البوابة نيوز:
2024-11-08@03:41:39 GMT

منير أديب يكتب: هزيمة إسرائيل في غزة

تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT

 الحديث عن المكسب والخسارة يعني انتهاء المعركة، وإسرائيل ما زالت مستمرة في قصف قطاع غزة وتنفيذ عمليات نوعية في الضفة الغربية؛ وبالتالي تقدير المعركة مرتبط بما تم تحقيقه من مكاسب وخسائر على الأقل بعد مائة يوم من المعركة التي ما زالت تُدور رحاها على الأراضي الفلسطينية.

حركات المقاومة أحرزت انتصارًا استراتيجيًا فشلت إسرائيل بعد 100 يوم من المعركة في تفكيكه، ولكن أضيف لهذا الانتصار انتصار آخر حققه الشعب الفلسطيني بصموده أمام آلة الحرب الإسرائيلية أكثر من ثلاثة شهور متواصلة.

ولعل الانتصار الأكبر في الالتفاف العربي حول القضية الفلسطينية؛ من خلال الدعم المتواصل من كل دول المنطقة، وهنا أحرز العرب أهدافا جديدة في شباك إسرائيل، والتي تتعامل بعداء شديد مع الحقوق العربية والحق الفلسطيني على وجه الخصوص، وهذا مكسب يُضاف لعدد من المكاسب الفلسطينية.

إسرائيل هزمت نفسها في المعركة الحالية عندما أصرت على استمرار المعركة حتى الآن وعندما خاضت حربًا ضد الفلسطينيين أنفسهم، فضلًا عن فشلهم في تفكيك حركة حماس، هدف غير منطقي ولم يتحقق، فضلًا عن العداء والحرب الكلامية التي خاضتها ضد القاهرة والأردن، وهو ما جعل كلا الدولتين يدافعان عن أمنهما القومي، وهو ما رجح ميزان كفة حماس في هذه الحرب.

خسارة إسرائيل ليست فقط على المستوى العسكري، ولكن تعدت إلى الخسارة السياسية والدبلوماسية، ويكفي أنها تقف أمام المحكمة الجنائية الدولية لتدافع عن نفسها، فتحولت في نظر داعميها من مجرد ضحية إلى جانٍ ومجرم، تُدافع عن نفسها بينما وقف العالم كله ينظر بعين على حجم الجرائم وبالعين الأخرى حجم الكذب الإسرائيلي في حرب أقل ما تُوصف به أنها بربرية.

إسرائيل لن تستطيع أنّ تُحقق أكثر مما حققته خلال المائة يوم الماضية، ولكن ما نستطيع تأكيده أنها سوف تُهزم لو استمرت في معركتها الحالية، سوف تخسر عسكريًا ودبلوماسيًا واستراتيجيًا وسوف تُصبح عبئًا على الولايات المتحدة الأمريكية، ولذلك كل الخيارات المتاحة أمام إسرائيل أن تنحسب من القطاع وتعترف بالهزيمة على أن تدخل في جولة جديدة أو أن تستعد لها، ولن يُفيد ذلك إلا بعودة الحق الفلسطيني.

إذا أرادت إسرائيل أنّ تلملم جراحها فعليها ألا تقف عقبة أمام إقامة الدولة الفلسطينية؛ الموقف العدائي من كل الفصائل الفلسطينية لن يؤدي إلى شيء، بل سوف يصب في مصلحة فصائل المقاومة العسكرية، والموقف من العرب سوف يؤدي إلى هزيمة إسرائيل على المدى البعيد.

إسرائيل حقيقة لا تؤمن بالسلام ولا تًريده وهذا ما يُفسر أسباب هزيمتها بعيدًا عن تفاصيل ما جرى في 7 أكتوبر من العام الماضي؛ أي مواجهة شاملة سوف تخسر فيها إسرائيل، والأفضل لها أن تُحافظ على أمنها ولو بشكل مؤقت من خلال سلام قد يكون مؤقتًا هو الآخر.

قارب عدد القتلى الإسرائيليين في الحرب الحالية نصف ما قُتل في 6 أكتوبر قبل خمسين عامًا، كما وصل عدد الجرحى نصف العدد أيضًا والمعركة ما زالت مستمرة، رغم اختلاف تفاصيل ما حدث في 7 أكتوبر 2023 عما حدث في 6 أكتوبر 1973؛ لكن معادل الانتصار واحد متمثل في هزيمة الجيش الذي لا يُقهر.

