#نجاة_مؤقتة – #ماهر_أبوطير
منذ أن تفتحت عيوننا على هذه الدنيا، ونحن نسمع من أهالينا عن الحروب والفوضى والفتن، وبعد أن أصبحنا في عمر أكبر رأيناها بأم أعيننا في كل هذا الوجدان العربي الذي يخصنا.
حروب في كل مكان، #احتلال_فلسطين، هو أساس البلاءات التي تم تركها لتكبر حتى امتد المشروع الذي ابتلع فلسطين إلى كل مكان، حيث عمّ الخراب اليوم سورية، لبنان، العراق، اليمن، ليبيا، وهذا المشروع لم يكن إسرائيليا وحسب، بل كان ممثلا لمشروع استعماري غربي، خرج بقواته من صيغة الاستعمار الكلي، إلى صيغ بديلة، من خلال وكلاء، أو عبر السيطرة على الموارد والثروات، والتدخل في تفاصيل الحاضر والمستقبل، والبنية السياسية بكل ما تعنيه.
السؤال الذي تسمعه دائما في كل مكان من الأجيال الجديدة بالذات يقول إلى أين نهرب، وأين يهرب العربي من هذه المنطقة التي باتت تتسلط عليها كل أسباب الفناء، والمحق اليومي؟.
مقالات ذات صلة بلطجي برتبة 2024/01/16والإجابة مؤلمة أكثر لأن الهجرات أيضا لها كلفتها ومخاطرها، إذ يكفي أن الهجرة إلى الدول الأجنبية تؤدي في النتيجة إلى شطب الجيل الثاني والثالث وما بعدهما من أجيال وأحفاد، وكثير من المهاجرين اليوم يقلقون على الأبناء والبنات، من مجتمعات جديدة غادروا إليها، ويحاولون قدر الإمكان صون الخصوصية الدينية والثقافية، فلا ينجح أغلبهم، مما يفسر أن بعضهم يعيد عائلاتهم وأبناءهم وبناتهم في عمر معينة إلى دول المنطقة تجنبا لشطب الهوية الاجتماعية، بما يعنيه ذلك من تأثيرات عميقة على الشخصية ومغذياتها الدينية والثقافية والحياتية.
هذا يعني أن كل الدنيا تعاني لدى العربي اليوم من الاختناق، فالعالم العربي تحل عليه اللعنات من كل مكان، وحتى الدول الآمنة لا تنجو من الفساد والاضطهاد وضيق الأفق ومصاعب العيش والغلاء وتردي التعليم والصحة والخدمات والتشظي الداخلي المؤجل تحوله إلى انهيار كامل بفعل عوامل اللصق المرتبطة على الغالب بوجود الأنظمة ومدة صلاحيتها في نظر من يدير هذه الأنظمة ويقوم بتوظيفها، لأجل مؤقت كما جرت العادة في أغلب الأحوال.
سؤال العربي حول مصيره وحقه بحياة كريمة يكاد يكون مجرد استحالة، لأن الغالبية الكبرى لم تعد تسأل هذا السؤال فهي تعتبره مجرد ترف أو وهم، برغم أنها تعيش في جهنم، لكنها تدرك أن لا بدائل ولا خيارات لدى الأغلبية سوى الاستسلام للمصير، أيا كان هذا المصير، ولعل المفارقة أن تجد أيضا بين هذه الغالبية من لا يدركون أصلا فروقات الحياة في بلادهم وبقية بلاد الله الواسعة، ويظنون أن حياتهم طبيعية تتماثل مع كل أنواع الحياة في بقية الدنيا.
الاستعصاء الذي يواجهه العربي يتعمق، لأن الأزمات والحروب في المنطقة لا تتوقف فهي تحرق الأحياء، والبقية يتفرجون ويأملون النجاة، فيما تثبت الأيام، أن هذه نجاة مؤقتة، وأن الكل يقف على ذات الطابور، فهذا عالم خرب بحاجة إلى مشروع ورافعة حتى يخرج من واقعه، وهذا أمر لا نراه في أغلب الدول العربية على المستوى الوطني، ولا على المستوى القومي، إن كان هناك بقايا للقومية بمعناها الذي تدرج في تراجعاته على مدى عقود بفعل التخطيط المحكم.
