چيهان زكي: روابط الفكر و الثقافة تجمع بين مصر و النرويج في معرض القاهرة الدولي للكتاب
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
صرحت الدكتورة چيهان زكي، عضو اللجنة الاستشارية العليا المنظمة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2024، إن الدورة الـ 55 تتمتع بطابع خاص ورؤية متميزة، تفتح آفاق تعاون جديدة مع الدول الاسكندينافية و خاصة من خلال الدعوة الموجهة للنرويج لحضور المعرض كضيف شرف لهذه الدورة.
وأكدت زكي أن معرض القاهرة الدولي للكتاب، كان دوما بمثابة جسراً للتواصل بين الكُتاب و الادباء من مصر و الدول العربية و نظرائهم من الدول الأجنبية حول العالم، و هو أيضا محفلا دوليا هاما يُعتبر أحد أدوات الدبلوماسية الثقافية المثلى لبناء روابط فكرية ووجدانية قوية بين مصر و الغرب.
و قالت زكي، إن الدورة الـ 55 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، نافذة واسعة ستسمح بإطلالة عريضة للأدب النرويجي علي مصر والعالم العربي، وستأتي أيضا كفضاء رحب لترويج الفنون والثقافة الإسكندينافية للجمهور الشرقي، نظرًا لكون هذا المعرض واحدًا من أكبر معارض الكتب على مستوى العالم، الذي يزوره الملايين من محبي القراءة.
وأثناء المؤتمر الصحفي، الذي أقيم في دار الأوبرا كانت السفيرة هيلدا كليميتسدال، ممثلة المملكة النرويجية بالقاهرة، عبرت عن بالغ سعادتها بهذه الدعوة، وتقدمت بالشكر للسيدة وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني، والدكتور أحمد بهي الدين، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، على هذا الاختيار الذي اضفي دفء علي العلاقات المصرية النرويجية المتميزة و التي شهدت ديناميكية كبيرة في السنوات الاخيرة كما اكدت علي ريادة مصر الثقافية علي خلفية حضارتها و تاريخها وثقافتها الفريدة التي طالما الهمت البشرية.
وأضافت كليميتسدال، أنه يسعدها جدًا زيارة صاحبة السمو الملكي الأميرة ميته ماريت، زوجة ولي العهد بالنرويج، لمصر، وحضوره لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، برفقة وزير الخارجية النرويجي، إسبن بارث إيدي.
وأوضحت سفيرة النرويج، أن المشاركة الثقافية رفيعة المستوى لبلدها تُعد شهادة على أهمية العلاقات الثنائية بين البلدين، مشيرة إلى أن مشاركة صاحبة السمو الملكي الأميرة ميت ماريت، بوصفها سفيرة الأدب النرويجي على المستوى الدولي، وبخاصة أنها قارئة شغوفة وتحرص على نشر القراءة للأجيال الجديدة.
وأشارت السفيرة إلى أنها تأمل في أن تتم ترجمة أعمال "يون فوسه" الحائز على جائزة نوبل إلى اللغة العربية، لإتاحتها للجمهور المصري والعربي للتعرف على أعماله في معرض الكتاب،
وذكرت الدكتورة جيهان زكي، أن العلاقات الثقافية كانت دوما ما تربط بين مصر و النرويج و لعل علم المصريات لهو من اقدم سبل التعاون بين البلدين، حيث جاءت بداياته في النرويج اثناء القرن الـ 19 مع ظهور المؤرخ جان دانييل ليبلاين، الذي كان أول أستاذ لعلم المصريات في جامعة فريديريك الملكية، ثم ظهرت وجوه جديدة مثل بنديكس ايبيل الذي عُرِف بولعه بالكتابة الهيروغليفية و اصداراته في مضمار الدراسات اللغوية. و اكدت زكي ان ولع الشعب النرويجي بالحضارة المصرية القديمة قد استمر و ازداد عدد الدارسين و شغف جموع النخبة بمتابعة اخبار مصر السياسية و الثقافية حتي انه في عام 1869، قد أوفدت مملكة النرويج عالم المصريات جان دانييل ليبلاين لتمثيلها رسميا في الاحتفال الملكي بافتتاح قناة السويس.
