سواليف:
2024-09-19@22:14:58 GMT

نجاة مؤقتة

تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT

#نجاة_مؤقتة – #ماهر_أبوطير

منذ أن تفتحت عيوننا على هذه الدنيا، ونحن نسمع من أهالينا عن الحروب والفوضى والفتن، وبعد أن أصبحنا في عمر أكبر رأيناها بأم أعيننا في كل هذا الوجدان العربي الذي يخصنا.

حروب في كل مكان، #احتلال_فلسطين، هو أساس البلاءات التي تم تركها لتكبر حتى امتد المشروع الذي ابتلع فلسطين إلى كل مكان، حيث عمّ الخراب اليوم سورية، لبنان، العراق، اليمن، ليبيا، وهذا المشروع لم يكن إسرائيليا وحسب، بل كان ممثلا لمشروع استعماري غربي، خرج بقواته من صيغة الاستعمار الكلي، إلى صيغ بديلة، من خلال وكلاء، أو عبر السيطرة على الموارد والثروات، والتدخل في تفاصيل الحاضر والمستقبل، والبنية السياسية بكل ما تعنيه.

السؤال الذي تسمعه دائما في كل مكان من الأجيال الجديدة بالذات يقول إلى أين نهرب، وأين يهرب العربي من هذه المنطقة التي باتت تتسلط عليها كل أسباب الفناء، والمحق اليومي؟.

مقالات ذات صلة بلطجي برتبة 2024/01/16

والإجابة مؤلمة أكثر لأن الهجرات أيضا لها كلفتها ومخاطرها، إذ يكفي أن الهجرة إلى الدول الأجنبية تؤدي في النتيجة إلى شطب الجيل الثاني والثالث وما بعدهما من أجيال وأحفاد، وكثير من المهاجرين اليوم يقلقون على الأبناء والبنات، من مجتمعات جديدة غادروا إليها، ويحاولون قدر الإمكان صون الخصوصية الدينية والثقافية، فلا ينجح أغلبهم، مما يفسر أن بعضهم يعيد عائلاتهم وأبناءهم وبناتهم في عمر معينة إلى دول المنطقة تجنبا لشطب الهوية الاجتماعية، بما يعنيه ذلك من تأثيرات عميقة على الشخصية ومغذياتها الدينية والثقافية والحياتية.

هذا يعني أن كل الدنيا تعاني لدى العربي اليوم من الاختناق، فالعالم العربي تحل عليه اللعنات من كل مكان، وحتى الدول الآمنة لا تنجو من الفساد والاضطهاد وضيق الأفق ومصاعب العيش والغلاء وتردي التعليم والصحة والخدمات والتشظي الداخلي المؤجل تحوله إلى انهيار كامل بفعل عوامل اللصق المرتبطة على الغالب بوجود الأنظمة ومدة صلاحيتها في نظر من يدير هذه الأنظمة ويقوم بتوظيفها، لأجل مؤقت كما جرت العادة في أغلب الأحوال.

سؤال العربي حول مصيره وحقه بحياة كريمة يكاد يكون مجرد استحالة، لأن الغالبية الكبرى لم تعد تسأل هذا السؤال فهي تعتبره مجرد ترف أو وهم، برغم أنها تعيش في جهنم، لكنها تدرك أن لا بدائل ولا خيارات لدى الأغلبية سوى الاستسلام للمصير، أيا كان هذا المصير، ولعل المفارقة أن تجد أيضا بين هذه الغالبية من لا يدركون أصلا فروقات الحياة في بلادهم وبقية بلاد الله الواسعة، ويظنون أن حياتهم طبيعية تتماثل مع كل أنواع الحياة في بقية الدنيا.

الاستعصاء الذي يواجهه العربي يتعمق، لأن الأزمات والحروب في المنطقة لا تتوقف فهي تحرق الأحياء، والبقية يتفرجون ويأملون النجاة، فيما تثبت الأيام، أن هذه نجاة مؤقتة، وأن الكل يقف على ذات الطابور، فهذا عالم خرب بحاجة إلى مشروع ورافعة حتى يخرج من واقعه، وهذا أمر لا نراه في أغلب الدول العربية على المستوى الوطني، ولا على المستوى القومي، إن كان هناك بقايا للقومية بمعناها الذي تدرج في تراجعاته على مدى عقود بفعل التخطيط المحكم.

هذه القراءة للواقع ليست لطمية، لكنها تتطابق مع ما نراه يوميا، وما نستشرفه حول المستقبل، ولتطالعوا كل تقارير خبراء استشراف المستقبل في كافة القطاعات لتدركوا أن المقبل أصعب بكثير، والحلول تتناقص يوميا، فيما مخرج النجاة بالهجرة بات أيضا غير متوفر بالطريقة القديمة، ولا يمكن أيضا احتمال كلفته على الأبناء والبنات، ولا يعبر إلا عن نجاة مؤقتة.

