رحلة البحث بالشوارع.. البداية بلاغ والنهاية إيواء
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
رحلة البحث عن المشرّدين ليست بالأمر اليسير، بسبب تنقّلهم المستمر من مكان إلى آخر، وهنا تأتى صعوبة العثور عليهم، ولكن مع الإصرار الشديد من المتطوعين على إنقاذ تلك الحالات من ويلات التشرد يعاودون البحث حتى العثور على الحالة وتقديم سُبل الرعاية والدعم لها، بداية من الفحص الطبى من خلال سيارة إسعاف مجهّزة للتعامل العلاجى مع الحالة وحتى إيجاد مأوى.
«الوطن» شاركت فى رحلة بحث عن مشرّدين بالشوارع برفقة فريق التدخّل السريع التابع لوزارة التضامن الاجتماعى، والذى تم تشكيله فى أكتوبر 2014، ويتكون من بعض العاملين بالوزارة والقطاعات التابعة لها، ويضم إخصائيين اجتماعيين ونفسيين تم تدريبهم للتعامل مع المشكلات، حيث بدأت الرحلة باستقبال بلاغ من متصل بوجود مشرد فى أحد الشوارع، أو تلقى الفريق الشكاوى من مصادر أخرى بينها تكليفات وزيرة التضامن الاجتماعى والرئاسة ومنظومة الشكاوى الحكومية الموحّدة ومواقع التواصل الاجتماعى.
بعد تلقى الفريق الشكاوى والاستغاثات يبدأ البحث الميدانى عن الحالات للتعامل معها وإجراء التدخلات، سواء بنقلها إلى دور الرعاية الاجتماعية المناسبة، أو إلى المستشفى، لتلقى الخدمات الطبية اللازمة، ويكون ذلك بناءً على رغبة الحالة فى الانتقال مع الفريق بعد إقناعها بمخاطر استمرارها بالوجود فى الشارع، وتوضيح الخدمات التى تقدّمها دور الرعاية الاجتماعية لهم.
محمد يوسف، رئيس فريق التدخل السريع بوزارة التضامن الاجتماعى، قال لـ«الوطن»، إنّ الدولة تولى اهتماماً كبيراً بملف التعامل مع المشردين بلا مأوى، سواء كانوا كباراً أو أطفالاً، بدعم كامل من القيادة السياسية للتعامل مع هذه الظاهرة وتوفير حياة كريمة لتلك الفئة من المواطنين وإنقاذهم من الشارع، بما يحمله من مخاطر قد تودى بحياتهم، ودمجهم داخل مؤسسات رعاية اجتماعية توفر لهم حياة آمنة وكريمة يستحقونها كأفراد فى هذا المجتمع.
ولفت رئيس فريق التدخل السريع إلى أن وزارة التضامن الاجتماعى تتعدّد جهودها فى ملف «مواطنين بلا مأوى»، حيث يتم توفير سيارات وفرق من العاملين بوزارة التضامن الاجتماعى والقطاعات التابعة لها على مستوى الجمهورية للتعامل مع الحالات وإقناعهم بالانتقال إلى دور الرعاية الاجتماعية المناسبة لحالتهم ونقلهم من الشارع، كما تعمل على توفير دور تتناسب مع حالات مواطنين بلا مأوى: «الأطفال لهم دور خاصة بهم، والكبار وكذلك للسيدات، وهناك دور أخرى للرجال يتلقون فيها جميع أوجه الرعاية الاجتماعية، ولكل فئة عمرية احتياجات وأنشطة مختلفة عن الأخرى، كما يتم إيداع المرأة وأطفالها بمراكز استضافة المرأة».
لا يترك فريق التدخل السريع الحالات التى ترفض الذهاب إلى مؤسسات الدولة، بل تقوم بخدمتها من خلال توفير مساعدات عينية لهم، كالأكل والبطاطين والأغطية وجميع سُبل العيش الكريم: «يتم إعادة دمج هذه الفئة فى المجتمع مرة أخرى، سواء برجوعهم إلى أسرهم بعد إعادة العلاقة بين الحالة وأسرهم، أو من خلال توفير فرص عمل لهم تتناسب مع حالتهم ومهاراتهم، ومن يرفض الذهاب معنا لا يُجبر، ولكن لا نتركه، بل نقدم له الدعم والمتابعة».
التعامل برفق شديد مع الحالات من أبرز الأمور التى يحرص المتطوعون عليها خلال رحلة البحث، كما تقول رغدة محمد، متطوعة بمؤسسة «معانا لإنقاذ إنسان»، التى تُشير إلى أنه فور ورود بلاغ يفيد بوجود حالة مشرّدة يتم النزول إلى الشارع والبحث فى كل مكان حتى العثور عليها.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: التضامن القيادة السياسية حياة كريمة الرعایة الاجتماعیة التضامن الاجتماعى للتعامل مع
إقرأ أيضاً:
نيمار.. «الحلقة الجديدة» في «مسلسل البداية»!
