إعلان أديس أبابا: ووسطاء في ضحكهم لاهون (2-2)
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
وقع ل “الدعم السريع” بإعلان أديس أبابا مكسبان لا يدانيهما مكسب. أولهما تطابق “تقدم” معه في تحميل إسلاميي نظام الإنقاذ، الفلول، وزر بدء الحرب. وثانيهما رفع الإعلان عنه حرج “الدمج” في القوات المسلحة في الإصلاح العسكري المنتظر. فديباجة الإعلان قضت بأن الحرب اندلعت لقطع الطريق على ثورة ديسمبر (كانون الأول) 2019.
ويستغرب المرء لماذا تضمن الإعلان مع ذلك فقرة قضت بتكوين لجنة ذات صدقية للكشف عن الحقائق حول من أشعل الحرب. وبدا أن الإعلان لم يصبر في ديباجته على ما قد تسفر عنه اللجنة التي أوصى بتكوينها لتتقصى الحقائق حول اندلاع الحرب. وهذا مما نقول عنه “الجس بعد الذبح”. ولا أعرف، والحال على ما عليه، ما الذي سيغري القوات المسلحة لقبول إعلان تقدم الذي لم يحملها وزر إشعال الحرب فحسب، بل هز من قناتها أيضاً بجعلها تخوض حرباً بالوكالة، لا بالأصالة، عن الفلول.
أما مكسب “الدعم السريع” الثاني الاستثنائي فهو في رفع الإعلان عنه شبح “الدمج”، أي دمجه، في القوات المسلحة. وهو موقف لم يتأخر حميدتي في استنكاره حتى في فترة حكم دولة الإنقاذ. فقال صراحة يومها إن الدعم ليس حركة مسلحة تدمج في الجيش متى انتهت صلاحياتها. خلافاً لذلك، فهو جيش آخر صدر بتكوينه ومهامه ونظمه قانون من مجلس الشعب في 2017. وستجد بند إعلان تقدم و”الدعم السريع” خلا من مصطلح الدمج خلواً عجيباً، بينما كان هو الأصل في الاتفاق الإطاري الذي وقع عليه الجيش و”الدعم السريع” في 5 ديسمبر 2022، بل وتفجرت الحرب القائمة عند النزاع بين القوات المسلحة و”الدعم السريع” لدى مناقشة الإصلاح العسكري حول مدد دمج الأخير في الأول.
وستجد ليس فقط أن مبدأ الدمج تبخر تماماً في صيغة إعلان أديس أبابا عن الإصلاح العسكري، بل صارت قوات الشعب المسلحة مفردة في تعدد الجيوش التي ستجد حلها في قيام جيش مهني قومي. فجاء في الإعلان بأن عمليات الإصلاح العسكري والأمني القادمة بعد الحرب ستتعاطى إيجاباً “مع المؤسسات الموجودة حالياً على أن تفضي هذه العمليات للوصول إلى جيش مهني واحد وقومي يعبر عن كل السودانيين وفقاً لمعيار التعداد السكاني ويخضع للسلطة المدنية”. وبهذا، في قول الإعلان، نضع حداً “لظاهرة تعدد الجيوش (القوات المسلحة و”الدعم السريع” والشرطة وجهاز الاستخبارات) خارج الجيش المهني القومي الواحد”.
فانظر كيف صارت القوات المسلحة، التي كان العهد أن تفتح بابها لدمج “الدعم السريع” فيها، جيشاً في مصاف “الدعم السريع”. فهكذا قبلت “تقدم” بـ”الدعم السريع” جيشاً مستحقاً على قدم المساواة مع القوات المسلحة. ورأت في وجودهما معاً تعدداً في الجيوش لا يتفق مع قيام جيش قومي مهني. وفي صيغة إعلان أديس أبابا الأخير صدى من موقف ثابت لحميدتي عبر عنه، ولم يحد عنه. فالمطلوب عنده قيام جيش جديد لا القوات المسلحة الموجودة مندمجاً فيها “الدعم السريع” والحركات المسلحة. فقال في بيان له في الـ23 من أغسطس (آب) 2023 بوجوب الإقرار بضرورة تأسيس وبناء جيش سوداني جديد “يعكس تنوع السودان”. وسبق له أن قال في 25 يوليو 2022 بوجوب تكوين جيش مهني واحد “يعكس تعدد السودان”. وفي عبارة إعلان “تقدم” عن “وفقاً لمعيار التعداد السكاني” صدى ما من قول حميدتي عن جيش يعكس “تعدد السودان”، أو تنوعه.
