بعد «صيحة عصفور».. «أتميدة» تزين شوارعها بأشجار مثمرة
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
بعدما نشرت صحيفة «الأسبوع»، مقال «صيحة عصفور»، والذي دعا فيه الكاتب إلى ضرورة استبدال أشجار الزينة بأخرى مثمرة، معدداً بعض فوائد زراعة الشوارع بالأشجار المثمرة، حيث أكد على أن زراعة الشوارع بالأشجار المثمرة يوفر الغذاء لكل الكائنات الحية ومن ثم تقل المعاناه فى الحصول على الغذاء، حيث تعد الأشجار المثمرة منتجة للغذاء بصورة طويلة المدى، إذ تتمتع هذه الأشجار بأعمار افتراضية طويلة وعناية قليلة، فبعض الأنواع قد تعيش حتى 100 عام تنتج الثمار التي يمكن استهلاكه، كما أن الأشجار المثمرة توفر المال حيث يساهم وجودها في تخفيف النفقات، فالشجرة المثمرة تغنى عن التوجه إلى المتجر وهدر المال للحصول على الغذاء، كما يمكن أيضًا استغلال الشجرة لبيع الثمار التي تنتجها محليًا، إذ يزيد الإنتاج عادة عن حاجة الشخص، والأشجار المثمرة أيضًا تساعد فى الحصول على منظر خلاب حينما تزهر، ووجود الأشجار المثمرة فى شوارعنا يعمل على تقليل تكاليف النقل، حيث أن شحن الثمار المتوفرة في المتاجر يتطلب قطع مئات أو آلاف الكيلومترات، إضافة إلى ذلك فإن قطع مثل هذه المسافات يؤدي إلى فقدان الثمار لنضارتها وفائدتها الغذائية، والأشجار المثمرة أيضًا فضلا عن أنها منتجة، فإنها تعمل على تقليل الانبعاثات الضارة والتى أثرت سلبًا على المناخ الذى نعانى منه خلال السنوات القليلة الماضية، وبالتالى تكون الاستفادة مزدوجة.
بعد نشر المقال، التف عدد من أبناء قرية «أتميدة» التابعة لمركز «ميت غمر» محافظة «الدقهلية»، حول كاتب المقال، وأطلقوا مبادرة تحت عنوان «هيا بنا نزين قريتنا بأشجار مثمرة»، وبعد مناقشات حول آلية التنفيذ قررت تلك المجموعة وبالجهود الذاتية شراء عدد من الأشجار مثمرة "نخيل وليمون وتين وجوافة ورمان" وقاموا بزراعتها فى شوارع القرية بديلا عن أشجار الفيكس التى لا فائدة منها.
أشجار مثمرةأشجار مثمرةوفى هذا السياق يقول «محمد عبد الله عبد الرازق» أحد شباب القرية: من المعروف أن زراعة الأشجار أو أى نباتات خضراء فى المناطق السكنية يساعد على تجديد الاكسجين وهذه معلومة لا خلاف عليها، الجميل فى الأمر أن تكون الاستفادة مضاعفة بحيث تكون الاستفادة هواء نقى وثمار من تلك الأشجار المثمرة.
وأضاف: لك أن تتخيل أن فى كل شارع شجرتين ليمون مثلا هذا يعنى أنك لن تحتاج لحفظ الليمون فى الثلاجة بل أنت تحفظه على شجرة على بعد ١٥ متر فقط وكذلك باقى الثمار القابلة للزراعة فى الشوارع وبالتالى تتحول الأراضى الزراعية المخصصة حاليا لهذه الأشجار إلى محاصيل أخرى، لك أن تتخيل معى أنك تزرع على سطح بيتك نباتات خفيفة كالنعناع والجرجير وغيرها وتأكلها طازجة غير مهرمنة.
أشجار مثمرةأشجار مثمرةوأنهى «عبد الرازق» حديثه مع «صحيفة الأسبوع»، قائلًا: وأخيرا أقول إذا انتشر الأمر سيكون الواقع يفوق الخيال.
وقال المهندس «مصطفى عبد الله فوده»: تتميز «أتميدة» بتربتها الطينية ذات الجوده العاليه، وتلبيه لمبادرة السيد الرئيس السيسي بزراعة شوارعنا بأشجار مثمرة قمنا باستبدال أشجار الفيكس بأشجار مثمره منها النخل والجوافة والليمون والفلفل، فهي اشجار مثمره ولها رائحة طيبه، مضيفاً لم نكتفى بذلك فقط بل قمنا بدعوة بعض الجيران لاستبدال أشجار الزينة أمام بيوتهم بأخرى مثمرة وأهدينا لهم بعض الشتلات لزراعتها حتى تعم الفائدة، مؤكداً أن الموضوع غير مكلف اطلاقاً، وأنما يحتاج إلى إرادة فقط.
