إن الكلمات تعجز عن وصف ما يحدث فى غزة، هل هو إبادة جماعية؟ أو تدمير شامل أو تطهير عرقى وعنصرى، كل هذه المعانى توجد فى غزة وأكثر منها بكثير، فمع كل هذا هناك حصار من كل الاتجاهات وقطع الماء والكهرباء والغذاء والدواء حتى الهواء، فالكل تحت الأنقاض، لهذا كله تعجز الكلمات عن وصف هذا الإجرام والعالم الذى يدعى أنه حر يقف صامتا وكأنه لا يرى، وليته فعل ذلك وكفى، ولكنه وقف بكل قوته مع هذا المحتل الظالم.
إن هذا المحتل الظالم لم يعد يتوارى وراء الكذب كعادته، ولكنه أسفر عن وجهه القبيح، فنجد أن أحد مسئوليه يقترح ضرب غزة بقنبلة نووية، رغم أنهم لا يعترفون بأنهم يملكونها، والبعض الآخر يطلب اغتيال قادة حماس فى كل مكان، ولا يهمه الاعتداء على سيادة الدول، إن هذا الذى يحدث هو أسلوب قطاع الطرق والقراصنة وليس اسلوب دولة معترف بها ظلما وعدوانا من الأمم المتحدة، وللأسف الشديد فإن الأمم المتحدة تقف عاجزة عن اتخاذ قرار ضد إسرائيل، حتى لو اتخذت قرارًا على استحياء فإن إسرائيل لا تنفذ ولا تنصاع لهذه القرارات.
إن هذا المحتل الغاصب لم يعد يقف عند هذا الدمار الشامل ولكن شره امتد إلى تسليح كل المستوطنين بالأسلحة لمواجهة الشعب الفلسطينى فى الضفة والقدس، فلم يكتف بالاستيلاء على الأرض وتشريد الكل وبناء الجدر العازلة وبناء المستوطنات، ثم يصف مجرد الاعتراض عما يحدث أو محاولة المقاومة حتى بالطرق السلمية على أنه إرهاب ويصف كل ما يقوم به على أنه دفاع عن النفس، إنهم يطلقون المصطلحات المغلوطة ثم يصدقونها.
إن المشهد الحزين الذى نراه فى غزة من طوابير الشهداء وطوابير المصابين وطوابير من يقفون لاستجداء كسرة خبز أو رشفة ماء أو حبة دواء، وهم يخرجون من الخيام التى لا تقيهم من برد الشتاء والنفايات تحيطهم من كل اتجاه والأوبئة تحاصرهم، إن هذا الأمر فاق كل تصور وتعجز الكلمات عن وصفه.
أيها العالم الحر الذى ينادى بالحرية وحقوق الإنسان ألم تتحرك مشاعركم الإنسانية ولو لحظة، ألم يلفت نظركم ما يحدث فى غزة ولو نظرة، ألم تدق قلوبكم ولو دقة؟ عودوا إلى رشدكم وانهوا هذا العدوان الظالم الذى تعجز الكلمات عن وصفة, وعلى الرغم من كل هذا الظلم الظالم والظلام الدامس فإن النور يأتى بعد شدة الظلمة ومع العسر ياتى اليسر، (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) أن مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6) سورة الشرح.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سورة الشرح الأمم المتحدة تعجز الكلمات غزة تعجز الکلمات فى غزة إن هذا
إقرأ أيضاً:
الشهداء فى الذاكرة.. أصر على النزول للدفاع عن زملائه والدة الشهيد محمد وهدان تروى التفاصيل
في قلب كل شهيد، قصة بطولة لا تموت وتضحية نقشها التاريخ بحروف من نور، في هذه السلسلة نقترب أكثر من أسر شهداء الشرطة والجيش، نستمع إلى حكاياتهم ونستكشف تفاصيل حياتهم، ونرصد لحظات الفخر والألم التي عاشوها بعد فراق أحبائهم.
