تقرير يكشف أخطارا تهدد العالم.. المعلومات المضللة أبرزها
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
يهيمن الاستقطاب على النظام العالمي الذي يعاني من التوترات والأعمال العدائية المنتشرة، وتآكل الثقة وانعدام الأمن، وفق أحدث تقرير للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.
التقرير حذر من أن هذا الوضع يترك مجالا واسعا لتسريع المخاطر، منها انتشار المعلومات الخاطئة والمضللة في مجتمعات أضعفت سياسيا واقتصاديا في السنوات الأخيرة.
صمم التقرير على شكل دراسة موسعة تعطي تصورا للمخاطر العالمية اعتمادا على رؤى رائدة من 1490 خبيرا في الأوساط الأكاديمية وقطاع الأعمال والحكومة والمجتمع الدولي والمجتمع المدني.
وقبل استعراض النتائج، يقدم التقرير تعريفا دقيقا لمصطلح "المخاطر العالمية"، وهو "احتمال وقوع حدث أو ظرف من شأنه، في حال حدوثه، أن يؤثر سلبا على نسبة كبيرة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، السكان أو الموارد الطبيعية".
ويقدم التقرير توقعات لمشهد المخاطر والتأثير المحتمل على مستويين: الأول على المدى القصير، أي خلال سنة 2024. والثاني على المدى الطويل، أي خلال السنوات العشر المقبلة 2024-2034.
واحتلت المعلومات الخاطئة والمضللة المرتبة الأولى في قائمة المخاطر العالمية على المدى القصير، والخامسة على المدى الطويل، وهذا يشير إلى التحدي الذي يواجهه العالم في هذا الشأن.
وفي قائمة المخاطر العالمية على المدى القصير، جاءت مشكلة التقلبات الجوية والمناخ المتطرف في المرتبة الثانية، تلاها الاستقطاب المجتمعي، وانعدام الأمن السيبراني، والصراع المسلح بين الدول، وقلة الفرص الاقتصادية، والتضخم، والهجرة غير الطوعية، والانكماش الاقتصادي، والتلوث.
واحتلت مشكلة التقلبات الجوية والمناخ المتطرف المرتبة الأولى في قائمة المخاطر العالمية على المدى الطويل، تلاها التغير في أنظمة الأرض، وفقدان التنوع البيولوجي وانهيار النظام البيئي، ونقص الموارد الطبيعية، والمعلومات الخاطئة والمضللة، والنتائج السلبية لتقنيات الذكاء الاصطناعي، والهجرة غير الطوعية، وانعدام الأمن السيبراني، والاستقطاب المجتمعي، والتلوث.
ويقول التقرير إن المعلومات الخاطئة والمضللة تنتشر بشكل متعمد أو عن غير قصد على نطاق واسع عبر شبكات الإعلام، مما يؤدي إلى تحويل الرأي العام بطريقة كبيرة نحو عدم الثقة في الحقائق والسلطة.
أخطار على المدى القصيرفي 2023-2024، تتفوق مخاطر المعلومات الخاطئة والمضللة على المشكلات الأخرى التي تتسبب في الاستقطاب العالمي، وفق التقرير.
وهناك جهات محلية وأجنبية ستستفيد من المعلومات الخاطئة والمعلومات المضللة لزيادة توسيع الانقسامات المجتمعية والسياسية، وفق ننتائج التقرير.
ويتوقع التقرير أن يتوجه ما يقرب من ثلاثة مليارات شخص إلى صناديق الاقتراع في العديد من الاقتصادات، بما فيها بنغلاديش والهند وإندونيسيا والمكسيك وباكستان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، على مدى العامين المقبلين، وهؤلاء مهددون بمخاطر انتشار المعلومات الخاطئة والمضللة.
ويحذر التقرير من أن الاستخدام الواسع النطاق للمعلومات الخاطئة والمضللة والأدوات اللازمة لنشرها، سيقوض شرعية الحكومات المنتخبة حديثا.
ويمكن أن تتراوح الاضطرابات الناتجة عن انتشار المعلومات الخاطئة والمضللة من الاحتجاجات العنيفة وجرائم الكراهية إلى المواجهة المدنية والإرهاب.
وبعيدا عن الانتخابات، من المرجح أيضا أن تصبح تصورات الواقع أكثر استقطابا، فتتسلل إلى الخطاب العام حول قضايا تتراوح بين الصحة العامة والعدالة الاجتماعية.
ومع تقويض الحقيقة، يقول التقرير إن خطر الدعاية والرقابة المحلية سيرتفع ردا على المعلومات الخاطئة والمضللة.
هذا الأمر سيؤدي غالبا إلى لجوء الحكومات إلى السيطرة على المعلومات بناء على ما تعتبره "صحيحا".
ويقول التقرير إن الحريات المتعلقة بالإنترنت والصحافة والوصول إلى مصادر أوسع للمعلومات، والتي هي بالفعل في تراجع، مهددة بالانحدار إلى قمع أوسع لتدفق المعلومات الضارة عبر مجموعة واسعة من البلدان.
