قال مسئولون في الإدارة الأمريكية إن البيت الأبيض يرى مخاوف تتعلق بالأمن القومي في الاتفاق الأخير الذي يمنح إثيوبيا حقوق تأجير ساحل البحر الأحمر في منطقة أرض الصومال الانفصالية في الصومال.

وقال جون كيربي، مدير الاتصالات الاستراتيجية لمجلس الأمن القومي الأمريكي، في تصريحات لإذاعة صوت أمريكا، إن واشنطن تعمل مع شركاء في المنطقة – بما في ذلك الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية المكونة من ثمانية أعضاء – للضغط ضد مذكرة التفاهم غير الملزمة التي تعتبرها الحكومة الصومالية، ومقرها مقديشو، غير شرعية.

وقال كيربي: "نحن بالتأكيد منزعجون"، مضيفًا: "كما قلنا مرات عديدة، نحن ندعم سيادة الصومال ووحدة أراضيه، ويجب احترام ذلك".

ووقع الطرفان الاتفاق في الأول من يناير وفي ذلك الوقت، قال المتحدث باسم الحكومة الإثيوبية رضوان حسين إن الاتفاق "يمهد الطريق أيضًا للوصول إلى قاعدة عسكرية مستأجرة على البحر الأحمر"، وأشار موسى بيهي رئيس أرض الصومال إنها ستحصل على اعتراف إثيوبيا كأول دولة أفريقية تعترف بأرض الصومال، وهو الأمر الذي أثار غضب الصومال. 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: اتفاق إثيوبيا وأرض الصومال الولايات المتحدة ساحل البحر الاحمر جون كيربي

إقرأ أيضاً:

أصابع «أبى أحمد» والأمريكان فى السودان

وسط تشابك المصالح المشتركة أمنيًا وجغرافيًا وسياسيًا واقتصاديًا وتاريخيًا وإثنيًا بين السودان وإثيوبيا، يحتل ملف الصراع السودانى مكانة متقدمة من حيث الأهمية للجانب الإثيوبى، كما يعتبر ملف ترسيم الحدود بين السودان وإثيوبيا خاصة فى منطقتى الفشقة الكبرى والفشقة الصغرى التى استردتها القوات المسلحة السودانية بنسبة 90% منها فى الحرب الأخيرة ولم تتم عملية ترسيمها حتى الآن، هى من أهم الملفات على الساحة.
الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية ايضًا تستخدم كل أدواتها فى السودان بهدف مقاومة النفوذ الروسى المتنامى فى أفريقيا، وقدرته على إخراج فرنسا والغرب من دول كانت حتى وقت قريب تحت سيطرة الغرب مثل بوركينا فاسو وغيرها من الدول التى شهدت انقلابات فى معظمها موال لروسيا.
وفى الوقت الذى فشل فيه رئيس الوزراء الأسبق عبدلله حمدوك ممثل الغرب وواشنطن فى السودان لعدة مرات بإحداث تغيير سياسى يناسب المصالح الأمريكية فى السنوات القليلة الماضية، إلى جانب التقارب الأخير بين مجلس السيادة بقيادة عبدالفتاح البرهان وروسيا، واتجاه الجيش السودانى شرقًا للتحالف مع موسكو، كل ذلك دفع بواشنطن للتفكير بخطة بديلة لإزاحة البرهان عن المشهد والدفع بشخصية أخرى لسدة الحكم تمثل مصالح واشنطن وتحد من نمو النفوذ الروسى.
وقد تصاعدت المخاوف الأمريكية بشكل كبير من التقارب الروسى السودانى بسبب تصريحات لمسئولين سودانيين تؤكد التزام السودان ببناء قاعدة بحرية روسية على البحر الأحمر، مما عزز المخاوف الأمريكية حيث تعتبر واشنطن ذلك تهديدًا لها، وآخر تلك التصريحات كانت لوزير الخارجية السودانى لوكالة الانباء الروسية حول التزام بلاده الكامل ببناء القاعدة البحرية الروسية فى السودان.
اعتماد واشنطن على إثيوبيا لتحقق أهدافها فى السودان هو الأكثر ترجيحًا، فإثيوبيا هى حليف استراتيجى لواشنطن، كما أن واشنطن ستعتمد على الأطماع الإثيوبية والمنافع الكثيرة التى ستحققها من وراء تنفيذ الخطة الأمريكية.
بجانب أن الرئيس الإثيوبى الطامح أبى أحمد سوف يقبل بسرعة بالخطة الأمريكية، نظرًا للمصالح الكثيرة التى يمكن أن تحققها أثيوبيا من خلال هذه الاتفاقية مع واشنطن. ويأتى فى مقدمتها اعتراف واشنطن بانفصال إقليم أرض الصومال، الذى يحتل موقعًا استراتيجيًا مهمًا جدًا والذى لطالما سعت أثيوبيا بانفصاله، بهدف السيطرة عليه والحصول على ميناء «زويلع» المهم جدًا، كمنفذ بحرى لها، بالإضافة إلى ما سبق، فإن إثيوبيا سوف تسيطر على مساحات أكبر من نهر النيل، وبالتالى سوف تستعيد السيطرة على منطقتى الفشقة الكبرى والفشقة الصغرى، المتنازع عليها على الحدود السودانية. وتأتى المعلومات حول الخطة الأمريكية-الإثيوبية للإطاحة بالبرهان وضرب النفوذ الروسى فى السودان نقلا عن مصادر دبلوماسية التى أكدت بأن أبى أحمد قدم لواشنطن عرضًا حول استعداده لمواجهة الحوثيين فى اليمن انطلاقًا من إثيوبيا، وحتى ارسال قوات لقتالهم وحماية الملاحة الإسرائيلية، مقابل حصوله على اعتراف أمريكى ودولى رسمى بشرعية سيطرة إثيوبيا على ميناء زويلع وإقليم أرض الصومال.
ورغم ذلك فإن الخطة الأمريكية الإثيوبية وكل طموحات أبى أحمد من الصعب تحقيقها عسكريًا وسياسيًا لأنها سوف تصطدم بعوائق كثيرة، سياسية وميدانية عسكرية وجغرافية.
أما المخاوف الرئيسية لواشنطن فتتمثل بموضوع القاعدة العسكرية الروسية المتفق على انشائها فى البحر الأحمر بين السودان وروسيا، لأنها تعنى إلحاق السودان بالدول الأفريقية الأخرى التى خسرتها واشنطن، وباريس ولم تعد لها السيطرة عليها فى السنوات القليلة الماضية، بالإضافة للأهمية الاستراتيجية الخاصة للبحر الأحمر بالنسبة لواشنطن.
[email protected]

مقالات مشابهة

  • غالانت يتحدث عن توافق إسرائيلي مع واشنطن ونتنياهو يرد عليه
  • تصعيد حوثي.. قدرات تكسر هيبة واشنطن
  • البيت الأبيض: سوليفان أكد لجالانت دعم واشنطن الثابت لأمن إسرائيل
  • البيت الأبيض: سوليفان أكد خلال لقائه جالانت دعم واشنطن الثابت لأمن إسرائيل
  • البيت الأبيض: «سوليفان» أكد لـ«جالانت» دعم واشنطن الثابت لأمن إسرائيل
  • البيت الأبيض: قيود بايدن تؤدي إلى تراجع أعداد المهاجرين
  • البيت الأبيض: واشنطن تواصل إرسال المساعدات العسكرية إلى إسرائيل
  • البيت الأبيض: أوكرانيا لن تتلقى دعوة للانضمام إلى الناتو خلال قمة واشنطن
  • أصابع «أبى أحمد» والأمريكان فى السودان
  • واشنطن تداعب المليشيات بتهديد جديد