التأكيد على أهمية إحياء المناسبة لترسيخ الارتباط بهويتنا الإيمانية وتعزيز الروح الجهادية لمواجهة العدوان
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
الثورة / محمد المشخر / رشاد الجمالي / سبأ
نظم مكتب التربية والتعليم وصندوق الرعاية الاجتماعية بمحافظة صنعاء أمس فعالية خطابية ثقافية مناسبة جمعة رجب، وتدشين أنشطة تعزيز الهوية الإيمانية، تحت شعار «شهر رجب .. شهر الهوية الإيمانية».
وفي الفعالية أكد أمين عام المجلس المحلي عبد القادر الجيلاني أهمية إحياء هذه المناسبة كونها تمثل محطة لترسيخ الارتباط بهويتنا الإيمانية التي اختارها الله سبحانه وتعالى، في يوم أول جمعة من رجب .
وأشار إلى أن دخول اليمنيين الإسلام وخروجهم من الظلمات إلى نور الهداية والإيمان والعلم، وإلى طريق النجاة في الدنيا والآخرة، أوجب عليهم مواصلة السير من أجل تعزيز وترسيخ الهوية الإيمانية كونها نعمة عظيمة أنعم بها على عباده المؤمنين.
وأكد أن على الجميع حمل الروح الجهادية، بالقول والفعل لمواجهة العدوان الأمريكي البريطاني الصهيوني والثبات، والحفاظ على وحدة الصف وتعزيز الجبهة الداخلية.
فيما أشار وكيل المحافظة لقطاع التعليم والشباب طالب دحان إلى أن الاحتفاء بجمعة رجب سلوك دأب عليه أبناء اليمن منذ السنوات الأولى لدخولهم في الإسلام.. مؤكدا أن إحياءها يعتبر إحياء للدين والقيم التي جاء بها الرسول الكريم صلوات الله عليه وعلى آله.
وحث الجميع على الاستفادة من إحياء المناسبة في تجديد العهد لله ورسوله والتزود بالطاعات من خلال تطبيق تعاليم الله في نشر الدين وتعميم الأخلاق الحميدة ونشر فضائل الدين في المجتمع ونبذ كل ما سواه من أفكار هدامة.
بدوره أكد مدير مكتب التربية والتعليم بالمحافظة هادي عمار، أهمية إحياء جمعة رجب، ذكرى دخول اليمنيين الإسلام، والعودة الصادقة لنهج رسول الله وآل بيته والالتزام بتعاليمه المستمدة من أوامر الله في كل شؤون الحياة.
واستعرض دور اليمنيين في نصرة الله ورسوله منذ بزوغ فجر الإسلام، داعيا إلى التمسك بالهوية الإيمانية التي خص الله ورسوله بها أهل اليمن دون غيرهم من الشعوب.
واعتبر عمار، جمعة رجب محطة هامة في حياة أبناء الشعب اليمني لتجديد الولاء الصادق لله ولرسوله وآل بيته الأطهار، والانطلاق بروح جديدة في مسيرة نصرة الإسلام والدعوة إلى الله على بصيرة.
كما نظمت في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة أمس فعالية ثقافية إحياء لذكرى جمعة رجب للعام 1445ھ.
وخلال الفعالية أكد الأمين العام للمجلس المحلي بالمديرية عبدالله ابكر، أهمية إحياء ذكرى عيد جمعة رجب ذكرى دخول اليمنيين دين الله أفواجا استجابة لدعوة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ولفت إلى أن الاحتفاء بهذه الذكرى يعزز التمسك بالهوية الإيمانية والمضي على نهج وسيرة الرسول الأعظم في مواجهة أعداء الأمة الإسلامية.
بدوره تطرق مدير مكتب الإرشاد بالمديرية علي عيسي، إلى أدوار أهل اليمن البارزة في مناصرة الرسول الكريم ونشر الإسلام في أصقاع المعمورة.
إلى ذلك نظمت اللجنة الوطنية للمرأة بمحافظة البيضاء أمس فعالية ثقافية بمناسبة ملحمة عملية طوفان الأقصى وتأصيل الهوية الإيمانية وتحت شعار (معكم حتى النصر).