وأكد «فوده»، على أهمية دور الاعلام فى نشر ثقافة الأشجار المثمرة خاص فى نفوس الأطفال الصغار لأنهم هم المستقبل وهم من سيحملوا الراية فيما بعد.
أشجار مثمرةأشجار مثمرةجدير بالذكر أن كاميرا «الأسبوع»، رصدت أن تزيين «أتميدة» بالأشجار المثمرة لم يقتصر فقط على الكبار، حيث رصدت أطفال «أتميدة» وهم يروون الأشجار ويهتمون بها.
وفى نفس السياق قال «الشيخ عادل البسة»، إمام وخطيب مسجد «الشيخ عبد الله الجسورى»: حث نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم على الزرع والغرس، في حديثه "ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه طيراً أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة"، وتساءل، تخيل لو كل واحد منا زرع شجرة مثمرة بنية الصدقة الجارية ونفع الناس، فكيف سيكون شكل الشوارع من الجمال والبهاء والخير للانسان والطير والحيوان؟.
مشيراً إلى أن زراعة الشوراع بأشجار غير مثمرة والتى يحتاج بقائها إلى المياه يعد نوعاً من التبذير فى المياه، وقد نهانا الشرع عن التبذير.
أشجار مثمرةأشجار مثمرةوأضاف: فالأشجار المثمرة تمد الإنسان والحيوان بالثمار المليئة بالعناصر الغذائية الضرورية، وهي جزء أصيل من دورة حياة بعض الحيوانات، وتشع بالجمال وتسعدنا برائحتها الزكية، ويمكن للمارة الاستفادة من ثمارها وقطفها كصدقه لكل محتاج، وحتى لو مش محتاج مجرد قطف ثمرة يجلب السعادة ويعلم الاطفال حب النبات وعشق الطبيعية والحفاظ عليها، ونربى أجيالا على الجمال وحل مشاكلهم النفسية من العنف والتنمر وغيرها.
وأنهى «الشيخ عادل» حديثه مع «صحيفة الأسبوع» قائلاً: فلنحيي ثقافة غرس الاشجار المثمرة لنفع الناس ولتذوق الجمال وكسباً للثواب والاجر من الله تعالى، اذن فلنبدأ حكومة وشعبا جماعة وأفراداً بتطبيق هذا الامر فعلاً وليس قولاً وكل يبدأ من امام بيته.
جدير بالذكر أن كاتب المقال بدأ بنفسه وقام منذ فترة تجاوزت العام بزراعة شجرتين مثمرتين أمام بيته لتشجيع باقى أفراد الشارع بغرس أشجار مثمرة أمام بيوتهم، قائلاً لأهل الحى الذى يعيش فيه: لكم أن تتخيلوا حجم الخير الذى سيعم على المجتمع لو أن كل فرد غرس شجرة مثمرة أمام بيته، ولكم أن تتخيلوا مردود هذا العمل من حسنات لروح عزيز لدينا لو وهبنا ثوابه له.
أشجار مثمرةأشجار مثمرةمن جهته قال «محمد هلال الشربينى» مسؤول المتغيرات بالوحدة المحلية «بأتميدة»: في تصوري أن العمل على زيادة الغطاء النباتي بالأشجار المثمرة يجب أن تكون مسؤوليتنا جميعا، حكومات ومؤسسات وأفراد باعتبارها قضية حياة أو موت.
وأضاف: أثبت العلم أن أشجار الزينة بالشوارع لا تسمن ولا تغني من جوع، وأنها تستهلك الكثير من الماء، بينما الأشجار المثمرة أكثر فائدة للإنسان والحيوان والطير، فهي تحافظ على التنوع البيولوجي، حيث تعيش فيها الكثير من أنواع الطيور وتتغذى منها، وتقاوم الجفاف والملوحة، فضلاً عن الأشجار تنقي الماء والهواء، فالشجرة الواحدة تمتص حوالي 20Kg من الغبار سنويا وتبتلع 80Kg ترسبات المعادن السامة كالزئبق، الليثيوم، الرصاص، وتطهر حوالي 100 ألف متر مكعب هواء ملوث سنوياً، وتنتج 700Kg أوكسجين، وتستوعب 20 طناً من ثاني أوكسيد الكربون، ومن ثم تنخفض درجة حرارة الجو صيفا.
مشيراً أنه فى ظل الارتفاع الجنوني بالأسعار في العالم، بات شراء الفاكهة للفقراء أمراً صعباً، وبتنا في أشد الحاجة إلى تغيير ثقافتنا الشجرية من ثقافة الزينة، إلى ثقافة النفع الاقتصادي والجمالي والايماني معاً.
