حقق الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، فوزا مهما في الانتخابات التمهيدية التي جرت، الاثنين،  بولاية أيوا، ليرسخ مكانته في صدارة مرشحي الحزب الجمهوري لسباق الرئاسة.

وتمكن ترامب من تحقيق فوز "ساحق"، بأكثر من 20 نقطة مئوية على منافسيه، حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس، الذي طالما اعتبر منافسا جديا لترامب، وسفيرته السابقة لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي.

وحصل الرئيس السابق على 51 في المئة، مقابل 21 في المئة لديسانتيس، و19 في المئة لهيلي.

وقالت شبكة فوكس نيوز إنه رغم الاتهامات الجنائية والمدنية العديدة الموجهة ضده، ومن بينها اتهامات بمحاولة تغيير نتائج انتخابات الرئاسة في 2020، "حقق ترامب منذ أشهر تقدما كبيرا في استطلاعات الرأي، ولم يظهر أي علامات على التباطؤ قبل جولة نيوهامشير في 23 يناير".

واعتبرت "سي.أن.أن" الفوز الكبير في ولاية أيوا الاثنين "أحد أكثر تجارب العودة للمنافسة إثارة للدهشة في التاريخ السياسي الأميركي"، وذلك لأن خسارة الرئيس بعد أول ولاية رئاسية "لا يتبعها حملات تمهيدية ناجحة".

وقالت الشبكة إن حصوله على نحو 51 في المئة من الأصوات ووضعه على طريق الترشح، يظهر ترامب بعد 8 سنوات من فوزه الرئاسي الأول أن "الحزب الجمهوري الحالي هو حزبه بالكامل".

وتقول نيويورك تايمز: "أظهر الفوز الساحق الذي حققه ترامب مرة أخرى سيطرته الدائمة على الحزب الجمهوري.

وأظهر فوز ليلة الاثنين "التزام مؤيديه، إذ خاطر العديد منهم بالظروف الجوية الخطيرة للخروج للحصول على فرصة لدعمه".

وقال ترامب بعد الانتصار: "ستكون الليلة الكبيرة في نوفمبر، عندما نستعيد بلادنا". 

وتشير نيويورك تايمز إلى أن ترامب" فاز على الرغم من توجيه 91 تهمة جنائية تهدد حريته وثروته، ومن المثير للدهشة أنه غداة انتصاره الساحق، واجه قضية تشهير أمام محكمة مدنية في نيويورك".

وأفادت وسائل إعلام أميركية بأن ترامب سيحضر افتتاح المناظرات، الثلاثاء، ثم يواصل حملته الانتخابية في اليوم ذاته في نيوهامشير، الولاية الثانية التي ستشهد تصويتا في الانتخابات التمهيدية.

وتقول "سي.أن.أن" إن ترامب "لم يدفع ثمن "أسوأ هجوم على الانتخابات في التاريخ الحديث"، في إشارة إلى رفض نتائج انتخابات 2020 واقتحام الكابيتول، "بل استغل بنجاح هذه الاتهامات لرسم رواية عن الاضطهاد جددت علاقته مع قاعدة ناخبي الحزب الجمهوري".

ويبدو أن الجدول الزمني للحملات الانتخابية في الفترة المقبلة ومحاكمته متداخلا، إذ تبدأ محكمة فيدرالية في الرابع من مارس النظر في تهمة التآمر لتغيير نتيجة انتخابات 2020.

كذلك تنطلق محاكمة على مستوى الولاية أيضا في 25 مارس في نيويورك، حيث يواجه ترامب اتهامات بدفع أموال لإسكات ممثلة الأفلام الإباحية، ستورمي دانيالز، عن علاقة جنسية.

وسيتم إجراء الانتخابات التمهيدية في نيفادا في الثامن من فبراير، وهو اليوم ذاته الذي ستنظر فيه المحكمة العليا الأميركية في طعن تقدّم به ترامب ضد حكم صدر عن أعلى محكمة في كولورادو يستبعده من الانتخابات التمهيدية في الولاية.

وسيبقى الرئيس السابق مرشحا في كولورادو حيث يجري التصويت في الخامس من مارس، إلى أن تقضي المحكمة العليا بغير ذلك. ولم يعرف بعد موعد صدور الحكم.

