مقاطعة واسعة للمنتجات المموِّلة للكيان والبديل منتجٌ وطني
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
مواطنون: أقل واجب نقدمه لإخواننا الفلسطينيين مقاطعة المنتجات الأمريكية الإسرائيلية تُجّار: المقاطعة زادت من الإقبال على المنتجات الوطنية مراقبون: قرار بحظر استيراد منتجات الكيان ومن يتعامل معهم حصار اقتصادي آخر للعدو
كنتيجة طبيعية وأقل واجب ديني وإنساني، نفذت الأسر اليمنية حملة مقاطعة واسعة لكل المنتجات الامريكية والاسرائيلية واستبدلتها بمنتجات محلية الصنع أو منتجات لم تشارك بلدانها في الحرب العدوانية على غزة، في مشهد يتضح من خلاله جلياً مدى الوعي المجتمعي بتفعيل كافة الوسائل الممكنة للضغط على العدو الصهيوني لوقف آلته الحربية عن قتل الأبرياء في فلسطين المحتلة.
.
رجال ونساء وأطفال اليمن متى ما دعو للنصرة لبوا النداء كلاً في مجاله وميدانه..
الثورة / أسماء البزاز
“الثورة” نزلت لعدد من المحلات التجارية والتقت بعدد من أصحابها.
محمد الضيفي صاحب أحد المحلات التجارية المورّدة قال: صار المواطنون عندما يشترون أي مواد أو سلع غذائية يبحثون عن البلد المنتج لها فإذا وجدوا أن منشأها.
مرتبط بدول العدوان على غزة يُعرضون عن شرائها ويبحثون عن البديل وقال الضيفي: ونحن بدورنا كتجار وبعد معرفتنا بأسماء تلك الشركات المرتبطة بالكيان الصهيوني قاطعنا استيراد كافة منتجاتها كأقل واجب نقدمه لإخواننا المستضعفين في غزة وكواجب ديني وإنساني أمام تلك المجازر البشعة التي من هولها لا نتحمل مشاهدتها في ظل صمت عالمي مخزي .
يوافقه في الرأي علي عامر – تاجر تجزئة، مضيفا إلى حديثه أنه: من العار علينا أن نرى تلك الوحشية الاسرائيلية بحق الأبرياء ونسكت ولا نحرك ساكنا. قواتنا العسكرية قامت بدورها ونحن كمواطنين وتجار علينا أن نقوم بالمقاطعة لتلك المنتجات المشمولة بالمقاطعة ولا نشارك في قتل أطفال وأبناء فلسطين كأقل واجب.
وأضاف: إن المواطنين ينفذون حملة المقاطعة بوعي وإيمان ويقولون لو يوزعوا تلك المنتجات ببلاش لأحرقناها .
وعي وبصيرة
الناشط والاعلامي الحسين عبدالكريم السقاف أوضح بأن ما يعاني منه أبناء الشعب الفلسطيني الصامد من جرائم وحرب إبادة جماعية ممنهجة من قبل الكيان الصهيوني الغاصب كان له أثر بالغ في نفوس كافة أبناء الشعب اليمني دفعهم كشعب وقيادة إيمانية حكيمة إلى النفير والهبة القوية لمساندة أبناء الشعب الفلسطيني، بالفعل المباشر وخوض معركة عسكرية وتفعيل معادلة البحر الأحمر، أو الفعل غير المباشرة من خلال المقاطعة الاقتصادية.
وبيّن السقاف أن المقاطعة الاقتصادية سلاح مهم، وأن اليمنيين كانوا سباقين لمقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية والشركات الداعمة لها.
وقال: تعتبر المقاطعة سلاح مؤثر جدا لا يقل عن تأثير السلاح العسكري وعندما لا نقاطع فنحن ندعم الشركات الأمريكية والاسرائيلية التي تدعم آلة القتل الصهيونية، وعندما وجّه قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، حفظه الله، بالمقاطعة وبعمل حملة إعلامية كبيرة لتوعية المجتمع بأهمية المقاطعة الاقتصادية للبضائع الأمريكية والاسرائيلية والشركات الداعمة للكيان الصهيوني الغاصب، لاقت هذا الدعوة استجابة كبيرة من قبل كافة أبناء الشعب اليمني كما نفذت الجهات المعنية في وزارة الصناعة والتجارة قرارات حازمة بمنع تداول جميع السلع والبضائع التي تتبع الشركات الامريكية التي هي أساسا شركات إسرائيلية.
