أجمع خبراء ومحللون على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد إطالة الحرب على قطاع غزة لأطول فترة ممكنة، وسط تباين في الآراء بشأن حجم الضغط الذي تمارسه الإدارة الأميركية على تل أبيب لوقفها.

وقال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي -في حديثه لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟"- إن إطالة الحرب رهن قرارات نتنياهو حتى تلجم إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الحكومة الإسرائيلية، مؤكدا أن "واشنطن تستطيع إن أرادت، ولكنها لا تريد".

وأشار إلى أن نتنياهو يستخدم دماء الفلسطينيين من أجل بقائه بالحكم ولأهداف انتخابية، مبينا أن إسرائيل في أزمة لأنها فشلت في تحقيق أهداف الحرب، في حين انفجرت التناقضات داخل مجلس الحرب، مؤكدا أن تصريحات بعض أعضاء مجلس الحرب أبرز دليل.

ولفت إلى أن واشنطن لو كانت تريد وقف الحرب "لوافقت على تمرير قرار بمجلس الأمن"، بل أنها لجأت للتصعيد بالبحر الأحمر في توسيع للصراع، واصفا ما يحدث بأنه نفاق للتغطية على عدوان لم يشبه له مثيل خلال القرن الحديث.

وحول رؤية واشنطن لليوم التالي الحرب التي تقوم على التطبيع الإقليمي والأمن لإسرائيل ودولة للفلسطينيين، قال البرغوثي إن الترتيب يظهر كل شيء "فالتطبيع استخدم من قبل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لتصفية القضية الفلسطينية، وكذلك الأمر بالنسبة لنتنياهو وبايدن".

وتساءل البرغوثي "كم ألف طفل جديد يجب أن يموتوا؟، وكم حجم الدمار المطلوب بغزة لكي تضغط واشنطن على تل أبيب؟"، مؤكدا أن نتنياهو يريد قتل جميع الأسرى الإسرائيليين للتخلص من هذا الملف.

وفي مواجهة كل هذا، طالب البرغوثي بضرورة التوافق على قيادة فلسطينية موحدة وتشكيل حكومة وطنية مؤقتة تعد بإجراء انتخابات في طريق إنهاء الاحتلال، الذي يواجه خسائر بشرية واقتصادية كبيرة، فضلا عن حصار عالمي وتصاعد حركة المقاطعة ضد إسرائيل.

إحباط أميركي

بدوره، يعتقد الدبلوماسي السابق بالخارجية الأميركية تشارلز دان أن نتنياهو يريد استمرار الحرب لأشهر، رغم أن إسرائيل لا تملك مخرجا نهائيا لها.

واختلف الدبلوماسي الأميركي مع البرغوثي، رافضا الرأي القائل بأن واشنطن لا تريد إنهاء الحرب، مستندا إلى أن إدارة بايدن حاولت جاهدة للحيلولة دون اتساع نطاق الحرب، وأرسلت رسائل لإيران وحذرت الحوثيين.

ومع أنه أقر بأن واشنطن اتخذت موقفا مناصرا لإسرائيل، لكنه استدرك بالقول إن "هذا لا يعني أنها لا تريد وقف الحرب"، مبينا أن الولايات المتحدة تبنت موقفا تقليديا داعما لإسرائيل، ومع ذلك طالبت بتخفيف حدة العمليات في غزة، ولكنها لم تنجح في إقناع الإسرائيليين.

وأشار إلى أن بايدن تعرض لكثير من الرفض الإسرائيلي لمقترحاته حول كيفية إنهاء الحرب وأنه "ليس سعيدا بما تلقاه من ردود"، قبل أن يضيف أن واشنطن لم تفرض ضغوطا قوية على لإسرائيل، ملوحا بأن صبر الإدارة الأميركية بدأ ينفد، وأن هناك شعورا بالعجز في صفوفها تجاه موقف تل أبيب.

أسباب إطالة الحرب

من جانبه، عدد الخبير بالشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى أسبابا حول تمسك نتنياهو بإطالة الحرب، منها رغبته في البقاء بالمشهد السياسي، استنادا لقاعدة شعبية إسرائيلية لا تزال تريد استمرار الحرب، علاوة على أن الحكومة اليمينية تربط إطالة الحرب ببقائها، ووقفها يعني تفكيكها.

وإضافة إلى ذلك، ترغب المؤسسة العسكرية بإسرائيل في إطالة الحرب، لأن هيبتها تعد قضية مركزية، كما ترغب في إعادة ترميم حالة الردع أمام الأعداء، وفق مصطفى.

وحول ملف الأسرى، لفت الخبير بالشأن الإسرائيلي إلى أن عائلات هؤلاء المحتجزين تدرك أن نتنياهو غير جاد في حله "لذلك اتجهوا إلى عضو مجلس الحرب بيني غانتس الأكثر عقلانية"، الذي قال سابقا إن هذا الموضوع لديه يعتبر الأولوية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: إطالة الحرب أن نتنیاهو أن واشنطن إلى أن

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يعقد مشاورات عاجلة بشأن الصفقة وإسرائيليون يتظاهرون لإنهاء الحرب

ذكرت صحيفة إسرائيل اليوم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيعقد اليوم جلسة مشاورات محدودة لمناقشة تطورات المحادثات الرامية لإبرام صفقة تبادل للأسرى مع المقاومة في قطاع غزة، بينما تظاهر عشرات الإسرائيليين المناهضين للحرب أمام وزارة الدفاع الإسرائيلية.

