بعد الفوز الساحق في أيوا.. ماذا ينتظر ترامب في سباق الرئاسة؟
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
حقق الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، فوزا مهما في الانتخابات التمهيدية التي جرت، الاثنين، بولاية أيوا، ليرسخ مكانته في صدارة مرشحي الحزب الجمهوري لسباق الرئاسة.
وتمكن ترامب من تحقيق فوز "ساحق"، بأكثر من 20 نقطة مئوية على منافسيه، حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس، الذي طالما اعتبر منافسا جديا لترامب، وسفيرته السابقة لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي.
وقالت شبكة فوكس نيوز إنه رغم الاتهامات الجنائية والمدنية العديدة الموجهة ضده، ومن بينها اتهامات بمحاولة تغيير نتائج انتخابات الرئاسة في 2020، "حقق ترامب منذ أشهر تقدما كبيرا في استطلاعات الرأي، ولم يظهر أي علامات على التباطؤ قبل جولة نيوهامشير في 23 يناير".
واعتبرت "سي.أن.أن" الفوز الكبير في ولاية أيوا الاثنين "أحد أكثر تجارب العودة للمنافسة إثارة للدهشة في التاريخ السياسي الأميركي"، وذلك لأن خسارة الرئيس بعد أول ولاية رئاسية "لا يتبعها حملات تمهيدية ناجحة".
وقالت الشبكة إن حصوله على نحو 51 في المئة من الأصوات ووضعه على طريق الترشح، يظهر ترامب بعد 8 سنوات من فوزه الرئاسي الأول أن "الحزب الجمهوري الحالي هو حزبه بالكامل".
وتقول نيويورك تايمز: "أظهر الفوز الساحق الذي حققه ترامب مرة أخرى سيطرته الدائمة على الحزب الجمهوري.
وأظهر فوز ليلة الاثنين "التزام مؤيديه، إذ خاطر العديد منهم بالظروف الجوية الخطيرة للخروج للحصول على فرصة لدعمه".
وقال ترامب بعد الانتصار: "ستكون الليلة الكبيرة في نوفمبر، عندما نستعيد بلادنا".
وتشير نيويورك تايمز إلى أن ترامب" فاز على الرغم من توجيه 91 تهمة جنائية تهدد حريته وثروته، ومن المثير للدهشة أنه غداة انتصاره الساحق، واجه قضية تشهير أمام محكمة مدنية في نيويورك".
وأفادت وسائل إعلام أميركية بأن ترامب سيحضر افتتاح المناظرات، الثلاثاء، ثم يواصل حملته الانتخابية في اليوم ذاته في نيوهامشير، الولاية الثانية التي ستشهد تصويتا في الانتخابات التمهيدية.
وتقول "سي.أن.أن" إن ترامب "لم يدفع ثمن "أسوأ هجوم على الانتخابات في التاريخ الحديث"، في إشارة إلى رفض نتائج انتخابات 2020 واقتحام الكابيتول، "بل استغل بنجاح هذه الاتهامات لرسم رواية عن الاضطهاد جددت علاقته مع قاعدة ناخبي الحزب الجمهوري".
ويبدو أن الجدول الزمني للحملات الانتخابية في الفترة المقبلة ومحاكمته متداخلا، إذ تبدأ محكمة فيدرالية في الرابع من مارس النظر في تهمة التآمر لتغيير نتيجة انتخابات 2020.
كذلك تنطلق محاكمة على مستوى الولاية أيضا في 25 مارس في نيويورك، حيث يواجه ترامب اتهامات بدفع أموال لإسكات ممثلة الأفلام الإباحية، ستورمي دانيالز، عن علاقة جنسية.
وسيتم إجراء الانتخابات التمهيدية في نيفادا في الثامن من فبراير، وهو اليوم ذاته الذي ستنظر فيه المحكمة العليا الأميركية في طعن تقدّم به ترامب ضد حكم صدر عن أعلى محكمة في كولورادو يستبعده من الانتخابات التمهيدية في الولاية.
وسيبقى الرئيس السابق مرشحا في كولورادو حيث يجري التصويت في الخامس من مارس، إلى أن تقضي المحكمة العليا بغير ذلك. ولم يعرف بعد موعد صدور الحكم.
ومع تواصل الانتخابات التمهيدية خلال الربيع، من المقرر أن تجري محاكمة ثالثة، في فلوريدا هذه المرة، في 20 مايو، رغم أنها ستؤجل على الأرجح. وفي هذه القضية الفيدرالية، يواجه ترامب اتهامات على خلفية الاشتباه بأنه أساء التعامل مع وثائق سرية بعدما غادر المنصب.
اكتساح منافسيهوتمكن ترامب من "اكتساح" ديسانتيس في معاقل المحافظين، في شمال غرب ولاية أيوا، التي تعد موطنا للعديد من الناخبين الإنجيليين الذين سعى حاكم فلوريدا إلى استمالتهم بشدة.
