يستعرض المؤتمر العالمي للتربية البيئية 2024 الذي ستنطلق فعالياته في مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك) في الفترة من 29 يناير حتى 2 فبراير القادم التأثير الإيجابي للتربية البيئية في أبوظبي ودعم التربية البيئية ودور التعليم في التنمية المستدامة والتقنيات الذكية والأخلاقيات والنواحي الجمالية إلى جانب مواضيع القيم والتنوع الثقافي، والتعاون.

وسيركز المؤتمر الذي يأتي استكمالاً للنقاشات المحورية التي شهدها مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ “COP28” بمشاركة الاتحاد الدولي للحفاظ على البيئة (IUCN) على القوة التي يمتلكها التعليم للتصدي لأزمة الكوكب الثلاثية في تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي والتلوث.

ويهدف المؤتمر الذي يشكل نقطة تحول إلى مواجهة التحديات البيئية التي يشهدها العالم من خلال التعليم، وسيكون مركزاً للإلهام والاستراتيجيات القابلة للتنفيذ بمشاركة مجموعة من المتحدثين المؤثرين بما في ذلك المعلمين والمنظمات غير الحكومية والأوساط الأكاديمية.

ويركز المؤتمر العالمي للتربية البيئية على تعزيز المناقشات العملية وفرص التعلم وستتخلله جلسات عامة تتناول الأزمة الثلاثية للكوكب والترابط بين الماء والغذاء والطاقة كما سيشهد المؤتمر مشاركة القادة والخبراء العالميين.

وتستهدف دولة الإمارات خفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة كبيرة تبلغ 22% بحلول العام 2027 وقد اتخذت مؤخراً بعض الإجراءات لتحقيق هذا الهدف منها حظر المواد البلاستيكية التي تستخدم لمرة واحدة وحملات تقليل النفايات إلى الصفر ما يعكس التزام الدولة بالمسؤولية الاجتماعية من خلال مواجهة التحديات العالمية بفعالية ووضع الخطط لتحقيق مستقبلها المستدام.

وقال أحمد باهارون المدير التنفيذي لقطاع إدارة المعلومات والعلوم والتوعية البيئية في هيئة البيئة – أبوظبي: “تمكين الطلاب بالمهارات الخضراء أمر محوري لانتقالنا إلى مستقبل مستدام وسترسم استجابة قطاع التعليم بمختلف مستوياته لهذا التحول ملامح مناهج مدارسنا بما يتماشى مع الواقع العالمي المتغير لأزمة الكوكب الثلاثية”.

وأضاف “في المؤتمر العالمي للتربية البيئية 2024 نسعى إلى ترسيخ التعليم البيئي والتركيز على دور التعليم في التنمية المستدامة وتعزيز الروابط بين الناس في جميع أنحاء العالم والتأكيد على الحاجة الملحة لإجراء تغييرات منهجية.

ويهدف المؤتمر من خلال فعالياته وجلساته العامة إلى توحيد الجهود وتبادل الأفكار لتعزيز الوعي بمساهمتنا الجماعية من أجل مستقبل أكثر استدامة”.

وبالتوازي مع انعقاد المؤتمر العالمي للتربية البيئية سيعقد مؤتمر الشباب للتربية البيئية المخصص لتمكين الجيل القادم من القادة البيئيين بمشاركة مجموعة من المتحدثين.

وسيتضمن مؤتمر الشباب للتربية البيئية الذي يعتبر أحد المكونات الرئيسية للمؤتمر إقامة ورش عمل وجلسات تفاعلية وحلقات نقاش ودعم المهارات القيادية والعمل الملهم لدى صانعي التغيير من الشباب.

وسيشهد اليوم الأخير من المؤتمر توفير 5 رحلات ميدانية اختيارية ودعوة الوفود المشاركة لاستكشاف المواقع البيئية والتعليمية في أبوظبي والانتقال من الناحية النظرية إلى التجارب العملية وستشمل وجهات هذه الرحلات حديقة القرم الشرقي والعديد من الوجهات الأخرى.

والتزاماً منه بخفض انبعاثات الكربون يمنح المؤتمر العالمي للتربية البيئية 2024 الأولوية للاستدامة وقام بخفض تأثيره البيئي بشكلٍ كبير بواسطة عدد من العوامل منها تبني مركز أبوظبي الوطني للمعارض ممارسات مراعية للبيئة واستخدام مواد مستدامة للتجهيز للمؤتمر وإعداد قوائم تساهم في خفض انبعاثات الكربون تخضع للتقييم طيلة دورة حياتها.