وأكدت المشاركات تضامنهن مع إخوانهن أبناء الشعب الفلسطيني تأييداً للعملية العسكرية المباركة التي أطلقتها القوات المسلحة على الأرضي المحتلة وتضامناً مع أبناء الشعب الفلسطيني ونصرة للأقصى الشريف. «وتنديدا بالمجازر المروعة التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الأطفال والنساء والمدنيين التي تجسد في مضمونها رسالة تأييد ودعم لعملية «طوفان الأقصى» التي تنفذها المقاومة الفلسطينية ضد العدو الصهيوني الغاصب..
وتطرقت المشاركات، إلى أهمية الاحتفاء بعيد جمعة رجب التي تمثل محطة مهمة في تاريخ اليمنيين بدخولهم في دين الله أفواجا والتأكيد على تمسكهم واعتزازهن بالهوية الإيمانية.
وفي الفعالية، أكدت رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة بالمحافظة أفراح حسين العزاني، أهمية الفعالية التي تحمل اسم ملحمة بطولية عملية «طوفان الأقصى» التي نفذها أحرار المقاومة الفلسطينية بغزة دفاعاً عن الشعب الفلسطيني و مقدسات الأمة ،ومواجهة العدو الصهيوني.. مشيرة إلى أن الفعالية الثقافية تأتي تضامنا ودعما للشعب الفلسطيني ووفاء وعرفانا للمواقف المشرفة لأبناء الشعب اليمني الأصيل عامة ومحافظة البيضاء خاصة.
وأكدت رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة بالمحافظة العزاني، ضرورة التوعية بمخاطر الحرب الناعمة وسبل مواجهته وتعزيز الهوية الإيمانية وتحصين الأبناء والمجتمع وإفشال مخططات ومؤامرات أعداء الأمة الإسلامية.. مشيرة إلى أن الاحتفال بعيد جمعة رجب الذي يعتبر عيدا خاص بأهل اليمن يعكس ارتباطهم الوثيق بهويتهم الإيمانية.
من جانب آخر نظم مكتب الهيئة العامة للأوقاف بمحافظة ذمار ومكتب الإرشاد بالمحافظة أمس فعالية احتفالية بمناسبة ذكرى جمعة رجب تحت شعار الإيمان يمان والحكمة يمانية وتحت شعار بهويتنا الإيمانية نواجه الصهيونية العالمية.
وخلال الفعالية أشار القاضي عبدالله الجرموزي مدير عام الهيئة العامة للأوقاف بالمحافظة إلى أهمية إحياء هذه المناسبة الإيمانية التي يحتفي بها أبناء الشعب اليمني بذكرى دخولهم الإسلام.
ولفت إلى أهمية تأصيل الهوية الإيمانية ومحاربة العقائد الباطلة والحرب الناعمة التي تستهدف الأمة في دينها ومواجهة الإساءات التي تطال الأمة.
مبينا أن شهر رجب هو شهر الله الأصب الذي دخل فيه أهل اليمن الإسلام على يد الإمام علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه بأمر من النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم.
وأكد عظمة وقدسية ذكرى جمعة رجب التي تعد من أعز وأقدس الذكريات في تاريخ الشعب اليمني، ومن الصفحات البيضاء الناصعة في التاريخ الإسلامي.. لافتاً إلى أن إيمان أهل اليمن هو ما عبر عنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: «الإيمان يمان والحكمة يمانية».
فيما أشار الأستاذ عبدالله اللاحجي – مدير مكتب الإرشاد بالمحافظة – إلى أن الاحتفال بذكرى جمعة رجب يعد من باب الشكر لله على نعمة الهداية.
كما نظمت اللجنة الوطنية للمرأة بمحافظة البيضاء أمس، فعالية ثقافية بمناسبة الاحتفاء بعيد جمعة رجب ودعماً لعملية طوفان الأقصى وتأصيل الهوية الإيمانية، تحت شعار (معكم حتى النصر).
ورفعت المشاركات العلم الفلسطيني مرددات شعارات البراءة من أعداء الله أمريكا وإسرائيل وهتافات الغضب ضد العدو الصهيوني إزاء ما يرتكبه من جرائم إبادة جماعية بحق المدنيين والأطفال والنساء في غزة..
