على مدار عقود قضى الرجل الثمانينى رفعت إسماعيل حياته مشرداً فى شوارع القاهرة، بعدما هرب من منزل والده صغيراً لقسوته عليه، وفضل العيش بعيداً عن الأب والأسرة لما وجده من غلظة وعناء، ولم يعلم أنه سيدفع ثمناً غالياً لهذا القرار.

الفصل الأول من المعاناة فى حياة «عم رفعت» كما يلقبه نزلاء الدار التى يقيم بها حالياً، بدأ مبكراً فى طفولته بعدما أخذه والده معه محل الخياطة ليتعلم مهنة جديدة، ولكنه كان يقسو عليه دائماً ويعنفه، وهو ما دفعه إلى الهروب من المنزل فى سن صغيرة، ولم يكن قد أكمل 20 عاماً حينها، بحسب حديثه: «كنت عايش مع أبويا وأمى واخواتى الـ6 فى الدرب الأحمر، ومكملتش تعليمى علشان روحت الورشة مع والدى أتعلم الخياطة لكنه كان بيضربنى فقررت الهروب»، يقول «رفعت» إن جلوسه فى الشارع كان أرحم من العيش مع والده، حيث اعتاد الهروب مرات عدة من المنزل والعودة مجدداً قبل أن يرحل بلا رجعة.

عاش الثمانينى أكثر من 10 سنوات متصلة فى الشارع، إلى أن قرر المبيت فى مسجد السيدة زينب لمدة تخطت الشهرين، حتى طرده عمال المسجد: «قالوا لى النوم ممنوع ده بيت ربنا وأكيد معاهم حق، وقتها خرجت وأنا مش عارف هروح فين، لكن رغم كل ده مكنتش عايز أرجع البيت تانى».

10 سنوات تشرد لـ«عجوز ثمانينى»: «كنت بنام على الأرصفة.. والدنيا ضحكتلى»

أمام وزارة الأوقاف افترش الرجل الرصيف، وظل لأكثر من 4 سنوات هناك، وبعدها انتقل إلى أحد الجراجات ومكث بداخله 6 سنوات كاملة: «كان الموت أهون عليّا من عيشتى دى، سنى كبر ونسيت كل حاجة حتى شكل اخواتى»، ظل الرجل هكذا يتنقل من منطقة إلى أخرى ويفترش الشارع حتى بلغ من العمر أرذله، ولكن مؤسسة معانا لإنقاذ إنسان احتضنته وأعادت البسمة إليه: «قضيت عمرى أنام فى كل شارع شوية وتحت الكبارى، وكنت حاسس إنى هموت مشرد، لكن الدنيا ضحكتلى تانى لما دخلت المؤسسة». 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: التضامن القيادة السياسية حياة كريمة

إقرأ أيضاً:

دراسة: ليس البشر وحدهم يتقنون عمليات بتر الساق إنقاذا للحياة

أظهر بحث جديد أن نوعا من النمل يجري عمليات بتر أطراف لرفاقه المصابين، لتحسين فرص بقائهم على قيد الحياة.

ورُصد هذا السلوك في النمل الحفار في فلوريدا، واسمه العلمي "كامبونوتوس فلوريدانوس"، وهو نوع بني يميل للحمرة يبلغ طوله أكثر من نصف بوصة (1.5 سنتيمتر) ويسكن بعض مناطق من جنوب شرق الولايات المتحدة.

ولاحظ الباحثون أن هذا النمل يعالج الأطراف المصابة لرفاقه إما عن طريق تنظيف الجرح باستخدام أجزاء من الفم أو عن طريق البتر بقضم الطرف التالف.

ويعتمد اختيار نوع الرعاية على موقع الإصابة. فحين تكون الإصابة الشديدة في أعلى الساق، يتم البتر دائما. وحين تكون الإصابة في الأسفل، فإن الساق تخضع للعلاج دوما.

وقال عالم الحشرات إريك فرانك من جامعة فورتسبورغ في ألمانيا، رئيس فريق البحث الذي نُشر، الثلاثاء في دورية كارنت بيولوجي "في هذه الدراسة، نصف لأول مرة كيف يستخدم حيوان غير بشري عمليات بتر أطراف فرد آخر لإنقاذ حياته".

وأضاف فرانك "أنا مقتنع بأنه يمكننا القول مطمئنين إن نظام النمل الطبي لرعاية المصابين هو الأكثر تطورا في مملكة الحيوان، ولا ينافسه إلا نظامنا".

ويتخذ هذا النوع من النمل من الخشب المتعفن بيوتا ويدافع بضراوة عن بيته ضد مستعمرات النمل المنافسة.

وقال فرانك "في حال نشوب معارك، تظهر مخاطر الإصابة".

ودرس الباحثون إصابات الجزء العلوي من الساق، أي الفخذ، والجزء الأسفل.