وحتى في مقاطعات الضواحي الأكثر اعتدالا المحيطة بمدينة دي موين، والتي كانت تعتبر منطقة مواتية لهيلي، فاز ترامب، وإن كان بهامش أضيق بكثير.
وحصل ديسانتيس على المركز الثاني، بفارق ضئيل عن حاكمة ولاية ساوث كارولينا السابقة، لكن حصوله على المركز الثاني يعطيه الأمل في إمكانية الترشح.
وتركز هيلي بشكل أكبر على انتخابات نيو هامشير، الأسبوع المقبل، حيث يقدم لها الناخبون المستقلون والجمهوريون المعتدلون فرصة أفضل لتحقيق فوز مبكر على ترامب.
وعلى الرغم من أن ترامب احتل المركز الأول في ولاية أيوا بنسبة قياسية، فإن الدعم المشترك لخصومه يمثل ما يقرب من نصف الناخبين الأساسيين للحزب الجمهوري في أيوا، وهؤلاء يحتاج إليهم من أجل الفوز بالرئاسة، وفق "فوكس نيوز".
واتخذ ترامب الخطوة الأولى نحو القيام بذلك "بتوجيه كل نيرانه نحو الرئيس بايدن"، قائلا "لا أريد أن أكون قاسيا أكثر من اللازم مع الرئيس، لكن يجب أن أقول إنه أسوأ رئيس عرفته بلادنا في تاريخ بلادنا، وهو يدمر بلادنا".
وتطرق في خطابه بعد الفوز إلى قضية استقلال الطاقة، وأمن الحدود، والاقتصاد، والصراعات المستمرة في أوكرانيا وإسرائيل، والتي يصر ترامب على أنها لم تكن لتحدث لو كان لايزال رئيسا، وهاجم انتشار الجريمة في المدن الأميركية الكبرى، وتعهد بالعمل مع القادة المحليين من أجل "إعادة بناء مدننا" و"جعلها آمنة".
وهذه المواضيع مألوفة للناخبين الذين تابعوا حملات ترامب السابقة للبيت الأبيض في عامي 2016 و2020، وفق فوكس نيوز.
وتلفت الشبكة إلى أن ترامب يواصل تركيزه على المشاكل التي يقول إن البلاد تواجهها تحت إدارة بايدن، ويتحدث عنها وكأنه المرشح الجمهوري بالفعل.
ورغم أن ترامب في الصدارة بلا أدنى شك، فإن السباق لم ينته بعد، وهناك معركة نيوهامشير، التي لديها جمهور ناخبين أكثر اعتدالا، والتي تاريخيا كانت للفائز في ولاية أيوا، وفق فوكس نيوز.
ويواجه ترامب أيضا حالة من عدم اليقين بشأن القضايا القضائية المتعددة، فالإدانة يمكن أن تضعف موقفه بشدة في الانتخابات ضد بايدن، أو حتى تزيله من مسار الحملة الانتخابية تماما إذا واجه عقوبة السجن.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الانتخابات التمهیدیة الحزب الجمهوری ولایة أیوا فوکس نیوز أن ترامب فی المئة
إقرأ أيضاً:
ماذا يخطط ترامب لمنطقة الشرق الأوسط؟
من يشاهد الفيلم التسويقي عن غزة والذي يلعب بطولته كل من ترامب وملهمه آيلون ماسك وذراعه التنفيذي نتنياهو، مع ما يتضمنه من مشاهد خيالية عن أبنية مرتفعة بنماذج ناطحات سحاب، أو من مشاهد ولا في الأحلام لمنتجعات سياحية بنماذج غربية، مع مروحة من الصور غير الواقعية يحاول أن يرسمها هذا الفيلم ، لا يمكن إلا أن يتوقف حول الهدف من هذا التسويق، والذي لا يمكن أن يكون فقط للدعابة أو للتسلية، وخاصة في هذا التوقيت الاستثنائي من المشاريع السياسية الصادمة التي يروج لها ترامب، والتي يعمل فعلياً على السير بها وتنفيذها.
فماذا يمكن أن يكون الهدف أو الرسالة من هذا الفيلم التسويقي؟ وأية رسالة أراد إيصالها الرئيس ترامب؟ وما المشاريع الأمريكية الغامضة (حتى الآن) والتي تنتظر منطقة الشرق الأوسط برعاية أمريكية؟
بداية، وبكل موضوعية، لا يمكن إلا النظر بجدية إلى المستوى الحاسم بنسبة كبيرة، والذي يفرضه ترامب في أغلب الملفات التي قاربها حتى الآن، وبفترة قصيرة جداً بعد وصوله إلى البيت الأبيض رئيساً غير عادي.
أول هذه الملفات كان التغيير الفوري لاسم خليج المكسيك إلى خليج أمريكا، مع كامل متتمات هذا التغيير في المراجع العلمية والجغرافية المعنية كافة، وذلك حصل خلال رحلة جوية له فوق الخليج المذكور.