التكنولوجياوقد أدت التطورات التكنولوجية الحديثة إلى زيادة حجم المعلومات المزورة ومدى انتشارها وفعاليتها، مع زيادة صعوبة تتبع التدفقات وتحديد نسبها والتحكم فيها.
ومن المرجح، وفق التقرير، أن تنهار قدرة شركات وسائل التواصل الاجتماعي على ضمان سلامة المنصات من خطر المعلومات الخاطئة والمضللة.
وتشكل المعلومات الخاطئة والمضللة الناتجة عن الذكاء الاصطناعي ما نسبته 53 بالمئة، فيما يتسبب الاستقطاب المجتمعي أو السياسي بنحو 46 بالمئة، وفق التقرير.
ولا تزال العديد من البلدان تكافح من أجل استعادة سنوات التقدم الضائعة التي نشأت عن جائحة كوفيد-19، مما خلق أرضا خصبة لنشوء المعلومات الخاطئة والمضللة واستقطاب المجتمعات والمجتمعات والبلدان.
الذكاء الاصطناعيولن يكون تحديد المعلومات الخاطئة والمضللة الناتجة عن الذكاء الاصطناعي سهلا.
وقد أصبح تمييز الفرق بين الذكاء الاصطناعي والمحتوى الذي ينتجه الإنسان أكثر صعوبة، ليس فقط بالنسبة للأفراد المتعلمين رقميا، ولكن أيضا بالنسبة لآليات الكشف عن المعلومات الضارة، وفق نتائج التقرير.
على سبيل المثال، يمكن لفيديو أنتج بواسطة الذكاء الاصطناعي أن يؤثر على الناخبين ويغذي الاحتجاجات، أو في سيناريوهات أكثر تطرفا، قد يؤدي إلى العنف أو التطرف، حتى لو كان يحمل تحذيرا من قبل المنصة التي تمت مشاركته عليها بأنه محتوى ملفق.
ويمكن أن تكون الآثار المترتبة على الحملات التلاعبية التي تنشر المعلومات الخاطئة والمضللة عميقة وتهدد العمليات الديمقراطية.
صراعات وخطر على الاقتصادوإذا تم التشكيك في شرعية الانتخابات، بسبب المعلومات الخاطئة والمضللة، فإن المواجهة المدنية تصبح محتملة، بل وربما تمتد إلى صراعات داخلية وإلى الإرهاب، وانهيار الدولة في الحالات الأكثر تطرفا، يقول التقرير.
كما أن المعلومات الخاطئة والمضللة تشكل خطرا على التجارة العالمية والأسواق المالية
ويمكن أن تؤدي الحملات المدعومة من الدولة إلى تدهور العلاقات بين الدول، عن طريق تعزيز أنظمة العقوبات، وعمليات الجرائم السيبرانية مع مخاطر الانتشار ذات الصلة، واحتجاز الأفراد، بما في ذلك الاستهداف على أساس الجنسية والعرق والدين في المقام الأول.
الاستقطاب المجتمعيويرى الخبراء الذين شملهم التقرير أن خطر المعلومات الخاطئة والمضللة يرتبط بشكل وثيق مع خطر الاستقطاب المجتمعي الذي يظهر في القائمة أيضا، مع إمكانية أكبر لتضخيم بعضمها البعض.
والواقع أن المجتمعات المستقطبة أكثر ميلا إلى الثقة بالمعلومات التي تؤكد معتقداتها، سواء كانت هذه المعلومات صحيحة أو كاذبة.
ونظرا لعدم الثقة في الحكومة ووسائل الإعلام كمصادر للمعلومات الكاذبة، قد لا تكون هناك حاجة للمحتوى الذي تم التلاعب به، فمجرد إثارة سؤال حول ما إذا كان قد تم تلفيقه قد يكون كافيا لتحقيق الأهداف ذات الصلة. ومن ثم يزرع هذا بذور مزيد من الاستقطاب في المجتمع.
ويقول التقرير إن المعلومات الكاذبة لا تستخدم كمصدر للاضطراب المجتمعي فحسب، بل أيضا للسيطرة، من قبل الجهات الفاعلة المحلية سعيا لتحقيق أجندات سياسية.
وعلى الرغم من خطورة المعلومات الخاطئة والمضللة تنخفض في ترتيب المخاطر على المدى الطويل (2024-2034) إلى الدرجة الخامسة، إلا أنها تحافظ على البقاء ضمن المراكز العشرة الأولى للمخاطر المحتملة، والتي قد تهدد النظام العالمي خلال السنوات العشر المقبلة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: المخاطر العالمیة الذکاء الاصطناعی على المدى القصیر على المدى الطویل
إقرأ أيضاً:
بفضل الذكاء الاصطناعي.. رجل مشلول يُحرك الأشياء بإشارات دماغه
تمكن باحثون في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو من تمكين رجل مشلول من التحكم في ذراع آلية من خلال جهاز ينقل الإشارات من دماغه إلى جهاز كمبيوتر.