انصار ترامب صوتوا بقوة له

ومع تواصل الانتخابات التمهيدية خلال الربيع، من المقرر أن تجري محاكمة ثالثة، في فلوريدا هذه المرة، في 20 مايو، رغم أنها ستؤجل على الأرجح. وفي هذه القضية الفيدرالية، يواجه ترامب اتهامات على خلفية الاشتباه بأنه أساء التعامل مع وثائق سرية بعدما غادر المنصب.

اكتساح منافسيه

وتمكن ترامب من "اكتساح" ديسانتيس في معاقل المحافظين، في شمال غرب ولاية أيوا، التي تعد موطنا للعديد من الناخبين الإنجيليين الذين سعى حاكم فلوريدا إلى استمالتهم بشدة. 

وحتى في مقاطعات الضواحي الأكثر اعتدالا المحيطة بمدينة دي موين، والتي كانت تعتبر منطقة مواتية لهيلي، فاز ترامب، وإن كان بهامش أضيق بكثير. 

وحصل ديسانتيس على المركز الثاني، بفارق ضئيل عن حاكمة ولاية ساوث كارولينا السابقة، لكن حصوله على المركز الثاني يعطيه الأمل في إمكانية الترشح.

وتركز هيلي بشكل أكبر على انتخابات نيو هامشير، الأسبوع المقبل، حيث يقدم لها الناخبون المستقلون والجمهوريون المعتدلون فرصة أفضل لتحقيق فوز مبكر على ترامب.

وعلى الرغم من أن ترامب احتل المركز الأول في ولاية أيوا بنسبة قياسية، فإن الدعم المشترك لخصومه يمثل ما يقرب من نصف الناخبين الأساسيين للحزب الجمهوري في أيوا، وهؤلاء يحتاج إليهم من أجل الفوز بالرئاسة، وفق "فوكس نيوز".

واتخذ ترامب الخطوة الأولى نحو القيام بذلك "بتوجيه كل نيرانه نحو الرئيس بايدن"، قائلا "لا أريد أن أكون قاسيا أكثر من اللازم مع الرئيس، لكن يجب أن أقول إنه أسوأ رئيس عرفته بلادنا في تاريخ بلادنا، وهو يدمر بلادنا".

وتطرق في خطابه بعد الفوز إلى قضية استقلال الطاقة، وأمن الحدود، والاقتصاد، والصراعات المستمرة في أوكرانيا وإسرائيل، والتي يصر ترامب على أنها لم تكن لتحدث لو كان لايزال رئيسا، وهاجم انتشار الجريمة في المدن الأميركية الكبرى، وتعهد بالعمل مع القادة المحليين من أجل "إعادة بناء مدننا" و"جعلها آمنة".

وهذه المواضيع مألوفة للناخبين الذين تابعوا حملات ترامب السابقة للبيت الأبيض في عامي 2016 و2020، وفق فوكس نيوز. 

وتلفت الشبكة إلى أن ترامب يواصل تركيزه على المشاكل التي يقول إن البلاد تواجهها تحت إدارة بايدن، ويتحدث عنها وكأنه المرشح الجمهوري بالفعل.

ورغم أن ترامب في الصدارة بلا أدنى شك، فإن السباق لم ينته بعد، وهناك معركة نيوهامشير، التي لديها جمهور ناخبين أكثر اعتدالا، والتي تاريخيا كانت للفائز في ولاية أيوا، وفق فوكس نيوز.

ويواجه ترامب أيضا حالة من عدم اليقين بشأن القضايا القضائية المتعددة، فالإدانة يمكن أن تضعف موقفه بشدة في الانتخابات ضد بايدن، أو حتى تزيله من مسار الحملة الانتخابية تماما إذا واجه عقوبة السجن.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الانتخابات التمهیدیة الحزب الجمهوری ولایة أیوا فوکس نیوز أن ترامب فی المئة

إقرأ أيضاً:

لماذا تفاجأ الأميركيون من مناظرة نائب الرئيس؟

واشنطن- مع انطلاق إجراءات التصويت المبكر في العديد من الولايات، واقتراب يوم الاقتراع العام الكائن بعد 5 أسابيع، كانت مواجهة أمس الثلاثاء، التي استضافتها شبكة "سي بي إس" الإخبارية، فرصة وحيدة للسيناتور الجمهوري جي دي فانس، وحاكم ولاية مينيسوتا الديمقراطي تيم والز، لتعريف الأميركيين بأنفسهما وبمواقفهما من القضايا الأساسية التي تدور حولها الانتخابات.

