الحياة لا تمنح الإنسان كل شىء، وهذا ما ينطبق مع حالة مرجان أحمد مرجان، العجوز السبعينى، الذى ولد ليجد نفسه وحيداً دون أخ أو أخت، ليس له سوى والدته ووالده الذى فارق الحياة لتلحق به الزوجة هى الأخرى ويبقى الألم يعتصر قلب «مرجان»، الذى تزوج بعد ذلك بأعوام كثيرة ولكنه لم ينعم بحياة هادئة.

زواج «مرجان» لم يمنحه السعادة، وبخاصة أنه حرم من نعمة الإنجاب بعد معاناة طويلة مع الأطباء، لترحل زوجته وتتركه وحيداً كما عاش حياته: «لما ماتت الدنيا اتقفلت فى وشى وكل حاجة تغيرت ومبقتش زى الأول، ماهو أنا مكنش ليّا فى الدنيا غيرها كانت ونسى»،

بعد رحيل الزوجة مباشرة تعرض «مرجان» لأزمة صحية، على أثرها ترك عمله ووجد نفسه لا يقوى على خدمة نفسه: «كنت شغال فى التعدين والأمور كانت حلوة لكن بعد موت مراتى، حياتى باظت وخسرت شغلى والفلوس، الإيجار تراكم عليّا وصاحب البيت مصبرش عليّا وطردنى».

خرج «مرجان» من المنزل لا يدرى إلى أين يذهب، وهنا وجد نفسه فى الشارع، يقضى يومه بأكمله فى العراء، لتبدأ المعاناة التى استمرت لمدة تزيد على 6 أشهر حتى جاءت النجدة، التى تمثلت فى فريق الإنقاذ التابع لوزارة التضامن الاجتماعى، بالتعاون مع مؤسسة معانا لإنقاذ إنسان: «كنت عايش فى الشارع وبنام فى عز الثلج، وطعامى من بواقى الناس وأصحاب القلوب الرحيمة كانت بتساعدنى».

يحكى «مرجان» أن الحياة كانت قاسية، خصوصاً مع تقدمه بالعمر فلم يعد يقوى على تحمل البرد الشديد فى الشتاء، ما عرضه للإصابة بأمراض تنفسية كادت تودى بحياته: «كنت فاقد الأمل وحاسس إن أيامى معدودة فى الحياة، خصوصاً إن ماليش حد يقف معايا ولا يحس بغيابى، ربنا حرمنى من نعمة الخلفة، وموت مراتى كسر ضهرى».

ولاد الحلال بلغوا المؤسسة بحالتى فخدونى عندهم وحياتى بقت حلوة وربنا عوضنى 

بعدما فقد العجوز السبعينى الأمل فى الحياة، مدت مؤسسة معانا لإنقاذ إنسان فى منطقة بولاق يد العون له، ليجد من رفاقه النزلاء العزوة التى افتقدها طول حياته، والحياة الكريمة التى طالما تمناها بعد وفاة زوجته: «ولاد الحلال بلغوا المؤسسة بحالتى، فخدونى عندهم وحياتى بقت حلوة وحاسس إن ربنا عوضنى عن تعبى وبهدلتى على الأرصفة، باكل كويس وبنام على سرير لوحدى والمعاملة محترمة».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: التضامن القيادة السياسية حياة كريمة

إقرأ أيضاً:

روضة الحاج: هنا (سرعةُ النتِ) مذهلةٌ والحياة مرتبة مثل بيتٍ نظيفٍ تعهَّده مولعٌ بالنقاءْ!