مهما حققت إسرائيل في الأيام القادمة فلن تُحقق أكثر مما حققته سابقًا ولن تُغير كثيرًا من موازين المعركة، التي باتت لصالح الفلسطينيين بكل تأكيد رغم حجم الشهداء الذين سقطوا وما زالوا في القصف العشوائي الدائم والمستمر.

هزيمة إسرائيل لن تستطيع أن تتخلص منها، لأن تل أبيب هي من هزمت نفسها مع التأكيد على التضحيات التي قدمها الفلسطينيون وما زالوا، لأن الغطرسة الإسرائيلية وراء الهزيمة الاستراتيجية التي نتحدث عنها الآن.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: إقامة الدولة الفلسطينية حماس فلسطين الدولة الفلسطينية منير أديب

إقرأ أيضاً:

ما العوامل التي ساعدت ترامب على العودة القوية؟

حقق الرئيس الأمريكي السابق الجمهوري دونالد ترامب عودة استثنائية فجر الأربعاء، ليصبح الرئيس الأول الذي يفوز بولايتين غير متتاليتين منذ أكثر من قرن، بعد أن هزم المرشحة الديمقراطية نائب الرئيس كامالا هاريس، في معركة غير مسبوقة للدخول إلى البيت الأبيض.

أصبحت هاريس الآن ثاني مرشحة ديمقراطية تخسر أمام ترامب، بعد هيلاري كلينتون في 2016.

ويقول موقع "ذا هيل" إن هذه العودة مذهلة لأسباب عدة، بينها أن مسيرة ترامب السياسية بدت كأنها انتهت بعد إنكار هزيمته في انتخابات 2020، وحفز أنصاره على تنظيم مسيرة إلى مبنى الكابيتول، الحدث الذي تسبب في شغب وإخلاء الكونغرس. وبعد هذا الحدث، بات ترامب أول رئيس على الإطلاق يساءل مرتين أمام الكونغرس، واتهم في أربع قضايا جنائية منفصلة، واعتبر مسؤولاً عن اعتداء جنسي في قضية مدنية، وأدين في المحكمة الجنائية بـ 34 تهمة جنائية بتزوير سجلات تجارية.

BREAKING: Donald Trump wins second term in historic return to White House, defeating Kamala Harris, ABC News projects. @rachelvscott has more. https://t.co/05YwkDwzOR pic.twitter.com/mZcr8HBeBC

— Good Morning America (@GMA) November 6, 2024 لكن ترامب كان مدعوماً من قاعدة شديدة الولاء، ومعظمها يصدق سرديته القائلة، إنه وقع ضحية ظلم مؤسسة سياسية وقانونية وإعلامية فاسدة.
وقال ترامب لأنصاره في وست بالم بيتش بولاية فلوريدا في الساعات الأولى من صباح اليوم: "تغلبنا على العقبات التي لم يكن أحداً يعتقد أنه يمكن التغلب عليها"، واصفاً فوزه بـ "نصر رائع للشعب الأمريكي".
كما استفاد من عدم السخط العام عن سجل الرئيس جو بايدن.
وكانت علامة التحذير الأولى لهاريس، عبارة عن إعلان مبكر جداً، مفاده أن ترامب سيفوز بولاية فلوريدا. لم تكن النتيجة في حد ذاتها صادمة، لكن فوز ترامب بما يقرب من ضعف هامش الست نقاط الذي تنبأت به متوسطات استطلاعات الرأي، كان نذير شؤم  للمرشحة الديمقراطية.

5 takeaways as Donald Trump wins White House for a second time https://t.co/lUyv3hfxuo

— The Hill (@thehill) November 6, 2024

واستمر النمط المؤيد لترامب معظم ليل الثلاثاء، مع وجود ولايات ديمقراطية يفترض أنها آمنة مثل فرجينيا، وحتى نيوجيرسي معلقة ومترددة لفترات طويلة، ما كان باعثاً على قلق فريق هاريس، بينما قفز ترامب إلى الصدارة المبكرة في كل ولاية متأرجحة.

الناخبون السود

وركزت الكثير من التغطيات الإعلامية غداة الانتخابات على قدرة ترامب، على النجاحات في أوساط الناخبين السود، خاصةً الرجال منهم، أو مع الناخبين الأصغر سناً.
وفي الواقع، كانت التغييرات في تلك المجموعات الديموغرافية متواضعة، على الأقل وفق استطلاعات الرأي الحالية، والتي قد تتغير إلى حد ما مع إضافة بيانات جديدة.
ولكن كانت هناك صدمة حقيقية واحدة. فقد تحول الرجال اللاتينيون نحو ترامب بهامش مذهل، وفق استطلاعات رأي لشبكة سي إن إن الأمريكية.
وفي 2020، أظهرت استطلاعات الرأي هذه، أن الرجال اللاتينيين يصوتون لبايدن في مواجهة ترامب بفارق 23 نقطة، أي 59% مقابل 36%.

