بوابة الوفد:
2024-12-28@04:53:53 GMT

الحجم الحقيقى للبطل

تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT

يقول على عزت بيحوفتش أول رئيس لجمهورية البوسنة والهرسك، بعد انتهاء حرب البوسنة، ويعد من الفلاسفة الإسلاميين وله عدد من الكتب أهمها كتاب «الإسلام بين الشرق والغرب»، أن البطل فى أى عمل روائى ليس بحجم أهميته الاجتماعية، إنما بحجم القضية الأخلاقية التى يعبر عنها فى الرواية. لذلك البطل هو من يتصرف بشكل مستقل عن دائرته الاجتماعية، والملك فى الرواية أوالمسرحية يمكن أن يكون شخصية غير مهمة، ويكون الخادم بطلاً.

وللأسف فإن الحياة لا تسير على النحو والسبب فى رأى هذا الفيلسوف، أن المبدع عند كتابة الشخصيات فى الرواية يتصرف على المكنون النفسى والأخلاقى للبطل سواء كان ملكاً أو خادماً، ولكن نحن لا ننظر إلا إلى الجانب الخارجى للشخصيات أو بمعنى آخر ننظر إلى الجانب المادى والاجتماعى. ويمكن لأى منا أن يكون بجوارنا لسنوات سواء فى العمل أو المنزل، ونعتقد أننا نعرفه جيداً، ولكن فى الحقيقة فإن ما نعرفه فيه هو ذلك الشىء الذى لا قيمة أخلاقية له مثل الاسم والسن والمهنة والمكانة الاجتماعية أو المادية، لذلك يرى «على عزت بيجوفتش» أن هؤلاء يبقوا غير معروفين لك، فالشخص بحجم ما يقدمه للناس وليس بحجم ما يأخذه منهم.
لم نقصد أحداً!!  

 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

الهمباتة لا يقتلون النساء.. ليسوا سواء!!

في نقد مقاربة أخلاقية غير لائقة، تجشمها صحفيٌ إسلامي، في تعريضة له بسردية هيئة الدفاع عن إنقلاب الإنقاذ ، ما بين مرافعتهم في الدفاع عن عصبة الإنقاذ وما بين أدب الهمباتة، نبلهم وفلسفتهم..
ناجي شريف بابكر
.
إذا ما كان الهمباتة وفق ما أورده نص لصحفي قضّى زهرة شبابه يسوِّقُ لمشروع الإنقاذ السماويّ، يبلغ بهم النبل أن ينهبوا الأغنياء واللصوص كيما ينفقوا على الفقراء مما ينهبون، كما كان يفعل اللص النبيل آرسين لوبين في روايات موريس لبلان في السبعينات من القرن الماضي.. فإن ذلك لوحده، رغم ما فيه من التعدي والجناية، قد كان كافيا أن ينفي عنهم شبهة المقارنة بالإنقاذ وإسلامييها البخلاء المُقتِرين سالبيّ اليسطاء حقوقهم وثرواتهم الجمعية.. إنهم ليسوا سواء.
إن الإنقاذ لم تكن كشأنهم، تنهب الأثرياء حتى تنفق على الفقراء أوحتى تغيث الملهوفين، تجيرهم وتحسن جوارهم.. فهي للعار والمفارقة قد دأبت طوال ثلاثين عاما متتابعات، تنهب الفقراء وتغدق على الموسرين.. تجلّى ذلك في تصفيتها لممتلكات الشعب المتمثلة في أصول القطاع العام بواخره وطائراته وقطاراته وموارده المعدنية وأراضيه ومدخراته وتصفية مشافيه العامة التي كانت تكفل له الرعاية الصحية، والمدارس الحكومية التي كان يتعلم فيها أبناء البسطاء وبناتهم، كانت تفعل ذلك حتى لا يجد الفقراء ما يحملهم من القوت والدواب وما عليه يركبون.. حتى لا يجدوا خيارا أمامهم سوى الفقر والمخمصة..فقد أقامت الإنقاذ لأجل ذلك النيابات المتخصصة وأغدقت على منسوبيها أضعاف ما كانوا يتلقونه بالقضائية، كيما يلقوا بثقلهم لصالح المؤسسات الكبرى الجاحدة المتنفذة، في مواجهة المواطن الضعيف المغلوب الذي لا نصير له، نيابة للمصارف، ونيابة لسوداتيل، ونيابة للضرائب، ونيابة للجمارك.. كانت تقوم عبر المحليات بحشد المستضعفين من الصبية المشردين الذين يعملون في غسل السيارات في الشوارع، تحشدهم بالدفارات لمحاكم النظام العام التي تسرق عرقهم وعافيتهم فترسلهم بدورها كعمالة قسرية وكأرقاء في مزارع القصب بسكر عسلاية (صحيفة التغيير).. كانت السلطة فيها مُفسِدَة وظالمة، تتهم من تكره بلا جريرة، تُعزّ من تشاء وتذل من تشاء من الضحايا.. تعتقلهم، وتحاكمهم وتبتزهم لصالح دائنيهم، وتستلم الحوافز كلما زاد حيفها وقهرها للعوام.. ليسوا سواء.

