لجريدة عمان:
2024-11-22@04:42:08 GMT

الصراع في البحر الأحمر ودور الكيان الصهيوني

تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT

الصراع العسكري في البحر الأحمر بين أنصار الله الحوثيين والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا هو جزء من صراع سببه الكيان الصهيوني، والذي يشن عدوانًا غاشمًا على قطاع غزة مسببًا توترًا إقليميًا ودوليًا.

ومن هنا فإن المشهد السياسي والعسكري في المنطقة دخل مرحلة تنذر بحرب إقليمية بدأت مشاهدها على سواحل البحر الأحمر وباب المندب.

وبعد الهزيمة العسكرية المدوية التي تلقاها الجيش الإسرائيلي يوم السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ على أيدي المقاومة الفلسطينية والعجز الذي أظهرته الآلة الصهيوينة، لجأت إسرائيل كالعادة إلى توسيع الصراع وإدخال الدول الغربية في صراع أكبر من خلال افتعال الأزمات. كما أن محاصرة الكيان الإسرائيلي قانونيًا من خلال المحاكمة في محكمة العدل الدولية، وكشف الجريمة الإنسانية والأخلاقية التي ارتكبها بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وعموم فلسطين، بدا الكيان الصهيوني يبحث عن آليات عدوانية جديدة من خلال إدخال أطراف غربية لعسكرة البحر الأحمر.

إن منطق أنصار الله الحوثيين صحيح عندما تم منع السفن المتجهة إلى الكيان الإسرائيلي بهدف الضغط لإيقاف الحرب البربرية التي يشنها الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني الأعزل وقتل آلاف الأطفال والنساء وكبار السن وتدمير المستشفيات ورجال الإسعاف وكل ما يمت للحياة الإنسانية بصلة.

ومن هنا فإن الكيان الإسرائيلي ومن خلال حملته العسكرية البرية في قطاع غزة تلقى هزيمة مدوية في العتاد والضباط والجنود، وأصبحت معنويات الجيش الإسرائيلي في أدنى مستوى، وذهبت أسطورة الجيش الذي لا يقهر أدراج الرياح. إن إدارة الرئيس الأمريكي بايدن ارتكبت حماقة واضحة بشن العدوان العسكري ضد اليمن وبدون مسوغ قانوني من مجلس الأمن وينسحب الأمر كذلك على بريطانيا من خلال إدارتها المتهورة. ومن هنا، فإن البحر الأحمر ومن خلال الهجمات المتبادلة سوف ينتقل إلى حرب إقليمية مدمرة إذا لم يتدخل العقلاء من خلال الدبلوماسية ووقف العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، خاصة وأن رئيس حكومة الكيان الإسرائيلي ليس أمامه مخرج سوى استمرار الحرب؛ لأن وقف تلك الحرب تعني نهاية حياته السياسية وربما دخوله السجن، حيث يواجه عددا من تهم الفساد. كما أن القيادات العسكرية سوف تخضع للمحاكمة والتحقيق.

ومن هنا أصبحت المصالح الشخصية لقيادات الكيان الإسرائيلي هي التي تتصدر المشهد وتصر على تحقيق أهداف عسكرية لا يمكن تحقيقها من خلال الضربات التي توجهها المقاومة الفلسطينية الباسلة لقوات الاحتلال الإسرائيلي.

الولايات المتحدة الأمريكية وإدارة بايدن تقامر بمستقبلها السياسي، حيث إن استطلاعات الرأي تعطي الرئيس الأمريكي السابق ترامب أفضلية واضحة خلال السباق إلى البيت الأبيض في نوفمبر القادم، وكل مؤشرات السياسية والإعلامية تتحدث عن وقوع إدارة بايدن في مأزق سياسي بسب الدعم العسكري والاقتصادي والاستخباراتي للكيان الصهيوني، رغم المعارضة الشعبية الكبيرة من الأمريكيين، والذين خرجوا في تظاهرات حاشدة في كبرى المدن الأمريكية وكذلك الحال في بقية العواصم الغربية.

