حديث لـ حميدتي عن المفاوضات وإيقاد
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
رصد – نبض السودان
قال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتي إن أي طرف يحاول عرقلة أو منع اجتماعات هيئة إيقاد أو مغادرة طاولة المفاوضات دون سبب مقنع يقوم بخيانة السودانيين.
وأكد حميدتي في بيان اليوم التزامه بعمليات التفاوض والمشاركة في اجتماعات هيئة إيقاد بشأن الوضع الأمني بالسودان ضمن قمة استثنائية بكمبالا في 18 يناير الحالي.
وكانت وزارة الخارجية السودانية قالت في بيان بوقت سابق من اليوم الثلاثاء إن وزير الخارجية المكلف علي الصادق قد أبلغ نظيره الجيبوتي، رئيس مجلس إيقاد الوزاري، بقرار حكومة السودان وقف الانخراط وتجميد التعامل مع ايقاد بشأن ملف الأزمة في السودان لإقحامها الوضع في السودان ضمن جدول أعمال القمة الاستثنائية لرؤساء إيقاد من دون التشاور مع السودان ودعوة قائد قوات الدعم السريع في سابقة خطيرة، حسب بيان الخارجية.
وأوضح حميدتي أن هذه المفاوضات لا ينبغي أن تقتصر على محادثات بين شخصين محددين ويجب أن تشمل جميع السودانيين لتحقيق مطالبهم في الحرية والسلام والعدالة، حسب البيان، وتوقع أن يقدم الطرف الآخر ذات المستوى من الالتزام.
وشدد على ضرورة انتقال السودان سريعا نحو مستقبل ديمقراطي عبر إجراء انتخابات حرة ونزيهة بنهاية الفترة الانتقالية إلى جانب أن يكون للسودان جيش موحد مهمته الأساسية الدفاع عن البلاد بعيدا عن التدخل في السياسة والاقتصاد.
وتابع “أؤكد التزام قوات الدعم السريع بالمفاوضات والحوار والسلام، بُغية رسم مستقبل أفضل للسودان”.
وأشار إلى حزمة أفكار قال إنها ستُشكّل مبادئ وأولويات ستوجه موقف الدعم السريع بخصوص أية محادثات أو مفاوضات سلام مستقبلية.
وذكر حميدتي أن طبيعة اجتماع رؤساء الإيقاد أو أي مفاوضات مقبلة، ليست مسألة تتعلق بالمصالح الشخصية، ولا ينبغي لها أن تدور حول أجندة أي مجموعة بعينها، ويجب أن تتم المفاوضات من أجل تحقيق مستقبل مستدام للسودان، وأن تؤدي إلى حل شامل يضم جميع السودانيين.
وشدد على أنهم يدخلون هذه المفاوضات بحسن نية وعزيمة لإنجاحها، “لأننا ندرك أن خسارة أي سوداني هي مأساة يجب أن نتحمل مسؤولية منع وقوعها، وإذا فشلنا في هذا المسعى، فسيحكم علينا التاريخ والشعب السوداني. ولذلك، فإنني أؤكد التزامي بالسلام والمفاوضات بهدف رسم مستقبل مشرق لبلادنا الحبيبة”.
وأضاف أن هدفهم الوحيد هو إقامة دولة سودانية ديمقراطية مستقرة تنعم بالسلام وأبدى استعدادهم لتقديم أي تضحيات من أجل سودان ينعم بالديمقراطية والسلام.
وزاد ” همنا لا يتعلق بمسألة تقاسم السلطة؛ وإنما نسعى لإقامة سودان ديمقراطي تُجرى فيه الانتخابات بطريقة نزيهة وعادلة”.
وتوقع مشاركة وإسهام المؤسسات الوطنية المؤيدة للديمقراطية، سواء كانت منظمات المجتمع المدني أو الجماعات الدينية أو المنظمات الشبابية أو الجمعيات المهنية أو عامة الشعب السوداني في المفاوضات، متعهدا بإحضار تطلعاتهم ومطالبهم ومخاوفهم إلى طاولة المفاوضات.
وشدد على رفضه تقسيم السودان على أساس إقليمي كوسيلة للخروج من الصراع الحالي، قائلا: نعارض بشكل قاطع أي محادثات أو مقترحات تشكك في وحدة السودان أرضاً وشعباً. بل سنعمل من خلال هذه المفاوضات لدحض مثل هذه الأفكار والدعوات”.
وقال قائد قوات الدعم “نحن كجهات فاعلة ومسؤولة، ملتزمون تماماً بعمليات المفاوضات وتعزيز السلام. سأشارك في اجتماع الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية، واضعين في الاعتبار هذه المبادئ والأهداف. سننجح في تحقيق السلام والازدهار، وتعزيز الديمقراطية والأمن”.