و على هذه الخلفية قررت حكومة الدانمارك إقامة معهد الدراسات النرويجي بالقاهرة لاستكمال التعاون بين البلدين في مجال المصريات.
اقرأ أيضاً«قصور الثقافة» تحتفل بطه حسين بنشر 36 كتابا له في معرض القاهرة الدولي للكتاب
ينطلق 25 يناير.. إزاي توصل لـ معرض القاهرة الدولي للكتاب 2024
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مصر معرض القاهرة الدولي للكتاب افتتاح قناة السويس النرويج جيهان زكي مجال المصريات معرض القاهرة الدولی للکتاب
إقرأ أيضاً:
بشعار العالم في كتاب.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الـ47
انطلق معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الـ47 أمس الأربعاء تحت شعار "العالم في كتاب" بمشاركة 544 دار نشر من 31 دولة، منها 19 دولة عربية و12 أجنبية.
يشمل برنامج المعرض نحو 90 نشاطا بين ندوات وحلقات نقاش وورش تدريب، موزعة على 3 منصات، هي "الرواق الثقافي" و"المقهى الثقافي" وزاوية "كاتب وكتاب".
كما تطرح وزارة النفط الكويتية خلال المعرض مبادرة رقمية تهدف إلى تعزيز الوعي الثقافي حول القطاع النفطي وتوثيق تاريخه عبر فيديوهات تفاعلية جاذبة موجهة إلى الأطفال واليافعين.
وينعقد "البرنامج المهني للناشرين العرب" يومي 20 و21 نوفمبر/ تشرين الثاني تحت عنوان "صناعة النشر وفنه: آفاق النشر العربي" لمناقشة أبرز التحديات التي تواجه الصناعة والتغيرات التي طرأت عليها.
وقال وزير الإعلام والثقافة الكويتي عبد الرحمن المطيري في كلمة الافتتاح إن "المشهد الثقافي الكويتي متجذر في حياة الكويتيين، حتى بات أسلوب حياة ومنهج تفكير لأهل الكويت، على يد رواد الثقافة والتنوير الكويتيين".
ويحل الأردن "ضيف شرف" هذه الدورة من المعرض الممتدة حتى 30 من نوفمبر/ تشرين الثاني في أرض المعارض بمنطقة مشرف.
وقال وزير الثقافة الأردني مصطفى الرواشدة في الافتتاح إن جناح المملكة بالمعرض صمم ليكون معبرا عن الهوية المعمارية والتراثية الأردنية، ويضم مجموعة من إصدارات وزارة الثقافة في الآداب والعلوم والتاريخ والمعارف العامة والموضوعات التراثية.
وتحتفي دورة هذا العام بالكاتب والمترجم الكويتي عبد الله الغنيم (77 عاما) الذي اختير "شخصية المعرض".
وشغل الغنيم منصب وزير التربية في حكومتين مختلفتين في حقبة التسعينيات، وهو رئيس مركز البحوث والدراسات الكويتية منذ 1992 وحتى الآن، وكان أستاذا ورئيسا لقسم الجغرافيا ثم عميدا لكلية الآداب بجامعة الكويت خلال الفترة من 1976 حتى 1985.
كما شغل منصب مدير معهد المخطوطات العربية بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو" من 1989 إلى 1990، وهو عضو مراسل في مجمع اللغة العربية بسوريا ومصر، وعضو المجمع العلمي المصري.
شخصية المعرض
واستعرض الدكتور الغنيم خلال جلسة حوارية أقيمت في قاعة كبار الزوار مسيرته العلمية ومحطات من حياته كان لها الأثر الكبير في تشكيل رؤيته الثقافية والفكرية بحضور نخبة من المثقفين والمهتمين وزملائه وأقربائه، بحسب وكالة الأنباء الكويتية "كونا".
وأدار الجلسة الدكتور يوسف البدر، منوها بمساهمات الدكتور الغنيم لا سيما في رئاسة مركز البحوث والدراسات الكويتية، حيث قاد العديد من المبادرات التي تهدف إلى توثيق تاريخ الكويت وتراثها الثقافي والحضاري.