هؤلاء الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم دفاعًا عن الوطن، لم يرحلوا عن ذاكرة الوطن ولا عن قلوب ذويهم من خلال لقاءات مؤثرة، نروي كيف صمدت عائلاتهم، وكيف تحولت دموع الفقد إلى وسام شرف يحملونه بكل اعتزاز.
هذه ليست مجرد حكايات، بل رسائل وفاء وتقدير لمن بذلوا أرواحهم ليحيا الوطن.
" كل مره وهو رايح على شغله كان بيقولى أنا نازل يا ماما المره الأخيرة قالى أنا ماشى يا ماما، كل لما اروح ازوره وانادى عليه مش بيرد عليا "، بهذه الكلمات بدأت والدة الشهيد النقيب محمد وهدان معاون مباحث قسم شرطة كرداسة الذى استشهد خلال أحداث محاصرة قسم كرداسة من قبل عناصر جماعة الإخوان الإرهابية ابان فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة.
وأضافت والدة الشهيد، أن نجلها الشهيد كانت في المنزل يوم أحداث قسم كرداسة، موضحة أن زميله "هشام شتا" الذى أستشهد أيضا في نفس الاحداث أتصل عليه هاتفيا اخبره بأن القسم محاصر من قبل ناصر جماعة الإخوان الإرهابية، لافتة إلى أن الشهيد أصر على النزول والذهاب إلى القسم والالتحاق مع باقى زملائه من العساكر والضباط لحماية القسم والحفاظ على الأمن في تلك الظروف العصيبة التي مرت بها مصر، مشيرة إلى أنها ظلت تطلب منه وتتوسل إليه الا يذهب إلى القسم في ذلك اليوم، إلا أنه أصر على الذهاب بعد أن أكد لها أن الأمر طبيعى ولا يوجد شيء يستدعى كل هذا القلق الذى ينتابها.
وتستكمل والدة الشهيد وهدان، أنها في تمام الساعة الثانية بعد الظهر، شعرت بحالة انقباض في قلبها ينتابه شعور بالخوف الشديد، موضحة أنها أدركت بعد ذلك أن الوقت الذى شهرت فيه بهذه الأشياء هو نفس الوقت الذى أستشهد فيه نجلها أثناء دفاعه عن مكانه في قسم شرطة كرداسة، مضيفة أن شقيقه أتصل عليه قبل استشهاده بساعة على الأقل، وسأله عن الوضع عنده فأخبره أن كل شيء على ما يرام، لكنه طلب منه خلال المكالمة أن ينتبه لنفسه ولأمه ولباقى عائلته ثم انتهت المكالمة بينهما، لافتة إلى أنههم لم يتمكنوا من الاتصال به بعدها حيث أن هاتفه تم اغلاقه، مشيرة إلى أنها ووالد الشهيد وباقى الأسرة انتابهم حالة من الخوف، فذهب والده وشقيقه وزوج شقيقته إلى كرداسة إلا أن العناصر الإرهابية كانت قطعت الطريق ومنعت الدخول أو الخروج من كرداسة، حتى تمكنوا من الدخول إلى محيط القسم ليجدوا الشهيد ملقى على الأرض غارقا في دمائه أمام القسم بعد دفاعه عنه باستماته وشرف.
وأوضحت والدة الشهيد، أن نجلها كان دائما في رمضان ما يكون هو سر البهجة والسرور وسبب دخول السعادة إلى قلوب أسرته كلها دون استثناء، موضحة أنه كان دائم البهجة والفرح وأنه كان محب للمة العائلة دائما على المائدة في رمضان، موضحة أن الأن الفرحة انتهت ولم تعد موجودة بعد رحيل الشهيد، لافتة إلى أن المنزل أصبح مظلم وأن كل الأيام أصبحت بعضها.
كما وجهت والدة الشهيد، رسالة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي تمنت فيها أن يوفقه المولى عز وجل فيما فيه صلاح مصر وتقدمها.
مشاركة