أردوغان: ماضون في مكافحة الإرهاب بسوريا والعراق
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الثلاثاء مضي بلاده قدما في مكافحة تنظيم حزب العمال الكردستاني في سوريا والعراق والذي وصفه بالإرهابي، وذلك في أعقاب إعلان أنقرة تدميرها 23 هدفا بضربات جوية شنتها على مسلحين من التنظيم في هذين البلدين.
وأوضح أردوغان -في خطاب عقب ترؤسه اجتماعا للحكومة في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة- توقيفهم 465 شخصا بتهم على ارتباط بالإرهاب منذ بداية العام الجاري على يد الشرطة والدرك.
وتطرق الرئيس التركي إلى الهجمات على قوات بلده في شمالي العراق والتي أسفرت عن مقتل جنود أتراك، قائلا "لم نترك دماء شهدائنا تذهب سدى، فقصفنا 114 هدفا وحيّدنا 78 إرهابيا في عملياتنا الجوية بسوريا والعراق في الأيام الخمسة الماضية".
كما أشار إلى أن جهاز الاستخبارات التركي دمر 60 منشأة عائدة للتنظيم منذ 12 يناير/كانون الثاني الجاري، لافتا إلى أن إستراتيجية بلده التي وصفها بالحازمة "للقضاء على الإرهاب في مصدره، أزعجت من يخططون لترسيخه في منطقتنا".
وأضاف أن عملياتهم خارج الحدود أحبطت أيضًا ما سماها مؤامرات تهدف لجر تركيا إلى اضطرابات داخلية من خلال موجة من الهجرة غير النظامية، مؤكدا "يتمتع وجودنا العسكري خارج حدودنا بأهمية حيوية لأمن وطننا وسلامة مواطنينا، ولا يمكن التراجع عن ذلك".
من جهته، أكد وزير الدفاع التركي يشار غولر اليوم الثلاثاء أن بلاده لن تسمح بإنشاء ما وصفه بممر إرهابي على حدودها الجنوبية، وأن عملياتها الخارجية حالت دون دفع أثمان أكبر في الداخل.
جاء ذلك في معرض تقديمه إحاطة للبرلمان حول العمليات العسكرية والهجمات على القوات التركية، لافتا إلى أن عملياتهم في شمالي العراق وسوريا ينبغي النظر إليها على أنها تعاون دولي في ما سماه سياق الحرب على الإرهاب، "وليس نشاطا ضد سيادة هاتين الدولتين"، وفق قوله.
بدوره، قال وزير الخارجية التركية هاكان فيدان عن تنظيم حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) إنّ تاريخ صلاحيته بات منتهيا، مشيرا إلى أن التنظيم "يحاول تخويف الأكراد والمجموعات العرقية الأخرى التي لا تتبنى أيديولوجيته الاستبدادية" في سوريا والعراق.
جاء ذلك في كلمة التي ألقاها فيدان اليوم في البرلمان التركي، وأكد خلالها أنّ الدولة التركية لن تترك مكانا آمنا لمن وصفهم بالإرهابيين على طول الحدود وما وراء الحدود.
وبيّن فيدان أن الاتصال والتشاور مع السلطات العراقية جارٍ ويتم من خلالهما مناقشة كافة الجوانب الأمنية، مجددا دعم بلاده للحل السياسي الشامل "الذي يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري في إطار قرارات الأمم المتحدة ووحدة البلاد وسلامة أراضيها".
كما أشار وزير الخارجية التركي إلى "وجود معسكرات للتنظيم على طول الحدود الإيرانية، ووجود امتدادات له داخل الأراضي الإيرانية، الأمر الذي يبرز أهمية الدبلوماسية مع إيران على كافة المستويات من أجل مكافحة الإرهاب"، وفق ما نقلته وكالة الأناضول.
وينفذ الجيش التركي بين الحين والآخرعمليات ضد حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه أنقرة "تنظيما إرهابيا" منذ إطلاقه تمردا ضد أنقرة عام 1984، وينشط في دول عدة بالمنطقة بينها سوريا والعراق وإيران، وتجددت تلك العمليات العسكرية السبت الماضي بعد إعلان وزارة الدفاع التركية مقتل عدد من جنودها وإصابة آخرين خلال اشتباكات مع مسلحين من الحزب "حاولوا التسلل إلى قاعدة تركية في شمالي العراق".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
موجة برد تعمّق معاناة النازحين واللاجئين السوريين عند الحدود التركية
شمال سوريا- عمّقت موجة البرد التي تضرب سوريا وتركيا مأساة النازحين واللاجئين السوريين القاطنين في المخيمات بعد أن سجلت درجات الحرارة في شمال سوريا وجنوبي تركيا انخفاضا إلى نحو 5 درجات تحت الصفر، في وقت يعجز معظمهم عن تأمين وقود التدفئة الباهظ الثمن.
