التصعيد المحسوب عنوان المرحلة.. ماذا بعد تهديدات الحوثيين للسفن الأميركية؟
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
تثير تهديدات جماعة الحوثي باستهداف السفن الأميركية في البحر الأحمر مخاوف من اتساع نطاق الصراع بالممر المائي الهام، ويؤكد محللون أن الولايات المتحدة ستعمل على احتواء هذا التصعيد.
وقال مسؤول في جماعة الحوثي اليمنية، الاثنين، إن الجماعة ستوسع أهدافها في منطقة البحر الأحمر لتشمل السفن الأميركية، وتعهد بمواصلة الهجمات بعد الضربات الأميركية والبريطانية على مواقعها في اليمن.
وقال نصر الدين عامر، المتحدث باسم الحوثيين، لقناة الجزيرة، إن السفن البريطانية والأميركية أصبحت "أهدافا مشروعة" بسبب الضربات التي شنتها الدولتان على اليمن، الأسبوع الماضي. وأضاف: "ليس من الضروري أن تكون السفينة متجهة إلى إسرائيل حتى نستهدفها. يكفي أن تكون أميركية".
وجاءت تصريحات المتحدث بعد تأكيد الجيش الأميركي استهداف الجماعة لسفينة "جبل طارق" الأميركية بصاروخ باليستي، الاثنين، مما أدى إلى تصعيد التوتر في المنطقة.
ويعتقد مارك كيميت، المحلل العسكري، مساعد وزير الدفاع سابقا، في تصريحات لموقع الحرة، أن الولايات المتحدة "تأخذ هذه التهديدات على محمل الجد، لأن حرية الملاحة مبدأ دولي أساسي، وسوف تكون التكاليف الباهظة المترتبة على تغيير مسار السفن بعيدا عن البحر الأحمر وقناة السويس محسوسة في مختلف أنحاء العالم".
ويقول الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عمر الشوبكي، لموقع الحرة إنه بغض النظر عما إذا كان موقف الجماعة هو التضامن مع غزة أو توظيف هذه الحرب لأغراض جيوسياسية، ففي النهاية نحن أمام أزمة أثرت على الملاحة الدولية".
وأثارت هجمات الحوثيين، المتحالفين مع إيران، قلق القوى الكبرى، وشنت الولايات المتحدة وبريطانيا عشرات الضربات الجوية على أهداف عسكرية تابعة للجماعة يومي 11 و12 يناير ليلا.
واليوم الثلاثاء أعلن مسؤول أميركي في تصريحات للحرة إن القوات الأميركية استهدفت مجددا مواقع تابعة للحوثيين.
وأوضح المسؤول أنه تم تدمير 4 صواريخ باليستية مضادة للسفن، كانت جاهزة للإطلاق.
لكن الهجوم الحوثي على سفينة أميركية، وفق رويترز، يشير إلى أن تحقيق الردع لم يتحقق.
وجاء في تحليل على صحيفة واشنطن بوست أنه في حين "يبدو أن جماعات مثل حزب الله اللبناني ترغب في تجنب التصعيد المباشر، فقد دفع الحوثيون أنفسهم إلى دائرة الضوء من خلال ارتداء عباءة القضية الفلسطينية".
وكان مسؤولون أميركيون أعلنوا نجاح الضربات الأميركية والبريطانية لحوالي 60 هدفا في اليمن تابعة للمسلحين الحوثيين في البلاد نهاية الأسبوع الماضي.
وقال الجنرال دوغلاس سيمز، مدير العمليات في هيئة الأركان المشتركة الأميركية، الجمعة، إن الولايات المتحدة "واثقة تماما" من نجاحها في إضعاف قدرة الحوثيين على مواصلة مهاجمة السفن في البحر الأحمر بالصواريخ والطائرات بدون طيار.
لكن عددا كبيرا من السفن لا تزال تتجنب عبور البحر الأحمر الذي يقع في مرمى هجمات الحوثيين المستمرة، ويبدو أن الحوثيين أنفسهم لم يخضعوا بعد لتهديدات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، وفق واشنطن بوست.
