كاتب أمريكي: ماذا يكسب الحوثيون من خلال ضرباتهم للسفن في البحر الأحمر؟
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا للصحفي إيشان ثارور قال فيه إن المسؤولين الأمريكيين أعلنوا نجاحهم بعد ضرب حوالي 60 هدفا في اليمن تابعة للمسلحين الحوثيين في البلاد نهاية الأسبوع الماضي.
وقال الفريق دوغلاس سيمز، مدير هيئة الأركان المشتركة، يوم الجمعة، إن الولايات المتحدة "واثقة تماما" من نجاحها في إضعاف قدرة الحوثيين على مواصلة مهاجمة السفن في البحر الأحمر بالصواريخ والطائرات المسيرة.
لكن شريحة كبيرة من الشحن العالمي لا تزال تتجنب نقاط العبور عبر البحر الأحمر والتي تقع في نطاق هجمات الحوثيين. ويبدو أن الحوثيين أنفسهم لم ينحنوا بعد هجمات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. وفي المسيرات التي نُظمت خلال عطلة نهاية الأسبوع في العاصمة اليمنية صنعاء، ورد أن أنصار الحوثيين هتفوا: "نحن لا نهتم ونجعلها حربا عالمية". يوم الاثنين، ضرب الحوثيون سفينة حاويات تملكها وتديرها الولايات المتحدة في خليج عدن.
وبينما لا يزال اليمنيون العاديون يواجهون الانهيار الاقتصادي والكارثة الإنسانية الكبيرة، فإن الحوثيين يسيطرون على مساحات واسعة من البلاد، ويهددون جيرانهم في الخليج بضربات صاروخية وطائرات مسيرة، ويمكنهم بسط قوتهم على أحد أكثر الممرات البحرية استراتيجية في العالم.
ويؤكد المحللون أن هذه المرحلة الجديدة من الأعمال العدائية قد تقوي الحوثيين، بدلا من إضعافهم. في أعقاب الهجوم الذي شنته حركة حماس الفلسطينية على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، قامت إسرائيل بعملية غير مسبوقة من حيث حجمها وشراستها، مما أدى إلى تحويل جزء كبير من غزة إلى أنقاض، ومما أسفر عن مقتل أكثر من 23000 شخص وإصابة سكان غزة بالفقر.
قال لوران بونفوا، الباحث الذي يدرس اليمن في معهد العلوم السياسية في باريس، لزملائي: "إنهم يحصلون على ما يريدون، وهو الظهور كأجرأ لاعب إقليمي عندما يتعلق الأمر بمواجهة التحالف الدولي، الذي يؤيد إسرائيل إلى حد كبير ولا يهتم بالناس في غزة، وهذا يولد شكلا من أشكال الدعم لهم، على المستوى الدولي وكذلك الداخلي".
وقال الكاتب إن "التعاطف مع الفلسطينيين يتجاوز الصراع الداخلي والخصومات التي تقسم اليمن، وبالتالي فإن الحوثيين يحشدون بعض النوايا الحسنة حتى من اليمنيين الذين لا يدعمونهم. علاوة على ذلك، حتى أعدائهم المعلنين، بما في ذلك حكومات السعودية والإمارات، تجنبوا تأييد الحملة الأخيرة التي قادتها الولايات المتحدة ضد الحوثيين، محذرين من التصعيد. إن قدرة الحوثيين الآن على الصمود أمام الضربات الجوية الدولية هي ريشة أخرى في قبعاتهم".
وقال مصطفى نعمان، وهو محلل يمني وكاتب ودبلوماسي سابق، في مؤتمر صحفي في تشاتام هاوس في كانون الأول/ ديسمبر: "أعتقد أنهم يحلمون بأن يهاجمهم الأمريكيون أو الإسرائيليون، لأن ذلك سيحولهم إلى قوة "مقاومة" حقيقية. في الوقت الذي كانت فيه القوى الغربية تركز بشكل أكبر على الأعمال الدفاعية في البحر الأحمر.
لقد تكيف الحوثيون منذ فترة طويلة مع وجودهم في مرمى القوى الأجنبية. ومن غير الواضح ما هي رغبة الولايات المتحدة وبريطانيا، القوة الغربية الكبرى الأخرى التي شاركت في ضربات الأسبوع الماضي، في إطلاق حملة منسقة لزيادة تقليص قدرات الحوثيين.
وأشار جيرالد فايرستين، سفير الولايات المتحدة السابق في اليمن: "ربما يحسب الحوثيون أنه، بعد أن صمدوا لمدة سبع سنوات تحت القصف الجوي السعودي على مدار الحرب الأهلية اليمنية، فمن غير المرجح أن يؤدي الهجوم الجوي الأمريكي على أهداف يمنية إلى إلحاق المزيد من الأضرار الجسيمة أو أن أي ضرر قد يلحق بمعداتهم أو منشآتهم لا يمكن إصلاحه أو استبداله بسرعة".
وأضاف: "علاوة على ذلك، فإن هجوم الولايات المتحدة (أو غيرها) على أهداف عسكرية للحوثيين من شأنه أن يؤكد، من وجهة نظر الحوثيين، صحة دعايتهم بأنهم يقاتلون على الخطوط الأمامية لدعم الفلسطينيين وأن عملياتهم تنجح في تهديد مصالح الولايات المتحدة وحلفائها".
وفي الواقع، فإن حرب غزة وتداعياتها، كما أشارت مجموعة الأزمات الدولية، "وفرت للحوثيين فرصة لتفادي الضغوط الشعبية المتزايدة بشأن ممارساتهم في الحكم في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، ومكنتهم من قمع المعارضة لحكمهم من خلال اعتقال المعارضين في تلك المناطق بتهمة التواطؤ مع إسرائيل والولايات المتحدة".
