جناح الأزهر بمعرض الكتاب يُفنّد شبهات «ول ديورانت» حول الإسلام في كتابه «قصة الحضارة»
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
يُقدِّم جناح الأزهر الشريف بمعرِض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الـ55 لزواره كتاب "شبهات ول ديورانت حول الإسلام في كتابه: (قصة الحضارة) - عرض وتفنيد-" بقلم محمد محمد العاصي أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية في جامعة الأزهر.
وأشار الأزهر الشريف ممثلًا في الأمانة العامة لمجمع البحوث الإسلامية إلى أهمية نشر هذا العمل العلمي الرصين، موضحا أن قصة الحضارة التي خطَّها ول ديورانت على الرغم مما فيها من إيجابيات إلا أنَّه شابها الكثير والكثير من الأخطاء والأباطيل والاتهامات التي تأتي مجافية للواقع، مجانبة للصواب، بعيدة كل البعد عن الحق فيما يتعلق بالإسلام دينًا ومصادر وحضارة.
وقد جاء هذا الكتاب في مقدمةٍ وثلاثة فصول: أما المقدمة فعرَّفَ فيها المؤلف ببحثه، وأهميته، وخطته، فيما جاء الفصل الأول بعنوان "ول ديورانت وقصة الحضارة مقدمات ضرورية"، وجاء في ثلاثة مباحث، التي تعد بمثابة المفتاح للوقوف على فهم الموضوع ومعرفة أبعاده ومراميه، خصوصًا والمنهجية العلمية تقتضي أن مَنْ رَامَ إلى دراسة مشكلة ما، لا بد أولًا من أن يحدد مفاهيمها، وبيان المراد من هذه المفاهيم فكان هذا الفصل.
أما الفصل الثاني فكان بعنوان "شبهات ول ديورانت حول القرآن الكريم عرض وتفنيد"، الذي جاء مستندًا إلى أصول علمية، اعتمد فيه المؤلف على المصادر الأصلية المتخصصة التي بعد عنها ول ديورانت، اللهم إلا النذر اليسير، وهو بخلاف البحث العلمي، فقد اعتمد صاحب "قصة الحضارة" في توثيق معلوماته على مصادر ثانوية غير معتبرة، وبنظرة عابرة للمصادر التي اعتمد عليها في تأليف مجلد الحضارة الإسلامية، يجد الناظر أن جُلَّها مصادر أجنبية ألَّفها مستشرقون وغيرهم، وبعد حصر تقريبي لجملة هذه المصادر التي اعتمد عليها ول ديورانت بهذا المجلد وصل العدد إلى أكثر من 125 مصدرًا بنسبة تقريبية تصل إلى 86.61% في حين كانت جملة المصادر المترجمة عن الأصول العربية والإسلامية أكثر من 15 مصدرًا بنسبة تقريبية 13.38%.
فيما جاء الفصل الثالث من الكتاب بعنوان «شبهات ول ديورانت حول النبي ﷺ عرض وتفنيد»، وفيه أكَّد المؤلِّف على أنَّ ول ديورانت اتبع منهج إثارة الشكوك حول الوقائع التَّاريخية الثَّابتة والمرويات الصَّحيحة المتصلة بالنبي ﷺ، وقام بمناقشته مناقشة هادئة وموضوعية مفندًا ما زعمه حول شخصه ﷺ، من خلال إبراز معالم شخصيته، وما عرف به واشتهر، وشهد له بذلك خصومه قبل محبيه، جامعًا في ذلك بين الجانبين النظري، والعملي، كما أفرد المؤلف جزءًا من كتابه عن معجزة الإسراء والمعراج، وضمن أقواله فيها، ورد على المشككين بالأدلة النقليَّة والعقليَّة والعلميَّة، وكل ذلك بأسلوب علمي التزم فيه المؤلف أدبيات البحث العلمي وأخلاقياته.
والكتاب في جملته يعد ردًّا علميًّا على ول ديورانت وَمَنْ على شاكلته فيما آثاره حول القرآن الكريم والنبي ﷺ نتيجة معلومات مغلوطة، وروايات مكذوبة، كانت عمدتهم وأدواتهم في سوق ما قالوه.
ويشارك الأزهر الشريف -للعام الثامن على التوالي- بجناحٍ خاصٍّ في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55، في الفترة من 24 يناير الجاري حتى 6 فبراير 2024، وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التَّعليميَّة والدعويَّة في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبنَّاه طيلة أكثر من ألف عام.
ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الأزهر معرض الكتاب جناح الأزهر بمعرض الكتاب قصة الحضارة قصة الحضارة
إقرأ أيضاً:
ثقافة سوهاج تناقش أثر الحضارة المصرية في الثقافة الإنسانية
ضمن فعاليات الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، نظم قصر ثقافة الكوثر التابع لفرع ثقافة سوهاج مجموعة من الفعاليات الثقافية والفنية، بمناسبة افتتاح المتحف المصري الكبير تحت شعار "العمر لينا"، في إطار برامج وزارة الثقافة.
وأقيمت ضمن الفعاليات محاضرة ثقافية بعنوان "كيف ألهمت مصر القديمة فنون وثقافات الإنسانية ودورها في التأثير على الغرب"، وذلك في مدرسة المناهل للغات بحي الكوثر، قدمها أحمد عبد الله عرابي مستشار اللغة العربية بالتربية والتعليم سابقا.
أكد المحاضر أن الحضارة المصرية القديمة ليست مجرد تاريخ أو آثار باقية، بل هي منبع الإلهام الأول للإنسانية في مجالات الفن والعمارة والفكر والثقافة.
وأشار إلى أن المصريين القدماء سبقوا العالم في التعبير عن القيم الجمالية والروحية، فجسدوا الجمال في تماثيلهم وزخارفهم، وجعلوا من المعابد والأعمدة الضخمة رموزا للخلود والإبداع، وهو ما استلهم منه المعماريون والفنانون الغربيون عناصرهم الجمالية في عصور لاحقة، خاصة خلال عصر النهضة الأوروبية.
كما أوضح أن تأثير مصر القديمة امتد إلى مجالات العلوم والفلسفة والطب والفلك والرياضة، حيث كانت منارة للمعرفة ومصدر إشعاع حضاري لا ينطفئ نوره على مر العصور.
وفي ختام اللقاء، دعا "عرابي" إلى ضرورة الحفاظ على التراث المصري ونشر الوعي بتاريخ حضارتنا العريقة، مؤكدا أن ذلك واجب وطني وثقافي يعكس إيمان المصريين بأن مصر ستظل منبع الحضارة والإبداع الإنساني في كل الأزمنة.
وشهدت المحاضرة تفاعلا من طلاب المدرسة، الذين طرحوا أسئلة متعددة حول أسرار الحضارة المصرية القديمة، ونفذت الفعاليات ضمن خطة إقليم وسط الصعيد الثقافي بإدارة جمال عبد الناصر، وفرع ثقافة سوهاج بإدارة أحمد فتحي.