هذه القراءة للواقع ليست لطمية، لكنها تتطابق مع ما نراه يوميا، وما نستشرفه حول المستقبل، ولتطالعوا كل تقارير خبراء استشراف المستقبل في كافة القطاعات لتدركوا أن المقبل أصعب بكثير، والحلول تتناقص يوميا، فيما مخرج النجاة بالهجرة بات أيضا غير متوفر بالطريقة القديمة، ولا يمكن أيضا احتمال كلفته على الأبناء والبنات، ولا يعبر إلا عن نجاة مؤقتة.
هذا يعني أن العربي سيبقى بين خيارين، البقاء في بلده أو الهجرة للخارج، وكلاهما يعبران فقط عن نجاة مؤقتة.
الغد
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: احتلال فلسطين کل مکان
إقرأ أيضاً:
بعد نفي الاحتلال اعتقاله.. قناة عبرية تكشف مكان احتجاز الطبيب أبو صفية
#سواليف
قالت قناة أي 24 العبرية إن مدير #مستشفى_كمال_عدوان الدكتور #حسام_أبو_صفية محتجز لدى الجيش، وموجود حاليا في #معتقل_سدي_تيمان.
ونقلت عن متحدث باسم الجيش قوله إن أبو صفية قيد التحقيق من قبل “ #الشاباك ” للاشتباه في علاقته بحركة #حماس.
ويقع “سدي تيمان” بقاعدة عسكرية في صحراء #النقب على بُعد 30 كيلومترا من غزة باتجاه مدينة بئر السبع. وقد أنشأه الجيش الإسرائيلي مباشرة بعد بداية عدوانه على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عقب عملية #طوفان_الأقصى، ونقل إليه العديد ممن اعتقلهم بغزة، بينهم أطفال وشباب وكبار في السن.
مقالات ذات صلة عبوة ناسفة تدمر دبابة وتصيب 3 جنود في جباليا 2025/01/03وتقول تقارير حقوقية وإعلامية إن #الجنود_الإسرائيليين ارتكبوا في هذا #السجن #انتهاكات حقوقية فظيعة بحق المعتقلين، وأذاقوهم مختلف أصناف التعذيب والإهانة.
وبدوره قال نادي الأسير الفلسطيني، اليوم الخميس، إنّ المخاطر على مصير مدير مستشفى كمال عدوان الدكتور حسام أبو صفية تتضاعف مع مرور الوقت، وذلك بعد نفي جيش الاحتلال وجود سجل يثبت عملية اعتقاله. وأوضح نادي الأسير، في بيان صحافي، أنّ حالة الطبيب أبو صفية هي واحدة من آلاف معتقلي غزة الذين يواجهون جريمة الإخفاء القسري.
وأكد نادي الأسير أنه وعلى الرغم من وجود أدلة واضحة على اعتقال الدكتور أبو صفية في تاريخ 27 ديسمبر/ كانون الأول 2024، إلا أن #الاحتلال يتنكر لما صرح به سابقاً، كما يتنكر لوجود أدلة كالفيديوهات والصور التي نشرها، هذا عدا عن إفادات بعض المعتقلين الذين أفرج عنهم.
وكانت منظمة أطباء لحقوق الإنسان، قد تقدمت، نيابة عن عائلة حسام أبو صفية بطلب في الثاني من يناير/ كانون الثاني لتسهيل زيارة محامٍ له، إلا أن جيش الاحتلال رد بعدم وجود سجل يثبت عملية اعتقاله، وفي ضوء الرد، تقدمت منظمة أطباء التماساً عاجلاً للكشف عن مصيره.
والطبيب أبو صفية واحد من بين ما لا يقل عن 320 كادراً طبياً تعرضوا للاعتقال منذ بدء #حرب_الإبادة، حيث شكلت عمليات اعتقال الأطباء، وتدمير المستشفيات وجهاً من أوجه حرب الإبادة، وكان من بين الشهداء المعتقلين منذ بدء حرب الإبادة ثلاثة أطباء من غزة وهم إياد الرنتيسي، وعدنان البرش، وزياد الدلو.
وفي هذا الإطار، حمّل نادي الأسير الاحتلال المسؤولية الكاملة عن مصير الدكتور حسام أبو صفية المجهول، وجدد مطالبته للمنظومة الحقوقية الدولية، بأن تنقذ ما تبقى من معنى لدورها أمام حرب الإبادة، بعد أن تآكل دورها بسبب حالة العجز المرعبة، وذلك على الرغم من بعض القرارات والمواقف التي خرجت عن محكمة العدل الدولية، والمحكمة الجنائية الدولية، والتي شكلت بارقة أمل، إلا أنها فعلياً لم توقف حرب الإبادة، وأحد أوجهها جرائم التعذيب بحق الأسرى.