ما قوتهم الحقيقية؟.. هل تقلصت قدرات الحوثيين بعد الضربات الغربية؟ طرحت الضربات الغربية الأخيرة التي استهدفت مواقع للحوثيين في اليمن تساؤلات عن مدى القدرات العسكرية التي تتمتع بها الجماعة، وعما إذا كانت هذه الضربات قد نجحت في تقليص قدراتها على شن هجمات في البحر الأحمرويرى كيميت أن الولايات المتحدة "ستواصل تصعيد الرد على هجمات الحوثيين بعمليات هجومية".
ويضيف أنه "ليس هناك شك في أن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي سيواصلان مهاجمة أهداف الحوثيين حتى ينتهي تهديدهم".
وقال مسؤول أميركي لشبكة "سي بي أس نيوز"، يوم الثلاثاء، إن التحالف نفذ مزيدا من الضربات خلال الليل على أهداف الحوثيين في مناطق سيطرتها في اليمن، من دون تقديم تفاصيل إضافية.
واعتبر محللون تحدثوا لموقع "ذي هيل" الأميركي أن الضربات الغربية الأخيرة تهدف إلى احتواء الصراع.
وقال بريان كلارك، من معهد هدسون الأميركي، إن الضربات لم تكن تصعيدية، معتبرا أنها كانت فقط في نطاق مصادر الخطر، وحذر في الوقت ذاته من أن الحوثيين "سيستعيدون قوتهم وسيواصلون هجماتهم كما ستفعل الجماعات الإيرانية الأخرى".
وقال: "للقضاء على التهديد حقا، سيتعين عليك القيام بشيء أكثر تصعيدا، مثل مهاجمة خطوط الإمداد القادمة من إيران"، لأن "إيران تريد الاستمرار في لعب دور رئيسي في المنطقة.. يريدون أن يثبتوا أن وكلاءهم يعملون بفعالية ولا يمكن القضاء عليهم بسرعة.. سوف يردون بمواصلة شن هذه الهجمات".
وكان الجيش الأميركي أعلن، الثلاثاء، مصادرة "أسلحة تقليدية متقدمة" على متن قارب كان متجها إلى الحوثيين، وهو دليل، وفقا للجنرال مايكل كوريلا، قائد القيادة المركزية الأميركية، على أن "إيران تواصل شحن المساعدات الفتاكة المتقدمة للحوثيين" خلال هجومهم على السفن التجارية في البحر الأحمر.
USCENTCOM Seizes Iranian Advanced Conventional Weapons Bound for Houthis
On 11 January 2024, while conducting a flag verification, U.S. CENTCOM Navy forces conducted a night-time seizure of a dhow conducting illegal transport of advanced lethal aid from Iran to resupply Houthi… pic.twitter.com/yg4PuTZBh7
ويقول الشوبكي لموقع الحرة إنه "بصرف النظر عن مدى ارتباط حرب غزة بمواقف الحوثيين، يجب أن تبحث الولايات المتحدة جديا في إنهاء العدوان الإسرائيلي على المدنيين في غزة".
ويوضح أنه "من ناحية أخرى، سوف تستمر في الاحتفاظ بهذا النوع من التصعيد المحسوب، أي أنه رغم تهديد الحوثيين جميع السفن الأميركية، سيكون عنوان المرحلة المقبلة هو التصعيد المحسوب".
وهذا يعني أنه " إذا استهدفت سفينة أميركية غدا، سترد القوات الأميركية والبريطانية باستهداف مواقع الحوثيين في اليمن" ويعتقد المحلل أن الخيار الاستراتيجي لواشنطن وطهران "هو عدم الدخول في مواجهة شاملة".
ويقول الشوبكي: "التطورات الأخيرة هي بلا شك تصعيد، لكنه تصعيد محسوب".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: أن الولایات المتحدة فی البحر الأحمر فی الیمن
إقرأ أيضاً:
اليمن: تحول السفن إلى رأس رجاء الصالح تهديد مباشر لمصالح الدول المطلة على البحر الأحمر
قال وزير النقل اليمنى عبدالسلام صالح حُميد، أن تحول حركة السفن إلى رأس رجاء الصالح يمثل تهديدًا رئيسيًا ومباشرًا لمصالح الدول المطلة على البحر الأحمر.