توقع المشاهدون مواجهة شرسة، ولكن بدلا من ذلك نجح الرجلان في تقديم صورة جيدة بصفة عامة للناخبين المترددين والمستقلين، حيث كان النقاش هادئا وبعيدا عن الهجمات الشخصية التي كانت أهم ما ميز مناظرة المرشح الجمهوري دونالد ترامب والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس.

وتعد مناظرة الثلاثاء والتي امتدت لأكثر من 90 دقيقة المرة الأولى التي يلتقي فيها والز وفانس وجها لوجه، ورغم أنها الوحيدة بين المرشحين لمنصب نائب الرئيس فإنها لن تغير شيئا في الحملة الرئاسية أو في حظوظ ترامب وهاريس، وذلك لادعاء كل منهما انتصاره في هذه الجولة.

نقاش متحضر مفاجئ

رغم اشتباك المرشحين حول قضايا مهمة، مثل اقتحام أنصار ترامب مباني الكونغرس في 6 يناير/كانون الثاني 2021، أو قضايا الإجهاض والهجرة، التزم المرشحان بطريقة مهذبة في الرد على الطرف الآخر، واختار كلاهما تسديد الهجمات تجاه شخص المرشح الرئاسي، ترامب أو هاريس.

وقال والز إنه يعتقد أن منافسه على منصب نائب الرئيس، فانس، يريد حل أزمة الهجرة في البلاد، لكنه تساءل عما إذا كان الرئيس السابق دونالد ترامب يؤمن بذلك حقا. من جهته، اعترف فانس بأن والز يريد حل المشكلة أيضا، لكنه تساءل عما إذا كانت هاريس تريد ذلك أيضا.

ووافق والز على الكثير مما قاله السيناتور فانس حول عدم ثقة الأميركيين في تعامل الجمهوريين مع قضية الإجهاض، كما قال فانس إنه ووالز "ربما يتفقان على أننا بحاجة إلى القيام بعمل أفضل" في معالجة العنف الناتج عن انتشار الأسلحة النارية، كما اعترف والز بأنه "متفق مع الكثير" مما قاله فانس عن عقود السياسة التجارية التي مكنت وظائف التصنيع في العديد من الولايات الأميركية من الانتقال إلى الخارج.

ودفع هذا التوافق الكبير بين مواقف المرشحين إلى سخرية المتشددين داخل كل معسكر، حيث انتقد سيمون ساندرز مذيع شبكة (MSNBC) ومساعد كامالا هاريس السابق، والز "لعدم شنه هجمات على فانس"، وقال في تغريدة على منصة "إكس" إنه "إذا كنت تتفق مع فانس على الكثير، فلماذا يجب أن نصوت لك؟".

ونال فانس ثناء العديد من المشاهدين بعدما تذكر والز الوقت الذي شهد فيه ابنه المراهق حادث إطلاق نار، وقال فانس كلمات رقيقة، "تيم، أولا وقبل كل شيء، لم أكن أعرف أن ابنك البالغ من العمر 17 عاما شهد حادث إطلاق نار، أنا آسف لذلك".

هجوم على هاريس وترامب

لكن وبالمقابل، هاجم فانس مرارا ما سماه "إدارة هاريس" بدلا من تسميتها إدارة بايدن، متهما إياها بأنها مسؤولة بشكل رئيسي عن كل المشاكل التي تواجهها البلاد، مستشهدا بالوضع في مدينة سبرينجفيلد في ولاية أوهايو، وألقى باللوم عليها بسبب سماحها بتدفق المهاجرين من هايتي، رغم وجودهم بشكل قانوني بموجب برنامج وضع الحماية المؤقتة، وهو ما تسبب في مشاكل وأزمات، سواء فيما يتعلق بتوفر الوحدات السكنية أو جودة تعليم المدارس العامة.