وأمضى أهالي مخيم الأمل للنازحين السوريين في ريف إدلب أياما صعبة، من جراء موجة البرد التي تضرب المنطقة منذ عدة أيام، مؤكدين أنها الأقسى منذ أكثر من عقد وأشدها وطأة على الأهالي الذين خبروا فصول شتاء طويلة صعبة.
يقول حسين القدور (55 عاما) أحد سكان المخيم، إنه وأفراد أسرته يخرجون في ساعات النهار بحثا عن أكياس النايلون وبقايا الأغصان اليابسة من أجل إشعالها داخل المدفأة البدائية التي يلقون فيها أي شي قابل للحرق، رغم مخاطر الدخان المنبعث منها.
وأكد القدور للجزيرة نت، أنه غير قادر على شراء الوقود أو حتى الحطب، الذي يتجاوز سعر الكيلوغرام الواحد منه 8 ليرات تركية (العملة المتداولة في إدلب وريفها)، مشيرا إلى غياب مصدر دخل ثابت لديه حيث يعمل في موسم قطاف محصول الزيتون للحصول على أجر زهيد.
إعلانولفت النازح السوري إلى أن جميع أفراد أسرته أصيبوا بنزلات برد وسعال، نتيجة المنخفض الجوي وغياب التدفئة داخل الخيام القديمة قدم الحرب السورية، موضحا أن الدعم منقطع عن المخيم بشكل كامل.
في حين تشتكي النازحة مريم المحمد (62 عاما) من آلام مبرحة تتسلل إلى أطرافها ليلا، بسبب البرد الشديد، مما يحرمها لذّة الرقاد والخلود إلى النوم مثل بقية البشر، مؤكدة أنها لم تحصل على وقود تدفئة منذ سنوات.
ومع حلول المغيب تقوم مريم بإلقاء بقايا الملابس البالية في المدفأة الصغيرة، من أجل الحصول على القليل من الدفء، ومع احتراق ما تم جمعه من القماش تضطر وزوجها المسن إلى لف أنفسهم بجميع البطانيات التي بحوزتهم لمواجهة البرد القارس.
يؤكد القائمون على المخيمات أن هناك انقطاعا شبه تام لدعم النازحين وكأنما تحولت قضيتهم إلى مسألة ثانوية بعد سقوط نظام الأسد قبل قرابة 3 أشهر، حيث يتحدث غالبيتهم أن المنظمات توجهت بأعمالها إلى المناطق المحررة حديثا من نظام بشار الأسد المخلوع.
ويؤكد مدير مخيم "الأمل" في شمال سوريا إبراهيم البرهو، أن سكان المخيم لم يحصلوا على أي مساعدات غذائية أو وقود للتدفئة منذ بداية فصل الشتاء، في وقت يعتمد جميعهم على إشعال الأغصان اليابسة وبقايا الكرتون من أجل القليل من التدفئة داخل الخيام.
وحذر البرهو، في حديث للجزيرة نت، من أن غالبية سكان المخيم أصيبوا خلال موجة البرد الحالية بالأمراض، بسبب غياب التدفئة، لافتا إلى نقل العشرات من الأطفال والمسنين إلى مستشفى مدينة دركوش القريبة من المخيم.
وليس بعيدا عن مخيمات النازحين السوريين، تحدث لاجئون سوريون في مخيم "كلس" جنوبي تركيا، أنهم عاشوا منخفضا جويا قاسيا، منذ نحو أسبوع، مع ظروف معيشية وخدمية تبدو أفضل مما يعيشه النازحون داخل سوريا، بفضل الخدمات التي تقدمها السلطات التركية.
إعلانيقول أبو أسعد (48 عاما)، وهو لاجئ سوري، أن موجة البرد فرضت حظرا للتجوال داخل المخيم، ما أجبر اللاجئين على التزام الكرفانات التي يعيشون فيها، لافتا إلى أنه لم يطفئ المدفأة الكهربائية طوال الأيام الباردة الماضية.
ومع سقوط نظام الأسد، يأمل أبو أسعد أن يكون الفصل الحالي آخر شتاء يقضيه في المخيم، مع تضاعف آمال العودة إلى الوطن، مؤكدا أنه سيعود لبناء منزله المدمر في ريف حلب الشمالي والاستقرار في سوريا.