وتابع السقاف: نشاهد اليوم الكثير من المنتجات التي تتبع الشركات الداعمة للكيان الصهيوني مكدسة في كل مكان تقريبا وهذا يعكس موقف الأسرة اليمنية الحازم والتزامها بالمقاطعة نصرة لأبناء الشعب الفلسطيني في غزة وبقية المدن الفلسطينية.
حرص المواطنين
وفاء الكبسي – مواطنة قالت: مستحيل أن نشتري تلك المنتجات التي هي أسلحة في صدر إخواننا في فلسطين المحتلة وقالت: ما يحدث في غزة من دمار ومجازر وحشية يندى لها جبين الإنسانية وحصار خانق هي حرب إبادة جماعية مكتملة الأركان تقشعر لها الأبدان، ولابد لنا جميعًا كمسلمين من وقفة جادة نرضي بها ربنا أولًا؛ لأن قضية فلسطين بالنسبة لنا كمسلمين هي قضية عقائدية دينية في المقام الأول قبل أن تكون مسؤولية أخلاقية وإنسانية.
وأوضحت الكبسي أن المقاطعة الاقتصادية سلاح وموقف إيماني جهادي له أهميته الكبرى باعتباره سلاح مؤثر فاعل وموقف قوي، كما أن هذا الموقف شكل من أشكال المقاومة؛ لأن هذه المنتجات والبضائع تمثل الداعم الرئيسي للكيان الصهيوني لقتل الشعب الفلسطيني، ويعتبر سلاحاً فعالاً يجب أن يتبناه شرفاء العرب والعالم من الأحرار، فبمقاطعتنا نستطيع أن نقطع شريان الحياة عن الاحتلال الصهيوني.
ونسرّع في زواله ونكبد أعداء الأمة خسائر اقتصادية كبرى، وهذا ما حدث اليوم بفضل تكاتف الملايين من الأحرار في العالم مسلمين وغير مسلمين في حملة المقاطعة الواسعة التي آتت أُكلها.
مختلف المحافظات
من جانبها بيّنت صفاء الشامي المنسقة الميدانية في الهيئة النسائية الثقافية العامة لجميع المحافظات: أن هناك وعي كبير لدى الأسر اليمنية بالثقافة القرآنية وأصبح هذا الوعي يتنامى ويتزايد بفضل الله ثم بجهود العاملات في الهيئة في 14 محافظة حرة عبر برامجها الثقافية (مدارس الكوثر القرآنية وبرنامج الفرقان الثقافي) التي تستهدف كل فئات المجتمع النسائية، مقدمة الحقائق والبصائر والنور من كتاب الله وعترة نبيه الكريم والوعي المواكب لكل الأحداث والمستجدات على الساحتين الإسلامية والعالمية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والعدوان على أهلنا في غزة العزة والضفة الغربية وقالت الشامي: المقاطعة خطوة متاحة للجميع واعتبرتها الأسر اليمنية أقل واجب تقوم به مقابل المجازر والعدوان الوحشي ضد أطفال ونساء غزة، وهو واجب يطلق من الهوية الإيمانية للشعب اليمني.
وأشارت الشامي الى التأثير الإيجابي للمقاطعة في تنمية الاقتصاد المحلي بإنتاج بدائل محلية وتشجع الترويج للمنتجات الوطنية.
تحركات شعبية
الناشط والاعلامي يحيى الرازحي بيّن أنه منذ أن انطلقت المسيرة القرآنية من جبال مران في صعدة وهي تحمل مشروع العداء والمقاطعة لأمريكا وإسرائيل وهذا ما أكد عليه الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه في (ملزمة الشعار سلاح وموقف المقاطعة الاقتصادية) والذي أكد على ضرورة اهتمام الأسر اليمنية بموضوع المقاطعة للبضائع الأمريكية والبريطانية بقدر الاستطاعة وقال الرازحي: أن المقاطعة مؤثرة جداً وحتى وأن كانت بسيطة أو لمنطقة واحدة فقط ، ومن المهم التأكيد على ألا يتأثر المواطن بمن حوله ممن لا يرفض المقاطعة خصوصا في بعض الدول العربية التي تعتمد في منتجاتها على المنتج الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي.. فأنت لا تحسب نفسك مع الذين لا يقاطعوا، احتسب نفسك رقم إضافة إلى آلاف الأرقام الأخرى في البلاد العربية التي تقاطع .