الهمباتة رجال يتغنون ويتفاخرون بإنفاقهم وبأفضالهم وكرمهم واحترامهم لذوي الفضل والشجاعة واحتقارهم للبخل والجبن.. بينما كانت الإنقاذ على العكس من ذلك، شحيحة متمنعة، تُحرِّضُ المستشفيات الخيرية التي شيدتها الكنائس كمشفى السلام في سوبا جنوب الخرطوم، وتلك التي شيدها محسنون كمشفى السويدي وابن عوف، تطارد إداراتها كي تفرض رسوما مقابل ما كانت تمنحه دون مقابل من الدواء والخدمات العلاجية للفقراء الذين لا يجدون ما ينفقون. كانت تطارد رواد المبادرات الخيرية كمنظمة شارع الحوادث وصدقات ومنظمات الغوث الإنساني وتنكل بالقائمين عليها ثم تودعهم السجون. كان أثرياء النفوذ من حرافيش الإسلاميين الذين خلقتهم بثرواتهم الهائلة شحيحين مانعين للماعون وبخلاء، لم تعرف لهم الخرطوم كما عهدت في أثريائها، مشفىً خيريا واحدا، ولا مدرسة ولا جامعة مبذولة للبسطاء ولأبناء الفقراء وذويهم.
كانت سلطة الإنقاذ تقهر النساء والبسطاء المشردين وأبناء الشوارع. كانت تقهر العمال وتفسد عليهم أحلامهم وأجسامهم المطلبية حتى لا تسمع شكاواهم ومخمصتهم.. بينما ترعى العتاة من لصوص المال العام، المقيمين منهم والعابرين للحدود، المترفين وسيئ السمعة والمدانين في جرائم المال العام، على حساب الشرفاء المتعففين من العوام من الكادحين والضحايا.. وتجعل منهم أئمة وزعماءً واعيانا على المجتمع وعلى الأندية الرياضية، تدبجهم بالأوسمة والنياشين وقلادات الشرف. لو أن اللصوص يعبأون بالشرف.. لكن فاقد الشئ لا يعطيه.. ليسوا سواء.-لأن الهمباتة يحفظون العهد والجوار.. بينما سلطة الإنقاذ أجارت بن لادن ثم نهبته أمواله، وقايضت خصومه لتسليمهم إياه بينما كانوا يتمنعون لعدم إكتمال ملفاتهم القضائية، ثم دفعته للخروج وأستولت من بعده على أمواله وأصوله، فسماهم بحكومة الجريمة المنظمة .. أجارت كارلوس ثم خدرته خِلسةَ بإحدى مشافيها، وسلمته للفرنسيين مقابل ثمن بخس خمسين مليونا من الدولارات!!.. إستدرجت متشددي الجهاد الإسلامي وفتحت لهم المتاجر والمقاهي بالخرطوم (يافا.. والجزار) ثم رفعتهم على طائرة خاصة لأمريكا حتى دفعت السخرية بفرقة أصدقاء المسرح في إحدى إسكتشاتها المسرحية "صقر قريش" أن تقايض عبد الرحمن الداخل مقابل "عمبلوق" وهو ذكر حديث السن من أجِنّةِ الماعز، مصحوبا بخمسين كيسا من بصل المكادة.
اوهمت الإنقاذ متشددي القرن الأفريقي بالدعم والمساندة بينما بعثت من خلفهم في المدائن حاشرين، رفعوا بياناتهم وإحداثياتهم للأمريكيين.. حتى نصبّها مكتب التحقيقات الفيدرالي على الملأ كأكبر حكومة في أفريقيا تعاونا في الحرب في مواجهة الإرهاب.. وأخيرا وشى زعيمها بالنقيب أبو زيد لخصومه في جهاز الشرطة بعد أن تحصّل على ما كان بحوزته من دلائل موثقة على فساد الشرطة ومكائدها. حاكموه بالوشاية (الوشاية باللصوص) في محكمة خاصة بهم لا يشهدها العوام من الناس فلبث في السجن بضع سنين، وقد كان يحسب أنه بمفاتحته للرئيس إنما يُسدي لهم صنيعا، ضعف الطالب والمطلوب.. الشرطة التي حينما قتل أحد منسوبيها ببندقية آلية عوضية عجبنا إمرأة ثلاثينية وهي تقف أمام دارها وأسرتها بيدين خاليتين في ضاحية الديوم بالخرطوم. ثم بعد أن حكمت عليه المحكمة بالقصاص مقابل القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، تقدم ثلاثمائة ضابط من ضباطها بإستقالاتهم، ليس إنحيازا للضحية وإنما إستكبارا في مواجهة تنفيذ العدالة قصاصا لحقوق أناس بسطاء في وزن عوضية عجبنا. ثم تحايلوا على الحكم ثم نقضوه، ثم هرّبوا صاحبهم لينجو بجنايته وفي عنقه دماء.. الهمباته لا يقتلون النساء العزل.. ولا يناصرون قاتليهم.. ليسوا سواء..