وأكدت المشاركات تضامنهن مع إخوانهن أبناء الشعب الفلسطيني وتأييداً للعملية العسكرية المباركة التي أطلقتها القوات المسلحة على الأرضي المحتلة وتضامناً مع أبناء الشعب الفلسطيني ونصرة للأقصى الشريف “وتنديدا بالمجازر المروعة التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الأطفال والنساء والمدنيين، وتأييداً ودعماً لعملية “طوفان الأقصى” التي تنفذها المقاومة الفلسطينية ضد العدو الصهيوني الغاصب..
وتطرقت المشاركات، إلى أهمية الاحتفاء بعيد جمعة رجب التي تمثل محطة مهمة في تاريخ اليمنيين بدخولهم في دين الله أفواجا والتأكيد على تمسكهم واعتزازهم بالهوية الإيمانية.
وفي الفعالية، أكدت رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة بالمحافظة أفراح حسين العزاني، أهمية الفعالية التي تحمل اسم ملحمة بطولية عملية “طوفان الأقصى” التي نفذها أحرار المقاومة الفلسطينية بغزة دفاعاً عن الشعب الفلسطيني ومقدسات الأمة، ومواجهة العدو الصهيوني.. مشيرة إلى أن الفعالية الثقافية تأتي تضامنا ودعما للشعب الفلسطيني ووفاء وعرفانا للمواقف المشرفة لأبناء الشعب اليمني الأصيل عامة ومحافظة البيضاء خاصة.
وأشادت العزاني، بالمواقف المشرفة والعظيمة لليمن قيادة وشعباً في نصرة الشعب الفلسطيني والتي تجسد الانتماء الإيماني والهوية الإيمانية الأصيلة.
ونوهت بأن جمعة رجب مناسبة مهمة للتذكير بنعمة الله سبحانه وتعالى وفق ما أمرنا الله به في القرآن الكريم.
كما نظم مكتبا الهيئة العامة للأوقاف والإرشاد وشؤون الحج والعمرة بمحافظة حجة ووحدة العلماء ومدارس شهيد القرآن، ندوة ثقافية احتفاء بعيد جمعة رجب وتأصيل الهوية الإيمانية.
وفي الندوة تطرق مدير مكتب هيئة الأوقاف بالمحافظة محمد عيشان في المحور الأول، إلى فضل جمعة رجب التي خص الله تعالى بها أهل اليمن بدخولهم في دين الله أفواجاً استجابة لدعوة رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم.
واستعرض دور اليمنيين منذ دخولهم الإسلام في نصرة الدين والرسول الأعظم وارتباطهم بالمنهج القويم وتمسكهم قولاً وعملاً بنهج آل البيت رغم محاولات الأعداء فصل اليمنيين عن النبي الخاتم وآل بيته.
وأكد عيشان أهمية التمسك بالمجد التاريخي للأجداد والأنصار الذين أوصلوا الإسلام إلى أصقاع الأرض والاستمرار في نصرة الشعب الفلسطيني والانتصار للأقصى والشهداء.
فيما استعرض عضو وحدة العلماء صادق النجار، في المحور الثاني، مواقف اليمنيين في نصرة الدين الإسلامي والرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ومواقفهم المشرفة اليوم في دعم وإسناد المقاومة الفلسطينية.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
اغتصاب الشعب الفلسطيني
نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية تقريرا هذا الأسبوع يفيد بأن جنودا إسرائيليين اعتدوا جنسيا على شقيقين فلسطينيين بعد خطفهما وتعذيبهما في شوارع الضفة الغربية خلال شهر كانون الثاني/ يناير الماضي. وهذه ليست حادثة استثنائية، إذ أصدرت لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وإسرائيل، تقريرا يوثق العنف الجنسي الممنهج الذي تمارسه إسرائيل ضد فلسطينيي غزة والضفة الغربية منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023. وأكد رئيس اللجنة أن التقرير المعنون "أكثر مما يحتمله أي إنسان" يقدم أدلة دامغة على تورط إسرائيل في هذه الجرائم، مشددا على أنه "لا مفر من الاستنتاج بأن إسرائيل استخدمت العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي ضد الفلسطينيين لإرهابهم وترسيخ نظام قمعي يقوض حقهم في تقرير المصير".