وأضاف: منذ بداية العدوان الصهيوأمريكي على غزة في الـ7 من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تعالت دعوات المقاطعة وحققت رواجا كبيرا بين الأسر اليمنية، وشملت حملات المقاطعة جهودا شعبية للتعبير عن دعم الشعب الفلسطيني، ورافق تلك الحملات تحركات سريعة ونداءات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، جعلتها تحقق نجاحا شعبيا غير مسبوق، لدرجة أن تلك المنتجات بدأت في الاختفاء من الأسواق .
قرار حكومي
هذا وكانت وزارة الصناعة والتجارة والهيئات والمؤسسات التابعة لها قد دشنت حملة التعبئة والاستنفار لإسناد الشعب الفلسطيني والمجاهدين في غزة، بتنفيذ إجراءات المقاطعة وتفعيل جبهة المقاطعة الاقتصادية في مواجهة العدوان الصهيوني.
وأكد وزير الصناعة والتجارة في تصريح سابق له أن الوزارة مضت في رفع سلاح المقاطعة للبضائع الامريكية ومنتجات الشركات الداعمة للكيان الصهيوني، لافتا إلى أن القرارات دخلت حيّز التنفيذ، مثمنا تعاون القطاع الخاص في تنفيذ القرارات، وأشاد بالتفاعل الشعبي مع قرارات المقاطعة، مبينا أن ذلك يجسد الموقف اليمني الغيور والمشرف على دينه ومقدساته.
تأثيرات اقتصادية
ويتعرض الاقتصاد الإسرائيلي لانهيارات بتأثيرات المقاطعة، ويقول خبراء إن
الاقتصاد الصهيوني يمر بأكبر أزماته، ويؤكد خبراء أن حركة المقاطعة أظهرت الاقتصاد الصهيوني هشا بشكل غير مسبوق وتقول «حركة مقاطعة إسرائيل» (بي دي إس)، حركة فلسطينية عالمية، إن «المقاطعة التي يقوم بها المستهلكون أجبرت الكثير من المحال التجارية على مستوى العالم، على التخلي عن بيع منتجات إسرائيلية معينة».
ولفتت الحركة إلى أن «جميع الشركات الإسرائيلية متورطة بطريقة أو بأخرى في نظام الاحتلال والفصل العنصري الإسرائيلي»، على حد وصفها، وتقول وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، إن «المقاطعة هي إحدى وسائل المقاومة الفلسطينية الشعبية ضد الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين».
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
اليمن: الصخرة التي كسرَت قرون الشيطان وتستعد لتحطيم طغاة العصر
عدنان ناصر الشامي
على مدى عشر سنوات من التحدي الأُسطوري، وقف الشعب اليمني شامخًا كالجبل الذي لا تهزه الأعاصير، خلال هذه السنوات، خاضت اليمن معركةً لا تشبه غيرها، معركةً بين الحق والباطل، بين العزة والذل، بين إرادَة الله وبين غطرسة الشياطين، في هذه المعركة، أظهر اليمن للعالم أن الأمم الحقيقية لا تخضع لهيمنة الطغاة، ولا تنكسر أمام ضغوط الاستكبار العالمي.
كان اليمنيون صخرة الله التي حطمت قرون الشيطان، تلك الدول الوظيفية التي نشأت في نجد، السعوديّة والإمارات، التي لم تكن يومًا سوى أدوات بأيدي الطغاة، تُساق وفق أهواء قوى الاستكبار، تدور في أفلاكهم، وتنفذ مخطّطاتهم، لكن هذه المخطّطات تحطمت أمام إرادَة الشعب اليمني الذي جعل الله من صموده كابوسًا يطارد الأعداء.
الشيطان الأكبر… إلى مصيره المحتوم..
واليوم، ومع سقوط أقنعة الدول الوظيفية، يواجه اليمن تحديًا جديدًا، الشيطان الأكبر، الولايات المتحدة الأمريكية، لم تعد تكتفي بإرسال أدواتها، بل تقدمت بنفسها إلى الساحة، وكأن الله يسوقها إلى قدرها المحتوم، لتلقى مصير كُـلّ من سبقها ممن تحدى إرادَة الله، جاءت أمريكا معتقدةً أنها ستُحني اليمن، وأنها ستخضع هذا الشعب الذي وقف أمامها على مدى تسع سنوات، لكنها لم تدرك أن الله جعل من اليمن صخرةً تتحطم عليها أحلام المستكبرين وتتكسر عندها مخطّطاتهم.
قدر اليمن في مواجهة الطغاة ودعم الأحرار..
