موقع النيلين:
2025-03-16@09:15:17 GMT

إعلان أديس أبابا: ووسطاء في ضحكهم لاهون (2-2)

تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT


وقع ل “الدعم السريع” بإعلان أديس أبابا مكسبان لا يدانيهما مكسب. أولهما تطابق “تقدم” معه في تحميل إسلاميي نظام الإنقاذ، الفلول، وزر بدء الحرب. وثانيهما رفع الإعلان عنه حرج “الدمج” في القوات المسلحة في الإصلاح العسكري المنتظر. فديباجة الإعلان قضت بأن الحرب اندلعت لقطع الطريق على ثورة ديسمبر (كانون الأول) 2019.

ولا يحتاج المرء إلى ذكاء كثير ليتعرف على قاطعي طريق الثورة هؤلاء. فبيانات “الدعم السريع” و”تقدم” معاً متفقة على أن الفلول هم الجناة في إشعال الحرب مكراً منهم للقضاء على الثورة واسترداد نظامهم المباد. فبيان “تقدم” في الـ29 من ديسمبر 2023 نسب امتناع القوات المسلحة عن الاستجابة لنداء منظمة “الإيغاد” لاجتماع للتفاوض لإنهاء الحرب إلى الفلول. فهم الذين أشعلوا هذه الحرب ابتداءً، ويدعون إلى استمرارها خوفاً من أن يؤدي الحل التفاوضي السلمي إلى استئناف المسار الديمقراطي، وتحقيق أهداف ثورة ديسمبر المجيدة، والقضاء على أجندتهم ممثلة في عودة نظام الاستبداد والفساد بقيادة حزب المؤتمر الوطني.

ويستغرب المرء لماذا تضمن الإعلان مع ذلك فقرة قضت بتكوين لجنة ذات صدقية للكشف عن الحقائق حول من أشعل الحرب. وبدا أن الإعلان لم يصبر في ديباجته على ما قد تسفر عنه اللجنة التي أوصى بتكوينها لتتقصى الحقائق حول اندلاع الحرب. وهذا مما نقول عنه “الجس بعد الذبح”. ولا أعرف، والحال على ما عليه، ما الذي سيغري القوات المسلحة لقبول إعلان تقدم الذي لم يحملها وزر إشعال الحرب فحسب، بل هز من قناتها أيضاً بجعلها تخوض حرباً بالوكالة، لا بالأصالة، عن الفلول.

أما مكسب “الدعم السريع” الثاني الاستثنائي فهو في رفع الإعلان عنه شبح “الدمج”، أي دمجه، في القوات المسلحة. وهو موقف لم يتأخر حميدتي في استنكاره حتى في فترة حكم دولة الإنقاذ. فقال صراحة يومها إن الدعم ليس حركة مسلحة تدمج في الجيش متى انتهت صلاحياتها. خلافاً لذلك، فهو جيش آخر صدر بتكوينه ومهامه ونظمه قانون من مجلس الشعب في 2017. وستجد بند إعلان تقدم و”الدعم السريع” خلا من مصطلح الدمج خلواً عجيباً، بينما كان هو الأصل في الاتفاق الإطاري الذي وقع عليه الجيش و”الدعم السريع” في 5 ديسمبر 2022، بل وتفجرت الحرب القائمة عند النزاع بين القوات المسلحة و”الدعم السريع” لدى مناقشة الإصلاح العسكري حول مدد دمج الأخير في الأول.

وستجد ليس فقط أن مبدأ الدمج تبخر تماماً في صيغة إعلان أديس أبابا عن الإصلاح العسكري، بل صارت قوات الشعب المسلحة مفردة في تعدد الجيوش التي ستجد حلها في قيام جيش مهني قومي. فجاء في الإعلان بأن عمليات الإصلاح العسكري والأمني القادمة بعد الحرب ستتعاطى إيجاباً “مع المؤسسات الموجودة حالياً على أن تفضي هذه العمليات للوصول إلى جيش مهني واحد وقومي يعبر عن كل السودانيين وفقاً لمعيار التعداد السكاني ويخضع للسلطة المدنية”. وبهذا، في قول الإعلان، نضع حداً “لظاهرة تعدد الجيوش (القوات المسلحة و”الدعم السريع” والشرطة وجهاز الاستخبارات) خارج الجيش المهني القومي الواحد”.