وناشد «أحمد عصام اللقة» أحد المشاركين فى هذه المبادرة، رئيس مجلس مدينة ميت غمر بتعيين من له خبرة بالزراعة للإشراف على هذه الأشجار، مؤكداً أن الأمر لا يقتصر على زراعة الشجرة فحسب، بل إن الأمر يتطلب متابعة من المتخصصين، وتنمنى «اللقة» أن تحذو القرى المجاورة حذو «أتميدة» حتى تعم الفائدة على الجميع.
وأثنى الكاتب الصحفى الكبير الأستاذ «ممدوح طه» على هذه المبادرة مؤكداً أنها رائعة ومنتجة ولها طعم ولون وظل ورائحة، مضيفاً: كم كتبت منادياً بها عدة مرات وطبقتها في مدينة المنصورة قبل سنوات ودعوت إليها وتبنيتهافي مدينة العين بالإمارات العربية المتحدة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: زراعة أشجار مثمرة أشجار مثمرة أتميدة الأشجار المثمرة أشجار مثمرة
إقرأ أيضاً:
إبداعات شباب المحافظات الحدودية تزين ملتقى "أهل مصر" 19 بالإسكندرية
"أهل مصر" .. جولة جديدة من الورش الفنية والحرفية، شهدتها المدينة الشبابية بأبي قير، خلال اليوم الثالث للأسبوع الثقافي التاسع عشر لشباب المحافظات الحدودية بمشروع "أهل مصر"، والمقام بمحافظة الإسكندرية، حتى 27 نوڤمبر الحالي، برعاية د. أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، تحت شعار "يهمنا الإنسان".
ورش حرفية وأفكار ملهمةجاءت البداية مع ورشة الريبوسيه (الطرق على النحاس) للمدرب يوسف جلال، وتضمنت تقديم شرح مفصل عن فن النحت بنوعيه البارز والغائر، وكيفية الاستفادة من تلك الحرفة لبدء مشروع صغير والترويج له، من خلال استخدام بدائل أخرى موجودة بالمنزل، أعقب ذلك تدريب عملي لتصميم لوحات عن معالم المحافظة والتعريف بالقصة التي يدور حولها العمل الفني.
قال محمد حامد متدرب من محافظة جنوب سيناء : تعلمت تقنيات الطرق على النحاس وهي تجربة جديدة وممتعة، والورشة قدمت الكثير من الأفكار التي كنت بحاجة إليها.
وفي ورشة "النحت على الصدف"، أوضح المدرب جلال عبد الخالق، كيفية نقل الرسم إلى الصدفة لبدء النقش الغائر، بجانب التعريف بتاريخ لوحة "بنات بحري" الموجودة حاليا بمتحف الفن الحديث، وتصور الفتيات وهن يرتدين "الملاية اللف" بالإضافة إلى البرقع والقصبة التي توضع أعلى الأنف.
وخلال ورشة "الموزاييك" التي يشهدها الملتقى لأول مرة، قامت المدربة فاطمة الزهراء محمد، بتعريف المشاركين بأهمية هذا الفن المعروف "بالفسيفساء" ومراحل تطوره عبر العصور، مشيرة أنه ليس مجرد فن زخرفي، بل وسيلة للتعبير عن الهوية الثقافية والدينية.
وأضافت أنه على الرغم من التطور التكنولوجي إلا أن هذا الفن عاد من جديد ليظهر في المنازل والعديد من الأماكن العامة، كما في اللوحات الجدارية الضخمة، التي تعتمد على تجميع قطع صغيرة ملونة من مواد متنوعة كالحجارة، المعادن، الزجاج، وحتى الرخام والبلور، وتثبيتها على الأسطح الناعمة مثل الأرضيات والجدران لتشكيل تصاميم متنوعة، الأمر الذي يوضح مدى استمرار تأثير هذا الفن على الجمال المعماري في العصر المعاصر.
أشغال يدوية مبتكرةوتواصلت فعاليات الورش الحرفية مع التعريف باستخدامات فن "الريزن" مع المهندس نادر حسن، الذي أوضح مراحل تطوره وانتشاره في الولايات المتحدة وبعض دول أوروبا واستخدامه في تصميم بعض الأدوات المنزلية، والتابلوهات وساعات الحائط، وحتى الأثاث.
أبدت بسملة أشرف متدربة من محافظة شمال سيناء، إعجابها بالورشة موضحة أنها فرصة رائعة لإطلاق إبداعاتها، خاصة بعد أن تعلمت تقنيات صب المواد الشفافة، وتثبيت الزخارف بشكل احترافي.
