مصر.. البنوك تخفض حدود استخدام بطاقات الائتمان في الخارج بسبب نقص الدولار.. وخبراء: الشركات الناشئة الأكثر تضررًا
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- خفض عدد كبير من البنوك العاملة في مصر حدود استخدام بطاقات الائتمان في المعاملات بالعملة الأجنبية في الخارج لتتراوح من 50 إلى 300 دولار يوميًا كحد أقصى، في ظل تفاقم أزمة عجز صافي الأصول الأجنبية للقطاع المصرفي المصري ليصل إلى 27.12 مليار دولار لأول مرة في تاريخه، فيما أكد رجال أعمال أن القرارات من شأنها التأثير على سداد الشركات الناشئة مقابل الخدمات التي تحصل عليها من شركات أجنبية، إضافة إلى استمرار أزمة نقص الدولار اللازم لاستيراد مستلزمات الإنتاج.
وفقًا للبيانات الرسمية المنشورة على مواقع البنوك المصرية، خفض البنك التجاري الدولي حدود السحب في الخارج إلى ما يعادل من 2 - 2.5 ألف جنيه شهريًا، ومصرف أبو ظبي الإسلامي من 50 إلى 100 دولار، وكذلك خفض حدود المعاملات المحلية بالعملة الأجنبية وكذلك المشتريات من الخارج، فيما أوقف البنك المصري الخليجي وبنك البركة مصر السحب النقدي باستخدام بطاقات الائتمان في الخارج.
قال رئيس الجمعية المصرية اللبنانية لرجال الأعمال نائب رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين، فتح الله فوزي، إن خفض حدود استخدام بطاقات الائتمان البنكية في الخارج يؤثر على رجال الأعمال خلال سفرهم خارج البلاد، مما يضطرهم للتعامل بالنقد للتغلب على هذه المشكلة، غير أنه قلل من تأثير الأزمة على الأنشطة الخارجية لرجال الأعمال الذين يتجهون إما لفتح حسابات بنكية بالدولار أو دفع مستلزمات السفر والتنقلات والإقامة نقدًا، وأن ذلك يؤثر فقط على الأشخاص الذين يسافرون للسياحة والتسوق في الخارج.
وواجه القطاع المصرفي المصري عجزًا في صافي الأصول الأجنبية منذ فبراير/ شباط منذ عام 2022، عقب خروج ملموس للاستثمارات الأجنبية غير المباشرة بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، مما دفع صافي الأصول الأجنبية إلى تسجيل رصيد بالسالب واستمر العجز حتى بلغ 27.12 مليار دولار بنهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وفقًا لوسائل إعلام محلية.
وأضاف فوزي، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أن التأثير الأكبر لأزمة الدولار في صعوبة تدبير مستلزمات الإنتاج والمواد الخام المستوردة، وهناك طابور طويل من رجال الأعمال الذين ينتظرون حتى تستطيع البنوك تدبير النقد الأجنبي اللازم للإفراج عن مستلزمات الإنتاج أو يستعينون بمصدرين لتدبير الدولار لسرعة الإفراج عن البضائع.
وأفرجت مصر عن بضائع بقيمة إجمالية بلغت 72.4 مليار دولار الفترة من أول يناير/ كانون الثاني وحتى 26 ديسمبر/ كانون الأول 2023، منها سلع استراتيجية بقيمة 19.1 مليار دولار، ومستلزمات وخامات للإنتاج بقيمة 33.3 مليار دولار، وفقًا لبيان رسمي لوزير المالية محمد معيط.
أكد فتح الله فوزي أن الاهتمام بتنمية القطاعات الإنتاجية كالزراعة والصناعة هو أهم الحلول للتخلص نهائيًا من أزمة الدولار من خلال منح حوافز للمصنعين لتعميق المكون المحلي لتخفيض فاتورة الواردات، وتلبية الطلب المحلي، وفي الوقت نفسه زيادة الصادرات المصرية لزيادة حصيلة الدولة من النقد الأجنبي لاستعادة تحقيق نمو اقتصادي مرتفع ومستدام.
وسجّل عجز الميزان التجاري في مصر 3.14 مليار دولار خلال أول 9 شهور من عام 2023، بعدما بلغ حجم الصادرات المصرية 30.7 مليار دولار فيما بلغ حجم الواردات 58.6 مليار دولار، وفقًا لبيانات البنك المركزي المصري.