فانظر كيف صارت القوات المسلحة، التي كان العهد أن تفتح بابها لدمج “الدعم السريع” فيها، جيشاً في مصاف “الدعم السريع”. فهكذا قبلت “تقدم” بـ”الدعم السريع” جيشاً مستحقاً على قدم المساواة مع القوات المسلحة. ورأت في وجودهما معاً تعدداً في الجيوش لا يتفق مع قيام جيش قومي مهني. وفي صيغة إعلان أديس أبابا الأخير صدى من موقف ثابت لحميدتي عبر عنه، ولم يحد عنه. فالمطلوب عنده قيام جيش جديد لا القوات المسلحة الموجودة مندمجاً فيها “الدعم السريع” والحركات المسلحة. فقال في بيان له في الـ23 من أغسطس (آب) 2023 بوجوب الإقرار بضرورة تأسيس وبناء جيش سوداني جديد “يعكس تنوع السودان”. وسبق له أن قال في 25 يوليو 2022 بوجوب تكوين جيش مهني واحد “يعكس تعدد السودان”. وفي عبارة إعلان “تقدم” عن “وفقاً لمعيار التعداد السكاني” صدى ما من قول حميدتي عن جيش يعكس “تعدد السودان”، أو تنوعه.

وفتح المقال الأخير للدكتور عبد الرحمن الغالي أمراً محرماً قطعياً في خطاب “تقدم” وهو وجوب تعاطيها مع المؤتمر الوطني والإسلاميين (الفلول) في مساعيها إلى توسط لوقف الحرب. فسلام الله ليس بينهما حالياً، وخلافاً لذلك دعا الغالي، المحسوب على تقدم، إلى استدراك الإعلان بإشراك المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية، أي الفلول، في مساعي وقف الحرب. وقال إنهم، متى اتهمتهم “تقدم” بإشعال الحرب، فالحرب لن تقف من دون استصحابهم في مفاوضات للغرض. ولم يقبل الغالي من تقدم التفاوض مع “الدعم السريع” في حين تعتزل الفلول. فـ”الدعم السريع”، في قوله، غاص بالفلول وكثيرهم في قيادته العسكرية والسياسة. فإذا قام اعتزال تقدم للفلول على بينة من جرائمهم وانتهاكاتهم خلال عهد دولتهم فما بالها تغض الطرف عن جرائم “الدعم السريع” وانتهاكاته خلال الإنقاذ وما بعدها وتجلس إليه لتفاوضه لإحلال السلام وترفض أن تعامل الفلول بالمثل.

واستنكرت الأستاذة رشا عوض، القيادية في “تقدم”، من الغالي هذه الدعوة. فقالت إنه من العبث أن تختلف القوى في “تقدم” حول الجلوس مع الفلول أو اعتزالهم. فالفلول في قولها لا يفهمون سوى لغتين هما السلاح وضرب العزلة عليهم لإجبارهم للتواضع على أنهم شركاء في الوطن لا سادته، أو الأوصياء عليه. وبدا أنها اتفقت مع الغالي من حيث لا تحتسب. فقالت إن مثل الغالي، من الداعين إلى الجلوس إلى الفلول، “لا يبذلون أي مجهود في إقناع (الكيزان)، (الفلول) بتنكيس راية الحرب، وخطاب الاستئصال، ودفع أي عربون يجعل الدعوة إلى الجلوس معهم لا تمس بالحدود الدنيا لاحترام النفس”.

وسيكون مستحيلاً بالطبع حمل الفلول إلى ما طلبته رشا منهم بغير الجلوس إليهم كما دعا الغالي، بل لربما قدمت رشا نفسها أقوى الحيثيات للجلوس إلى الفلول لإنهاء الحرب. فوصفت تمكنهم من الميدان السياسي والعسكري تمكناً لا سبيل للسلام أن يمر من غير بوابتهم. فقالت إنهم مسيطرون على “الجيش ومخترقون لـ(الدعم السريع) ومخترقون للأحزاب السياسة”. فإن كان الفلول بهذه الشوكة في حسابات رشا فاعتزال دعاة وقف الحرب لهم هي دعوة بالأحرى إلى الاستمرار في الحرب حتى القضاء على آخر الفلول.

