“مرثية متأخرة لناصر البلال”، أحدث ما كتب الشاعر وسام العاني
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
مسقط-أثير
“لم نلتقِ قط .. لكني رأيتك كثيراً في عيون عبد الله العريمي”
يخبرني “عبد الله”
بأنك قد ترجع يوماً
تبحث في غرفٍ باردةٍ في “صور”
عن امرأة تحضن جرحك
تمسح عنك شظايا نافذة
لم تؤمن يوماً بنبي
تعرف أن زجاج السيارات
يُشكّل من رمل شفاف
لكن لا أعرف كيف تجرأ
واغتالك في ذاك اليوم
يخبرني “عبد الله”
بأنك قد تخرج من كهفكَ
تمشي في الأسواق
وتفتح نافذة للبحر
تفتش عن موتٍ أكثر إقناعاً
موتٍ يمتد لآلاف الساعات
يليق بطفل لا يشبع من ثدي واحد
قد ترجع يوماً
بين “حياتيين” يؤدون طقوس الخوف
لتسأل صبيان الشاطئ
هل عاد الصيادون من البحر
وهل ناموا في غرف الطين
جوار القمر العاري
هل ارتعشت قارورة عطر
في كف امرأة سمراء
بجنة “صور”؟
من سمّاك بهذا الإسم الموجع؟
إسمك ذكرني بصلاح الدين
أكنت شهيداً في الماضي
يقطر من حوصلة الطير
يوزع خبز الكلمات على الناجين من الطوفان؟
قد تضحك مني الآن
يخبرني “عبد الله”
بأنك تضحك / تبكي
دون مواعيدَ لهذا الطقس النبويّ
وتشطب، في ثانيةٍ، جغرافيا الأرض
وتركض في مدن الضوء خيولاً من فضة
هل أتعبك الضوء هناك؟
وهل تحتاج لعمر آخر
كي تثبت أن الشمس وأن البحر هما الإنسان؟
“عبد الله” يقول سترجع يوماً
لكني سأكون بعيداً
فأنا أجهل كيف أعانق موج البحر
وأحتاج أنام بنفس الكهف
ونفس المدة
كي أتعلم كيف أصافح طفلاً مثلك
طفلاً لا يشبع من عمر واحد
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: عبد الله
إقرأ أيضاً:
عنابة: إنحراف حافلة.. “إن شاء الله مايكون غير الخير”
عنابة: إنحراف حافلة.. “إن شاء الله مايكون غير الخير”
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور