متحف سوهاج القومي.. منارة ثقافية تحمل عبق التاريخ.. مركز إشعاع يجذب أنظار الزوار والسائحين.. السوهاجية يعبرون عن فخرهم: متحفنا يروى قصة تاريخنا بشكل فريد
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
تتألق محافظة سوهاج بمتحفها القومي، الذي يعتبر نافذة تاريخية للزمن البعيد ومخزنًا للفنون والآثار الثقافية، يقع المتحف في مبنى فني يمزج بين الطراز الحديث والعمارة التقليدية، مما يمنح الزوار تجربة فريدة من نوعها، ويضم متحف سوهاج القومي مجموعة رائعة من القطع الأثرية التي تعود إلى فترات مختلفة، من العصور القديمة حتى العصور الوسطى، وتتنوع المعروضات بين الآثار الفرعونية، والتماثيل الكوبية، والأقمشة النسيجية الفاخرة، مما يعكس تنوع التراث التاريخي للمنطقة، ويسهم المتحف في نشر الوعي حول الثقافة المصرية وتاريخها العريق، تقام فيه أيضًا فعاليات ثقافية وورش عمل للتواصل مع الجمهور وتشجيع الشباب على استكشاف تراثهم، وبفضل مكانته البارزة كوجهة ثقافية، يعتبر متحف سوهاج القومي جزءًا لا يتجزأ من تراث المنطقة، حيث يتيح للزوار رؤية عميقة لتطور الحضارة المصرية والاستمتاع بالفنون التي شكلت تاريخ البلاد،
"البوابة نيوز"، تصطحبكم في جولة داخل متحف سوهاج القومي.
موقع وتاريخ المتحف
وقع الاختيار على موقع متحف سوهاج على شاطئ النيل بمدينة ناصر بالضفة الشرقية، تأكيدًا على دور نهر النيل فى استقرار الحضارة المصرية العريقة وازدهارها، كما يحتوى المتحف على مرسى سياحي لوقوف البواخر السياحية.
ويعود بناء المتحف الي عام ١٩٩٣ حيث وُضِع حجر الأساس، ثم توقف العمل به بعد ذلك لأمور هندسية وفنية، وتم استئناف العمل به من جديد عام 2006، ثم توقّف العمل مرة أخرى بعد قيام ثورة 25 يناير عام 2011، قبل أن تقوم وزارة الآثار بمواصلة العمل به مرة أخرى عام 2015م تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي بالاهتمام بمحافظات الصعيد وإحيائها سياحيًّا، ليستأنف العمل به عام 2016م، وتجلى افتتاحه بحفل رئاسي ضخم يليق به كأحد أهم المعالم بالمحافظة، وافتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسي، بتاريخ 12 أغسطس 2018، ورافقه الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة، ووصلت تكلفة بناؤه إلى 72 مليون جنيه.
تصميم المتحف
يتميز المتحف بتصميمه الخارجي الذي استوحى شكله من معبد سيتي الأول في أبيدوس، امتداداً علي مساحة 950 مترا بمساحة إجمالية تصل إلى حوالي 6500 متر مربع، وشهد تطويرات وتوسعات مستمرة ليصبح مصدرًا مهمًا للتعرف على تاريخ وثقافة المحافظة والمنطقة المحيطة بها، ويتميز المتحف بهندسته المعمارية الفريدة، حيث يمزج بين الطابع الحديث والتصميم التقليدي، ما يعزز تجربة الزائر ويضيف لها طابعًا خاصًا. وبمجرد أن تطأ قدمك متحف سوهاج القومي تجد طاقم العمل يتسم بالود والاحترافية، حيث يوفرون للزوار تجربة إثرائية ومعلوماتية، وعلي رأسهم علاء القاضي مدير المتحف، فالكل هناك يعمل كخلية نحل، مما يزيد من جاذبية المتحف.
قاعات العرض
يتألف متحف سوهاج القومي من ثماني قاعات عرض تحوي 963 قطعة أثرية، تتنوع بين العرض داخل الفتارين والعرض الخارجي، بالإضافة إلى مخزن آثار بالبدروم يحتوي على حوالي 2100 قطعة أثرية، وتم استخراج جميع هذه القطع من مواقع أثرية في محافظة سوهاج، مثل أبيدوس، الرقاقنه، المنشأة، أخميم، الحواويش، الشيخ حمد، وقرية إدفا.
ويتميز عرض المتحف بالتنظيم الموضوعي، حيث تخصص كل قاعة لموضوع محدد باختيار قطع أثرية من حقب تاريخية متنوعة، ويسهم تمثال الآلهة "سخمت" الموجود على يمين ويسار الداخل لقاعات العرض في حماية المكان، بإعتباره رمزًا للحرب والقوة في التراث المصري القديم.
ويحوي الطابق الثاني على قاعة عرض متغيرة يمكن الوصول إليها من خلال درج صاعد على يمين المدخل، وتخصص هذه القاعة لعرض 4 معارض أثرية طوال العام، سواء من قطع المتحف المخزنة أو لعرض معارض تتناسب مع التطورات المحلية والعالمية.
يتكون المتحف من طابقين وبدروم
البدروم
يحتوي البدروم في متحف سوهاج على مجموعة من القطع الأثرية التي تلقي الضوء على الفكر الديني للقدماء المصريين، بما في ذلك مفاهيم البعث والخلود، كما يستعرض البدروم فكرة الحج في العصور الفرعونية والقبطية والإسلامية، والتركيز على التطور والتأثير الثقافي لهذه العبادات عبر العصور في المنطقة.
الطابق الأرضى
الطابق الأرضي يضم تماثيل وقطعًا أثرية تعود لملوك الأسرتين الأولى والثانية، معظمها من نتاج الحفائر الأثرية في المحافظة، وبعض هذه القطع تم نقلها من متاحف أخرى مثل المتحف المصري بالتحرير والمتحف القبطي ومتحف الفن الإسلامي، ويقدم الدور الأرضي رحلة عبر تاريخ المحافظة منذ العصور القديمة، مع التركيز على الأسرتين الأولى والثانية، ويسلط الضوء أيضًا على التراث الشعبي والعادات والتقاليد في المحافظة، إلى جانب الصناعات المميزة، مثل صناعة النسيج في مدينة أخميم، وتشمل المعروضات مجموعة من القطع الأثرية التي اكتشفت في المحافظة وتوجد في مخازن الآثار، لتكملة سيناريو العرض المتحفي.
الطابق الأول
يتألف الطابق الأول من 6 قاعات عرض، حيث توجد ثلاث منها في الشمال وثلاث في الجنوب، مع صالة العرض الكبرى بينهما، وتتنوع القاعات ما بين قاعة الملوك والشخصيات، وقاعة الأسرة والوضع الاجتماعي، وقاعة المطبخ المصري القديم، وقاعة الحرف والصناعات، وقاعة النسيج، وقاعة التراث.
صالة العرض الكبرى
تحتوي على قطع أثرية فريدة، حيث يبرز أمام المدخل لوحة من الحجر الجيري تصور الخزندارية، نسبة للمكان الذى تم العثور عليها به وهى عبارة عن إحدى اللوحات المصنوعة من الحجر الجيري ذات قمة مستديرة يعلوها قرص شمس مجنح مؤرخةً بعصر الملك بطليموس الثالث، وهى عبارة عن نصب تذكارى يحكي تنصيب الملك على حكم البلاد، وكتبت نصوص اللوحة باللغة المصرية القديمة بخطوطها الثلاثة الهيروغليفية والهيراطيقية والديموطيقية، ويظهر عليها الملك واقفا خلف الإله "مين" الإله الرسمى لمدينة أخميم ممسكاً بـ"مذبة"، إحدى علامات الحكم وأمام الإله "مين" صور ثالوث أبيدوس الإله حورس الابن يمسك بعلامة الواس، والألهه إيزيس تمسك البردى، والإله أوزير يمسك بعلامتى العنخ والواس.
وعلى يمين المدخل رأسان مصنوعان من الحجر الرملى عبارة عن رءوس ملكية ترتدي التاج الأبيض "تاج مصر العليا"، وتعود الرءوس الملكية لعصر الدولة الحديثة، وتم نقلها من معبد سيتى الأول بأبيدوس، حيث كانت معروضة على يسار الداخل من صالة الأعمدة الأولى بالمعبد، وربما هى رءوس التماثيل الأوزيرية الموجودة بفناء معبد رمسيس الثانى بأبيدوس، من بينها رأس يُقال إنه يعود إلى عصر الدولة الوسطى، ويتضح ذلك من خلال ملامح الصرامة والحدة التى تظهر على الوجه، فيما يعرف فى الفن المصرى باسم المدرسة الواقعية، حيث اعتاد المصرى فى تلك الفترة إظهار الشدة والصرامة بملامح التماثيل، وذلك لخروج البلاد من فترة اللامركزية والفوضى والاضمحلال وعصر الثورة الاجتماعية الأولى بمصر، والذى سمي بعصر الانتقال الأول.
قاعة الملوك
تضم تلك القاعة بعض القطع الخاصة لعدد من الملوك وكبار الشخصيات فى المجتمع المصرى القديم حيث تحوى بداخلها على 210 قطع أثرية، من بينها لوحة للمك "شباكا" أحد ملوك الأسرة الـ25 ويظهر فيها المك واقفا وهو يقدم القرابين ويتعبد للمعبودة حتحور، وكذلك تحتوي على بطاقات من العاج مدونة عليها أسماء عدة ملوك وتعتبر هذه البطاقات من أقدم الكتابات في التاريخ المصري القديم، وكذلك تمثال من الأسرة السادسة ويدعى "ونى" ويظهر فيه وهو عار في صورة طفل وحمل "ونى" العديد من الألقاب منها القائد الأعلى للجيش، وحاكم أبيدوس، والسمير الوحيد، والقاضي حيث إنه حكم في قضية زوجة الملك "بيبى"، وتحتوي القاعة أيضًا علي تمثال كتلة لأحد الوزراء من عصر الملك رمسيس الثاني وأيضا تمثال كتلة لأحد الكهنة، بالإضافة لبعض الشارات الملكية، وبعض قطع من الظران تمثل شفرات للحلاقة، و3 سدادت أوانى، وختم ملكى يعود لعصر رمسيس الثالث، كما تضم القاعة بطاقات عاجية وتيجان مزدوجة صنعت من الجرانيت وعثر عليها أسفل تمثال ضخم للملك رمسيس الثانى عام 2004م بالقرب من معبد الإله ميريت أمون باخميم، وكذلك نقش ملون للملك "ستى الأول" حيث نُقش عليها بالغائر الملك وهو يرتدى التاج الأزرق (تاج الحرب) وأمامه المعبودة حتحور تعطيه الحياة، وهذه اللوحة تم استردادها من لندن عام 2015، وكذلك بعض أدوات القتال مثل رأس بلطة وخنجر ورمح ورءوس أسهم، كما تضم القاعة تمثال أخر لقاضي يظهر واقفا ويقدم أمامه ناووس بداخله تمثال لأحد المعبودات ويرتدى حول رقبته قلادة العدالة التي تعبر عن عمله وأمامه أسهم من الظران والكريستال والعاج وتمثل تلك المعروضات مع بعضها البعض دور القاضى فى المجتمع المصرى، كما يوجد بالقاعة لوحة من الحجر الجيري للمك "تحتمس الثالث" وتمثل الملك مصور على الجانبين ويعلوه لقبه وهو يقوم بإحدى الطقوس، وكذلك تمثال من الديوريت لسيده تحمل لقب (nbtpr)، والذى يعنى سيدة الدار ويدل هذا اللقب على تحكمها وإشرافها الكامل على كل ما يختص بشئون القصر الملكى.