وفي واشنطن، يشكك المحللون من مختلف الأطياف السياسية في استراتيجية إدارة بايدن فيما يتعلق بالحوثيين. وسخر الصقور من النهج المحدود للحملة الحالية، والتي وصفها إليوت كوهين من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بأنها "القصف المفيد" الذي ظهر الأسبوع الماضي، والذي قد لا يفعل الكثير على المدى الطويل لإضعاف قدرات الحوثيين أو حلهم.
وقال كوهين: "استبدال الأشخاص أصعب من استبدال الأشياء، وغرس الخوف أكثر فعالية من الحلم بالردع"، داعيا إلى شن ضربات تسفر عن مقتل المزيد من أفراد الحوثيين وكذلك عملاء وحلفاء إيران.
بعد استمرار هجمات الحوثيين على أهداف الشحن هذا الأسبوع، تنهد بن فريدمان، مدير السياسات في أولويات الدفاع، وهي مؤسسة فكرية تدعو إلى ضبط النفس في السياسة الخارجية الأمريكية، بإحباط. إن إدارة بايدن "لم تعد تقرر ما إذا كانت ستتراجع وتبدو عاجزة، أو تصعد بلا جدوى". وأضاف: "إن السبيل الوحيد للخروج من هذا هو الدبلوماسية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية اليمن الحوثيين غزة الفلسطينية فلسطين غزة اليمن الحوثي طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
الحوثيون يعلنون استهداف مطار بن غوريون وحاملة طائرات أميركية بالبحر الأحمر / فيديو
#سواليف
بيان القوات المسلحة اليمنية بشأن تنفيذ عمليتين عسكريتين أولاهما استهدفت مطار "بن غوريون" بصاروخين بالستيين، والأخرى استهدفت عددا من المدمرات المعاديةبالإضافة إلى حاملة الطائرات "ترومان" في البحر الأحمر بعدد من الصواريخ والمسيرات في اشتباك استمر لعدةساعات. pic.twitter.com/0wO6ouDzo6
— العميد يحيى سريع (@army21ye) March 24, 2025أعلن المتحدث العسكري باسم جماعة (أنصار الله) #الحوثيين #يحيى_سريع -فجر اليوم الثلاثاء- استهداف #مطار_بن_غوريون في #إسرائيل بصاروخيين باليستيين من نوع “ذو الفقار وفلسطين 2” والاشتباك مع حاملة الطائرات الأميركية “يو إس إس #هاري_ترومان” وعدد من القطع البحرية في البحر الأحمر للمرة الثانية خلال 24 ساعة.
وأكد سريع -في بيان متلفز تلاه فجر اليوم- استمرار جماعة الحوثي في منع الملاحة الإسرائيلية “واستهداف عمق الكيان المحتل” حتى وقف العدوان والحصار عن قطاع غزة.
مقالات ذات صلةودعا كافة الأحرار إلى “تأدية واجباتهم الدينية والأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني المظلوم”.
وقد توقفت هجمات الحوثيين مع بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل في غزة يوم 19 يناير/كانون الثاني الماضي، لكنهم استأنفوها قبل أسبوع وتوعدوا بتكثيفها طالما استمرت إسرائيل في ضرباتها على القطاع المدمر.
كما كشف المتحدث العسكري للحوثيين عن استهداف حاملة الطائرات الأميركية “يو إس إس هاري ترومان” وعدد من القطع البحرية في البحر الأحمر، بعدد من الصواريخ والطائرات المسيّرة للمرة الثانية خلال 24 ساعة.
وأشار إلى أن الاشتباك مع حاملة الطائرات ترومان والقطع الحربية الأميركية استمر لعدة ساعات “وتم إفشال هجوم جوي كان يتم التحضير له ضد بلدنا”.
صفارات الإنذار
وجاء تصريح الحوثيين بعد ساعات من إعلان الجبهة الداخلية الإسرائيلية أن صفارات الإنذار دوت، في مدينة القدس وضواحيها وأكثر من 200 بلدة ومدينة وسط إسرائيل، نتيجة إطلاق صاروخ من اليمن.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه اعترض صاروخا أطلق من اليمن بواسطة منظومة “آرو حيتس” قبل دخوله الأجواء الإسرائيلية.
وذكرت مصادر للجزيرة أن منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي أطلقت صواريخ اعتراضية وسط إسرائيل بسبب صاروخ أطلق من اليمن.
وأفادت هذه المصادر بسماع دوي انفجارات في مناطق تل أبيب والقدس ومنطقة الساحل جنوب تل أبيب إثر إطلاق صاروخ من اليمن.
وأول أمس، أعلنت جماعة الحوثي استهداف مطار بن غوريون الإسرائيلي بصاروخ باليستي فرط صوتي من نوع “فلسطين 2″ وذلك في رابع استهداف تعلن عنه هذه الجماعة خلال 3 أيام.
والأسبوع الماضي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه أمر جيش بلاده بشن هجوم كبير ضد جماعة الحوثي في اليمن، قبل أن يهدد بـ”القضاء على الحوثيين تماما”.
يُشار إلى أن الحوثيين باشروا منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023 استهداف المناطق الإسرائيلية، وأي سفن شحن مملوكة لها أو مرتبطة بها في البحر الأحمر أو أي مكان تطاله بصواريخ وطائرات مسيرة، وذلك في إطار ما قالوا إنه يأتي تضامنا مع قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي متواصل.