كتبت شاعرة السودان الأولى “روضة الحاج”:هنالا يُضايقُني أيُّ شيءْيردُّ الجميعُ السلامَبأفضلَ منهويبتسمُ العابرونَ بوجهي(ولا تقطعُ الكهرباءْ)!هنالا يُضايقني أيُّ شيءٍتجي القطاراتُ في موعدٍ ثابتٍوالمقاهى تُنادي عليَّ لأجلسَوالباعةُ الجائلونَيُحيَّوننيإذ أعودُ إلى (نُزُلي)إنَّه نصفُ بيتٍ صغيرٍ لأرملةٍوهي تصنعُ خبزاً شهياًوتُذهلُني كلَّ يومٍبطعمِ الحساءْهنا لا يُضايقُنيأيُّ شيءٍففي هذه الأرضِأرضٌوفوقي سماءٌملوَّنةٌمثل تلك السماءْهنا أتسكَّعُ في شارعٍشُغلَ الناسُ فيه بأنفسِهميهرعونَ إلى ما يشاؤونَيبتسمونَ لأمثالِناويمرونجداً خفافاًكأنسامِ هذا الشتاءْهناأتناولُ شاي الصباحِعلى شرفةٍتتسابقُ نحو الوصولِ إليهاورودُ الحديقةِ في كلِّ يومٍوتلقي عليَّ تحيَّتَهافي المساءْهنافي البلادِ الغريبةِدفءٌيُلامسُ قلبيفمعظمُ سكَّانِها طيبونَولم يسألوني لماذاأقيمُ لديهم؟ولا عيَّرونيبهذا الذي ليس يُخفى بوجهيوأعنيالمزيجَ الغريبَ من الحزنِوالكبرياءْ!!هنا في البلادِ الغريبةِما يُشبهُ الأهلَناسٌ لهم وجعٌ ربمامثل أوجاعِ قلبيلهم غصةٌمثل هذي التيما تزالُ بروحيكأنَّ البكاءَ يزيدُ تشبثهَا بيمتى طبَّب الروحَهذا البكاء!؟هنافي البلادِ البعيدةِأُصغي لنفسي قليلاًوأكتبُأكتبُفي كلِّ شيءٍوعن كلِّ شيءٍبلا قلمٍوأُغنِّيفأُدركُ أنّي أُجيد الغناءْ!هنا(سرعةُ النتِ) مذهلةٌوالحياة مرتبةمثل بيتٍ نظيفٍتعهَّده مولعٌ بالنقاءْتُحدِّثُني هذه النفسُأن أعتلي منبراًوأُنادي على الناسِيا أيُّها الناسُلي وطنٌصدِّقونيانا لستُ منبتةًلستُ(مقطوعةً من شجرْ)!!فلي (عزوةٌ)لي رجالٌ أُقدِّرُهمونساءْلي قبورٌ هناكأعزُّ على هذه الروحِمن كلِّ ما في الحياةْ!!هنالا يُضايقُني أيُّ شيءولكنَّني لا أكفُّ ولو ساعةًعن حنينيإلى شمسِهأهلِهنيلِهوالصباحاتِ فيهالمساءاتِ فيهشوارِعهكلِّ شيءٍ بهوطنيإنَّنييستبدُّ بي الشوقُحدَّ العياءْ!#روضة_الحاج#السمراء_روضة_الحاجحفظ الله السودان وأهلهرصد وتحرير – “النيلين” إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الاستسلام العربى
  • روضة الحاج: هنا (سرعةُ النتِ) مذهلةٌ والحياة مرتبة مثل بيتٍ نظيفٍ تعهَّده مولعٌ بالنقاءْ!
  • «ما بيتعذرش».. أحمد جمال يطرح أحدث أعماله الغنائية | فيديو
  • اقامة معرض "الفن والحياة" بثقافة المنيا
  • حنان أبوالضياء تكتب: رعب سينما 2024 تحركه الدوافع النفسية ويسيطر عليه الشيطان
  • قدر مكتوب.. الزناتى: المنطقة العربية تعيش على صفيح ساخن
  • اللواء وائل ربيع: الجيش السوري لم يتلق رواتبه منذ 6 أشهر
  • فى ندوة "سوريا ومستقبل المنطقة".. الزناتى: الدول العربية تعيش على صفيح ساخن
  • مصطفى الفقي: أوباما كان سيلقي خطابه في مصر من جامعة الأزهر وليس القاهرة
  • في عيدهم المجيد .. أتذكر مواقفهم الكريمة .. المسيحيون في حياتي من (سميرة) إلى جمال جميل