وأوضحت ضحى محمد من محافظة البحر الأحمر، أنها اشتركت بالورشة كونها تهوى الأشغال اليدوية، وتعلمت خلالها كيفية تصميم مجسمات متنوعة بطرق مبتكرة لم تكن تعلمها من قبل.
بدورها قامت المدربة مها محب خلال ورشة "الديكوباچ" بتعريف المتدربين كيفية تجهيز السطح بشكل جيد قبل تثبيت المناديل المطبوعة بالنقوش والتصاميم المختلفة، مشيرة إلى إمكانية طلاء السطح بطبقة من الأكريليك لنتيجة أفضل.
وأعربت شروق ناصر من محافظة الوادي الجديد عن سعادتها بالورشة خاصة بعد أن تعلمت كيفية إعادة تدوير بعض الأدوات المنزلية واستخدامها كقطع ديدكورية.
وشهدت ورشة "الأركت" مع المدرب أيمن السعدني استمرار التدريبات لتصميم بعض التابلوهات، وبعض الأدوات المنزلية، وواصلت المدربة نسرين مجدي فعاليات ورشة "الإكسسوارات" بتصميم بعض الأساور والأعقاد بتقنيات متنوعة، وقدمت المدربة هبة فرج، شروحات حول كيفية قص الجلد باستخدام الباترون لتصميم حقائب مختلفة الأحجام والتصميمات.
تدريبات متنوعةمن ناحية أخرى، ناقش د. محمد إسماعيل، الأخطاء الشائعة في التصوير من خلال تدريبات على تصوير العنصر البشري والمناظر الطبيعية، وقام المخرج محمد صابر بتدريب الشباب على كيفية الحركة على خشبة المسرح، مع التعريف بأساليب الإلقاء وتوزيع الأدوار على المشاركين في العمل الختامي.
وفب ورشة "القصة القصيرة" قدمت الكاتبة عزة رياض
نبذة مختصرة عن عناصر القصة القصيرة، ومنها الحبكة والشخصيات والمكان، مع التعريف بأنواع القصص ومنها والاجتماعية والبوليسية، ومناقشة أعمال المشاركين.
ألعاب شعبية ودوري رياضي
كما شهد اليوم استمرار فعاليات كل من ورشة الحكي والألعاب الشعبية مع الباحثة سمر عناني، فيما تناولت كل من د. يارا البحيري، والمدربة مي عبد الهادب بالشرح كيفية تصميم الديكور والشخصيات باستخدام الصلصال، وذلك خلال ورشة "الرسوم المتحركة" تمهيدا لإعداد فيلم مدته دقيقة ونصف.
واختتم اليوم بدوري رياضي بملعب المدينة الشبابية، شهد منافسات قوية بين أبناء المحافظات الحدودية المشاركة، وذلك بحضور أحمد يسري مدير عام ثقافة الشباب والعمال والمشرف التنفيذى على الملتقى.
فعاليات الملتقى
الملتقى التاسع عشر لشباب المحافظات الحدودية تقيمه الإدارة العامة لثقافة الشباب والعمال، برئاسة أحمد يسري، ضمن برامج الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة د. حنان موسى، رئيس اللجنة التنفيذية لمشروع أهل مصر، وبالتعاون مع إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي، برئاسة أحمد درويش، وفرع ثقافة الإسكندرية.
ويستضيف الملتقى 120 شابا وفتاة من المحافظات الحدودية الستة: شمال سيناء، جنوب سيناء، البحر الأحمر" حلايب والشلاتين وأبو رماد"، الوادي الجديد، مطروح، أسوان، بالإضافة إلى عدد من شباب المناطق الجديدة الآمنة بالقاهرة والمحافظة المضيفة.
ويضم الملتقى مجموعة مكثفة من الورش الفنية والحرفية، ويشهد عدة لقاءات تثقيفية، ودوري ثقافي، وآخر رياضي، بجانب تنظيم عدد من الزيارات الميدانية لأشهر الأماكن السياحية بعروس المتوسط منها: مكتبة الإسكندرية، حديقة أنطونيادس، بالإضافة إلى جولة حرة بالمحافظة، وزيارة إلى مدينة العلمين الجديدة.
مشروع "أهل مصر" أحد أهم مشروعات وزارة الثقافة المقدمة لأبناء المحافظات الحدودية "المرأة والشباب والأطفال" وينفذ ضمن البرنامج الرئاسي، الذي يهدف لتشكيل الوعي، وتعزيز قيم الانتماء والولاء للوطن، ورعاية الموهوبين، وتحقيق العدالة الثقافية.