ومع ذلك، ورغم وفرة التقارير التي توثق حوادث الاغتصاب والاعتداءات الجنسية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين منذ عام 1948، لا تزال وسائل الإعلام الغربية تكرر، دون أدنى مستويات التحقق الصحفية فضلا عن الاستقصاء، مزاعم إسرائيلية عن وقوع عمليات اغتصاب ارتكبها فلسطينيون بحق إسرائيليين. في الواقع، وثقت تقارير حقوقيّة عديدة استخدام الجيش الإسرائيلي للتعذيب الجسدي والجنسي ضد الفلسطينيين بشكل ممنهج منذ عام 1967 على الأقل، فكيف يمكن لهذه الحقائق أن تتوافق مع السرديّة التي تروجها إسرائيل والغرب؟
يمكن العثور على الإجابة في حقيقة أن العنصرية ضد الفلسطينيين متجذرة في إسرائيل وفي الغرب، وهي التي تغذي هذه الروايات استنادا إلى تصوّر راسخ في الوعي الغربي بأن الفلسطينيين، بخلاف الأوروبيين البيض، بمن فيهم اليهود الإسرائيليون، هم همجيون وبرابرة. ويبرز هذا الخطاب بوضوح عندما يتعلق الأمر بمزاعم "الفجور الجنسي" للرجال العرب المفترسين، وخاصة الفلسطينيين، وضرورة حماية النساء اليهوديات الإسرائيليات من "شهواتهم وعنفهم" المزعوم.
تسرّع وسائل الإعلام الغربية في تبني المزاعم الإسرائيلية غير المؤكدة وتقديمها على أنها حقائق يجب أن يُقارن بإهمالها التقارير الإسرائيلية والأممية المؤكدة والموثقة عن الاعتداءات الجنسية الإسرائيلية واغتصاب الفلسطينيين، والتي غالبا ما تُهمَّش أو يُقلَّل من شأنها، إن لم يتم تجاهلها تماما
لقد سارع المسؤولون الإسرائيليون، في أعقاب 7 تشرين الأول/أكتوبر إلى الترويج لعمليات اغتصاب جماعي ارتكبها فلسطينيون بحق نساء يهوديات، إلى جانب تلفيقات أخرى مفبركة عن قطع رؤوس أطفال يهود وشويهم في الأفران، وهي صور ادعى الرئيس جو بايدن أنه شاهدها، على الرغم من أن البيت الأبيض نفى ذلك لاحقا. ورغم عدم تقدم أي امرأة إسرائيلية حتى الآن بادعاء تعرضها للاغتصاب في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، وعدم ظهور أي دليل مصوّر من مئات الساعات من لقطات الفيديو لعملية حماس يوثق أي حالة من حالات الاغتصاب المزعومة، أصدرت الأمم المتحدة تقريرا العام الماضي يزعم وقوع جرائم جنسية في ذلك اليوم، رغم إقرارها بعدم توفر أدلة مرئيّة أو طبية أو شهادات مباشرة تؤيد هذه المزاعم. وبينما نفت حركة حماس ارتكاب أي عمليات اغتصاب من هذا القبيل على يد مقاتليها، لم تقدم الحكومة الإسرائيلية، حتى اليوم، أي دليل ملموس يدعم مزاعمها.
لا يعني ذلك، بطبيعة الحال، نفي وقوع حالات اغتصاب في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، بل يشير إلى أن إسرائيل لم تقدم حتى اللحظة أدلة دامغة لإثبات مزاعمها، ومع ذلك، لم يتردد الخطاب الإعلامي والرسميّ في إسرائيل والعواصم الغربية في تبني هذه المزاعم كحقيقة لا تقبل الجدل، لدرجة أن أي محاولة لمساءلة الإسرائيليين بشأن هذه الادعاءات تجعل المرء متواطئا في إنكار وقوع هذه الفظائع المزعومة و/أو في تحيز جنسوي ضد النساء، وهذا بالرغم من عدم تقدم أي امرأة إسرائيلية حتى الآن بادعاء تعرضها للاغتصاب في ذلك اليوم.
