسي. 


وذكرت الخارجية الصينية في تصريحات لها أن بكين تدعم سياسة إيران بمواصلة التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية

كما شددت الصين، على ضرورة الاحترام الكامل لحق إيران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، مطالبة بضرورة إنهاء جميع العقوبات أحادية الجانب وغير القانونية على إيران.

وكان التليفزيون الصيني الرسمي، أفاد في وقت سابق بأن دبلوماسيين بارزين من إيران وروسيا والصين بدأوا، اليوم الجمعة، اجتماعات في العاصمة الصينية بكين لمناقشة القضايا النووية الإيرانية، وذلك في ظل تصاعد التوترات بين طهران وواشنطن، ورفض إيران الدخول في مفاوضات تحت الضغط الأمريكي.

يأتي هذا الاجتماع بعد أيام قليلة من رفض الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان ما وصفه بـ"الأوامر الأمريكية" لاستئناف الحوار حول برنامج بلاده النووي، مؤكدًا أن إيران لن تخضع للضغوط الأمريكية ولن تدخل في مفاوضات قسرية.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن الأسبوع الماضي أنه وجه رسالة إلى القيادة الإيرانية يقترح فيها إجراء محادثات، وسط مخاوف غربية من أن إيران تقترب بسرعة من امتلاك قدرات تمكنها من صنع أسلحة نووية.

المفاوضات غير المباشرة
في هذا السياق، صرح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بأن طهران لا تستبعد إمكانية إجراء مفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة، ولكنها ترفض الدخول في أي حوار في ظل سياسة "الضغط الأقصى" التي تمارسها واشنطن.

وأوضح عراقجي، في مقابلة مع صحيفة "إيران" الحكومية، أن المفاوضات يجب أن تتم في ظروف متكافئة لضمان تحقيق نتائج فعالة، مضيفًا: "إذا دخلنا في مفاوضات بينما الطرف الآخر يمارس الضغط الأقصى، فإننا سنتفاوض من موقع ضعف ولن نحقق أي مكاسب. هذه ليست مسألة عناد أو تشبث بالمبادئ، بل مسألة فنية بحتة".

مقالات مشابهة

  • العدوان الأمريكي.. هزيمة جديدة لواشنطن ومؤشر على حجم الضرر الذي ألحقه اليمن بالكيان الصهيوني
  • تعرف على رئيس الشاباك رونين بار الذي أقاله نتنياهو
  • رغم التصعيد الأمريكي.. إيران: الدبلوماسية خيارنا
  • على الخريطة.. ما الذي يريده نتنياهو في جنوب سوريا
  • سلامي: إيران لن تتهاون في الرد على أي تهديد والعدو يكرر الأخطاء
  • تصاعد الخلافات بين نتنياهو ورئيس جهاز “الشاباك” بسبب هزيمة الـ”7 أكتوبر”
  • نتنياهو يدرس الرد على حماس ولا اختراق بمحادثات الدوحة
  • بيان ثلاثي مشترك يؤكد ضرورة إلغاء العقوبات الأحادية على إيران
  • مسوغات المواجهة بين برلمان وحكومة إيران واحتمالات التصعيد
  • الصين: نطالب بإنهاء العقوبات أحادية الجانب وغير القانونية ضد إيران