وذكرت القناة 13 الإسرائيلية أن جلسة المشاورات ستكون بحضور عدد محدود من الوزراء من بينهم وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش.

من جانبها، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن نتنياهو دعا لمناقشة أمنية عاجلة اليوم تزامنا مع تقدم في مفاوضات صفقة تبادل الأسرى.

"الأسرى ليسوا أولوية"

وكانت صحيفة هآرتس ذكرت أن قريب أحد المحتجزين الإسرائيليين في غزة نقل عن مسؤول كبير بفريق التفاوض أن إعادة المحتجزين ليس من أولويات الحكومة الإسرائيلية التي تُفضل تدمير حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على استعادة هؤلاء.

وأوضحت الصحيفة أن قريب المحتجز تحدث إلى المسؤول في فريق التفاوض قبل مغادرة الوفد الإسرائيلي إلى قطر أمس الأول الجمعة، من أجل استئناف مفاوضات إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين مع حماس.

وفي سياق متصل، قال رئيس بلدية سديروت ألون دافيدي إنه يتفهم مدى أهمية وجود الجيش الإسرائيلي في غزة، مشددا على أنه لا يمكن للجيش الانسحاب من محوري نتساريم وفيلادلفيا بالقطاع.

إعلان

وأضاف أن "على الجيش الإٍسرائيلي البقاء لسنوات عديدة في غزة بهدف حماية مواطني دولة إسرائيل الذين تلقوا أكبر ضربة في العقود الأخيرة" على حد تعبيره.

ضغوط

وتأتي التصريحات الإسرائيلية بعد تسجيل جديد نشرته كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس لأسيرة إسرائيلية مجندة في الخدمة العسكرية، وهي تخاطب عائلتها وحكومتها قائلة "أنا أسيرة في غزة منذ 450 يوما، حياتي توقفت، اليوم بداية عام جديد، كل العالم يحتفل، فقط نحن نبدأ عاما مظلما وعاما من الوحدة".

وأضافت المحتجزة -التي تدعى ليري ألباج (19 عاما) وظهرت في زي يشبه الزي العسكري الإسرائيلي- "نحن لسنا في سلّم أولويات حكومتنا ولا جيشنا، حتى العالم بدأ ينسانا ولا يهتم لمعاناتنا".

وذكرت في الفيديو أن زميلتها "مصابة بجراح خطيرة بسبب عمليات الجيش الحالية، نحن في كابوس مرعب جدا، بقاؤنا على قيد الحياة مرتبط بانسحاب الجيش وعدم وصوله إلينا".

ووجهت المجندة تساؤلا إلى حكومة نتنياهو "يا حكومة إسرائيل، لو كان أحباؤكِ هم الذين في الأسر هل كانت الحرب ستستمر حتى الآن؟! حقا أريد أن أسألك: هل تريدين قتلنا؟".

في أول رد فعل إسرائيلي على المقطع الذي نشرته كتائب القسام للأسيرة، أوردت هيئة البث الإسرائيلية أن والدة الأسيرة طالبت نتنياهو وحكومته باتخاذ قرار بإعادة الأسرى.

بدورها، نشرت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة بيانا قالت فيه إن إشارة الحياة من ليري هي دليل قوي وموثوق على ضرورة الاستعجال بإعادة جميع "المخطوفين".

مظاهرات ضد الحرب

ويتزايد استياء الإسرائيليين -خاصة ذوي المحتجزين في غزة- من تعاطي الحكومة الإسرائيلية مع موضوع الأسرى، كما يطالب بعضهم بوقف الحرب على القطاع، فقد ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن عشرات المتظاهرين الإسرائيليين المؤيدين للفلسطينيين تظاهروا أمام مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب.

إعلان

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن المتظاهرين يصورون الجنود عند مدخل وزارة الدفاع ويصفونهم بقتلة الأطفال في قطاع غزة.

وقتل الجيش الإسرائيلي 1091رضيعا فلسطينيا خلال حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، بينهم 238 ولدوا واستشهدوا خلال الحرب، و853 رضيعا ولدوا قبل الحرب واستشهدوا قبل بلوغ عامهم الأول، وفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

مقالات مشابهة

  • ما لا تعرفه عن أحدث صفقة أسلحة أمريكية مقدمة لإسرائيل
  • «وول ستريت جورنال» تلقي الضوء على صفقة الأسلحة الأمريكية الجديدة لإسرائيل
  • نتنياهو يعقد مشاورات عاجلة بشأن الصفقة وإسرائيليون يتظاهرون لإنهاء الحرب
  • لماذا ذهبت قوات الدعم السربع إلى الحرب؟
  • متظاهرون في الاحتلال يهاجمون نتنياهو
  • واشنطن تقر صفقة أسلحة ضخمة لإسرائيل بقيمة 8 مليار دولار
  • قبيل رحيله.. بايدن يطلب من الكونغرس الموافقة على صفقة سلاح ضخمة لـإسرائيل
  • هل سنشهد صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس ووقف إطلاق النار في لبنان؟.. خبراء يجيبون لـ "الفجر"
  • كيف تتغلب الدولة على مخططات الغرب في ملف حقوق الإنسان؟.. خبراء يجيبون
  • زيلينسكي: ترامب "الغامض" يستطيع إنهاء الحرب