إن الملاحة البحرية في البحر الأحمر تدخل مرحلة خطيرة خاصة وأن المواجهات العسكرية وإطلاق الصواريخ انطلقت من اليمن وإيران ولبنان والعراق، وأصبحت المواجهة العسكرية الشاملة قاب قوسين أو أدنى كما يقال، ولعل المحرض الأساسي على هذا التصعيد هو الكيان الصهيوني وخاصة نتنياهو وقادة الكيان الإسرائيلي في محاولة لخلط الأوراق ونجاتهم من التحقيقات في حال وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتبادل الأسرى والمحتجزين بين الكيان الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية.

وعلى ضوء ذلك، فإن الكيان الإسرائيلي يدفع بالمنطقة وأمنها واستقرارها إلى أتون حرب مدمرة وهنا لا بد للولايات المتحدة الأمريكية تحديدًا أن تعيد التفكير في سلوكها السياسي والعسكري، كما أن الانتخابات الأمريكية القادمة لها حسابات دقيقة من خلال مصالح الحزب الديموقراطي، الذي قد يواجه خسارة مذلة في تلك الانتخابات، ليس فقط على صعيد السباق إلى البيت الأبيض، ولكن على صعيد انتخابات الكونجرس وحكام الولايات. ومن هنا يمكن تفسير استقالة عدد من المسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية ومن البيت الأبيض احتجاجًا على سياسة بايدن وإدارته خاصة وزير الخارجية بلينكن الذي تحدث عن يهوديته متناسيًا أنه وزير الخارجية الأمريكي وعليه التزامات دبلوماسية وأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني الذي تعرض ولا يزال لإبادة جماعية، وهو الملف القانوني الذي قدمته دولة جنوب إفريقيا، ومن خلال مرافعة قانونية مميزة في قاعة محكمة العدل الدولية في لاهاي وتابعها العالم ليعرف مدى بشاعة الجريمة الإنسانية الكبرى في هذا العصر الذي ارتكبها الجيش الإسرائيلي وقيادته في حق الشعب الفلسطيني، ومن خلال شواهد حية تابعها العالم بفضل التقنية الحديثة ووسائل الإعلام خاصة شبكات التواصل الاجتماعي، التي جعلت شعوب العالم تشاهد سلوك الكيان الصهيوني المشين في حق الإنسانية والشعب الفلسطيني الذي حظي بمساندة شعبية عالمية كبيرة وجعل الكيان الإسرائيلي منبوذا حتى من بعض اليهود أنفسهم.

ومن خلال تحليل المشهد السياسي والعسكري فإن الدبلوماسية لابد أن تؤدي دورها، ومن هنا فإن الدبلوماسية العمانية تؤدي دورًا كبيرًا من خلال المواقف المشهودة ومن خلال الاتصالات ومن خلال عدد من البيانات الصادرة من وزارة الخارجية التي تدعو إلى أهمية وقف التصعيد ووقف نزيف الدم ودعوة الدول الغربية إلى وقف التصعيد في البحر الأحمر.

وهناك أمل كبير أن تنجح تلك المساعي النبيلة في وقف الكارثة والتي سوف تخلق أوضاعا أمنية خطيرة على صعيد المنطقة والشرق الأوسط كما أن لجم الكيان الصهيوني وخططه الشيطانية كفيل بإنقاذ البشرية من هذا الكيان الصهيوني الخبيث الذي يريد إشعال الحروب والصراعات في كل مكان.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الکیان الإسرائیلی الشعب الفلسطینی الکیان الصهیونی فی البحر الأحمر ا من خلال ومن خلال قطاع غزة ومن هنا کما أن

إقرأ أيضاً:

محافظ البحر الأحمر: دعم مستمر لمجمع الصناعات بالغردقة وحلول جذرية للتحديات

عقد اللواء عمرو حنفي، محافظ البحر الأحمر،  اجتماعًا مع ملاك المصانع بمجمع الصناعات في الغردقة، لمناقشة التحديات التي تواجههم والعمل على تقديم حلول عملية تسهم في دعم الصناعة المحلية. حضر الاجتماع الأستاذة ماجدة حنا، نائب المحافظ، واللواء تامر سمير، رئيس الإدارة المركزية لشئون مكتب المحافظ.