إن تسرّع وسائل الإعلام الغربية في تبني المزاعم الإسرائيلية غير المؤكدة وتقديمها على أنها حقائق يجب أن يُقارن بإهمالها التقارير الإسرائيلية والأممية المؤكدة والموثقة عن الاعتداءات الجنسية الإسرائيلية واغتصاب الفلسطينيين، والتي غالبا ما تُهمَّش أو يُقلَّل من شأنها، إن لم يتم تجاهلها تماما.
تستمد مزاعم إسرائيل بوقوع عمليات اغتصاب جماعية للنساء الإسرائيليات في 7 تشرين الأول/ أكتوبر مصداقيتها من عقود من القلق بشأن التهديد المُفترض للذكورة الفلسطينية على النساء اليهوديات، وهو ما أثار في الواقع قلق العديد من الصهاينة منذ بداية الاستعمار الاستيطاني اليهودي. وفي سياق تحليلها لهذا القلق الصهيوني، وصفت الفيلسوفة اليهودية الألمانية حنة أرندت مظاهره بعد تأسيس إسرائيل عام 1948 على النحو التالي: "يبدو أن المواطنين الإسرائيليين، المتدينين وغير المتدينين، مُتفقون على استصواب وجود قانون يحظر الزواج المختلط [بين اليهود والفلسطينيين]، ولهذا السبب الرئيس.. فهم مُتفقون أيضا على عدم استصواب وجود دستور مكتوب يُلزم فيه بتوضيح مثل هذا القانون بشكل مُحرج"، مُعتمدين بدلا من ذلك على الشريعة اليهودية للحماية منه. وقد أشارت أرندت إلى المفارقة التي وجدتها في سياق محاكمة المجرم النازي أدولف أيخمان عام 1961 في إسرائيل، حيث "أدان الادعاء قوانين نورمبرغ [النازية] المشينة لعام 1935، التي حظرت الزواج المختلط والعلاقات الجنسية بين اليهود والألمان. كان المراسلون [الصحفيون] الأكثر اطلاعا على دراية بهذه المفارقة، لكنهم لم يذكروها في تقاريرهم".
تصاعدت حدّة المعارضة الصهيونية للاختلاط الجنسي العرقي بشكل ملحوظ بعد عام 1948، وبلغت مستويات متطرفة منذ سبعينيات القرن الماضي، مع صعود الحاخام المستوطن اليهودي الأمريكي مائير كاهانا، مؤسس رابطة الدفاع اليهودية، إلى الواجهة السياسية. كان كاهانا الأمريكي، الذي عمل مستشارا لمكتب التحقيقات الفيدرالي وأدين بالإرهاب، قد انتقل للاستقرار في إسرائيل عام 1971، وكان يشعر بهلع شديد من الاختلاط الجنسي والعرقي بين اليهود والفلسطينيين، مرددا صدى قوانين المجتمع الأمريكي العنصري الأبيض ضد الاختلاط العرقي الجنسي، خاصة بين النساء البيض والرجال السود، الأمر الذي أثار إعجابه بوضوح أثناء نشأته في الولايات المتحدة الأمريكية العنصرية. ومع ذلك، لا تقتصر هذه النزعة العنصرية في إسرائيل على محاكاة قوانين نورمبرغ النازية، التي قارنتها بها أرندت، بل تتماشى مع التوجه العام لمجتمعات المستعمرات-الاستيطانية الأوروبية التي حرصت على فرض الفصل العرقي وعدا الاختلاط الجنسي في معظم أنحاء العالم المستَعمر. وتجدر الإشارة إلى أن ولاية ألاباما الأميركية لم تلغ قانونها المناهض للاختلاط الجنسي بين الأعراق إلا في عام 2000، ليكون بذلك آخر قانون من نوعه في الولايات المتحدة.
