نشر موقع "أويل برايس" الأمريكي تقريرا تحدث فيه عن إمكانية استخدام الصين للعناصر الأرضية النادرة كسلاح ضد الولايات المتحدة في حالة نشوب حرب تجارية جديدة بينهما، مثلما فعلت في الماضي.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن معظم البلدان احتفظت على مدى عقود عديدة بسجل لقائمة المعادن الهامة الخاصة بها.

فعلى سبيل المثال، وضعت الولايات المتحدة قائمة "المعادن الحربية" خلال الحرب العالمية الأولى، التي تضم معادن مهمة لا يمكن العثور عليها وإنتاجها بكثرة محليًا على غرار القصدير والنيكل والبلاتين والنترات والبوتاس.

منذ ذلك الحين، ومع نمو الاقتصاد وتطوّره، توسّعت قوائم المعادن المهمة بشكل كبير. يحدد قانون الطاقة لسنة 2020 المعدن الحيوي على النحو التالي: "معدن غير الوقود أو مادة معدنية ضرورية للأمن الاقتصادي أو القومي للولايات المتحدة، والتي تكون سلاسل التوريد الخاصة بها عرضة للتعطيل".

ويوجد حاليًا 50 عنصرًا في هذه القائمة وتقدر هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية أن الصين هي المنتج الرئيسي لحوالي 30 منها. ومن بيانات هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، يتصور ماركوس لو من فيجوال كابيتاليست حصة الصين من واردات الولايات المتحدة من 10 معادن مهمة.


ما هي المعادن المهمة الرئيسية التي تستوردها الولايات المتحدة من الصين؟
أوضح الموقع أن الولايات المتحدة تعتمد على الاستيراد بنسبة 100 بالمائة في إمداداتها من الإيتريوم، حيث توفر الصين 94 بالمائة من واردات الولايات المتحدة من المعدن في الفترة من 2018 إلى 2021. ويُستخدم الإيتريوم، وهو معدن فضي ناعم، كمادة مضافة للسبائك، وفي صنع مرشحات الموجات الدقيقة للرادارات، وكمحفز في بلمرة الإيثيلين - وهي عملية أساسية في صناعة أنواع معينة من البلاستيك.

وأشار الموقع إلى أن الصين تعد موردًا رئيسيًا للمعادن الهامة المدرجة التالية إلى الولايات المتحدة. وفي الوقت نفسه، تستورد الولايات المتحدة أيضًا ما يصل من ثلاثة أرباع الطلب على المُركّبات الأرضية النادرة والمعادن من الصين. تُعرف العناصر الأرضية النادرة - التي يُطلق عليها هذا الاسم لأنه لا يعثر عليها بسهولة - وهي مجموعة من 15 عنصرًا في الجدول الدوري، باسم سلسلة اللانثانيدات.

يُظهر الإيتريوم والسكانديوم خصائص أرضية نادرة متشابهة، ويوجدان في الأجسام الخام ذاتها. غالبًا ما يتم تجميعها مع سلسلة اللانثانيدات. وتُستخدم العناصر الأرضية النادرة في صناعة الهواتف الذكية، والكاميرات، والأقراص الصلبة، والمصابيح الثنائية الباعثة للضوء، ولكن أيضًا، بشكل حاسم، في صناعات الطاقة النظيفة وفي مجال الدفاع.


هل هيمنة الصين على إمدادات المعادن الحيوية في الولايات المتحدة مهمة؟
حسب تقديرات هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، يمكن أن تعطّل الصين إمدادات المعادن الأرضية النادرة العالمية عن طريق قطع الإنتاج بنسبة 40-50 بالمائة، مما يؤثر على موردي المكونات المتقدمة المستخدمة في أنظمة الدفاع الأمريكية.

وبدأت نسخة من هذا النوع من الحرب التجارية تظهر بالفعل. وفي وقت سابق من هذه السنة، نفّذت الصين ضوابط التصدير على الجرمانيوم والجاليوم. وتعتمد الولايات المتحدة على الصين في تلبية نحو 54 بالمائة من طلبها على كلا المعدنين، اللذين يُستخدمان في إنتاج الرقائق والألواح الشمسية والألياف الضوئية.

وكانت الضوابط التي فرضتها الصين بمثابة إجراء انتقامي ضد الولايات المتحدة التي قيّدت توريد الرقائق وبرامج تصميم الرقائق وآلات الطباعة الضوئية للشركات الصينية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الصين حرب تجارية امريكا الصين حرب تجارية المعادن النادرة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة الأرضیة النادرة

إقرأ أيضاً:

الرسوم الجمركية المتبادلة التي تفرضها الولايات المتحدة ستضرّ بالآخرين ونفسها أخيرًا

في يوم 2 أبريل/ نيسان، أعلنت الولايات المتحدة فرض "الرسوم الجمركية المتبادلة" على جميع الشركاء التجاريين، من بينها فرض الرسوم الجمركية الإضافية بنسبة 34% على الصين، وفرض الرسوم الجمركية التي تتراوح بين 10% و39% على قطر، والسعودية، والأردن، والعراق وغيرها من الدول العربية.