وزاد المؤتمر الصحافي الذي انعقد بنهاية اللقاء بين “تقدم” و”الدعم السريع” في أديس أبابا طين الإعلان بلة. فلم يكن المؤتمر الذي حضره محمد حمدان دقلو، قائد “الدعم السريع”، مؤتمراً صحافياً، بل ليلة سياسية لم تقتصر على أن يذيع فيها خطه السياسي ضد القوات المسلحة فحسب، بل طعن بلا حيثيات في متانة الفريق أول عبدالفتاح البرهان العسكرية. وتخللته صفقات من الحضور من تقدم بعد فقرات من خطبة حميدتي بل وضحكات أيضاً حين عرض بالبرهان مما أخرجه من طوره في تعليق له عاقب على هذا المؤتمر. وقال الغالي إنه “لأول مرة يرى وسيطاً يصفق لحديث طرف من أطراف النزاع الذي يريد فضه”. وعليه، في قوله، لم تترك “تقدم” بمثل مؤتمرها الصحافي هذا للقوات المسلحة خياراً إلا أن ترفض أن تجتمع بها. وراحت الوساطة بلا فائدة أو كما يقول السودانيون في مثلهم “شمار في مرقة”.

عبد الله علي إبراهيم

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: إعلان أدیس أبابا القوات المسلحة الدعم السریع على أن

إقرأ أيضاً:

الشرقية تكرم أسر شهداء القوات المسلحة ومصابي العمليات الحربية بقصر ثقافة الزقازيق

شهد المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية واللواء أ.ح مدحت عبد العزيز فاوي مدير جمعية المحاربين القدماء وضحايا الحرب احتفالية القوات المسلحة وجمعية المحاربين القدماء وضحايا الحرب بتكريم أسر شهداء القوات المسلحة ومصابي العمليات الحربية ، في حضور محمد نعمه كُجَك السكرتير العام المساعد للمحافظة ، والعميد أ.ح رياض الرماح المستشار العسكري للمحافظة ، والدكتور محمد حامد وكيل وزارة الأوقاف ، والدكتور محمود عبد العظيم وكيل وزارة الشباب والرياضة ، وأسر الشهداء والمصابين وعدد من طلاب وطالبات جامعة الزقازيق وشباب وفتيات مديرية الشباب والرياضة ، وذلك بقصر ثقافة الزقازيق. 

أسلحة ومخدرات ..مصرع زعيم تشكيل عصابى فى اطلاق النار مع الشرطة بالشرقيةوحدة التدخل السريع بالشرقية ترفع 5800 طن قمامة ومخلفات مبانيإزالة 6 حالات تعدِ علي الأراضي الزراعية بالشرقية100وصلة مياه شرب بالمجان للمستحقين في الشرقية.. تفاصيلاحتفالاً بعيدها القومي الـ 48.. محافظ الشرقية يشارك بحفل إفطار لمستثمري مدينة العاشر

أُعرب محافظ الشرقية عن فخره واعتزازه بالمشاركة في إحتفالية تكريم أسر الشهداء ومصابي العمليات الحربية الذين قدموا الغالي والنفيس للحفاظ على أمن واستقرار البلاد ، مؤكداً أن تكريم أسر الشهداء وضحايا الحرب واجب أخلاقي وإنساني ولفته كريمة تعكس مدى التقدير والإهتمام الذي توليه الدولة المصرية لأبنائها الذين ضحوا بحياتهم من أجل وطنهم الغالي مصر.

وأشار محافظ الشرقية أن كل قصة شهيد من أبناء مصر على مر العصور والصمود أمام الأعداء والتحديات تمثل ملحمة شموخ ونضال ، وتقدم أنبل معاني الفداء وأغلى التضحيات بالدم والروح.

أكد محافظ الشرقية أن القوات المسلحة المصرية ستظل درعاً وسيفاً للوطن لترسيخ دعائم الأمن والإستقرار لشعب مصر العظيم وردع كل من تُسول له نفسه المساس بأمنها واستقرارها ، مؤكداً أن مصر تحتاج منا دائماً إلى بذل المزيد من العمل والبناء مع التضحية والفداء من أجل تحقيق حياه أفضل للأجيال القادمة.

وقال المحافظ من هنا من أرض الشرقية نعاهدكم يا فخامه الرئيس على الوقوف صفاً واحداً خلف قيادتكم الرشيدة وتحت راية الوطن لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية ومواصلة تعزيز رؤيه الدولة نحو تحقيق التنمية المستدامة واستكمال بناء الجمهورية الجديدة.