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: المفاوضات حديث عن لـ حميدتي الدعم السریع قوات الدعم
إقرأ أيضاً:
من يدعم بقاء السودان موحدا هو من يدعم بقاء الدولة
بعض القوى السياسية من جماعة (تقدم) وتحديدا من عناصر فيهم أكثر تحالفا مع مليشيا الدعم السريع تسعى لتشكيل حكومة، هناك مقولة تهكمية في رواية (مزرعة الحيوان) ننسج على منوالها هذه العبارة: (كل جماعة تقدم حلفاء للدعم السريع إلا أن بعضهم أكثر تحالفا من الآخرين)، المقولة الأصلية هي (كل الحيوانات متساوية إلا أن بعض الحيوانات أكثر مساواة من الآخرين)، هي مقولة من القواعد التي وضعتها (الخنازير) بعد ثورتها التي صورها الأديب الإنجليزي الساخر جورج أورويل.
من المهم أن تبدأ هذه الجماعة مراجعات كبيرة وجذرية، فمن يرغب منهم في تشكيل حكومة موازية لحكومة السودان الواقعية والمعترف بها ليس بريئا من حالة عامة من غياب الرشد الوطني والتمادي بالصراع لأقصى مدى هذا نوع من إدمان حالة المعارضة والاحتجاج دون وعي وفكر. وهؤلاء لا يمكن لجماعة تقدم نكران أنهم جزء منها بأي حال.
الخطأ مركب يبدأ من مرحلة ما قبل الحرب، لأن السبب الرئيس للحرب هو تلك الممارسة السياسية السابقة للحرب. ممارسة دفعت التناقضات نحو مداها الأقصى، وهددت أمن البلاد وضربت مؤسساتها الأمنية، لقد كان مخططا كبيرا لم ينتبه له أولئك الناشطون الغارقون في حالة عصابية مرضية حول الكيزان والإسلاميين، حالة موروثة من زمن شارع المين بجامعة الخرطوم وقد ظنوا أن السودان هو شارع المين.
ثمة تحالف وتطابق في الخطاب وتفاهم عميق منذ بداية الحرب بين الدعم السريع وجماعة تقدم، واليوم ومع بروز تناقضات داخل هذا التحالف بين من يدعو لتشكيل حكومة وبين من يرفض ذلك، فإننا أمام حالة خطيرة ونتيجة منطقية للسردية الخاطئة منذ بداية الحرب.
الحرب اليوم بتعريفها الشامل هي حرب الدولة ضد اللادولة، آيدلوجيا الدولة دفاعية استيعابية للجميع وتري فيها تنوع السودان كله، ولم تنقطع فيها حتى سبل الوصل مع من يظن بهم أنهم من حواضن للمليشيا، هذه حقيقة ملموسة. أما آيدلوجيا المليشيا هجومية عنيفة عنصرية غارقة في خطاب الكراهية، وتجد تبريراتها في خطاب قديم مستهلك يسمى خطاب (المظلومية والهامش).
من يدعم بقاء السودان موحدا هو من يدعم بقاء الدولة، وكيفما كانت تسميته للأمور: وقف الحرب، بناء السلام، النصر…الخ، أو غير ذلك المهم أنه يتخذ موقفا يدعم مؤسسة الدولة القائمة منحازا لها، من يتباعد عن هذا الموقف ويردد دعاية الدعم السريع وأسياده في الإقليم فإنه يدعم تفكيك السودان وحصاره.
نفهم جيدا كيف يمكن أن يستخدم مشروع المليشيا غير الوطني تناقضات الواقع، والأبعاد الاجتماعية والعرقية والإثنية، لكنه يسيء فهمها ويضعها في سياق مضلل هادفا لتفكيك الدولة وهناك إرث وأدبيات كثيره تساعده في ذلك، لكننا أيضا نفهم أن التناقض الرئيس ليس تناقضا حول العرق والإثنية بل حول ماهو وطني وما ليس وطني، بكل المعاني التي تثيرها هذه العبارات.
عليه ومهما عقدوا الأمور بحكومة وهمية للمليشيا مدعومة من الخارج، ومهما فعلوا سيظل السودان يقاتل من أجل سيادته وحريته ووطنيته والواقع يقول أن دارفور نفسها ليست ملكا للمليشيا، وأن الضعين نفسها هي جزء من السودان الذي يجب أن يتحرر ويستقل ويمتلك سيادته عزيزا حرا بلا وصاية.
والله أكبر والعزة للسودان.
هشام عثمان الشواني
إنضم لقناة النيلين على واتساب