الكويت تؤكد استعدادها لإقامة احتفال «عاصمة الثقافة العربية 2025»
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
أكد الأمين العام المساعد لقطاع الآثار والمتاحف بالتكليف بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محمد بن رضا استعداد دولة الكويت وجاهزيتها لإقامة احتفال الكويت عاصمة للثقافة العربية للعام 2025.
جاء ذلك خلال مشاركة بن رضا والوفد المرافق له أمس في اجتماع اللجنة الدائمة للثقافة العربية التابعة للمنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة (ألكسو) الذي تستضيفه تونس يومي 15 و16 يناير الجاري.
وقال بن رضا إن اجتماع اللجنة الدائمة للثقافة العربية والذي ترأسه ممثل المملكة العربية السعودية د.طلال الرويس تناول عددا من المواضيع أهمها تحضيرات الدورة الـ24 للمؤتمر القادم للوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الدول العربية والذي سينعقد بمدينة (مراكش) المغربية.
وأضاف أن الاجتماع ناقش اعتماد برنامج عمل اللجنة الدائمة للثقافة العربية، فضلا عن الاطلاع على تقرير حول الموضوع الرئيسي للدورة الـ 23 لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية بالوطن العربي الذي نظمته المملكة العربية السعودية وهو (الثقافة والمستقبل الأخضر) والدورة العاشرة لليوم العربي للشعر للعام 2024 ورمز الثقافة العربية للعام 2024.
وأشار إلى أن اللجنة ستبحث مقترح دولة قطر بشأن تنظيم ورشة لتسجيل عناصر التراث الثقافي غير المادي على القائمة التمثيلية لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) وورشة حول الثقافة والاستدامة، ومقترح الجزائر بشأن مشروع تعاون عربي في مجال المسرح، بالاضافة إلى مناقشة مقترح الالكسو بشأن تصنيف المؤسسات الثقافية العربية وآليات اختيار عواصم الثقافة العربية.
وتطرق الاجتماع إلى مناقشة مرئيات ومقترحات أعضاء اللجنة الدائمة للثقافة العربية لتطوير العمل الثقافي العربي المشترك وتحديثه على ضوء مراجعة التزامات التنمية المستدامة 2023 والاطلاع على ما أعده لبنان بشأن استعداداته للاحتفاء بطرابلس عاصمة للثقافة العربية للعام 2024.
المصدر: جريدة الحقيقة
كلمات دلالية: للثقافة العربیة اللجنة الدائمة
إقرأ أيضاً:
اللغة العربية هوية
فى 18 ديسمبر 1973 قررت الأمم المتحدة إدراج اللغة العربية لغة رسمية فى أروقتها وقراراتها ومؤتمراتها، وبعدها بعام أعلنت منظمة اليونسكو يوم 18 ديسمبر من كل عام يومًا عالميًا للاحتفال والاحتفاء باللغة العربية التى يتحدث بها قرابة 400 مليون فى البلدان العربية والأفريقية ولأنها لغة القرآن الكريم كما أنها تلك اللغة التى أسهمت فى نقل الحضارات القديمة من يونانية ورومانية وفارسية إلى الغرب من خلال ترجمات أهل العلم والفكر فى الدولة الإسلامية، خاصة دولة الأندلس حين كانت هناك حضارة عربية غربية على أرض شبه جزيرة إيبيريا على مدى 800 عام حتى سقطت آخر معاقل تلك الدولة فى عام 1492 وهو ذات العام الذى اكتشف فيه كريستوفر كولومبس البرتغالى قارة أمريكا أغسطس 1492 وهى إشارة وإذان بسقوط حضارة وبداية أخرى.