وفتح المقال الأخير للدكتور عبد الرحمن الغالي أمراً محرماً قطعياً في خطاب “تقدم” وهو وجوب تعاطيها مع المؤتمر الوطني والإسلاميين (الفلول) في مساعيها إلى توسط لوقف الحرب. فسلام الله ليس بينهما حالياً، وخلافاً لذلك دعا الغالي، المحسوب على تقدم، إلى استدراك الإعلان بإشراك المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية، أي الفلول، في مساعي وقف الحرب. وقال إنهم، متى اتهمتهم “تقدم” بإشعال الحرب، فالحرب لن تقف من دون استصحابهم في مفاوضات للغرض. ولم يقبل الغالي من تقدم التفاوض مع “الدعم السريع” في حين تعتزل الفلول. فـ”الدعم السريع”، في قوله، غاص بالفلول وكثيرهم في قيادته العسكرية والسياسة. فإذا قام اعتزال تقدم للفلول على بينة من جرائمهم وانتهاكاتهم خلال عهد دولتهم فما بالها تغض الطرف عن جرائم “الدعم السريع” وانتهاكاته خلال الإنقاذ وما بعدها وتجلس إليه لتفاوضه لإحلال السلام وترفض أن تعامل الفلول بالمثل.
واستنكرت الأستاذة رشا عوض، القيادية في “تقدم”، من الغالي هذه الدعوة. فقالت إنه من العبث أن تختلف القوى في “تقدم” حول الجلوس مع الفلول أو اعتزالهم. فالفلول في قولها لا يفهمون سوى لغتين هما السلاح وضرب العزلة عليهم لإجبارهم للتواضع على أنهم شركاء في الوطن لا سادته، أو الأوصياء عليه. وبدا أنها اتفقت مع الغالي من حيث لا تحتسب. فقالت إن مثل الغالي، من الداعين إلى الجلوس إلى الفلول، “لا يبذلون أي مجهود في إقناع (الكيزان)، (الفلول) بتنكيس راية الحرب، وخطاب الاستئصال، ودفع أي عربون يجعل الدعوة إلى الجلوس معهم لا تمس بالحدود الدنيا لاحترام النفس”.
وسيكون مستحيلاً بالطبع حمل الفلول إلى ما طلبته رشا منهم بغير الجلوس إليهم كما دعا الغالي، بل لربما قدمت رشا نفسها أقوى الحيثيات للجلوس إلى الفلول لإنهاء الحرب. فوصفت تمكنهم من الميدان السياسي والعسكري تمكناً لا سبيل للسلام أن يمر من غير بوابتهم. فقالت إنهم مسيطرون على “الجيش ومخترقون لـ(الدعم السريع) ومخترقون للأحزاب السياسة”. فإن كان الفلول بهذه الشوكة في حسابات رشا فاعتزال دعاة وقف الحرب لهم هي دعوة بالأحرى إلى الاستمرار في الحرب حتى القضاء على آخر الفلول.
وزاد المؤتمر الصحافي الذي انعقد بنهاية اللقاء بين “تقدم” و”الدعم السريع” في أديس أبابا طين الإعلان بلة. فلم يكن المؤتمر الذي حضره محمد حمدان دقلو، قائد “الدعم السريع”، مؤتمراً صحافياً، بل ليلة سياسية لم تقتصر على أن يذيع فيها خطه السياسي ضد القوات المسلحة فحسب، بل طعن بلا حيثيات في متانة الفريق أول عبدالفتاح البرهان العسكرية. وتخللته صفقات من الحضور من تقدم بعد فقرات من خطبة حميدتي بل وضحكات أيضاً حين عرض بالبرهان مما أخرجه من طوره في تعليق له عاقب على هذا المؤتمر. وقال الغالي إنه “لأول مرة يرى وسيطاً يصفق لحديث طرف من أطراف النزاع الذي يريد فضه”. وعليه، في قوله، لم تترك “تقدم” بمثل مؤتمرها الصحافي هذا للقوات المسلحة خياراً إلا أن ترفض أن تجتمع بها. وراحت الوساطة بلا فائدة أو كما يقول السودانيون في مثلهم “شمار في مرقة”.
عبد الله علي إبراهيم
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: إعلان أدیس أبابا القوات المسلحة الدعم السریع على أن
إقرأ أيضاً:
وزير الإسكان: الانتهاء من فرز ملفات المتقدمين ضمن إعلان "سكن لكل المصريين5"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلن المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، عن انتهاء صندوق الإسكان الاجتماعي ودعم التمويل العقاري، من فرز ملفات المواطنين المتقدمين لحجز وحدة سكنية ضمن إعلان المبادرة الرئاسية "سكن لكل المصريين5" للمواطنين منخفضي ومتوسطي الدخل.
وأوضح المهندس شريف الشربيني أنه سوف يتم إرسال رسائل نصية SMS، عبر رقم الهاتف المسجل من قبل المواطن ضمن البيانات التي قام بتسجيلها على الموقع الإلكتروني، وتتضمن موقف الطلب المقدم سواء بالانطباق أو عدم الانطباق، والخطوات التالية الواجب اتباعها، وذلك بدءاً من يوم الثلاثاء ١٨ مارس ٢٠٢٥.
وأشارت مي عبد الحميد، الرئيس التنفيذي لصندوق الإسكان الاجتماعي ودعم التمويل العقاري، إلى أنه تم الانتهاء من فرز جميع ملفات المتقدمين بإعلان سكن لكل المصريين5 في فترة زمنية قياسية، وذلك بالنظر لحجم المتقدمين للإعلان، حيث بلغ إجمالي من قاموا بشراء كراسة الشروط 762 ألف مواطن، وسدد 589 ألف مواطن مقدمات جدية الحجز، بينما سجل عبر الموقع الإلكتروني للصندوق 571 ألف مواطن.