هذا يعني أن العربي سيبقى بين خيارين، البقاء في بلده أو الهجرة للخارج، وكلاهما يعبران فقط عن نجاة مؤقتة.

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: احتلال فلسطين کل مکان

إقرأ أيضاً:

منظمة الصحة العالمية: المجاعة تنتشر في كل مكان بالسودان

تطرق المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إلى قلة الاهتمام الدولي بما يجري في السودان، مشيراً إلى أن العرق قد يكون عاملاً مؤثراً في هذا التجاهل.

التغيير: وكالات

حذرت منظمة الصحة العالمية من انتشار المجاعة في السودان، الذي يعاني من حرب أهلية دامية منذ أبريل 2023، وأكدت أن الوضع في البلاد «كارثي»، ويتطلب اهتماماً دولياً عاجلاً.

جاء ذلك بعد زيارة رئيس المنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، للسودان، حيث التقى بالنازحين، وزار مستشفيات تشهد معاناة غير مسبوقة.

وقال غيبريسوس في مقابلة مع إذاعة «بي بي سي»: «الوضع في السودان مقلق للغاية… النزوح الهائل هو الأكبر في العالم حالياً، والمجاعة تنتشر في كل مكان».

وأشار إلى أن ما يزيد على 12 مليون شخص قد نزحوا بالفعل، وأن نحو 25 مليون شخص، أي نصف سكان البلاد، بحاجة ماسة إلى الدعم الإنساني.

تجاهل دولي واتهامات بالتمييز العرقي

وتطرق المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إلى قلة الاهتمام الدولي بما يجري في السودان، مشيراً إلى أن العرق قد يكون عاملاً مؤثراً في هذا التجاهل.

وأضاف: «السودان لا يحظى بالاهتمام الذي يستحقه، وهذه الحال تتكرر في صراعات أخرى داخل القارة الأفريقية. ما أشعر به هو أن العرق يلعب دوراً في ذلك».

وقال تيدروس، الذي نشأ في إثيوبيا خلال فترة حرب أهلية، إنه يشعر بتأثير النزاعات المسلحة بشكل شخصي، مشيراً إلى أن رائحة وصوت الحرب مألوفة لديه، وأن الوضع في السودان يجعله يستعيد ذكريات الحرب الأهلية في وطنه.

أزمة إنسانية غير مسبوقة

منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان و«قوات الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو، قتل الآلاف، وأصبح ملايين السودانيين يعيشون في ظروف إنسانية قاسية.

وزار تيدروس مخيمات النازحين والمستشفيات التي تعج بالأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد، وقال: «ترى العديد من الأطفال وكأنهم جلد وعظام».

وفي تقرير صدر عن لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة في أغسطس الماضي، أُعلن عن وقوع مجاعة في مخيم يضم نصف مليون نازح قرب مدينة الفاشر المحاصرة في دارفور، إحدى أكثر المناطق تضرراً.

تقصير عالمي في الاستجابة

وأعرب رئيس منظمة الصحة العالمية عن استيائه من الفجوة الكبيرة في الاستجابة الإنسانية، مشيراً إلى أن السودان وأزمات أخرى في أفريقيا لم تحظ بنفس الاهتمام الدولي الذي حصلت عليه أزمات إنسانية أخرى، مثل النزاع في أوكرانيا.

ودعا الإعلام الدولي إلى التركيز بشكل أكبر على الأزمة في السودان التي وصفها بأنها مأساة إنسانية.

الوسومآثار الحرب في السودان المجاعة في السودان تيدروس أدهانوم غيبريسوس منظمة الصحة العالمية

مقالات مشابهة

  • محامي صالح يهاجم الحوثيين: ”لا مكان للجبناء في وجه إرث الأجداد!”
  • هل نجاة دونالد ترامب من محاولتي اغتيال حجة انتخابية جيدة؟
  • نفسية الرجل بعد الزواج بالثانية سعادة مؤقتة وندم محتمل
  • الأولمبية العراقية تحلّ إدارة نادي القاسم وتسمي أخرى مؤقتة
  • وزير السياحة يلتقي سفير سنغافورة بالقاهرة لبحث آليات تنظيم معارض أثرية مؤقتة
  • السياحة تدرس إقامة معارض أثرية مؤقتة تجوب دول العالم
  • جبريل إبراهيم: الجيش قوة شرعية له الحق في الحصول على السلاح من أي مكان
  • منظمة الصحة العالمية: المجاعة تنتشر في كل مكان بالسودان
  • بتخفيضات تصل 30%.. مكان معرض «أهلا مدارس» في الجيزة
  • تيليس: رونالدو لديه نفوذ في كل مكان