“مرثية متأخرة لناصر البلال”، أحدث ما كتب الشاعر وسام العاني
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
مسقط-أثير
“لم نلتقِ قط .. لكني رأيتك كثيراً في عيون عبد الله العريمي”
يخبرني “عبد الله”
بأنك قد ترجع يوماً
تبحث في غرفٍ باردةٍ في “صور”
عن امرأة تحضن جرحك
تمسح عنك شظايا نافذة
لم تؤمن يوماً بنبي
تعرف أن زجاج السيارات
يُشكّل من رمل شفاف
لكن لا أعرف كيف تجرأ
واغتالك في ذاك اليوم
يخبرني “عبد الله”
بأنك قد تخرج من كهفكَ
تمشي في الأسواق
وتفتح نافذة للبحر
تفتش عن موتٍ أكثر إقناعاً
موتٍ يمتد لآلاف الساعات
يليق بطفل لا يشبع من ثدي واحد
قد ترجع يوماً
بين “حياتيين” يؤدون طقوس الخوف
لتسأل صبيان الشاطئ
هل عاد الصيادون من البحر
وهل ناموا في غرف الطين
جوار القمر العاري
هل ارتعشت قارورة عطر
في كف امرأة سمراء
بجنة “صور”؟
من سمّاك بهذا الإسم الموجع؟
إسمك ذكرني بصلاح الدين
أكنت شهيداً في الماضي
يقطر من حوصلة الطير
يوزع خبز الكلمات على الناجين من الطوفان؟
قد تضحك مني الآن
يخبرني “عبد الله”
بأنك تضحك / تبكي
دون مواعيدَ لهذا الطقس النبويّ
وتشطب، في ثانيةٍ، جغرافيا الأرض
وتركض في مدن الضوء خيولاً من فضة
هل أتعبك الضوء هناك؟
وهل تحتاج لعمر آخر
كي تثبت أن الشمس وأن البحر هما الإنسان؟
“عبد الله” يقول سترجع يوماً
لكني سأكون بعيداً
فأنا أجهل كيف أعانق موج البحر
وأحتاج أنام بنفس الكهف
ونفس المدة
كي أتعلم كيف أصافح طفلاً مثلك
طفلاً لا يشبع من عمر واحد
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: عبد الله
إقرأ أيضاً:
الأربعاء.. اتحاد كتاب مصر ينظم ندوة "اللغة العربية في عيون أبنائها"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تنظم شعبة شعر الفصحى باتحاد كتاب مصر، برئاسة الشاعر عاطف الجندي، ندوة أدبية تحمل عنوان "اللغة العربية في عيون أبنائها"، وذلك يوم الأربعاء الموافق 18 ديسمبر 2024، في تمام الساعة السادسة مساءً، بمسرح الاتحاد بمبنى النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، وذلك فى إطار احتفالات أعياد اللغة العربية.
و تستضيف الندوة ثلاثة من أبرز الأسماء الشعرية، وهم: الشاعر الدكتور فارس خضر، نائب رئيس تحرير مجلة "الإذاعة والتليفزيون"، ورئيس تحرير مجلة الشعر المصرية، وعضو مؤسس في جماعة شعراء غضب.
ومن أعماله الشعرية البارزة: "كوميديا" (1998)، "الذي مر من هنا" (2004)، و"أصابع قدم محفورة على الرمل" (2004)، وله دراسات مهمة في التراث الشعبي مثل: "ميراث الأسى: تصورات الموت في الوعي الشعبي" و*"العادات الشعبية والموروث الخرافي"*.
كما تستضيف الندوة الشاعرة أمينة عبد الله، المعروفة بكتاباتها ذات النزعة القوية لتقديس الأنثى وإرسال رسائلها الشعرية إلى الله، تمزج فيها بين الخوف والبهجة.
ومن أبرز أعمالها: "بنات للألم"، "كان الماء عبداً ساجداً"، "بروفة جنرال لدخول الجنة"، "ألوان رغاوي البيرة الساقة"، "سندات ملكية"، "سوبر ماركت"، و الشاعر سليمان الهواري، أحد الأصوات الشعرية المميزة على الساحة الأدبية.
وتشهد الندوة أيضًا حضور أعضاء شعبة شعر الفصحى: الشاعر عصام بدر، والشاعرة فوزية شاهين، والشاعرة آيات عبد المنعم، إلى جانب نخبة كبيرة من محبي الشعر واللغة العربية، في احتفالية تُبرز جماليات لغة الضاد ودورها في التعبير عن الوجدان الإنساني. الدعوة عامة، والمشاركة مفتوحة لكل عشاق الشعر واللغة العربية.