أفادت وكالة "بلومبيرغ" بأن الإمدادات البحرية من النفط الروسي لم تتأثر بالهجمات المتزايدة في البحر الأحمر التي يشنها الحوثيون.

وقالت الوكالة: "الإمدادات البحرية الروسية من النفط الخام لم تتأثر بالهجمات على السفن في جنوب البحر الأحمر".

وأضافت أن جميع النفط الروسي المتجه إلى المشترين الآسيويين لا يزال يمر عبر البحر الأحمر، على الرغم من الهجمات على السفن التجارية من قبل الحوثيين.

إقرأ المزيد "وول ستريت جورنال": شركة شل تعلق الشحنات عبر البحر الأحمر

وأشارت إلى أن الناقلات التي تحمل النفط الروسي من غير المرجح أن تصبح هدفا للهجمات على السفن.

وكانت جماعة "أنصار الله" الحوثية قد هددت بمنع عبور سفن الشحن المتجهة إلى إسرائيل أو المرتبطة بها، وذلك نصرة لقطاع غزة.

وفي الآونة الأخيرة، استهدفت جماعة "أنصار الله" العديد من السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية ما أثار الذعر لدى العديد من شركات الشحن ودفعتها لإعادة توجيه سفنها بعيدا عن البحر الأحمر وقناة السويس.

وأجبرت الهجمات التي وقعت هذا الأسبوع شركة النفط الكبرى "بريتيش بتروليوم" وعددا كبير من شركات الشحن بما في ذلك "ميرسك" على تحويل مسار الشحنات التي تتم عادة عبر قناة السويس إلى رأس الرجاء الصالح ما تسبب في زيادة فترة الرحلة وتكبد تكاليف إضافية.

المصدر: نوفوستي

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الحوثيون ناقلات النفط البحر الأحمر البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

كيف تصبح منصات النفط القديمة موطنا للحياة البحرية؟

غالبا ما ترتبط منصات النفط والغاز بصورة الهياكل المعدنية العملاقة التي تقطع سطح المحيط، متصلة بشبكات معقدة من الحفارات والأنابيب التي تمتد في أعماق البحار لاستخراج ما تبقى من الوقود الأحفوري. لكنها بعد أن تستنفد آبارها وتصبح غير مجدية من الناحية الاقتصادية، تواجه مصيرا مجهولا، تتراوح خياراته بين التفكيك الكامل أو التحول إلى شيء مختلف تماما.

عادة ما كانت تُفكك هذه المنصات وتُزال من مواقعها، وهي عملية مُكلفة ليس فقط ماديا، بل أيضا بيئيا، لما تنطوي عليه من مخاطر على النظم البيئية المحيطة. لكن منذ أواخر القرن العشرين، بدأت تبرز فكرة بديلة ومثيرة للاهتمام وهي تحويل هذه الهياكل "المتقاعدة" إلى شعاب مرجانية اصطناعية.

الفكرة تقوم على مبدأ بسيط وفعّال يتلخص بأنه بدلًا من إزالة المنصة بالكامل، تُترك في قاع البحر بعد تنظيفها ومعالجتها لتتحول إلى موائل بحرية جديدة تدعم التنوع البيولوجي وتوفر ملاذا للكائنات البحرية.

تجارب عالمية ناجحة

اعتمدت دول عدة هذا النهج البيئي-الصناعي، من بينها الولايات المتحدة وماليزيا وتايلاند وأستراليا. ففي خليج المكسيك وحده، تحولت مئات المنصات القديمة إلى شعاب مرجانية نابضة بالحياة، حيث تجذب أنواعا متعددة من الأسماك والرخويات والكائنات الدقيقة.

إعلان

وبفضل تصميمها الهيكلي المجوف والمعقد، توفر هذه المنصات بيئة مثالية للحياة البحرية، شبيهة إلى حد كبير بالشعاب المرجانية الطبيعية.

ففي كاليفورنيا، أظهرت دراسات ميدانية أن بعض هذه المنصات تستضيف ما يصل إلى 10 أضعاف الحياة البحرية مقارنة بالشعاب المرجانية الطبيعية المجاورة، مما يشير إلى قدرتها الفائقة على تعزيز النظم البيئية.

شعاب مرجانية اصطناعية  بهيكل معدني لمساعدة الحياة البحرية على التعافي (شترستوك) التكنولوجيا لخدمة الطبيعة

الميزة الكبرى لهذه المنصات هي بنيتها المعدنية الضخمة، التي تُوفّر مأوى ممتازا للكائنات البحرية. بمرور الوقت، تغطي الطحالب والمرجان هذه الهياكل، فتتحول إلى نظم بيئية متكاملة تجذب أنواعا عديدة من الأسماك والكائنات اللافقارية. كما تساهم في استعادة الموائل البحرية التي تضررت بسبب الأنشطة البشرية أو الكوارث البيئية.