أثار هذا التصرف استياءً شديدًا في جميع أنحاء العالم، وحتى داخل الولايات المتحدة. في الواقع، من الصعب أن يساعد ما يسمى بـ"الرسوم الجمركية المتبادلة" على تحقيق هدفها المعلن "التوازن التجاري"، وبالمقابل، سيؤدي إلى ركود الاقتصاد الأميركي، وحتى الاقتصاد العالمي.

"الرسوم الجمركية المتبادلة" التي تفرضها الولايات المتحدة، ستؤثر على النظام الاقتصادي والتجاري الدولي الحالي. يدّعي الجانب الأميركي أنه خسر في التجارة الدولية، ويستخدم ذريعة "التبادل" لزيادة الرسوم الجمركية.

هذا التصرّف يتجاهل نتائج توازن المصالح، التي تم التوصل إليها في المفاوضات التجارية متعددة الأطراف منذ سنوات طويلة، ويتجاهل أيضًا حقيقة استفادة الجانب الأميركي كثيرًا من التجارة الدولية على المدى الطويل.

بناءً على التقييم الذاتي من جانبه فقط، اختار الجانب الأميركي ما يسمى بـ"الرسوم الجمركية المتبادلة"، هذا يشكّل انتهاكًا شديدًا لقواعد منظمة التجارة العالمية، ويضّر بالمصالح المشروعة للأطراف المعنية، حتى النظام التجاري متعدد الأطراف القائم على القواعد، ضررًا شديدًا.

إعلان

"الرسوم الجمركية المتبادلة" التي تفرضها الولايات المتحدة، ستؤثر على التشغيل المستقرّ للاقتصاد العالمي. وفقًا للتقديرات الأولية لمنظمة التجارة العالمية، فإن الإجراءات الجمركية التي أطلقتها الولايات المتحدة منذ بداية العام الجاري، قد تؤدي إلى انكماش حجم التجارة السلعية العالمية بنحو 1% في عام 2025، بانخفاض يقارب 4 نقاط مئوية عن التوقعات السابقة.

وستقوّض "الرسوم الجمركية المتبادلة" استقرار سلسلة الصناعة والإمداد العالمية، وتؤثر على آفاق تنمية العولمة الاقتصادية، وتضرب بشدة دورة الاقتصاد العالمي، وحتى قد تثير أزمة مالية واقتصادية عالمية.

"الرسوم الجمركية المتبادلة" التي تفرضها الولايات المتحدة ستضرّ بها في نهاية المطاف. لقد عبر الاتحاد الأوروبي وكندا وغيرهما من الاقتصادات عن الاستعداد لإصدار التدابير المضادة على الولايات المتحدة.

وفقًا للتوقعات من مختبر الميزانية بجامعة ييل الأميركية، إذا اتخذت الدول الأخرى الإجراءات الانتقامية، فسيرتفع الإنفاق الاستهلاكي الفردي في الولايات المتحدة بنسبة 2.1%، وسينخفض معدل نمو إجمالي الناتج المحلي الحقيقي بنسبة 1%.

حاليًا، تنخفض ثقة المستهلكين الأميركيين باستمرار، وستزيد "الرسوم الجمركية المتبادلة" من إنفاق السلع المنزلية على نحو متزايد، مما يثقل كاهل العائلات الأميركية، كما سترفع أيضًا تكاليف التصنيع، وتضعف القدرة التنافسية للشركات الأميركية، حتى تدفع الاقتصاد الأميركي نحو الركود.

لا رابحَ في الحروب التجارية، ولا مخرجَ للحمائية. إن الجانب الأميركي يفرض الرسوم الجمركية تحت شعار "التبادل"، إن هذا يعد ممارسة التنمر أحادي الجانب الذي يضر بالآخرين وبأميركا، ويعارض الجانب الصيني ذلك بشكل قاطع، وسيتخذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على مصالحه الذاتية المشروعة بحزم.

إعلان

إننا نحثّ الجانب الأميركي على تصحيح ممارساته الخاطئة، والتفاوض مع مختلف دول العالم بما فيها الصين؛ لتسوية الخلافات التجارية بالأسلوب القائم على المساواة والاحترام والمنفعة المتبادلة.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • مـن 34 إلى 84 بـالمـئـة... الصين تضاعف الرسوم ضد واشنطن وتعلن حربا تجارية مفتوحة،
  • التصعيد التجاري مستمر.. الصين تفرض رسوما جديدة على السلع الأمريكية
  • الصين تؤكد أن لديها إرادة حازمة ووسائل كافية لخوض حرب تجارية
  • بلومبيرج الأمريكية: الصين تلجأ لسلاح المعادن النادرة في حربها التجارية ضد رسوم ترامب
  • نذير حرب تجارية.. بدء تطبيق الرسوم الأمريكية على الصين وبكين تتعهد بالقتال
  • الصين: سنقاتل حتى النهاية إذا أصرت الولايات المتحدة على شنّ حرب تجارية
  • الرسوم الجمركية المتبادلة التي تفرضها الولايات المتحدة ستضرّ بالآخرين ونفسها أخيرًا
  • فايننشال تايمز: الصين تحتفظ بأسلحتها في حرب ترامب التجارية
  • قيود صينية تهدد مشروع الطائرة الأمريكية F-47
  • "حرب تجارية".. ترامب يتوعد الصين بسبب إجراءاتها الانتقامية