وأوضحت أن صندوق الإسكان الاجتماعي ودعم التمويل العقاري سوف يفتح باب التظلمات للمواطنين غير المنطبق عليهم الشروط ضمن الإعلان لمدة شهر كامل، وذلك خلال الفترة من ٢٣ مارس الجاري إلى ٢٤ إبريل القادم، وذلك كفرصة أخيرة لهم لاستكمال المستندات المطلوبة وتصحيح موقفهم، بما يضمن استمرارهم في الإعلان.
وأكدت الرئيس التنفيذي انه - كما سبق وتم الإعلان - سيتم إرسال رسائل نصية للعملاء ممن قاموا بسداد مقدمات جدية الحجز ولم يتمكنوا من التسجيل على الموقع الاليكتروني خلال فترة الإعلان، حيث سيتاح لهم خلال نفس الفترة المعلن عنها التسجيل على الموقع الاليكتروني ورفع المستندات اللازمة، على أن يتم فرزها أيضاً واتاحة التظلم لغير المنطبق منهم خلال نفس الفترة.
وأعلنت الرئيس التنفيذي لصندوق الإسكان الاجتماعي ودعم التمويل العقاري أنه سوف يتم إخطار المواطنين غير المنطبق عليهم شروط الإعلان بعد انتهاء فترة التظلمات بسحب المبالغ المسددة بالبريد خلال 14 يومًا من تاريخ إعلانه بالرفض، على أن يتم لاحقاً - وفي ضوء الوحدات المتاحة بكل مدينة - ترتيب أولويات العملاء المنطبق عليهم الشروط وفقاً للمعايير المعتمدة من رئاسة مجلس الوزراء والمذكورة بكراسة الشروط، ويتم إخطار المواطنين ممن هم خارج الأولوية بسحب المبالغ المسدة بالبريد خلال 30 يومًا من تاريخ إعلانهم.
من جانب آخر أكدت مي عبد الحميد بدء الاستعلام الميداني للمتقدمين لحجز وحدة سكنية ضمن المناطق السابق الإعلان عن جاهزية الوحدات بها، وهي "أبوتشت بلاد المال بحري، وأبوتشت بلاد المال قبلي، وإدفو، وارمنت (ابو قليعي)، وأرمنت (الريانية)، واسنا الشغب، والبدارى، والحمام، والطود، والقرنه (الضبعية)، والكوثر المنطقة الصناعية، والمنيا المطاهرة، والوقف، والوقف حاجر الجبل، وبني مزار ابطوجه، وبني مزار ابوجرج، وجزر القطورى – العياط، وجهينة نجع الحويج، وجهينة نجع حميد، ودمشقين، وساحل سليم المطمر، وشدموه، وطهطا الشيخ رحومة، وقوص (العقب)، وقوص العليقات، وكوم امبو، ومركز السادات (بديل الدير)، ومركز السادات (الخطاطبة)، ومركز السادات (الصوامع)، ومركز السادات (الاخماس)، ومنفلوط الحما، ومنفلوط العتامنة، وأخميم الجديدة"، حيث لم يتم تطبيق نظام الأولويات بها، وذلك بسبب انخفاض عدد المتقدمين عن إجمالي عدد الوحدات المطروحة.
وأضافت أنه يمكن معرفة المزيد من المعلومات من خلال المنصات الرقمية التابعة للصندوق بمواقع التواصل الاجتماعي، والمتمثلة في الصفحة الرسمية للصندوق على موقع "فيسبوك" من خلال الرابط التالي"http://www.facebook.com/shmffeg"، والصفحة الرسمية على موقع يوتيوب من خلال الرابط التالي: https://www.youtube.com/shmffeg، والصفحة الرسمية للصندوق عبر موقع تويتر عبر الرابط www.twitter.com/shmffeg، والصفحة الرسمية للصندوق عبر موقع انستجرام عبر الرابط www.instagram.com/shmffeg، والصفحة الرسمية للصندوق عبر موقع ثريدز عبر الرابط https://www.threads.net/@shmffeg، وكذا الموقع الإلكتروني للصندوق www.shmff.gov.eg، ، أو التواصل مع منصة الشكاوى والمقترحات من خلال الرابط https://cservices.shmff.gov.eg/SHAKWA، وكذلك القناة الرسمية للصندوق عبر تيك توك عبر رابطhttps://www.tiktok.com/@shmffeg أو عبر التواصل من خلال مراكز خدمة العملاء، مثل الاتصال على الأرقام الهاتفية الخاصة بمركز اتصالات خدمة عملاء الصندوق والذي يضم عدة أرقام وهي: 5999 أو 5777 أو 1188 من أي تليفون محمول، ورقم 090071117 من أي خط أرضي، أو من خلال التوجه لأي مركز من مراكز خدمة العملاء بأجهزة المدن/مديريات الإسكان.