ولتنويع مصادر توليد الطاقة خلال الحدث عقد المؤتمر شراكة مع مياه وكهرباء الإمارات التي توفر إمدادات المياه والكهرباء في أبوظبي من أجل الاعتماد على الطاقة المتجددة كما تعاون المؤتمر مع خبراء استشاريين للإشراف على خفض الانبعاثات الكربونية للوفود المشاركة – بما فيها الانبعاثات الناتجة عن السفر والإقامة – حيث سيتم استخدام البيانات التي يتم جمعها لحساب العدد اللازم من أشجار القرم التي ينبغي زراعتها للتعويض.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

رمضان.. فرصة لتعزيز الاستدامة البيئية والتغيير الإيجابي

يُعد شهر رمضان فرصة مثالية لتجديد الروحانيات والتقرب إلى الله، إلا أنه يحمل أيضًا أهمية كبيرة في تعزيز الاستدامة البيئية. ومع تزايد الاهتمام العالمي بقضايا التغير المناخي، يمكن للمسلمين دمج الممارسات الصديقة للبيئة في عاداتهم الرمضانية، مما يحقق توازنًا بين العبادة وحماية البيئة، فالقيم الإسلامية لا تقتصر فقط على الممارسات الروحية، بل تمتد لتشمل علاقتنا بالبيئة، حيث يمكننا من خلال الاستهلاك الواعي وتقليل النفايات تعزيز اتصالنا بالطبيعة، وفي الوقت نفسه تكريم التزامنا الروحي.

الحد من الهدر الغذائي

في هذا السياق، يؤكد علي بن سعيد البوسعيدي على أهمية التخطيط الجيد للوجبات كأداة فعّالة لتجنب هدر الطعام. وتشير إحصائيات منظمة الفاو إلى أن ثلث الطعام على مستوى العالم يُهدر سنويًا، مما يستدعي ضرورة تقدير الكميات بعناية وتخزين الطعام بطرق ذكية. كما يوصي باختيار الخضروات والفواكه الموسمية، حيث تساهم هذه الخطوة في تقليل البصمة الكربونية الناتجة عن النقل والتخزين.

وفيما يتعلق بالجانب البيئي، يلفت البوسعيدي إلى أهمية إعادة تدوير بقايا الطعام وتحويلها إلى سماد طبيعي. كما يشدد على ضرورة استخدام الأطباق القابلة للتحلل في الولائم الجماعية، ويحث المساجد على تبني أواني قابلة لإعادة الاستخدام خلال الإفطارات الرمضانية.

ويقول البوسعيدي: "الاستدامة في رمضان ليست مجرد تضحية، بل هي امتداد لقيم الإسلام الداعية إلى الاعتدال وحفظ النعم، إذن، يمكن لشهر رمضان أن يكون فرصة لتعزيز العادات البيئية المستدامة، مما يساهم في حماية كوكب الأرض في وقت نحتاج فيه أكثر من أي وقت مضى إلى اتخاذ خطوات فعّالة لمواجهة تحديات التغير المناخي".

نحو شهر أكثر وعيًا بيئيًا

وتعتبر العادات الغذائية والاجتماعية خلال شهر رمضان محورية في تحديد كيفية التفاعل مع البيئة والموارد المتاحة، بحسب ما أكدته فاطمة العبرية إحدى المهتمات بالاستدامة، حيث تشير إلى أن التفكير في جعل رمضان أكثر استدامة لا يتطلب تغييرات جذرية بل يمكن أن يتم من خلال خطوات بسيطة ولكن فعّالة. من أبرز هذه الخطوات، التخطيط الجيد للوجبات، حيث يمكن تجنب شراء كميات كبيرة من الطعام قد تُهدر. بدلاً من ذلك، يمكن للأفراد إعادة استخدام الفائض أو مشاركته مع الجيران والمحتاجين. وتشير العبرية إلى أن استخدام الأطباق القابلة لإعادة الاستخدام بدلًا من البلاستيكية يُعدّ من الخيارات الفعالة لتقليل النفايات، ما يعزز من الاستدامة ويقلل من التلوث.

مبادرات مجتمعية

وفيما يتعلق بالمبادرات المجتمعية، يؤكد حميد المحروقي على أن شهر رمضان يمثل فرصة للتوفيق بين الروحانية والاهتمام بالبيئة. فمن خلال التخطيط الجيد والاختيارات الذكية، يمكن للجميع المساهمة في جعل الشهر الفضيل أكثر استدامة، كما يشدد على أهمية التبرع بالفائض من الطعام للمحتاجين، مشيرًا إلى أن العديد من المنظمات المجتمعية تتطلع لاستقبال التبرعات، خصوصًا في هذا الشهر المبارك.