لأن الهمباتة لا يكذبون فهم لا يخشون أحدا كي يخادعوه، ولا يخلفون وعدا قطعوه، بينما الإنقاذ ممثلة في رأسها كانت تكذب وتتحرّى الكذب، حتى أنها كانت تتسوّل الثقة لدى سامعيها جهارا "حصل كضبت عليكم؟".. كانت كل عام أو إثنين ترسل رأسها ليذهب لأهل الشرق، وفي بضع زيارات متعاقبات لبورتسودان، على قهرهم ومسغبتهم كان يأكل زادهم ويشرب حصتهم من الحساء، ثم يتلو عليهم الآيات وهم عطشى ممحلون، أن خلقنا من الماء كل شئ حي، ثم يقسم لهم أن الماكينات الأن وقد رآها بعينيه في طريقها للعمل لتشييد خط المياه ومضخاتها من ابي حمد إلى بورتسودان.. كان يعدهم فيما يعدهم المنّ والسلوى.. وكان الناس من عجبٍ يُصفقُّون له كأنما كان يسحرهم أو كأنما يسمعونه للمرة الأولى.. صمُ بكمُ عميٌ فهم لا يرجعون.. كانهم لا يملّون أن يصدقوا نفس الاكاذيب والوعود لكرّاتٍ وكرّات، فيما انقضى من السنين والأيام..لكنهم ليسوا سواء..

إن المقاربة ما بين الهمباته وأولئك الذين يدافعون عن نظام فاجر متجبر مقاربة فاسدة تحكي مدى الغفلة التي يغرق فيها مثقفو الإنقاذ وبطانتها، واستعدادهم أن يكتبوا بأيديهم من الشهادات ما يشوّه الحقائق ويهيئ في مكانها المسرح لسرديات أكثر سفها وفسادا..

nagibabiker@gmail.com
إنتهى  

مقالات مشابهة

  • أذكار النبي ﷺ: كنوز العبودية في كلمات قليلة
  • أنت مرتاح ولكن ضغط دمك مرتفع.. ما السبب؟
  • نصوص في الذاكرة.. الرواية المقامة حديث عيسى بن هشام
  • الهمباتة لا يقتلون النساء.. ليسوا سواء!!
  • كريمة أحداد: الرواية فنّ إعادة ترتيب الواقع
  • إصابة عسكريّ.. هذا ما حصل بين الجيش ومسلحين من الجانب السوري
  • افتتاح مؤتمر الرواية والدراما البصرية بالأعلى للثقافة.. صور
  • مدير صندوق الرعاية الاجتماعية بذمار لـ”الثورة”: يقدم الصندوق التدريب والتأهيل والقروض الميَّسرة بدون فوائد
  • «الباراسيتامول» قد يكون قاتلاً.. ولكن متى؟
  • بشرى خلفان: كان لا بد أن أخلص لصوت الشخصيات ولرؤيتي، لأكتب الرواية التي أريد