لكن الرغبة الجنسية الجشعة التي يُقال إن الرجال الفلسطينيين يكنّونها للنساء اليهوديات كانت شديدة لدرجة أنه حتى عندما لم يغتصبوهن، يبدو أنهم اغتصبوهن بالفعل، كما حصل حين قضت محكمة إسرائيلية عام 2010 بإدانة رجل فلسطيني بتهمة "الاغتصاب عن طريق الخداع"، بزعم أنه تظاهر بأنه يهودي لممارسة الجنس بالتراضي مع امرأة يهودية. وعندما اكتشفت المرأة أن الرجل الذي جامعته ليس يهوديا، رفعت دعوى قضائية ضده، وأدانته محكمة إسرائيلية بالاغتصاب. وقد تزايدت عمليات ضرب وقتل الرجال الفلسطينيين على يد يهود في القدس ومناطق أخرى من إسرائيل خلال العقدين الماضيين بافتراض أنهم يواعدون أو يسعون لمواعدة نساء يهوديات، كما ازداد عدد المنظمات اليهودية الملتزمة بمنع الاختلاط الجنسي بين الأعراق وحماية النساء اليهوديات من إفساد الرجال الفلسطينيين.
هذا النمط من العنصرية ليس فريدا في السياق الإسرائيلي، بل يتطابق مع أنماط القمع الاستعماري الأخرى. وقد أشارت الناشطة الأمريكية السوداء الشهيرة أنجيلا ديفيس منذ عقود إلى أن أسطورة الرجل الأسود المغتصِب في السياق الأمريكي "تُستحضر بشكل منهجي كلما تطلبت موجات متكررة من العنف والإرهاب ضد المجتمع الأسود مبررات مقنعة". إن قيام إسرائيل بتقديم هذه المزاعم بالاغتصاب في خضم إبادة الشعب الفلسطيني في غزة يتناسب تماما مع النمط الذي وصفته ديفيس.
لكن ما يغفل ذكره عادة في الولايات المتحدة هو الاغتصاب المنهجي للنساء السود على يد رجال الشرطة البيض، الذي كان ممارسة شائعة رافقت أسطورة "المغتصِب الأسود" في الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين وما بعدها. وقد استمرت هذه الجرائم بحق السود بوصفها امتدادا للإرث الوحشيّ لاغتصاب الأسياد البيض للنساء السود المستعبدات؛ الأسياد البيض الذين لم تهتز مكانتهم الاجتماعية بعد انتهاء العبودية، رغم تاريخهم الحافل بجرائم الاغتصاب للنساء السود التي تواصلت بعد الحرب الأهلية على يد جماعة "كو كلوكس كلان" العنصرية.
في السياق الإسرائيلي، يُفصّل المؤرخ الإسرائيلي المناهض للفلسطينيين، بيني موريس، العديد من عمليات الاغتصاب التي ارتكبها الإسرائيليون بحق الفلسطينيين خلال حرب عام 1948 ومن الأمثلة على ذلك "اغتصاب أربعة جنود من الكتيبة الثانية والعشرين (كارميلي) لفتاة عربية وقتلهم والدها". وفي قرية صفصاف، "تم تقييد 52 رجلا بحبل وإلقاؤهم في بئر وإطلاق النار عليهم. فقُتل 10. وتوسلت النساء طلبا للرحمة. [وكانت هناك] 3 حالات اغتصاب.. فتاة تبلغ من العمر 14 عاما تعرضت للاغتصاب. وقُتل 4 آخرون". أما في بلدة الجش، "فقد قُتلت امرأة وطفلها". وفي دير ياسين، حيث قُتل "ما مجموعه حوالي 250" فلسطينيا، "معظمهم من غير المقاتلين؛ وكانت هناك أيضا حالات قطع الأعضاء واغتصاب".