ووفق "مديكال إكسبريس"، كان الرجل قادراً على الإمساك بالأشياء، وتحريكها، وإسقاطها بمجرد تخيل نفسه وهو يقوم بالأفعال.
عمل الجهاز، المعروف باسم واجهة الدماغ والحاسوب (BCI)، لمدة 7 أشهر قياسية دون الحاجة إلى تعديل، بينما، حتى الآن، لم تعمل مثل هذه الأجهزة إلا ليوم أو يومين فقط.
وتعتمد واجهة الدماغ والحاسوب على نموذج الذكاء الاصطناعي، الذي يمكنه التكيف مع التغيرات الصغيرة التي تحدث في الدماغ، عندما يكرر الشخص حركة - أو في هذه الحالة، حركة متخيلة - ويتعلم القيام بذلك بطريقة أكثر دقة.
وظيفة تشبه الحياةوقال الدكتور كارونيش غانغولي أستاذ علم الأعصاب في الجامعة: "إن هذا المزج بين التعلم بين البشر والذكاء الاصطناعي هو المرحلة التالية لهذه الواجهات بين الدماغ والحاسوب". "هذا ما نحتاجه لتحقيق وظيفة متطورة تشبه الحياة".
وكان المفتاح اكتشاف كيفية تحول النشاط في الدماغ يوماً بعد يوم، حيث يتخيل الرجل المشارك في الدراسة مراراً وتكراراً القيام بحركات معينة.
وبمجرد برمجة الذكاء الاصطناعي لمراعاة هذه التحولات، فقد عمل البرنامج لعدة أشهر في كل مرة دون تعديل، كما يوضح هذا الفيديو.
مراحل التقاط إشارات الدماغودرس غانغولي كيف تمثل أنماط نشاط الدماغ لدى الحيوانات حركات معينة، ورأى أن هذه التمثيلات تتغير يوماً بعد يوم مع تعلم الحيوان.
واشتبه في حدوث نفس الشيء لدى البشر، ولهذا السبب فقدت أجهزة الدماغ والحاسوب الخاصة بهم بسرعة القدرة على التعرف على هذه الأنماط.
لذا، عمل غانغولي وزمليه الدكتور نيكيلش ناتراغ مع مشارك في الدراسة أصيب بالشلل بسبب سكتة دماغية قبل سنوات، لم يستطع التحدث أو الحركة.
وكان لديه أجهزة استشعار صغيرة مزروعة على سطح دماغه يمكنها التقاط نشاط الدماغ عندما يتخيل الحركة.
ولمعرفة ما إذا كانت أنماط دماغه تتغير بمرور الوقت، طلب غانغولي من المشارك أن يتخيل تحريك أجزاء مختلفة من جسده، مثل يديه أو قدميه أو رأسه.
على الرغم من أنه لم يكن قادراً على الحركة فعلياً، إلا أن دماغ المشارك كان لا يزال قادراً على إنتاج الإشارات الخاصة بالحركة عندما يتخيل نفسه يقوم بها.
وهنا سجل جهاز BCI تمثيلات الدماغ لهذه الحركات من خلال أجهزة الاستشعار الموجودة في دماغه.
ووجد فريق غانغولي أن شكل التمثيلات في الدماغ ظل كما هو، لكن مواقعها تغيرت قليلاً من يوم لآخر.
من الافتراضي إلى الواقعوطلب الباحثون بعد ذلك من الرجل أن يتخيل نفسه يقوم بحركات بسيطة بأصابعه أو يديه أو إبهامه على مدار أسبوعين، بينما سجلت أجهزة الاستشعار نشاط دماغه لتدريب الذكاء الاصطناعي.
ثم حاول الرجل التحكم في ذراع ويد آلية. لكن الحركات لم تكن دقيقة للغاية.
لذلك، جعل غانغولي الرجل يتدرب على ذراع روبوتية افتراضية أعطته ملاحظات حول دقة تصوراته. وفي النهاية، جعل الذراع الافتراضية تفعل ما يريده أن تفعله.
وبمجرد أن بدأ في التدرب على ذراع الروبوت الحقيقية، لم يستغرق الأمر سوى بضع جلسات تدريب حتى ينقل مهاراته إلى العالم الحقيقي.
وكان بإمكانه جعل الذراع الآلية تلتقط الكتل، وتديرها، وتحركها إلى أماكن جديدة. وكان قادراً حتى على فتح خزانة، وإخراج كوب، ووضعه أمام موزع المياه.
وبعد أشهر، كان الرجل لا يزال قادراً على التحكم في الذراع الآلية بعد "ضبط" لمدة 15 دقيقة للتكيف مع كيفية انحراف تمثيلات حركته منذ أن بدأ في استخدام الجهاز.
ويقوم الباحثون الآن بتحسين نماذج الذكاء الاصطناعي، لجعل الذراع الآلية تتحرك بشكل أسرع وأكثر سلاسة، ويخطط لاختبار واجهة الدماغ والحاسوب في بيئة منزلية.
وبالنسبة للمصابين بالشلل، فإن القدرة على إطعام أنفسهم أو الحصول على شربة ماء ستغير حياتهم.