وتحدث الدكتور الغنيم عن مسيرته الحافلة في مجالات البحث العلمي والتأليف وتوثيق التراث الكويتي وتعزيز الهوية الثقافية، مؤكدا أهمية الكتاب والمعرفة في بناء المجتمعات، وأن بحوثه ودراساته تندرج في 3 مسارات رئيسية يربط بينهما جميعا التراث العربي بعناصره الموسوعية المختلفة.
وقال إن المسار الأول هو جغرافية شبه الجزيرة العربية والثاني التراث الجغرافي العربي بوجه عام والجانب الطبيعي بوجه خاص، والثالث المخطوطات الجغرافية العربية فهرسة وتحليلا وتحقيقا.
وأكد أن الجزيرة العربية بتنوع أشكال سطحها وطبوغرافيتها استهوته منذ أن كان في العاشرة من عمره وفي رحلاته إلى الحج مع والده، حيث كانت الأولى سنة 1957 والثانية في السنة التي تلتها، مبينا أنه كان ينظر في الطريق إلى رمال الدهناء وجالات نجد وحرات الحجاز.
وذكر أنه جمع في تلك الفترة كل ما يمكن الحصول عليه من معلومات حول تلك الأرض، وزاد ذلك بعد أن أنهى دراسته الثانوية وانتقل للدراسة الجامعية في القاهرة.
وأشار إلى أول بحث نشر له وكان بعنوان "الدحلان في شبه الجزيرة العربية" ونشرته مجلة رابطة الأدباء الكويتيين عام 1969 وهو العام الذي تخرج فيه في الجامعة.
وأشار إلى رسالته في مرحلة الماجستير التي كان موضوعها "الجغرافي العربي أبو عبيد البكري مع تحقيق الجزء المتعلق بالجزيرة العربية من كتابه المسالك والممالك"، مبينا أنه قرأ من أجل تلك الدراسة معظم ما كتب القدماء والمتأخرين عن جزيرة العرب أو عن المملكة العربية السعودية.
وقال إن عمله في الماجستير أثمر عدة كتب منها كتاب "مصادر البكري ومنهجه الجغرافي"، ويشتمل الكتاب على دراسات تفصيلية تتعلق بالجزيرة العربية كما جاءت في كتابي "المسالك والممالك" و"معجم ما استعجم للبكري".
وعن دراسته للدكتوراه، قال إنه سعى إلى هدفين رئيسين أولهما دراسة أشكال سطح الأرض في شبه الجزيرة العربية بالاعتماد على التراث العربي القديم ومعالجة ذلك وفق منظور عصري، وثانيهما جمع المصطلحات الجغرافية العربية في هذا الشأن واقتراح ما يمكن استخدامه في الكتابات الحديثة.
وأشار الغنيم إلى دراساته الميدانية وإقامته في العديد من الدول من أجل البحث العلمي والاطلاع على أحدث المصادر الجيومورفولوجية ذات العلاقة بالصحاري والمناطق الجافة.
وقال إنه كان يبحث عن "العلاقات السببية بين نشأة شبه الجزيرة العربية من الناحية الجيولوجية والأشكال الأرضية الماثلة أمامنا الآن"، ويحاول الربط أيضا بين تلك الأشكال والنشاط البشري.
ولفت إلى العديد من الأسماء التي كان لها الفضل في مسيرته وتتلمذ عليها، منهم "علامة الجزيرة العربية الشيخ حمد الجاسر والعلامة المحقق الأستاذ محمود شاكر والأستاذ محمد عبد المطلب أحد أعلام معهد المخطوطات العربية رحمهم الله".
كما تطرق الدكتور الغنيم إلى مركز البحوث والدراسات الكويتية والوثائق التاريخية وأهميتها، مشيرا إلى فترة الغزو العراقي وجمع عدد كبير من الوثائق التي توصلوا من خلالها إلى العديد من الحقائق، مبينا أن هناك العديد من الكتب التي صدرت بناء على تلك الوثائق.