بوابة الوفد:
2024-10-04@11:52:23 GMT

تعجز الكلمات

تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT

إن الكلمات تعجز عن وصف ما يحدث فى غزة، هل هو إبادة جماعية؟ أو تدمير شامل أو تطهير عرقى وعنصرى، كل هذه المعانى توجد فى غزة وأكثر منها بكثير، فمع كل هذا هناك حصار من كل الاتجاهات وقطع الماء والكهرباء والغذاء والدواء حتى الهواء، فالكل تحت الأنقاض، لهذا كله تعجز الكلمات عن وصف هذا الإجرام والعالم الذى يدعى أنه حر يقف صامتا وكأنه لا يرى، وليته فعل ذلك وكفى، ولكنه وقف بكل قوته مع هذا المحتل الظالم.


إن هذا المحتل الظالم لم يعد يتوارى وراء الكذب كعادته، ولكنه أسفر عن وجهه القبيح، فنجد أن أحد مسئوليه يقترح ضرب غزة بقنبلة نووية، رغم أنهم لا يعترفون بأنهم يملكونها، والبعض الآخر يطلب اغتيال قادة حماس فى كل مكان، ولا يهمه الاعتداء على سيادة الدول، إن هذا الذى يحدث هو أسلوب قطاع الطرق والقراصنة وليس اسلوب دولة معترف بها ظلما وعدوانا من الأمم المتحدة، وللأسف الشديد فإن الأمم المتحدة تقف عاجزة عن اتخاذ قرار ضد إسرائيل، حتى لو اتخذت قرارًا على استحياء فإن إسرائيل لا تنفذ ولا تنصاع لهذه القرارات.
إن هذا المحتل الغاصب لم يعد يقف عند هذا الدمار الشامل ولكن شره امتد إلى تسليح كل المستوطنين بالأسلحة لمواجهة الشعب الفلسطينى فى الضفة والقدس، فلم يكتف بالاستيلاء على الأرض وتشريد الكل وبناء الجدر العازلة وبناء المستوطنات، ثم يصف مجرد الاعتراض عما يحدث أو محاولة المقاومة حتى بالطرق السلمية على أنه إرهاب ويصف كل ما يقوم به على أنه دفاع عن النفس، إنهم يطلقون المصطلحات المغلوطة ثم يصدقونها.
إن المشهد الحزين الذى نراه فى غزة من طوابير الشهداء وطوابير المصابين وطوابير من يقفون لاستجداء كسرة خبز أو رشفة ماء أو حبة دواء، وهم يخرجون من الخيام التى لا تقيهم من برد الشتاء والنفايات تحيطهم من كل اتجاه والأوبئة تحاصرهم، إن هذا الأمر فاق كل تصور وتعجز الكلمات عن وصفه.
أيها العالم الحر الذى ينادى بالحرية وحقوق الإنسان ألم تتحرك مشاعركم الإنسانية ولو لحظة، ألم يلفت نظركم ما يحدث فى غزة ولو نظرة، ألم تدق قلوبكم ولو دقة؟ عودوا إلى رشدكم وانهوا هذا العدوان الظالم الذى تعجز الكلمات عن وصفة, وعلى الرغم من كل هذا الظلم الظالم والظلام الدامس فإن النور يأتى بعد شدة الظلمة ومع العسر ياتى اليسر، (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) أن مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6) سورة الشرح.  

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سورة الشرح الأمم المتحدة تعجز الكلمات غزة تعجز الکلمات فى غزة إن هذا

إقرأ أيضاً:

حرب أكتوبر.. وصناعة التاريخ

الأحداث المشتعلة فى الشرق الأوسط، واستمرار إسرائيل فى تفجير المنطقة بدعم الولايات المتحدة الأمريكية، تؤكد أن الكيان الصهيونى لا يعرف إلا لغة القوة، ولا يرضخ للحوار أو السلام إلا بالقوة، وهو ما أدركه بطل الحرب والسلام الرئيس الراحل محمد أنور السادات، عندما سطرت مصر ملحمتها العظيمة فى السادس من اكتوبر منذ واحد وخمسين عامًا، فى معركة أبهرت العالم، وأكدت من جديد أن المصريين هم صناع التاريخ فى كل زمان، بعد أن أدهشت العبقرية العسكرية والسياسية المصرية العالم فى معركة غيرت كل النظريات العسكرية التى كانت تؤكد أن مصر فى حاجة إلى قنبلة نووية لضرب خط بارليف، حتى تتمكن من الوصول إلى سيناء وتجاوز هذا الحاجز الذى يشكل أضخم حاجز منيع وساتر ترابى فى العالم بكل نقاطه الحصينة وتجهيزاته العسكرية التى تحول مياه قناة السويس إلى كتلة لهب من خلال خطوط النابالم، وأكدت الدراسات أن الموانع الثلاثة وهى مجرى المياه والساتر الترابى الهائل والنقاط الحصينة، يستحيل على أى جيش تجاوزها وتشكل ضرب من الجنون وعملية انتحار، خاصة فى ظل التفوق العسكرى الإسرائيلى كمًا ونوعًا.