اللغة العربية الآن على المحك ليس فقط للحالة السياسية والاجتماعية والاقتصادية التى يمر بها الوطن العربى والمنطقة التى يصرون الآن على تسميتها الشرق الأوسط الكبير لإدراج الكيان الصهيونى ودولته الغاشمة ضمن المنطقة العربية وحتى يمكنوا أيضًا من طمس أولى وأهم مفردات وأركان الثقافة ألا وهى "العربية" مفردًا وصفة ومعنى وفكرًا؛ ولكن لأن اللغة العربية تواجه أكبر التحديات ألا وهو التكنولوجيا الحديثة وما يسمى «الذكاء الاصطناعى» وتداعياته من المحتوى الرقمى الذى ما زلنا فى واد بعيد عن الدخول إلى عوالمه الغريبة والمخيفة... الأطفال والشباب يتعاملون اليوم مع التطبيقات الحديثة والألعاب والترفيه والعلم عن طريق التليفونات المتاحة للجميع وهى مؤثرة على الأجيال الجديدة بصورة مرعبة سواء فى مجال الإعلام أو الفن أو الثقافة والتواصل والتكوين الفكرى والسلوكى ولكن الأخطر والأهم الآن هو العلم والتعليم...
يستخدم الصغار والشباب تطبيقات الذكاء الاصطناعى فى الوصول السهل السريع للمعلومات وليس البحث الدقيق من أجل المعرفة والعلم وأيضًا القيام بالواجبات والتكليفات والابحاث والرسائل العلمية الأكاديمية دون معرفة وتعلم...
فى المدارس لا توجد وحدات لقياس الاقتباس والنسخ من تطبيقات الذكاء. الاصطناعى وكم المعلومات المغلوطة التى يبثها، بينما الجامعات كذلك لا تهتم بالدرجة العلمية المطلوبة لهذا الأمر الخطير، وإن كانت الرسائل العلمية فى بعض الجامعات العريقة والراسخة تخضع لهذه الاختبارات لقياس مدى ونسبة الاقتباس من تلك التطبيقات فيما يخص الرسائل الأكاديمية إلا أن المشكلة الكبرى الآن فى المدارس وفى طلاب مراحل الليسانس والبكالوريوس وفى المعاهد والمراكز التى تمنح درجات وشهادات قد لا تكون مدققة بشكل كاف علميًا.
اللغة العربية بعيدة عن التكنولوجيا وعن تلك التطبيقات وعن المحتوى لأنها غير معترف بها ضمنيًا فى المدارس والجامعات وحسنًا فعل وزير التعليم السابق د. طارق شوقى فى محاولة تطوير كتب ومناهج اللغة العربية على النظام الغربى مع التعريب فى طريقة التعلم والتدريبات والأسئلة... أيضًا وزير التعليم الحالى أصدر أهم قرار فى إدراج اللغة العربية مادة أساسية ليس فقط للنجاح والرسوب ولكن ضمن الدرجات والمجموع فى جميع المدارس الأجنبية والدولية وهى خطوة تأخرت أكثر من ربع قرن وهى مهمة وضرورية ومحمودة على أية حال...
اللغة العربية يجب أن تكون مادة أساسية فى جميع الكليات والمقررات حتى كليات الطب والعلوم والهندسة والحاسبات... أما كليات الإعلام فإن اللغة العربية مفروض أن تطرح فى عدة مقررات بداية من الكتابة إلى النطق والأداء مرورًا بالترجمة ودراسة الأسلوب حتى دراسة تاريخ الثقافة والفكر العربى... أما الوزارات والهيئات فإن وحدة اللغة العربية واجبة فى التصحيح اللغوى وفى النشر وتصحيح اللغة ومفرداتها... أما فيما يتعلق بالإعلام والفضائيات والإعلانات فهى معضلة كبرى تم تناولها لعشرات المرات من قبل الكثيرين... نبدأ من التعليم والمدرسة والجامعة حتى نصل إلى الإذاعة والتليفزيون والصحافة ووسائل التواصل...
القضية أننا لم نبدأ بعد ولم نحتفل ولم نحتف علميًا ونريد مبادرة وخطة على مستوى الدولة ووزارة الثقافة والتعليم والإعلام ليس للحوار ولا إلقاء الأبحاث وإقامة الندوات، ولكن لجمع المعلومات والأبحاث والرؤى ومعرفة الداء ووصف الدواء، وإطلاق التوصيات وتنفيذ القرارات ومتابعتها... اللغة العربية هويتنا والهوية هى الوجود قبل الاختفاء والضياع.