من جانبه يؤكد محمد الحوسني على دور الفعاليات المجتمعية في تعزيز المسؤولية البيئية وتقوية الروابط بين أفراد المجتمع. ويقترح تنظيم حملات تنظيف محلية أو فعاليات إفطار صديقة للبيئة، حيث يتشارك الضيوف في تناول أطباق نباتية. هذا النوع من الفعاليات يسهم في نشر الوعي حول أهمية الأكل المستدام ويشجع على اتباع نمط حياة أكثر احترامًا للبيئة.

ومن خلال هذه العادات والمبادرات، يمكن أن يصبح رمضان أكثر من مجرد شهر للعبادة؛ بل فرصة لتبني ممارسات غذائية واجتماعية تعود بالنفع على البيئة وتدعم الاستدامة.

تحديات ومقترحات

ومع اقتراب شهر رمضان، تتزايد الجهود من أجل دمج مفاهيم الاستدامة في العادات الرمضانية، لكن هناك أيضًا تحديات كبيرة تواجه تحقيق هذه الرؤية، بحسب ما أكدته سميرة البحرية التي تقترح عددًا من المبادرات التي يمكن أن تسهم في جعل رمضان أكثر استدامة. من بين هذه المبادرات، تقترح تنظيم "تحدي 30 يومًا" لترشيد استهلاك الموارد طوال الشهر الفضيل، واستبدال الزينة الكهربائية بمصابيح تعمل بالطاقة الشمسية، ما يسهم في تقليل استهلاك الكهرباء. كما تدعو إلى تطوير تطبيق ذكي يقدم نصائح يومية تساعد الأسر على تقليل الاستهلاك، وتشجيعهم على تقليل عدد الأطباق في الإفطار والسحور لتقليل الهدر.

التجارة الرمضانية

من جانبه، يعلق مروان الشكيلي قائلاً: "في الأشهر التي يجب أن يتحول فيها تركيزنا نحو الروحانية والإخلاص لله، نلاحظ أنها أصبحت أكثر تركيزًا على القوة الشرائية، وتأثرت الشركات بنا بسهولة لتحويل رمضان إلى حالة تجارية." ويؤكد الشكيلي أن رمضان يجب أن يكون مساحة لتعزيز أساليب الحياة المستدامة، ودعوة الجميع إلى تقليل هدر الطعام، والحفاظ على المياه، واستخدام المنتجات الصديقة للبيئة.

ويضيف الشكيلي أنه من المهم أن نوجه شهر رمضان ليكون رسالة قوية لزيادة الوعي حول تأثير أفعالنا على البيئة، وأن نلهم الآخرين لتغيير سلوكياتهم من أجل إحداث فرق حقيقي، ويشدد على أن الالتزام بالقيم البيئية في حياتنا اليومية يمكن أن يساهم في صون النظم البيئية وضمان استدامة الموارد الطبيعية للأجيال القادمة، مع الحفاظ على التوازن بين البشر والطبيعة.

وعلى الرغم من التحديات الكبيرة التي قد تواجه الاستدامة خلال رمضان، فإن المقترحات المختلفة تتسم بالواقعية والفعالية، وإذا تم تنفيذها بالشكل المناسب، يمكن أن يكون شهر رمضان فرصة رائعة لإحداث تغيير إيجابي في سلوكياتنا البيئية.

مقالات مشابهة

  • شرطة أبوظبي تختتم تحدي الابتكار العالمي 2025
  • شرطة أبوظبي تستشرف مستقبل الأمن عبر تحدي الابتكار الشرطي العالمي
  • شرطة أبوظبي تختتم تحدي الابتكار الشرطي العالمي 2025
  • 8 أبريل.. انطلاق المؤتمر الدولي الثاني للتعليم التكنولوجي
  • رمضان.. فرصة لتعزيز الاستدامة البيئية والتغيير الإيجابي
  • قطر تستضيف المؤتمر العالمي للهواتف المحمولة للمرة الأولى في الشرق الأوسط
  • عبدالله آل حامد يحضر فعاليات المؤتمر العالمي للجوال MWC في برشلونة
  • انطلاق فعاليات الدورة القمة الثقافية أبوظبي 27 أبريل المقبل
  • لينوفو تكشف عن حواسيب محمولة مدعومة بالذكاء الاصطناعي في المؤتمر العالمي للجوال MWC
  • ​ما هي الألوان التي ترمز إلى يوم المرأة العالمي؟