ويعد هذا التحول من الاستخدام الصناعي إلى الاستخدام البيئي مثالا ناجحا على كيف يمكن للبنية التحتية الصناعية أن تُعيد الانسجام مع البيئة بدلا من تدميرها.

مخاطر محتملة

مع ذلك، لا تخلو هذه المبادرات من التحديات. إذ تُحذر منظمات بيئية من وجود ملوثات متبقية، مثل طين الحفر أو الهيدروكربونات العالقة في الهياكل، مما قد يُهدد النظم البيئية الحساسة.

كما أن هناك مخاوف من أن تتحول هذه الشعاب الاصطناعية إلى "نقاط جذب" للأنواع الغازية التي قد تُحدث اختلالا في التوازن البيئي المحلي.

وللحد من هذه المخاطر، تضع برامج التحويل الصارمة شروطا دقيقة تشمل تنظيف المنصات بالكامل، وإزالة المواد الخطرة، وتقييم الموقع من حيث التيارات البحرية ودرجات الحرارة والأنواع المحلية، إلى جانب ضرورة مراقبة بيئية طويلة الأمد لضمان استدامة النظام البيئي المستحدث.

تفاوت في سياسات الدول

تُعد الولايات المتحدة رائدة في تطبيق هذا النهج، بفضل برامج حكومية وشراكات علمية تتيح متابعة المنصات المحوّلة وضمان التزامها بالمعايير البيئية. وعلى النقيض، تتعامل الدول الأوروبية بحذر أكبر، بسبب التزاماتها باتفاقية "أوسبار" (OSPAR) التي تمنع في كثير من الحالات ترك البنية التحتية الصناعية في البحر بعد انتهاء خدمتها.

أما كندا، فرغم سجلها البيئي المتقدّم، تتبنى نهجًا مختلفًا. فهي تفضّل إغراق السفن الحربية القديمة -مثل سفينة لصنع شعاب اصطناعية في المياه الباردة- بدلا من استخدام منصات النفط القليلة نسبيا لديها، بسبب القيود البيئية والتدقيق العام المتزايد على صناعة النفط والغاز.

المبدأ ذاته بدأ يُستخدم أيضا في أنظمة المياه العذبة، كما في البحيرات العظمى بأميركا الشمالية. حيث جرى تحويل أراض صناعية مهجورة وموانئ قديمة إلى أراض رطبة ومناطق طبيعية تستضيف أنواعا جديدة من الكائنات الحية، مما يدل على أن إمكانيات تحويل الهياكل الصناعية إلى موائل بيئية لا تقتصر على البحار فقط، بل تشمل المياه الداخلية.

الشعاب المرجانية تواجه صعوبات للبقاء في ظل التغير المناخي (شترستوك) تحديات التغير المناخي

ومع تصاعد تأثيرات التغير المناخي، مثل ارتفاع درجات حرارة المحيطات وتزايد حموضتها، تُواجه الشعاب المرجانية -سواء الطبيعية أو الاصطناعية- تحديات جديدة. فالمرجان حساس جدًا للتغيرات البيئية، وقد تتأثر قدرته على النمو والبقاء في ظل الظروف المتغيرة.

إعلان

مع ذلك، تمثل هذه الشعاب الاصطناعية فرصًا بحثية فريدة، حيث تُستخدم كمختبرات طبيعية لدراسة التكيّف البيئي وفهم كيفية استجابة النظم البيئية البحرية للتغيرات المناخية.

ولا يزال هذا النهج يُثير جدلا مستمرا. فبينما يرى البعض أن تحويل منصات النفط إلى شعاب مرجانية هو مجرد وسيلة "نظيفة" لتقليل تكاليف التفكيك، يعتبره آخرون نموذجا ذكيا للحلول المستدامة.

مقالات مشابهة

  • “قوات صنعاء” تضرب الإمدادات العسكرية الأمريكية 
  • فورين بوليسي: البحرية الأمريكية و"لعبة الخلد" مع الحوثيين في اليمن (ترجمة خاصة)
  • أسامة ربيع: تدشين عزم 1 و2 خطوة جديدة لتعزيز قدرات قناة السويس البحرية
  • تقرير: هجمات الحوثيين في اليمن تمثل تهديدا مباشرا للولايات المتحدة
  • شركات الشحن تواجه اضطرابات مستمرة في ظل تقلبات التعرفات الجمركية
  • إعادة تموضع لإيران واستراتيجية جديدة لا تتخلى فيها عن الحوثيين على وقع الضربات الأمريكية المستمرة
  • كيف تصبح منصات النفط القديمة موطنا للحياة البحرية؟
  • باتروشيف: الصين أصبحت الآن القوة الاقتصادية البحرية الأولى في العالم
  • بعد تهدئة المخاوف بشأن الإمدادات.. النفط يتراجع والذهب إلى مستوى قياسي جديد
  • النفط ينخفض بعد تهدئة المخاوف بشأن الإمدادات