إجراءات داعمة لحل المشكلات

استعرض المحافظ أبرز المشكلات التي تم طرحها خلال اللقاء، وأعلن عن حزمة من الإجراءات لدعم مجمع الصناعات وتعزيز الإنتاجية، شملت:

تمهيد الطرق وربط المجمع بالطريق الدائري لتسهيل حركة النقل والشحن.تفعيل خط مواصلات يربط المجمع بالمدينة لنقل العمالة بكفاءة.توفير سيارة إسعاف مجهزة أمام المجمع لضمان الاستجابة السريعة للحالات الطارئة.إنشاء منافذ بيع دائمة لمنتجات المصانع في الغردقة ومدن المحافظة، بجانب السماح بعربات متنقلة لبيع المنتجات في المناطق الحيوية.ضمان توفير المياه اللازمة للمصانع بالتنسيق مع شركة المياه لتلبية احتياجات المصانع الحيوية.تسهيل الحصول على المواد الخام بالتعاون مع شركات القطاع العام لتأمين توريد الخامات الضرورية.دعم مستدام للصناعة

أكد المحافظ خلال اللقاء على أن مجمع الصناعات بالغردقة يعد محورًا أساسيًا لدعم الاقتصاد الوطني وتوفير فرص عمل للشباب، مشددًا على أهمية التنسيق المستمر مع ملاك المصانع من خلال لقاءات دورية لضمان معالجة المشكلات الطارئة. وأعرب عن تقديره لجهود المصانع في إنتاج منتجات ذات جودة عالية تسهم في تنمية القطاع الصناعي بالمحافظة.

إشادة من ملاك المصانع

عبّر أصحاب المصانع عن امتنانهم للمحافظ على جهوده الحثيثة واهتمامه المباشر بمشكلاتهم، مؤكدين أن المجمع يمثل نقلة نوعية في دعم الصناعة المحلية، وخلق فرص عمل جديدة للشباب والمستثمرين بتسهيلات غير مسبوقة.

توطين الصناعة لتحقيق التنمية المستدامة

اختتم المحافظ اللقاء بالتأكيد على التزام المحافظة بتنفيذ توجيهات القيادة السياسية لتوطين الصناعة في البحر الأحمر، مشيرًا إلى أن تعزيز قطاع الصناعة هو خطوة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الاقتصاد القومي.

مقالات مشابهة

  • حزب الله يواصل دك عمق الكيان الصهيوني الغاصب
  • رئيس الكيان الصهيوني هرتسوغ: يوم أسود للعدالة والإنسانية
  • التميمي: الكيان الصهيوني يخطط لجر العراق إلى حرب شاملة
  • طيران الكيان الصهيوني يشن غاراته فوق الضاحية الجنوبية في لبنان
  • مهرجان البحر الأحمر يعرض روائع سينمائية خالدة
  • الخارجية : سورية تؤكد أن الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني في سورية ولبنان وفلسطين تشكل خطراً حقيقياً على أمن واستقرار المنطقة
  • إسبانيا تمنع سفن شحن متجهة إلى الكيان الصهيوني من الرسو في موانئها
  • محافظ البحر الأحمر: دعم مستمر لمجمع الصناعات بالغردقة وحلول جذرية للتحديات
  • معلومات السفينة التي هاجمها الحوثيون في البحر الأحمر
  • البخيتي: النظام السعوديّ يشكّل خط الدفاع الأول عن الكيان الصهيوني