وعد باقتصاد افضل

وأظهرت الاستطلاعات المتكررة لآراء الناخبين، لسي إن إن الثلاثاء، أنهم يصوتون لترامب في مواجهة هاريس بفارق 10 نقاط، أي 54% مقابل 44%، وسيؤدي الفارق المذهل بـ 33 نقطة إلى الكثير من الأسئلة غير المريحة. وسيزعم أنصار ترامب أن توجهاته الثقافية المحافظة ووعده باقتصاد أفضل، ساعدا في تحويل مجرى الأمور.
وبطبيعة الحال، أصبحت هاريس الآن ثاني مرشحة ديمقراطية تخسر أمام ترامب، بعد هيلاري كلينتون في 2016.
وكانت الكثير من آمال الديمقراطيين معلقة على فكرة خروج النساء بأعداد غير مسبوقة لانتخاب أول رئيسة للبلاد، بعد عامين فقط من إسقاط المحكمة العليا قضية رو ضد وايد. لكن ذلك لم يحدث.

ومن المؤكد أنه كانت هناك فجوة واسعة بين الجنسين، لكن استطلاعات الرأي حتى الآن لا تظهر أنها كانت أكبر، بطريقة ذات معنى، عما كانت عليه منذ أربع سنوات.
وعلى العكس، صوتت النساء لبايدن ضد ترامب بفارق 15 نقطة في 2020، وفقاً لاستطلاعات الرأي لسي إن إن. هذا العام، تظهر الاستطلاعات أن هاريس تتقدم في الحصول على أصوات الناخبات بفارق 10 نقاط فقط. وهذا لا يعني أن الإجهاض  تحول إلى قضية رابحة عند الجمهوريين. لم يحدث ذلك.

الإجهاض

وُثبت ذلك أن قضية الإجهاض لم تثبت فعاليتها بالقدر الذي احتاجته هاريس. والنتيجة كارثة للديمقراطيين. لقد خسرت مرشحتهم أمام رجل يعتبره كثيرون في حزبهم خطراً حقيقياً على الديمقراطية الأمريكية. لذلك، سيبدأ توجيه أصابع الاتهام على الفور.
وسيهب الكثير من الديموقراطيين للحديث عن تسلسل الأحداث، التي أدت إلى انسحاب بايدن من السباق في يوليو (تموز) الماضي،   بعد فشل المناظرة في أواخر يونيو(حزيران).
ولعل عدد الذين يعتقدون أن الرئيس كان سيُبلي أفضل من هاريس، قليل جداً.
لكن قراره برفض التنحي بعد فترة ولاية واحدة، وافتقار الحزب إلى الرغبة في انتخابات تمهيدية تنافسية ضده، سيكون موضع شكوك من قبل الذين يشعرون أن مثل هذه العملية، إما كانت ستعزز هاريس أو تفرز مرشحاً أفضل. كما سيخضع خطاب هاريس خلال حملتها لتدقيق شديد.

مقالات مشابهة

  • عاجل - هجوم إيراني ضد إسرائيل.. وخامنئي: العالم سيرى هزيمة تل أبيب
  • هجوم إيراني قادم ضد إسرائيل.. وخامنئي: العالم سيرى هزيمة تل أبيب
  • 7 أسباب أدت إلى هزيمة هاريس أمام ترامب
  • اليونيسف: اعتماد إسرائيل على ضياع الحقوق الفلسطينية لن يجدي نفعا
  • «اليونيسف»: اعتماد إسرائيل على ضياع الحقوق الفلسطينية لن يجدي نفعا
  • ما العوامل التي ساعدت ترامب على العودة القوية؟
  • برلماني: مطالبة مصر بوقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل دعم جديد للقضية الفلسطينية
  • «الصحة الفلسطينية»: إسرائيل ارتكبت 3 جرائم إنسانية في قطاع غزة خلال 24 ساعة
  • وزير الخارجية الفرنسي يزور إسرائيل والأراضي الفلسطينية غدا
  • غدا.. وزير خارجية فرنسا يزور إسرائيل والأراضي الفلسطينية