ونقلت صحيفة "الشروق" عن حُميد، أن تأثير ما يحدث في البحر الأحمر لم يقتصر على اليمن وحده، حيث إنه لم يتكبد وحده الخسائر المترتبة على هذه التطورات، وإنما باتت تأثيرات ما يحدث واضحة لدرجة كبيرة على جميع الدول المطلة على البحر الأحمر، ومن بينها مصر.
وأكد أن تأثير تفاقم الأوضاع لن يقتصر على اليمن ومصر والدول المطلة على البحر الأحمر، وإنما من شأنه أن يؤثر على جميع دول العالم.
واعتبر حُميد أن تحرك عدد كبير من السفن، التى كانت تمر عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر وقناة السويس نحو طريق رأس الرجاء الصالح، بالاضافة إلى معوقات التأمين البحرى وارتفاع تكاليف الشحن، وغيرها من التحديات باتت تهدد بصفة رئيسية ومباشرة مصالح الدول المطلة على البحر الأحمر، لذلك فالوضع الراهن يحتم على الجميع العمل على تضافر الجهود لمواجهة هذا الصراع، والتصدى لكل التهديدات التى باتت تحيط بنا جميعًا.
وفيما يخص العلاقات المصرية اليمنية، قال وزير النقل اليمنى، إن مصر هي بلدنا الثانى، والحضن الذى يجمع كل العرب وليس اليمن وحده، الذى تربطه بمصر روابط تاريخية.
وأشاد بموقف القاهرة الداعم لليمن عقب اندلاع الحرب عام 2015، قائلًا: «لقد كانت مصر من أوائل الدول التى فتحت مطاراتها أمامنا عقب الحرب، وسنظل دائمًا حريصين للغاية على تعزيز سبل التعاون، وتوطيد العلاقات المصرية اليمنية على كل الأصعدة».
كما أكد حُميد أن الحكومة اليمنية تبذل جهودًا كبيرة لتجاوز التحديات الناجمة عن الحرب فى اليمن عبر إعادة بناء كل ما تم تدميره سواء فيما يخص المؤسسات أو البنية التحتية.
وأشار إلى تعافى الموانئ والمطارات، حيث يتم فيها العمل بصورة جيدة، وموضحًا أنه على الرغم من ذلك لا يزال هناك المزيد من العمل والجهد المطلوب حتى تتمكن اليمن من استعادة قوتها الاقتصادية.
كما أعرب وزير النقل اليمنى عن تطلع بلاده لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع دول المنطقة العربية فى ضوء توقيعها لاتفاقية نقل البضائع على الطرق البرية بين الدول العربية، مشيرًا إلى أن هذه الاتفاقية ستعد بمثابة مرجعية سواء لتحديد حقوق كل طرف، أو لحل كل النزاعات التى قد تنشأ بين سواء مالكى البضائع أو الناقلات.
كما أكد حُميد أهمية هذه الاتفاقية، لمساهمتها البارزة فى تعزيز الروابط والصلات بين اليمن والدول العربية، خاصة دول الخليج العربى التى تربطها باليمن حدود جغرافية مباشرة.
وأشار إلى أن الهدف الرئيسى من الاتفاقية هو تشجيع نقل البضائع بين الدول العربية ومنح المزيد من التسهيلات لنقل البضائع برًا، فضلًا عن تجاوز القيود ومعوقات النقل البرى على الطرق فيما بينها.
وأوضح حُميد أن من أبرز امتيازات هذه الاتفاقية هو مساهمتها فى توحيد القواعد والإجراءات المنظمة للنقل الدولى للبضائع على الطرق بين الدول المتعاقدة، لا سيما فيما يتعلق بالوثائق المستخدمة فى عملية النقل الدولى للبضائع أو فيما يتعلق بمسئولية الناقل والحفاظ على حقوق الأطراف المختلفة وضمان السرعة فى حل المنازعات.