خبراء: «التشرد» ظاهرة اجتماعية لها العديد من التبعات الاجتماعية والأمنية والإنسانية
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
أكد خبراء علم النفس والاجتماع أن المشردين لهم حق أصيل فى المجتمع وهو ما تقوم الدولة على منحه لهم خلال السنوات الماضية من خلال إنشاء دور رعاية تتولى أمورهم، وكلفت عدداً كبيراً من قطاعاتها بضرورة تقديم الدعم لهم، مشيرين إلى أن التشرد ظاهرة اجتماعية لا يمكن أن تقتصر على مكان دون غيره لكونها تتسم بالتغير والتنقل، ولها العديد من التبعات الاجتماعية والأمنية والإنسانية.
وقالت د. إقبال السمالوطى، عميد المعهد العالى للخدمة الاجتماعية الأسبق، إن هناك اختلافاً كبيراً حول تعريف ظاهرة التشرد وأسبابها لأن هناك عدداً كبيراً من المواطنين يفترشون الأرصفة لأسباب مختلفة، فمنهم مَن على خلاف مع أسرته ومنهم من جاء من محافظة أخرى، وهناك عدد كبير منهم لديه إعاقة ذهنية أو عقلية، أو من يتخذ التسول وسيلة لكسب العيش، وهؤلاء لا بد من التصدى لهم.
وأكدت عميد المعهد العالى للخدمة الاجتماعية أن الدولة تقوم بجهود كبيرة فى هذا الملف لإنقاذ أكبر عدد من المشردين ولا يقتصر دورها على إيداعهم دور الرعاية التابعة لها بل تذهب بعيداً إلى حيث الاهتمام بمعرفة أسباب التشرد ومحاولة الصلح بينه وبين أسرته فى حالة أن يكون سبب التشرد خلافاً عائلياً، مضيفة: «الدولة عملت جهود لحصرهم لمعرفة حالتهم الاجتماعية والاقتصادية، وأسست بيوتاً لهم بها كافة سبل الرعاية، بخلاف دورها المهم فى دعم المواطنين محدودى الدخل من خلال تكافل وكرامة ودى من أهم العوامل اللى ممكن تقلل من ظاهرة التشرد، لأنها فى الأساس مرجعها اقتصادى».
وأرجعت «السمالوطى» ظاهرة التشرد بشكل أساسى إلى انحراف القيم فى المجتمع الذى أدى بدوره إلى إهمال المسنين بعد أن كان الجميع يعمل على خدمتهم، وهذا ما يفسر وجود عدد كبير من كبار السن مشردين فى الشوارع، وتابعت: «كنا نرعى المسنين ونعتبر أن أداء الواجب تجاههم أمر مسلم به، أصبحنا الآن نضحى بهم ونتركهم فى الشوارع».
«فرويز»: يفتقدون العاطفةوقال د. جمال فرويز، أستاذ علم النفس، إن دور الرعاية التى أسستها الدولة وتشرف عليها تلعب دوراً مهماً فى دعم المشردين وإنقاذهم من خلال العمل على توفير رعاية لاحقة لهم بعد إنقاذهم، وهذا الأمر مفيد من الناحية النفسية لمن لا مأوى لهم، وتابع: «المشرد شخص يفتقد العاطفة وهذا سبب تشرده، لأنه دوماً يبحث عنها من خلال التجول فى الشوارع وعلى دور الرعاية أن تولى اهتماماً بحالتهم النفسية وأن تسمع قصصهم بإمعان شديد».
وأضاف: «لتحسين الحالة النفسية للمشردين بعد الإنقاذ من الشارع لا بد أن يكون هناك اهتمام كبير بمعرفة السبب الذى أدى إلى التشرد، ومحاولة حل المشكلة سواء من خلال التنسيق والتواصل مع أهل المشرد أو من خلال تكثيف جلسات النقاش الجماعى لتنمية مهارات التواصل لديه وكل ما تزود العاطفة كل ما يكون إنساناً صالحاً فى المجتمع، لأنهم أناس لديهم عاطفة زائدة يريدون تفريغها وأثمن جهود الدولة فى هذا الملف وأرى أن التعامل مع المشردين الآن هو تعامل إيجابى».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: التضامن القيادة السياسية حياة كريمة من خلال
إقرأ أيضاً:
التنمر والعلاقات الاجتماعية: التأثيرات والمخاطر .. ندوة تثقيفية بآداب الوادي الجديد
نظمت كلية الآداب بجامعة الوادى الجديد ندوة حوارية متميزة بعنوان (التنمر والعلاقات الاجتماعية: التأثيرات والمخاطر)، والتي حاضرت فيها الدكتور هند أشرف عباس – المدرس بقسم علم الاجتماع بالكلية.
قضايا التنمروفى كلمة الاستاذ الدكتور محمد عبد السلام عميد كلية الآداب بالجامعة أكد فيها على أهمية مناقشة قضايا التنمر في ظل تزايدها في المجتمع، مشددًا على دور المؤسسات التعليمية في توعية الشباب بمخاطر التنمر، وسبل مواجهته.
وقال دكتور محمود محارب وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة خلال كلمته ان الهدف من عقد هذه الندوة في تعزيز الوعي الاجتماعي للطلاب، وتطوير استراتيجيات فعالة لمواجهة تحديات التنمر، والحد من آثاره من خلال التشجيع على بناء علاقات اجتماعية صحية، وإيجابية بين الأفراد.
ومن جانبها أشارت دكتورة هند أشرف المدرس بقسم اجتماع إلى أن ضحايا التنمر غالبًا ما يعانون من تدني تقدير الذات، والقلق، والاكتئاب، ومشاكل في التكيف الاجتماعي، مما يؤثر سلبًا على حياتهم الاجتماعية، والأكاديمية، ومن ثم عرضت استراتيجيات مواجهة التنمر، مشددة على أهمية الدعم النفسي والاجتماعي للضحايا.
وشهدت الندوة مداخلات متعددة ومناقشات حية بين الحضور، حيث شارك الطلاب تجاربهم الشخصية، وطرح أفكارهم حول كيفية التصدي للتنمر، وتعزيز ثقافة الاحترام والتسامح داخل المجتمع الجامعي.
وأضاف دكتور خلف بدوي منسق الأنشطة الطلابية تأتي هذه الفعالية في إطار جهود كلية الآداب لتعزيز العلاقات الاجتماعية الإيجابية، ودعوة لتبني برامج توعوية مستدامة لمكافحة التنمر، بما يُسهم في خلق بيئة تعليمية صحية.