ملفات الرسوم الجمركية مع كندا والمكسيك ودول أخرى، والتي دخلت حيز التنفيذ مباشرة بعد توقيعه الأوامر التنفيذية الخاصة بها، بمعزل عما يمكن أن يكون لهذا الملف من ارتدادات سلبية على تجارة الولايات المتحدة نفسها.
ملف التهديد الجدي بالسيطرة على جزيرة غرينلاند وتداعياته التي ما زالت قائمة، مع ملف التهديد الجدي بالعمل لجعل كندا الولاية 51 للولايات المتحدة الأمريكية.
ملف قناة بنما وفرض انتزاع المميزات التجارية التي كانت الصين قد اكتسبتها من اتفاق رسمي مع سلطات بنما بعد إلغاء الأخيرة الاتفاق.
أهم هذه الملفات أيضًا، والتي فرض الرئيس ترامب تغييرًا دراماتيكيًا فيها بوقت قياسي، هو ملف الحرب الروسية – الأوكرانية، حيث وضعها على سكة الحل القريب، بعد أن كان البحث في إمكانية إيجاد حل قريب لها مستحيلاً، وذلك بمعزل عن الصفقات التجارية الضخمة (وخاصة في المعادن الحيوية مثل الحديد والصلب أو النادرة مثل الليثيوم) ، والتي يبدو أنه على الطريق لفرضها مع أوكرانيا، واجتماع البيت الأبيض الأخير، العاصف وغير المتوازن مع الرئيس الأوكراني، والذي اضطر مرغمًا لإنهاء زيارته إلى واشنطن بعد أن أهين وهُدّد بعدم العودة إلا بعد إعلان استعداده لقبول الصفقة كما هي، والتي ستكون بديلًا عن استمرار هذه الحرب، ولو على حساب أوكرانيا وأراضيها، وأيضاً ستكون على حساب اقتصاد وموقع الأوروبيين حلفائه التاريخيين في حلف شمال الأطلسي.
أما في ما خص فيلم ترامب التسويقي عن غزة، والمقارنة مع الجدية التي أظهرها في متابعة ومعالجة الملفات الدولية المذكورة أعلاه، فيمكن استنتاج عدة مخططات ومشاريع أمريكية مرتقبة، في غزة بشكل خاص، أو في فلسطين وسورية ولبنان بشكل عام، وذلك على الشكل الآتي:
مشروع تهجير أبناء غزة بحجة تسهيل وتنفيذ إعادة الإعمار، رغم ما واجهه من رفض فلسطيني وعربي وإقليمي،ما زال قائماً بنسبة نجاح مرتفعة، والتسريبات حول دعمه قرارًا مرتقبًا لنتنياهو بالانسحاب من تسوية التبادل قبل اكتمالها، بعد فرض شروط جديدة، تؤكد أن ما يُخطط أمريكياً وإسرائيلياً لغزة هو أمر خطير، ولتكون المعطيات التي خرجت مؤخراً وقصدًا للإعلام، عن موافقة أمريكية سريعة لإسرائيل، لحصولها على صفقة أسلحة وذخائر وقنابل شديدة التدمير على وجه السرعة، تؤشر أيضاً وبقوة، إلى نوايا عدوانية إسرائيلية مبيتة، بدعم أمريكي أكيد.
أما بخصوص ما ينتظر سورية من مخططات، يكفي متابعة التوغل الإسرائيلي الوقح في الجنوب السوري، دون حسيب أو رقيب، لا محلي ولا إقليمي ولا دولي، والمترافق مع استهدافات جوية كاسحة لكل ما يمكن اعتباره موقعًا عسكريًا، أساسيًا أو بديلًا أو احتياط، وكل ذلك في ظل تصريحات صادمة لمسؤولين إسرائيليين، بمنع دخول وحدات الإدارة السورية الجديدة إلى كل محافظات الجنوب، وبحظر كل أنواع الأسلحة والذخائر من مختلف المستويات في جنوب سورية، مع التصريح الواضح بتأمين حماية كاملة لأبناء منطقة السويداء دفعاً لهم لخلق إدارة حكم ذاتي مستقل عن الدولة السورية.
أما بخصوص لبنان، فالعربدة الإسرائيلية مستمرة، في ظل الاحتلال والاستهدافات الواسعة وعلى مساحة الجغرافيا اللبنانية، رغم وجود لجنة مراقبة خماسية عسكرية، برئاسة ضابط أمريكي وعضوية فرنسي وأممي ولبناني وإسرائيلي. وليكتمل المشهد الغامض (الواضح) حول مخططات الرئيس ترامب المرتقبة للمنطقة، يكفي متابعة تصريح المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف عن تفاؤله بشأن الجهود المبذولة لانضمام السعودية إلى اتفاقيات أبراهام، مرجحًا أيضاً انضمام لبنان وسورية إلى الاتفاق، بعد الكثير من التغييرات العميقة التي حدثت في البلدين المرتبطين بإيران”.