الله جعل من اليمن أُمَّـة تحمل قدرًا عظيمًا، قدرها أن تطهر العالم من فساد الطغاة، وتكسر غرورهم وجبروتهم، وأن تكون سوط العذاب الذي يستأصل الكفر ويضع حدًا لجبروت الطغاة، وكما قال أحد رؤساء أمريكا في مقولته الشهيرة: “قدرنا أمركة العالم”، نقول لهم بكل ثقة: “قدرنا أن نطهر هذا العالم من فسادكم، وأن نحطم أوهامكم، وأن ندفن غروركم في مزبلة التاريخ. ”
اليمن ليس مُجَـرّد دولة صغيرة في خريطة العالم، بل هو رمزٌ لروح الأُمَّــة وقوة الإرادَة، من أرضه تنطلق سهام الحق التي تهز عروش الطغاة، ومن شعبه تصعد إرادَة صلبة تقف في وجه كُـلّ متجبر، وَإذَا كان التاريخ قد شهد فراعنةً تحطموا أمام إرادَة الله، فَــإنَّ اليمن اليوم هو السوط الذي يلاحق فراعنة العصر، ليكون قدر الله في الأرض، الذي يستأصل الظلم وينشر العدل.
وفي نفس اللحظة التي يقاوم فيها الشعب اليمني الغزو والطغيان، يقف جنبًا إلى جنب مع الأحرار في غزة ولبنان.
إن صمود غزة الأُسطوري ومقاومة لبنان الشجاعة ليسا بمعزلٍ عن الروح اليمنية التي تحمل في طياتها إرادَة التحرّر ونصرة المظلوم، كلّ صاروخٍ يمني، وكلّ طائرةٍ مسيّرة، هي سهمٌ من سهام الله، يوجهها اليمنيون نحو قلوب أعداء الإنسانية، يحطمون بها غرور الطغاة، ويعلنون بها أن المعركة لم تنتهِ، وأن الظالمين إلى زوال.
هذه ليست معركةً عابرةً بين قوى ضعيفة وأُخرى متغطرسة، بل هي معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، الذي يُطهِر الأرض من دنس الظالمين، إنها معركةٌ بين الإيمان والكفر، بين الحق والباطل، بين إرادَة الله وإرادَة الشياطين، وكلما ازدادت التحديات، زاد اليمنيون قوةً وعزيمة، وكلما حاولت قوى الظلم كسر شوكة هذا الشعب، ازداد صلابةً وثباتًا؛ لأَنَّ إرادَة الله هي الإرادَة العليا، ولأن الله جعل اليمنيين جنوده في الأرض، وسوط عذابه الذي يطارد كُـلّ متكبر عنيد.
من صنعاء إلى غزة، ومن اليمن إلى لبنان، يمتد جسر المقاومة والتحدي، ليشكل ثلاثيةً من الصمود لا تعرف الخضوع ولا الانكسار، كُـلّ صاروخٍ يمني، وكلّ طلقةٍ يطلقها المقاومون في غزة، وكلّ شجاعةٍ يبديها الأبطال في لبنان، هي جزء من معركة التحرّر الكبرى، نحن أُمَّـة توحدها القضية، وتجمعها المقاومة، وتُحييها الإرادَة الإلهية.
اليمن اليوم ليس مُجَـرّد دولة تصمد أمام طغيان الإمبراطوريات، بل هو رمزٌ لتحرير البشرية من قبضة الشيطان الأكبر، وما كان لليمن أن يكون في هذا الموقف إلا بإرادَة الله، الذي جعله سدًا منيعًا يحمي الأُمَّــة، وصخرةً تتحطم عليها قرون الشياطين، واحدًا تلو الآخر.
نحن اليوم نقف في معركةٍ مقدسة، معركة لن تتوقف حتى يتحقّق وعد الله بالنصر والتمكين، ومع كُـلّ يومٍ يمر، يُسطر الشعب اليمني بدمائه ملحمةً جديدة، ليعلن أن طغاة هذا العصر، مهما تعاظمت قوتهم، فَــإنَّ مصيرهم إلى زوال، وأن إرادَة الله هي التي ستسود في نهاية المطاف.
اليمن هو القدر الذي كتبته يد الله في صفحات التاريخ، ليدفن الطغاة، وليُعلي رايات الحق، إنه الصخرة التي تكسر قرون الشيطان، والشعلة التي تضيء دروب الأحرار في كُـلّ زمان ومكان، وها هو اليوم يقف كتفًا إلى كتف مع غزة في نضالها ومع لبنان في صموده، ليقول للعالم: نحن أُمَّـة واحدة، وقضيتنا واحدة، وإرادتنا لا تنكسر.