تحول العنف الجنسي إلى أداة قمع تُستخدم ضد الفلسطينيين من كلا الجنسين. وآخر فضيحة تناولتها وسائل الإعلام نتيجة تسريب فيديوهات لها؛ كانت حالات الاغتصاب الجماعي للرهائن الفلسطينيين الذكور في الزنازين الإسرائيلية العام الماضي. ويوضح تقرير الأمم المتحدة الأخير أن الجرائم الجنسية التي ترتكبها إسرائيل ليست مجرد تجاوزات فردية، بل جزء من سياسة ممنهجة
على الرغم من هذا السجلّ المروع، الذي تفاقم بشكل كبير في العقود اللاحقة، فقد أدت العنصرية المتفشية في المجتمع والشعور بالتفوق الغربي على الفلسطينيين في إسرائيل إلى التأثير على الذاكرة الإسرائيلية لأحداث الحرب على النحو التالي، وفقا لموريس: "إن الذاكرة الجماعية للإسرائيليين عن المقاتلين [اليهود] الذين يتميزون بـ"نقاء السلاح".. تقوضها أدلة عمليات الاغتصاب التي ارتكبت في المدن والقرى المحتلة. وردت في الوثائق المعاصرة المتاحة حوالي اثنتي عشرة حالة -في يافا وعكا وغيرهما- ونظرا لتردد العرب في الإبلاغ عن مثل هذه الحوادث وصمت الجناة (المتوقع)، ورقابة جيش الدفاع الإسرائيلي على العديد من الوثائق، فمن المرجح أن العدد الحقيقي أعلى، وربما أعلى بكثير، من هذه الحالات. ويبدو أن العرب لم يرتكبوا سوى القليل من أعمال الاغتصاب. وفي المجمل، فإن حالات الاغتصاب في حرب عام 1948، نسبيا، تعد منخفضة جدا".
ويضيف اليميني موريس أنه "بعد الحرب، مال الإسرائيليون إلى الإشادة بـ"نقاء سلاح" رجال مليشياتهم وجنودهم، ومقارنتهم بالهمجية العربية، التي عبّرت أحيانا عن نفسها بتشويه جثث القتلى اليهود. وقد عزز ذلك الصورة الإيجابية للإسرائيليين عن أنفسهم وساعدهم على "ترويج" دولتهم الجديدة في الخارج؛ كما قاموا بشيطنة العدو. لكن في الحقيقة، ارتكب اليهود فظائع أكثر بكثير من العرب، وقتلوا عددا أكبر بكثير من المدنيين وأسرى الحرب في أعمال وحشية متعمدة خلال عام 1948".
ليست روايات موريس عن الاغتصاب خلال حرب عام 1948 استثنائية، بل استمرت لتصبح ممارسة شائعة لدى الجنود الإسرائيليين عند مواجهتهم للاجئين الفلسطينيين الذين حاولوا العودة إلى ديارهم داخل إسرائيل بين عامي 1948 و1955. على سبيل المثال، في آب/ أغسطس 1949، اعتقل الجنود الإسرائيليون لاجئا فلسطينيا وزوجته وقتلوه، ثم تناوب 22 جنديا على اغتصاب زوجته قبل قتلها. وفي آذار/ مارس 1950، اختطف الجنود الإسرائيليون فتاتين فلسطينيتين وصبيا من غزة، قتلوا الصبي ثم اغتصبوا الفتاتين قبل إعدامهما. وفي آب/ أغسطس 1950، اغتصب أربعة من رجال الشرطة الإسرائيليين امرأة فلسطينية بينما كانت تقطف الفاكهة من بستان عائلتها عبر حدود الضفة الغربية.
أصبحت هذه الممارسات أكثر منهجية بعد احتلال عام 1967، حيث تحول العنف الجنسي إلى أداة قمع تُستخدم ضد الفلسطينيين من كلا الجنسين. وآخر فضيحة تناولتها وسائل الإعلام نتيجة تسريب فيديوهات لها؛ كانت حالات الاغتصاب الجماعي للرهائن الفلسطينيين الذكور في الزنازين الإسرائيلية العام الماضي. ويوضح تقرير الأمم المتحدة الأخير أن الجرائم الجنسية التي ترتكبها إسرائيل ليست مجرد تجاوزات فردية، بل جزء من سياسة ممنهجة تهدف ليس فقط إلى إذلال الفلسطينيين وإلحاق الأذى بهم، وإنما إلى "الهيمنة عليهم، وقمعهم، وتدميرهم جزئيا أو كليا". ومع ذلك، فإن عنصرية المجتمع الإسرائيلي وإيمانه العميق بتفوقه، إلى جانب الدعم الغربي غير المشروط، لا يزال يحصّن إسرائيل من المساءلة، ويعزلها عن مواجهة هذه الحقائق الموثقة.