الحقيقة أن حرب اكتوبر المجيدة غيرت كل النظريات العسكرية إلى حد أنها أصبحت من أهم المراجع التى تدرس الآن فى المعاهد والكليات العسكرية فى العالم، على اعتبار أنها غيرت كل النظريات العسكرية وحققت مفاجأة مذهلة على مستويات عدة، منها الفرد المقاتل الذى شكل عامل الحسم فى هذه المعركة ببطولاته الخارقة بعد أن تم اعداده مهاريًا وفنيًا، وأيضًا اعداده نفسيًا وإزالة كل آثار نكسة 67 التى لم يحارب فيها المقاتل المصرى، وكان السادس من اكتوبر هو الاختبار الحقيقى للمقاتل المصرى الذى تأكد فيها أنهم خير أجناد الأرض بكل ما سطروه من بطولات خلدها التاريخ وتدرس الآن.. ثم تأتى خطة الخداع الاستراتيجى التى قادها السادات بطل هذه المعركة، لتؤكد قدرة المصريين الفريدة فى الخداع السياسى والعسكرى، بهدف المباغتة وخداع العدو على شتى المستويات من خلال خطة محكمة قادتها المخابرات المصرية وأجهزة الدولة لإيهام العدو بعدم قدرة مصر على خوض حرب فى هذا التوقيت، وقبول حالة اللاسلم واللاحرب والاتجاه نحو الحل السياسى، وتم استخدام عدد من الوزارات وقطاعات الدولة فى الخطة وقيام وسائل الاعلام بنشر الأخبار السلبية عن الاقتصاد وتسريح آلاف الجنود من الخدمة، وعمليات التعبئة من حين لآخر وغيرها من المناورات التى شتت العدو، وانتخبت عنصر المفاجأة على كل المستويات وعلى رأسها تدمير خط بارليف الحصين والعبور للضفة الشرقية للقناة.

مؤكد أن نتائج ودروس حرب اكتوبر العظيمة لا حصر لها، إلا أنها غيرت واقع المنطقة بكاملها حتى اليوم، وحددت موازين القوى وحجم وقدرات الدول.. وفى ظل الصراع المتنامى وانفجار الأحداث بالشرق الأوسط، تظل مصر بقدراتها العسكرية الكبيرة والمتطورة، قادرة على فرض التوازن الاستيراتيجى وحماية أمنها القومى على شتى المستويات، فى منطقة تعج بالفوضى والصراعات والحروب.. ثم يأتى درس التضامن العربى فى هذه الحرب الخالدة ليكشف عن القدرات الهائلة التى يمتلكها العرب فى حالة اتحادهم، وقدرتهم على مواجهة كل المخططات الدولية، وليس أدل على ذلك من موقف الزعيم الراحل الملك فيصل عندما قرر استخدام سلاح النفط فى هذه الحرب، وأدى إلى شل الحركة فى أمريكا والدول الغربية، وهذا التضامن الذى شكل إحدى أوراق الضغط العربية، جاء فى مصلحة الأشقاء فى السعودية ودول الخليج عقب وقف الحرب، عندما ارتفع سعر برميل النفط من ثلاثة دولارات إلى عشرين دولارًا ثم إلى ثلاثين دولارًا فى أشهر معدودة، وبما يؤكد أن التضامن العربى له مكاسب وفوائد هائلة نظرًا للتنوع الذى تمتلكه الدول العربية من ثروات طبيعية وبشرية وجيوسياسية، تشكل فى مجملها واتحادها قوة هائلة، ولكن للأسف نجح الغرب فى زرع وخلق المشاكل البينية والوقيعة بين الدول العربية، لصالح الكيان الصهيونى.

حفظ الله مصر

 

مقالات مشابهة

  • ‎دكتوراه فى العبط!!
  • المرءُ مع مَنْ أحَبَّ
  • أكتوبر العظيم
  • غزة عام الحرب والمقاومة
  • من‭ ‬يمتلك‭ ‬القصيدة‭: ‬الشاعر‭ ‬أم‭ ‬القارئ؟
  • الشاطر حسن
  • "القومي للمسرح" يحتفي بعيد ميلاد صابرين بهذه الكلمات
  • حرب أكتوبر.. وصناعة التاريخ
  • سكان الأرض على موعد مع حدث فلكي نادر يحدث مرة كل 80 ألف سنة
  • جورجينا توضح أكثر الكلمات العربية التي تستخدمها