ومن جانبه أكد مدير جمعية المحاربين القدماء وضحايا الحرب أن القوات المسلحة المصرية لن تنسى شهدائها الأبرار الذين ضحوا بدمائهم الذكية وقدموا أرواحهم الطاهرة دفاعاً عن أمن واستقرار البلاد رافعين شعار النصر أو الشهادة ، مؤكداً أن سيرتهم العطرة ستبقي جنباً إلى جنب مع تضحيات مصابي العمليات في مكافحة الإرهاب الغاشم والتصدي له فهم نموذج للتضحية والفداء للحفاظ على عزة وكرامة الوطن.

مدير جمعية المحاربين القدماء ينقل تحيات وزير الدفاع 

نقل مدير جمعية المحاربين القدماء وضحايا الحرب تحيات الفريق أول عبد المجيد صقر القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي ، والفريق أحمد فتحي خليفة رئيس أركان حرب القوات المسلحة لأسر الشهداء ومصابي العمليات الحربية ، مؤكداً أن الجمعية منذ نشأتها تعمل على توفير كافة سُبل الدعم والمساندة لأسر الشهداء والمصابين خلال الحروب السابقة أو الأحداث التي مرت بها البلاد وستظل داعماً قوياً لأسر الشهداء ومصابي العمليات الحربية تنفيذاً لتوجيهات القيادة العامة للقوات المسلحة.

بدأت فعاليات الإحتفالية بتلاوة أيات من الذكر الحكيم للشيخ محمود عبد الباسط الحسيني من مديرية الأوقاف أعقبها عرض فيديو (حلم الشهيد) يحكي عن بطولات وتضحيات الشهداء على مر العصور ، ثم كلمه للدكتور محمد حامد وكيل وزارة الأوقاف تحدث فيها عن منزلة الشهداء في الدنيا والآخرة ومنزلتهم العالية عند الله سبحانه وتعالي وأن الله سيجزيهم خير الجزاء مستشهداً بآيات من القرآن الكريم وأحاديث من السنة النبوية العطرة ودعا أسر الشهداء إلى الصبر والإحتساب وشدد على ضرورة التمسك بقيم الإسلام ومبادئة السمحه والتماسك بين أفراد المجتمع.

كما شهدت الإحتفالية قيام محافظ الشرقية ومدير جمعية المحاربين القدماء وضحايا الحرب والحضور بالوقوف دقيقة حداداً علي أرواح شهداء الوطن والتي ستبقى تضحياتهم خالدة في سجل البطولات والشرف ومنارات مضيئة تستلهم منها الأجيال القادمة معاني التضحية والفداء للوطن.

وخلال الإحتفالية قام محافظ الشرقية ومدير جمعية المحاربين القدماء وضحايا الحرب والمستشار العسكري للمحافظة بتكريم ( 10 ) من أسر شهداء القوات المسلحة ومصابي العمليات الحربية، بمنحهم مبالغ مالية تكريماً لما قدمه الشهداء والمصابين من تضحيات وبطولات للحفاظ عل أمن واستقرار الوطن.

واختتمت الإحتفالية بعزف السلام الوطني لجمهورية مصر العربية ثم تبادل الدروع التذكارية بين محافظ الشرقية ومدير جمعية المحاربين القدماء تقديراً لدور كلاً منهما في تقديم أوجه الدعم والرعاية لأسر الشهداء ومصابي العمليات الحربية.

مقالات مشابهة

  • مقتل (30) عنصرا من مليشيا الدعم السريع بالمحور الشرقي لمدينة الفاشر
  • نائب البشير يحدد متى تتوقف الحرب ومكان تواجد الرئيس المعزول
  • هل دخل السودان عصر الميليشيات؟
  • السفير الحارث: الحرب لن تتوقف إلا حين توقِف الإمارات دعمها لمليشيا الدعم السريع
  • هدوء حذر في العاصمة السودانية بعد تضييق الخناق على الدعم السريع وسط الخرطوم
  • ما موقف(صمود) من (غواصة) الدعم السريع داخل (تقدم) ؟
  • الإسلاميون وراء تغذية النزاع بين كيكل والحركات
  • الدعم السريع تختطف طبيباً في شمال كردفان بعد هجوم مسلح على منطقة «أم سيالة»
  • الشرقية تكرم أسر شهداء القوات المسلحة ومصابي العمليات الحربية بقصر ثقافة الزقازيق
  • محافظ الشرقية يشهد احتفالية تكريم أسر شهداء القوات المسلحة ومصابي العمليات الحربية