من جانبه، قال رئيس الجمعية المصرية لشباب الأعمال بسام الشنواني، إن الشركات الناشئة تواجه تحديًا نتيجة خفض حدود استخدام البطاقات الائتمانية للمعاملات بالعملات الأجنبية، وذلك بسبب صعوبة سداد المدفوعات الخارجية مقابل الاشتراكات في خدمات البرمجيات والحملات التسويقية مع كبرى منصات وسائل التواصل الاجتماعي ومحركات البحث مما يؤثر على تنمية أعمالها.
وزاد حجم الاستثمارات الأجنبية في الشركات الناشئة العاملة بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من 190 مليون دولار في عام 2020 إلى أكثر من 500 مليون دولار في عام 2022، وفقًا لبيان رسمي لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وأشار الشنواني، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، إلى تقدم جمعية شباب الأعمال لمسؤولي الحكومة بطلبات لتدبير الدولار اللازم لاستيراد مستلزمات الإنتاج والمواد الخام وكذلك قطع غيار ماكينات المصانع، لسرعة تدبيره لزيادة الإنتاج لتوفير المنتجات بالسوق المحلي بأسعار مناسبة، متوقعًا استمرار أزمة توفير الدولار خلال العام الحالي.
تواجه مصر منذ مارس/ آذار 2022، أزمة في نقص النقد الأجنبي نتيجة خروج أكثر من 20 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية غير المباشرة، وارتفاع فاتورة الواردات نتيجة زيادة الأسعار عالميًا، مما دفعها للحصول على قرض من صندوق النقد الدولي بقيمة 3 مليارات دولار، تم صرف الشريحة الأولى منه بقيمة 347 مليون دولار، وتأجل الشريحة الثانية لعدم التزام مصر بتطبيق سعر صرف مرن.
في سياق متصل، قال الخبير المصرفي محمد بدرة، إن وضع حدود على استخدام بطاقات الائتمان "أثر على عملاء البنوك خاصة الذين يستخدمون النقد للسفر أو للتوجه لأداء العمرة ودفعهم لتدبير احتياجاتهم من السوق غير الموازية مما أدى إلى زيادة سعر الدولار في هذه السوق بعد هذا القرار".
وأوضح بدرة، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أن عملاء البنوك الأفراد هم الأكثر تضررًا من قرار حدود استخدام بطاقات الائتمان، وكذلك الشركات الناشئة التي تستخدم البطاقات في سداد مقابل خدمات الاشتراكات في مواقع خارج البلاد، إلا أن رجال الأعمال لا يتأثرون بشكل مباشر؛ لأن البنوك تسمح بتجاوزهم للحدود الموضوعة نظرًا لطبيعة أعمالهم.
وأشار بدرة إلى أن البنك المركزي المصري سبق أن وضع قيودًا على استخدام البطاقات الائتمانية وبطاقات الخصم المباشر خارج البلاد، بعدما رصد ممارسات غير مشروعة تتعلق باستخدام تلك البطاقات، وهي نفس التدابير التي اتخذها البنك خلال أزمة العملة عام 2016 وبعد انتهاء الأزمة قد تعاود البنك إعادة فتح حدود البطاقات مرة ثانية.
مصرالاقتصاد المصرينشر الثلاثاء، 16 يناير / كانون الثاني 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الاقتصاد المصري مستلزمات الإنتاج الشرکات الناشئة رجال الأعمال ملیار دولار فی الخارج خفض حدود دولار فی
إقرأ أيضاً:
3 مليون دولار من جهاز تنمية المشروعات للمساهمة في تعزيز بيئة ريادة الأعمال لشباب مصر بالتعاون مع صندوق فونديشن فينشرز
أكد باسل رحمي الرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر حرص الجهاز على استمرار جهوده لتعزيز بيئة ريادة الأعمال في مصر ودعم الشركات الناشئة وذلك من خلال توفير كل ما يلزم للشركات الناشئة من خدمات متنوعة لضمان انطلاقها وتعزيز فرصها في الاستقرار والنمو.
جاء ذلك على هامش التوقيع على مستندات مساهمة جهاز تنمية المشروعات بـ 3 مليون دولار في صندوق فونديشن فينشرز
حيث شهد باسل رحمي الرئيس التنفيذي للجهاز مراسم التوقيع الذي قام به الأستاذ هاني عماد رئيس القطاع المركزي لرأس المال المخاطر بالجهاز ومازن نديم الشريك الرئيسي لصندوق فونديشن فينشرز وذلك في حضور ليلى عبد القادر أخصائي أول بالقطاع المالي بالبنك الدولي ومحمد مدحت نائب الرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات وعدد من مسئولي القطاعات الفنية بالجهاز والشركاء بصندوق فونديشن فينشرز.