قاعة الأسرة
تحوي تلك القاعة على 139 قطعة أثرية معروضة من بينها ناووس من الحجر الجيري للمدعو "حكا نفر" وعثر عليها في منطقة أبيدوس الأثرية ويظهر بداخلها تمثال لرجل بجانب زوجته وعلى الجانب الأيمن والأيسر للناووس من الخارج منظر عائلي يمثل صاحب الناووس وزوجته وأبناءه، كما تحتوي القاعة على عدة قطع أثرية تمثل ترابط الأسرة المصرية من خلال لوحة من الحجر الجيري لرجل وخلفه نجله وأمامهم مائدة قرابين عليها عدد من الأطعمة وأمامه زوجته وخلفها ابنتها فى مشهد أسرى، وكذلك تمثال لشخص يدعى "أنتف" وزوجته عثر عليه في أبيدوس ويشبه صوره تذكارية لرجل وزوجته، وتمثال من الفخار لإحدى السيدات ترضع وليدها وعدد من القطع التى تمثل العديد من ألعاب الأطفال من تماثيل تراكوتا وظهر نرد، وبعض الكرات التى كانت تستخدم فى اللعب، كما تحتوي القاعة أيضًا علي مجموعة من أدوات التجميل مثل المكاحل وعلي بعض منها بقايا مادة الكحل ومراود وأجزاء من أمشاط مصنوعة من العاج كانت تستخدم لتصفيف الشعر، وكذلك قوارير من الزجاج لحفظ العطور وألواح كان يتم استخدامها لصحن الكحل ومساحيق للزينة، ويتوسط تلك المجموعة تمثال خشبي يوضح مدى رشاقة وإهتمام المرأة المصرية بجمالها، كما تضم القاعة مجموعة مختلفة من الحلى التي كانت تستخدمها المرأة فى إبراز جمالها والتزين تضم أساور تمت صناعتها من العاج والعظم والبرونز وغيرها، وكذلك مجموعة من العقود والأحجار الكريمة ونصف الكريمة.
قاعة المطبخ المصرى القديم
تضم تلك القاعة إحدي اللوحات المصنوعة من الحجر الجيري عليها منظر ملون يمثل صاحب اللوحة واقفا أمام المعبود أوزير، والقسم الثاني من اللوحة مصور عليها أبناؤه، واستخدم ما تم تصويره على تلك اللوحه لإظهار تنوع الأطعمة فى مائدة المصرى القديم كما تضم مجموعة كبيرة من الأواني والأدوات الخاصة بالطبخ، والتي تم صناعتها من مواد مختلفة كالألباستر والجرانيت والبازلت والفخار، بأحجام أشكال مختلفة تمت صناعتها لأغراض الطبخ.
زوار المتحف
يجذب متحف سوهاج القومي العديد من الزائرين والسائحين الذين عبروا عن سعادتهم وعمق مشاعرهم تجاه ما يتضمنه المتحف من آثار ومقتنيات تحمل عراقة التاريخ المصري.
وقال عبدالرحمن عيسي، أحد رواد المتحف، لـ"البوابة نيوز" إن متحفنا القومي يروي قصة تاريخنا بشكل ملهم وفريد، فامتلاك محافظة سوهاج لمتحف قومي محط أنظار سائحين من مختلف دول العالم، هو مصدر فخر لنا.
وأضاف عيسي، أن مقتنيات المتحف تروي تاريخنا بشكل ملموس ولتظهر للعالم عظمة حضارتنا المصرية، ونحن ممتنون جدًا لوجود المتحف القومي في سوهاج، فالمتحف أعاد لنا فهمًا جديدًا لتاريخنا وأصولنا.
وقالت الدكتورة مروة الشندويلي، من أبناء المحافظة، تتناثر أصداء الفرح والفخر في أرجاء محافظة سوهاج عندما يتعلق الحديث بالمتحف القومي الذي أصبح لبنة حية في ترسيخ تاريخ المنطقة، فالمتحف القومي بالمحافظة عبر وجسد تراثهم وهويتهم.