وقال فانس إن "الأشخاص الذين أشعر بالقلق تجاههم أكثر في سبرينجفيلد هم المواطنون الأميركيون، الذين دُمرت حياتهم بسبب سياسة الحدود المفتوحة لكامالا هاريس، إنه عار، وأعتقد في الواقع أنني أتفق معك تيم، وأعتقد أنك تريد حل هذه المشكلة، لكنني لا أعتقد أن كامالا هاريس تريد نفس الشيء".

من ناحية أخرى، ألقى والز باللوم مرارا وتكرارا في مشاكل اليوم على سنوات ترامب السابقة في البيت الأبيض، مذكرا خلال تبادل الآراء حول قضية الهجرة بتعهد ترامب بجعل المكسيك تدفع ثمن الجدار الحدودي، وقال "كان لديه 4 سنوات للقيام بذلك، ووعد أميركا بأن الأمر سيكون سهلا".

وجه كل من والز (يمين) وفانس (يسار) الاتهامات إلى المرشحين لمنصب الرئاسة ترامب وهاريس بدلا من اتهام بعضهما البعض (رويترز) الشرق الأوسط حاضر

وعند سؤاله عن "حق إسرائيل في الرد على الهجمات الإيرانية"، لم يجب والز بشكل مباشر، وبدلا من ذلك قال إن "قدرة إسرائيل على أن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها أمر أساسي للغاية، واستعادة رهائنها أمر أساسي، بالإضافة إلى إنهاء الأزمة الإنسانية في غزة".

لكنه استدرك بالقول إن "توسع أعمال العنف بين إسرائيل وإيران ووكلائها هو شيء مقلق بشدة للولايات المتحدة"، وأضاف في وقت لاحق "سنحمي قواتنا والقوات المتحالفة معها، وستكون هناك عواقب لنشاط إيران الخبيث".

في حين قال فانس إن "الأمر متروك لإسرائيل لما يعتقدون أنهم بحاجة إلى القيام به للحفاظ على بلدهم آمنا، ويجب أن ندعم حلفاءنا أينما كانوا عندما يقاتلون الأشرار"، موضحا أنه يعتقد أن هذا هو النهج الصحيح الذي يجب اتباعه مع الحالة الإسرائيلية.

كما حاول والز محاصرة فانس بتعليقه على انسحاب الرئيس السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني عام 2015، قائلا إن "إيران أقرب إلى سلاح نووي مما كانت عليه من قبل، بسبب قيادة دونالد ترامب المتقلبة".

لكن فانس وصف التعليق بأنه "غريب جدا" وأشار إلى أن نائب والز هو الذي كان في منصبه عندما وسعت طهران برنامجها النووي، وقال "نحن نتحدث عن تسلسل الأحداث التي قادتنا إلى ما نحن عليه الآن، ولا يمكنك تجاهل ما جرى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023".

ويضيف فانس أنه "على الرغم مما يطرحه والز، علينا السؤال متى هاجمت إيران وحماس ووكلاؤهما إسرائيل؟ لقد كان ذلك خلال إدارة هاريس، لذلك يمكن للحاكم والز انتقاد تغريدات ترامب، لكن الدبلوماسية الفعالة والذكية، والسلام من خلال القوة، هي الطريقة التي نعيد بها الاستقرار إلى عالم محطم للغاية".

مقالات مشابهة

  • 3 دول تستهدف الانتخابات الأمريكية بالذكاء الاصطناعي
  • وثيقة تكشف أدلة جديدة حول محاولة ترامب قلب نتائج انتخابات 2020
  • تقرير يحذر من 3 دول قد تستخدم الذكاء الاصطناعي للتأثير في الانتخابات الأميركية
  • لماذا تفاجأ الأميركيون من مناظرة نائب الرئيس؟
  • الرئيس النمساوي يقبل استقالة الحكومة ويكلفها بتصريف الأعمال
  • معنويات المزارعين الأميركيين تهبط لأدنى مستوياتها منذ 2016
  • فانس: سننتصر على الديمقراطيين وسنبارك لهم إذا فازوا
  • المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس الأمريكي: سندعم إسرائيل ضد «الأطراف الشريرة»
  • بعد انعقادها اليوم.. ماذا ينتظر مجلس النواب خلال جلسته العامة الثانية غدا؟
  • الرئيس ينافس نفسه أيها السادة