وأشار رحمي إلى أن الشراكة بين جهاز تنمية المشروعات وصندوق فونديشن فينشرز تستهدف توفير التمويل اللازم للشركات المصرية الناشئة الواعدة في مختلف القطاعات، مما يساهم في تحفيز الابتكار وزيادة القدرة التنافسية للاقتصاد المصري وذلك من خلال البرنامج الاستثماري الخاص بالجهاز والسابق إطلاقه بنجاح من خلال شراكته مع البنك الدولي ضمن اتفاقية دعم ريادة الأعمال لخلق فرص عمل كأول برنامج استثماري مصري لتمويل صناديق الاستثمار العاملة بجمهورية مصر العربية "FoFs" عن طريق المساهمة في رؤوس أموال صناديق الاستثمار المحلية والإقليمية والدولية المعنية بدعم الشركات الناشئة المصرية في مراحلها الأولى للوصول لاقتصاد تنافسي متنوع يتماشى مع رؤية مصر 2030.
وأكد الرئيس التنفيذي للجهاز أن هذا الاستثمار يمكن الشركات الناشئة من تحقيق طموحاتها والتوسع في أعمالها وذلك من خلال توفير رأس المال اللازم لتطوير منتجاتها وخدماتها وزيادة قدراتها التنافسية في الأسواق المحلية والإقليمية. كما يساهم هذا الاستثمار في خلق فرص عمل جديدة ودفع عجلة النمو الاقتصادي في مصر.
وأشار رحمي إلى التزام الجهاز التام بدعم رواد الاعمال المصريين من خلال توفير بيئة ملائمة لنمو مشروعاتهم وذلك عبر الاستمرار في التنسيق مع كافة الشركاء من الجهات الدولية والصناديق الاستثمارية المعنية بتعزيز بيئة الأعمال وتوفير كافة أوجه الدعم الضرورية لتلبية احتياجات أصحاب المشروعات المتوسطة والصغيرة والمشروعات الناشئة وأوضح رحمي أن الجهاز يتشرف بالمشاركة في اللجنة الوزارية لريادة الأعمال برئاسة الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي والتي تهدف إلى تعزيز قدرة الشركات الناشئة وبيئة ريادة الأعمال لتحقيق نمو اقتصادي مستدام ومتسارع قائم على التنافسية والمعرفة مما يسهم في خلق فرص عمل لائقة
كما أوضح هاني عماد – رئيس القطاع المركزي لرأس المال المخاطر إلى أن الجهاز يولي أهمية كبيرة لدعم مديري صناديق الاستثمار من الشباب ونظرًا للجودة والخبرة الكبيرة التي يتمتع بها مديرو صندوق Foundation لذا قام الجهاز بالاستثمار في الصندوق والذي سيقوم بالاستثمار في الشركات الناشئة في مراحلها الأولية والتي ستساهم بشكل كبير في تحقيق نمو اقتصادي مستدام وتعمل على تقديم حلول مبتكرة للمشاكل الاقتصادية والذي سوف ينعكس ايجابيًا على الاقتصاد المصري.
وصرح مازن نديم، الشريك الرئيسي في صندوق فونديشن فينشرز “، تأكيد التزامهم في فونديشن فينشرز العميق بدعم نمو وتطوير منظومة الشركات الناشئة في مصر. حيث أشار أنه على يقين بأن السوق لا يزال في مراحله الأولى، ويزخر بإمكانات هائلة وفرص لا حدود لها للابتكار والنمو وأن كل صناعة تقليدية في مصر تحتاج إلى تمكين تقني لتواكب التحولات المستقبلية. وخلال السنوات العشر القادمة يتوقع حدوث تغييرات كبيرة في كيفية تشغيل وإدارة الأعمال. فالشركات التي لن تتمكن من الابتكار والاستثمار في التكنولوجيا ستتراجع وتفقد قدرتها التنافسية وأوضح أنه متحمس بشكل خاص للشراكة مع جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر (MSMEDA) فإلى جانب الاستثمار الرأسمالي، فقد شهد بالفعل دعمًا كبيرًا وتعاونًا مثمرًا يعكس الرؤية المشتركة لدفع النمو المستدام لمنظومة ريادة الأعمال. تمثل هذه الشراكة نقطة تحول مهمة لكل من فونديشن فينشرز والمجتمع الريادي ككل. وهو يشعر بتفاؤل كبير تجاه ما يحمله المستقبل، والعمل المشترك مع الجهاز لتمكين الشركات الناشئة، وتحقيق تأثير إيجابي، والاستفادة الكاملة من الإمكانات الكامنة في السوق المصري.”