وأضافت الشندويلي، أنها حينما تزور المتحف، تجد نفسها عائدةً للماضي، لتعيش تجارب أسلافها من خلال الآثار والتحف الثمينة، مضيفةً أن المتحف القومي هو جوهرة في قلب المحافظة، فهو يضيء الهوية الثقافية والتاريخية لأهل سوهاج.
وأشارت الي، أن المتحف عزز الوعي الثقافي وأعطي الشباب فرصة لاستكشاف جذورهم والتعرف على تاريخهم العظيم، مؤكدة أن متحف سوهاج أصبح محطة هامة للتعلم والتثقيف، وألهم الأجيال بموروثه الثقافي والفني.
وعبرت الشندويلي، عن إعجابها بالمجهودات التي بُذلت من القيادة السياسية الحكيمة من أجل إنشاء المتحف، مؤكدة أنه أصبح محطة هامة لفهم تاريخ مصر العظيم، لافتة الى اعتزازها بالقطع الأثرية الفريدة التي تمثل التراثه الغني وتسلط الضوء على عظمة الحضارة المصرية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الآثار الفرعونية الآثار الثقافة المصرية التماثيل الحضارة المصرية السوهاجية العصور القديمة العصور الوسطى الفن المصري القطع الأثرية القصر الملكي تمثال ضخم توقف العمل فعاليات ثقافية متحف سوهاج متحف سوهاج القومي مجلس الوزراء محافظة سوهاج مقتنيات المتحف المتحف متحف سوهاج القومی من الحجر الجیری القطع الأثریة المتحف القومی محافظة سوهاج قطع أثریة مجموعة من من القطع کما تضم من خلال
إقرأ أيضاً:
لعنة بين طيات التراب.. العثور على صورة عشرينية عليها طلاسم سحر بمقابر سوهاج
في يوم غائم بمدينة سوهاج، اجتمعت حملة لتنظيف المقابر بمنطقة العارف بالله، وهو المكان الذي يحمل قدسية وروحانية خاصة لدى سكان المنطقة، كان هدف الحملة نبيلًا، ولكن لم يكن أحد يتوقع أن تتحول تلك المهمة إلى اكتشاف يزلزل القلوب.
أثناء إزالة الأعشاب الجافة وجمع الأوراق المتناثرة بين القبور، استوقفتهم حفرة صغيرة بدت وكأنها دُفنت حديثًا، عندما حفروا بأيديهم، وجدوا كيسًا قماشيًا مغلقًا بإحكام.
بداخله صورة فتاة عشرينية، ملامحها البريئة وابتسامتها الهادئة تشي ببراءة وعفوية، كانت ترتدي زيًا ورديًا، لكن ما أحاط الصورة جلب القشعريرة إلى أجساد الجميع، كانت الصورة مطوية بعناية، وعليها طلاسم مكتوبة بخط متعرج.
عمرو جمال: الأهلي معندوش أزمة مهاجمين وصفقة موديست كانت مجازفة ومنجحتشالبحرين تستضيف أعمال الدورة 44 لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العربمقابر سوهاجتخللتها بقع حمراء داكنة تشبه الدم، مع الصورة، كان هناك قماش أسود يحمل كتابة غير مفهومة، وأعشاب غريبة تثير الريبة، وعلى الصورة ووجه الفتاة البرئ الطلاسم، كُتبت كلمات واضحة باللغة العربية:" فقدان الصحة، السرطان، الألم حتى الموت".
صمت عميق خيم على المجموعة، وكإن الهواء توقف عن الحركة، أحدهم نطق بصوت مرتعش:" البنت دي.. معمولها عمل بالموت والمرض"، الفتاة في الصورة كانت تبدو في بداية حياتها، جميلة ونضرة.
وكأنها لم تعرف سوى البهجة، تخيل الجميع تلك الفتاة الآن، ربما تُصارع مرضًا بلا سبب واضح، ربما تنهار صحتها تدريجيًا دون إجابة من الأطباء.
حاول أحد الشيوخ القائمين على حملة تنظيف المقابر بمحافظة سوهاج، فك العمل وإبطال أثره، لكن الحزن لم يغادرهم.