ساو باولو (أ ف ب)
عاد النجم الدولي البرازيلي نيمار إلى حيث بدأ كل شيء، بانضمامه إلى سانتوس، بعد أيام معدودة من انفصاله بـ «التراضي» عن الهلال السعودي، وذلك في محاولة غير مؤكدة لإحياء مسيرته الاحترافية المتدهورة.
وقال أفضل هداف في تاريخ المنتخب البرازيلي لكرة القدم (79 هدفاً في 127 مباراة) في منشور على موقع (إكس) إنه «سأوقع عقداً مع نادي سانتوس»، مرفقاً إياه بصور من أيام دفاعه عن ألوان الفريق الذي أمضى فيه الأسطوري الراحل بيليه غالبية مسيرته الكروية.
ورد سانتوس على لاعبه الجديد-القديم الذي سجل له 136 هدفاً في 225 مباراة خلال الفترة الأولى، بالقول «بيتك بانتظارك، شعبك بانتظارك».
وكانت عودة البرازيلي الذي يحتفل في الخامس من الشهر المقبل بميلاده الثالث والثلاثين، متوقعة منذ الإعلان الرسمي عن فك ارتباطه بالهلال الذي دافع عن ألوانه في سبع مباريات فقط منذ انضمامه إليه في «صيف 2023» مقابل نحو 100 مليون يورو سنوياً، وذلك بعد ستة أعوام مع باريس سان جيرمان الفرنسي (2017-2023).
وعاش نيمار فترة مخيبة جداً في مغامرته السعودية، نتيجة إصابته بتمزق في الرباط الصليبي للركبة اليسرى خلال مباراة مع المنتخب البرازيلي بعد شهرين فقط من وصوله إلى الرياض، أبعدته عن الملاعب لمدة عام.
وعاد نيمار الذي بات أغلى لاعب في العالم، حين انتقل في 2017 من برشلونة الإسباني إلى سان جيرمان مقابل 222 مليون يورو، إلى الملاعب في أكتوبر 2024، لكن إصابات جديدة لم تسمح له سوى باللعب لأكثر من أربعين دقيقة في مباراتين.
وأعلن الهلال «إنهاء العلاقة التعاقدية التي تربط نيمار في النادي بالتراضي»، مما فتح الباب أمام عودته إلى سانتوس، حيث بدأ مسيرته في الفئات العمرية عام 2003، قبل ترقيته إلى الفريق الأول عام 2009.
وكان حُكم المدرب البرتغالي للهلال واضحاً، إذ قال جورجي جيزوس الأسبوع الماضي «لم يعد بإمكانه اللعب بالمستوى الذي اعتدنا عليه، الأمور أصبحت صعبة عليه للأسف».
لكن سانتوس لا يكترث كثيراً بموقف جيسوس، وقد توجه رئيسه مارسيلو تيكسيرا بكلمة إلى نيمار، قائلاً «حان الوقت يا نيمار للعودة إلى شعبك»، من دون أن يُعلن انتقاله رسمياً.
وأضاف في مقطع فيديو نشره في حسابه على إنستجرام «حان الوقت يا نيمار، حان الوقت لتعود إلى شعبك، إلى بيتك، إلى نادينا الحبيب».
وتابع رئيس النادي الواقع في جنوب ساو باولو، حيث قضى «الملك بيليه» معظم مسيرته (1956-1974)،«مرحباً بعودتك، نيمار، تعال وكن سعيداً مرة أخرى، شعب سانتوس ينتظرك بأذرع مفتوحة».
وبعد أن سعى الدوري الأميركي (إم إل إس) لضمه، وجد نيمار نفسه أخيراً في منطقة مألوفة أكثر، مع هدف طموح جدا يتمثل في العودة إلى تشكيلة منتخب البرازيل لخوض التحدي الأخير، كأس العالم 2026 في المكسيك، الولايات المتحدة وكندا.
في سانتوس، يعيد نيمار اكتشاف النادي الذي عاد مؤخراً إلى دوري النخبة، بعد عام قضاه في الدرجة الثانية، وسيتعين عليه مواجهة جدول مزدحم، واضطراره إلى السفر مع فريقه مسافات طويلة، من أجل خوض منافسات بطولة ولاية ساو باولو، كأس البرازيل وبطولة البرازيل التي تبدأ في نهاية مارس المقبل.
بدأ مشجعو نادي باوليستا يحلمون مرة أخرى بالوصول إلى القمة مع الرجل الذي تم تقديمه في البداية باعتباره الوريث الجدير لـ «الملك» بيليه.
لكن بعد انتقاله إلى برشلونة والعديد من النجاحات التي حققها إلى جانب الأرجنتيني ليونيل ميسي والأوروجوياني لويس سواريز، بينها دوري أبطال أوروبا في عام 2015، واجه نيمار العديد من الانتكاسات بعد انتقاله القياسي إلى باريس سان جيرمان في عام 2017، بين إصابات ومشكلات خارج الملاعب.
وبعد أن تم دفعه نحو الرحيل في عام 2023 من قبل الإدارة الباريسية، أعطى منذ ذلك الحين صورة للاعب يفقد الزخم بشكل واضح، ويبدو انتقاله إلى سانتوس بمثابة النهاية الأخيرة.