وتشيع مثل هذه الإصابات في النمل البري من مختلف الأنواع، وتحدث أثناء القتال أو الصيد أو بسبب الافتراس من حيوانات أخرى.

وقال فرانك إن النمل "يتخذ القرار بين بتر الساق أو قضاء وقت أكبر في رعاية الجرح. ولا نعرف كيف يقرر ذلك. لكننا نعرف سبب اختلاف العلاج".

ويتعلق الأمر بتدفق اللمف الدموي، وهو سائل يجمع بين اللونين الأزرق والأخضر، وهو المعادل للدم في معظم اللافقاريات.

وقال فرانك "تؤدي الإصابات الموجودة أسفل الساق إلى زيادة تدفق اللمف الدموي، مما يعني أن مسببات الأمراض تدخل الجسم بالفعل بعد خمس دقائق فحسب، وهذا يجعل عمليات البتر عديمة الفائدة بحلول الوقت الذي يمكن إجراؤها. أما الإصابات الموجودة في أعلى الساق فيكون تدفق اللمف الدموي فيها أبطأ بكثير، مما يعطي وقتا كافيا لعمليات بتر فعالة في الوقت المناسب".

وفي كلتا الحالتين، ينظف النمل أولا الجرح، ويرجح أنه يضع عليه إفرازات من الغدد الموجودة في الفم ويمتص أيضا اللمف الدموي المصاب والملوث.

وتستغرق عملية البتر نفسها 40 دقيقة على الأقل، وأحيانا أكثر من ثلاث ساعات، مع عض مستمر في الكتف.

وفي عمليات البتر بعد إصابة الجزء العلوي من الساق، تراوح المعدل الموثق للبقاء على قيد الحياة بين 90 و95 بالمئة، مقارنة بنحو 40 بالمئة للإصابات التي لم تخضع لعلاج. وفي إصابات أسفل الساق التي خضعت للتنظيف فحسب، بلغ معدل البقاء على قيد الحياة نحو 75 بالمئة، مقارنة بنحو 15 بالمئة للإصابات التي لم تخضع لعلاج.

ورُصدت عناية بالجروح في أنواع أخرى من النمل تضع فيها هذه الأنواع إفرازات غددية لها فعالية المضادات الحيوية على مناطق الإصابة. لكن النوع الذي تناولته الدراسة الحالية يفتقر إلى تلك الغدد.

والنمل لديه ست سيقان وتعمل النملة بكامل طاقتها بعد فقد ساق واحدة.

ولوحظ قيام أنثى النمل بهذا العمل.

وقال فرانك "جميع النمل العامل إناث. ويلعب الذكور دورا ثانويا فحسب في مستعمرات النمل، فهم يتزوجون الملكة مرة واحدة ثم يموتون".

فلماذا إذن يجري النمل عمليات البتر هذه؟

قال فرانك "هذا سؤال شيق ويضع تعريفنا الحالي عن التعاطف موضع شك، على الأقل إلى حد ما. ولا أعتقد أن النمل يتسم بالشفقة".

ومضى يقول "هناك سبب تطوري بسيط جدا لرعاية المصابين. إنه يوفر الموارد. إذا تمكنت من إعادة تأهيل عامل بجهد قليل نسبيا سيصبح مرة أخرى عضوا منتجا نشطا في المستعمرة، فهناك قيمة عالية جدا للقيام بذلك. وفي الوقت نفسه، إذا أصيب فرد ما بجروح خطيرة، فلن يهتم به النمل، بل سيتركه لحتفه".

مقالات مشابهة

  • حياة كريمة ترتقي بأطفال العشوائيات.. أحلامك أوامر
  • الرئيس تبون..سيدي عبد الله قبل 10 سنوات كانت أرض بيضاء توزع على أشخاص
  • قناة السويس تبحث مع رابطة ملاك سفن الصب الجاف سبل التعاون وتعزيز الأمان في البحر الأحمر
  • مدير تعليم نجع حمادي يتفقد مدرسة الشهيد محمد رفعت الإعدادية بالشطبية
  • ليس البشر فقط..النمل أيضا يجري عمليات بتر أطراف منقذة للحياة
  • دراسة: ليس البشر وحدهم يتقنون عمليات بتر الساق إنقاذا للحياة
  • في ظل الأمان والاستقرار.. أبرز مطالب أهالي الشرقية من الحكومة الجديدة
  • غادة عبد الرازق: الجمهور بيحبني في دور الانتقام.. والفن في مصر «مش بقوة زمان» | فيديو
  • احتجاز مخرجين فرنسيين شهيرين بتهم اعتداءات جنسية واغتصاب لممثلات
  • ذكرى ميلاد "رأفت الهجان".. أخطر جاسوس مصري في إسرائيل