غانتس يطرح قضايا حاسمة بشأن الحرب
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
كشفت القناة الـ12 الإسرائيلية عن قائمة مطالب بعث بها الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وتطرق فيها إلى جملة من القضايا الحاسمة لاستمرار الحرب.
وحسب القناة، طلب غانتس مناقشة مسألة معبر رفح ومحور صلاح الدين (فيلادلفيا) والآلية التي ستطرح لمنع استمرار تهريب الأسلحة، إضافة إلى المحادثات مع مصر في هذا الشأن.
كما طلب غانتس بحث مسألة اليوم التالي للحرب في غزة، وتساءل عما إذا كان من الضروري إعادة تعريف أهداف الحرب، ولا سيما في ما يخص إعادة المحتجزين الإسرائيليين وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع وإعادة سكان غلاف غزة إلى منازلهم.
وطالب غانتس بتحديد سقف زمني للمفاوضات الدبلوماسية بالنسبة للوضع على الحدود مع لبنان.
ومنذ تشكيل مجلس الحرب -الذي يرأسه نتنياهو ويضم غانتس ووزير الدفاع يوآف غالانت– تطرقت وسائل إعلام إسرائيلية إلى وجود خلافات في أكثر من مناسبة بين نتنياهو وغالانت من جهة ونتنياهو وغانتس من جهة أخرى بشأن إدارة الحرب وملف الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة.
وفاجأت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بهجوم واسع النطاق على مستوطنات غلاف غزة أسفر عن مقتل نحو 1200 إسرائيلي وأسر العشرات.
ووفق الجيش الإسرائيلي، فإن 168 ضابطا وجنديا قتلوا في غزة منذ بدء العملية البرية في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فيما بلغ المجموع الكلي للقتلى منذ 7 من الشهر ذاته 502 ضابط وجندي.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
نتنياهو في المجر.. ومعزولا عن العالم
بدا بنيامين نتنياهو مزهوّا وهو يحظى باستقبال دافئ من حليفه الأوروبي الأوثق فيكتور أوربان، لكنّ الزيارة عبّرت بوضوح عن أزمات مركّبة يعيشها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي الذي يواجه ملاحقات قضائية وتعقيدات سياسية واضطرابات في الشارع.
من المُفارقات أنّ المكسب الاستعراضي الذي يحاول نتنياهو إحرازه عبر هذه الزيارة هو بحدّ ذاته مؤشّر ظاهر للعالم أجمع على تفاقم عزلته الدولية، فمجرم الحرب الأشهر اليوم لم يجد أيّ عاصمة أوروبية تستقبله منذ أن صار مطلوبا للمحكمة الجنائية الدولية بسبب ضلوعه في الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة. صار على نتنياهو أن يزهو بزيارة بودابست تحديدا التي تُغرّد خارج السرب الأوروبي، والتي لا يكفّ رئيس وزرائها عن إثارة امتعاض عواصم القارة في عدد من الملفّات، علاوة على أنّ أوربان يتبنّى في عدد من الملفّات الحسّاسة نهجا يجعله عمليا في صدارة أقطاب اليمين الأوروبي المتطرف عبر أوروبا.
أبرزت زيارة نتنياهو مدى العزلة التي يعيشها المسؤول الإسرائيلي الأبرز على المسرح الدولي، فقد انتهى زمن جولاته الخارجية المتلاحقة عبر البلدان، وصار عليه هذه المرّة أن يبقى مع زوجه سارة قابعا في المجر المنغلقة تقريبا على ذاتها أربعة أيّام كاملة، تاركا وراءه أزمات مستعصية في الحرب والسياسة والقضاء.
لم تربح دبلوماسية الاحتلال الإسرائيلي من زيارة بنيامين نتنياهو إلى العاصمة المجرية، فهي تصبّ أساسا في الرصيد الاستعراضي لنتنياهو في الداخل المنقسم على ذاته. ومن المثير للانتباه أنّ نتنياهو وأوربان يشتركان في سمات مميّزة، فكلاهما يحكم بطريقة سلطوية تثير انتقادات مسموعة واعتراضات مُدوِّية، ولكلّ منهما أيضا علاقات وثيقة جدا مع زعيم آخر يقود نهجا سلطويا جارفا هو سيد البيت الأبيض
ولأنّ التودّد إلى مجرمي الحرب له ثمنه المدفوع من رصيد الدول؛ فإنّ هذه الزيارة الاستفزازية فرضت على المجر أن تتنصّل من التزاماتها نحو المحكمة الجنائية الدولية، وأن تتحدّى العالم ومواثيقه باستضافة نتنياهو وكأنّها حملة ترويج للغطرسة، قد يناسبها شعار من قبيل: شركاء في دعم الإبادة الجماعية! صارت جمهورية المجر وجهة اعتراضات لاذعة من المجتمع المدني العالمي ومن أبرز منظمات حقوق الإنسان مثل "آمنستي إنترناشيونال" و"هيومن رايتس ووتش"، بينما توجّه متظاهرون إلى عدد من السفارات المجرية للإعراب عن غضبهم من استضافة نتنياهو وعدم تنفيذ أمر الاعتقال الصادر عن المحكمة الجنائية الدولية بحقّ مجرم الحرب.
لا عجب أن يأتي هذا من القيادة المجرية المثيرة للجدل، المعروفة بانحيازها الجارف إلى الاحتلال الإسرائيلي في كافة المحافل، كما يتّضح من السلوك التصويتي المجري في الهيئات الأوروبية والدولية. يتصرّف مندوبو المجر في الاجتماعات الأوروبية كما لو كانوا ممثلي لوبي إسرائيل في أوروبا، حتى أنهم عطّلوا العديد من القرارات والبيانات التي لا تروق لحكومة الاحتلال ومنظمات الاستيطان وتسبّبوا في كبح فرص نضوج مواقف أوروبية مشتركة، وهكذا استغرق الأمر قرابة نصف سنة من التعطيل والتلكُّؤ حتى تمكّن الاتحاد الأوروبي من إصدار موقف يدعم وقف إطلاق النار في قطاع غزة (مارس 2024).
لم تربح دبلوماسية الاحتلال الإسرائيلي من زيارة بنيامين نتنياهو إلى العاصمة المجرية، فهي تصبّ أساسا في الرصيد الاستعراضي لنتنياهو في الداخل المنقسم على ذاته. ومن المثير للانتباه أنّ نتنياهو وأوربان يشتركان في سمات مميّزة، فكلاهما يحكم بطريقة سلطوية تثير انتقادات مسموعة واعتراضات مُدوِّية، ولكلّ منهما أيضا علاقات وثيقة جدا مع زعيم آخر يقود نهجا سلطويا جارفا هو سيد البيت الأبيض، الذي يحبس أنفاس العالم كلما ظهر أمام الكاميرات، وثلاثتهم يتباهون بإسقاط القانون الدولي في الواقع وتدشين عصر جديد لا مكان فيه للقيم الإنسانية المشتركة.
* ترجمة خاصة إلى العربية عن "ميدل إيست مونيتور"