قال المهندس محمود وحيد، رئيس مجلس إدارة مؤسسة «معانا لإنقاذ إنسان»، إنّ هناك دعماً كبيراً تتلقاه المؤسسة من وزارة التضامن الاجتماعى وكافة قطاعات الدولة بعد توجيهات الرئيس السيسى بضرورة توفير حياة كريمة للمواطنين، ومن هنا بدأ العمل على التوسع فى المؤسسات التى ترعى المشردين بلا مأوى وتقدم الدعم لهم.

المؤسسة تحولت إلى وسيلة جديدة للحياة.

. والشتاء من أصعب الأوقات التى نتعامل فيها مع أهالينا بلا مأوى

وأشار «وحيد»، فى حواره لـ«الوطن»، إلى أن هناك تعاوناً كبيراً من مبادرة «حياة كريمة»، وهو ما انعكس إيجاباً على الدور الذى تلعبه المؤسسة لحماية المشردين، وخاصة فى فصل الشتاء.. وإلى نص الحوار: 

فى البداية نود أن نتعرف على المؤسسة، كونها الأولى من نوعها الحاصلة على ترخيص إيواء المشردين.

- المؤسسة هى الأولى من نوعها التى تهتم بالمشردين بلا مأوى، وربما نجد فى كلمة مشردين غلظة، لذلك نطلق عليهم أهالينا بلا مأوى، والمؤسسة حصلت على أول تصريح لإيواء المشردين فى مصر عام 2016، وأتذكر فى ذلك الوقت أننا انتهينا من جميع الإجراءات المطلوبة فى أسرع وقت، ولكننا واجهنا صعوبات كثيرة فى العثور على مكان منفصل فى مدينة نصر يستوعب الرجال والسيدات ولم نكن نملك سيولة مالية تساعدنا، وكنا نجمع من هنا ومن هناك لتغطية نفقات المعيشة اليومية لأهالينا داخل الدار، كانت هناك عدة صعوبات استطعنا أن نتخطاها بالعزيمة والإصرار، وبالفعل استطعنا تجهيز المكان بالمواصفات المطلوبة، وحصلنا على أول ترخيص فى مصر لأهالينا المشردين بلا مأوى، وبعد حصولنا على أول ترخيص فى مصر كنا أول من أسس هذا الكيان بفضل توجهات وجهود الدولة وحرصها المستمر على مصلحة المواطنين.

محمود وحيد: القيادة السياسية تولى اهتماماً غير مسبوق بملف المشردين وكل مؤسسات الدولة تشاركنا العمل التطوعى

على ذكر جهود الدولة.. ماذا قدمت الحكومة لكم من دعم؟

- توجُّه الدولة فى ملف المشردين يمكن وصفه بأنه عظيم، وبفضل مساعدة مؤسسات الدولة وقطاعاتها المختلفة أصبح لدينا 5 فروع، وبشكل عام يمكن القول إن ملف المشردين بلا مأوى حالياً هو الملف الأول على طاولة وزارة التضامن الاجتماعى والدولة بكل مؤسساتها، وهذا الأمر مهّد الطريق لنا ولغيرنا للحصول على تصاريح لإيواء المشردين، ولدينا الآن، بالشراكة مع «التضامن»، أكبر دار فى مصر لرعاية كبار السن بلا مأوى من الرجال، ونجهز مبنى آخر بالشراكة معهم للسيدات، بخلاف مبنى الأطفال القائم حالياً بالتعاون مع الدولة أيضاً، فهناك اهتمام كبير جداً من الجهات المعنية، وهو ما سهَّل مهمتنا كثيراً.

ما أقسى الشتاء على من لا مأوى لهم.. كيف تتعاملون مع المشردين فى هذا التوقيت؟

- فصل الشتاء هو فصل الموت لأن هناك من يموت متجمداً فى مكانه من شدة البرد، ويكون عاجزاً عن الحركة ليختبئ من الأمطار، فالشتاء من أصعب الأوقات التى نتعامل فيها مع أهالينا بلا مأوى، ولدينا داخل المؤسسة طقوس لاستقبال هذا الفصل، حيث نقوم باستعدادات عاجلة لمواجهة الشتاء وحماية المشردين بلا مأوى من تكثيف الإنقاذ، وتجهيز بطاطين بأعداد كبيرة مع جواكت شتوية مجهزة للحماية من المطر وحملات مستمرة ومكثفة لمساعدة أهالينا سكان الأرصفة وتقديم مساعدات خارجية لمن يرفض أن يأتى معنا.

ماذا عن مركز التصنيف والتوجيه للكبار بلا مأوى؟

- مركز التصنيف والتوجيه للكبار بلا مأوى هو الأول والوحيد فى مصر بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعى، وما شجعنا أن نحصل على هذا الترخيص هو أنه بعد البحث تبين أن هناك مؤسسات ودور رعاية فى مصر لا تعمل.

المؤسسة تستقبل عشرات المشردين شهرياً وهناك بالضرورة قصص مأساوية.. هل يمكنك أن تسرد لنا واحدة منها؟

- يمكننى أن أضرب مثالاً على هذا الأمر بشاب يُدعى حمدى، فى أواخر الـ30 من عمره من منطقة حدائق القبة، جاءنا بلاغ يفيد بوجوده فى الشارع فى حالة صحية حرجة، توجهنا إليه على الفور بفريق الإنقاذ، وعند وصولنا وجدنا شاباً منهكاً، لا يفكر إلا فى الموت ويتحدث كثيراً عن الانتحار، وبسؤاله عن قصته عرفنا أن إخوته طردوه واستولوا على شقته، كان يعمل كهربائى سيارات، وكان يعيش معهم فى منزل الأسرة، وكل منهم تزوج، ولم يتبق سواه، وعندما توفى والده أصبحوا يترددون كثيراً على المنزل رغبة فى طرده منه والاستيلاء عليه، وهو ما كان بالفعل، باعوا المنزل فى غيابه ووزعوا الأموال على بعضهم وتركوه يواجه مصيراً مظلماً، فاضطر للجلوس فى الشارع، وما زاد الأمر سوءاً أنه أصبح عاجزاً بعدما صدمته سيارة وتركته وفرت هاربة، وتمكنا من إنقاذه.

المؤسسة ليست للإيواء فقط بل للدمج أيضاً.. حدثنا عن هذا الأمر.

- الدمج والتمكين للنزلاء فى المجتمع من بين أبرز أهداف المؤسسة، وهو الأمر الذى حدث بالفعل مع حمدى الذى لم يكد تمر عدة أشهر على إنقاذه حتى تم دمجه داخل المؤسسة ليتحول من نزيل إلى موظف، ويكون مرافقاً لأهالينا داخل المؤسسة، وبالتالى دمجه ليتحول من إنسان يائس مستسلم ناقم على إخوته والمجتمع ولا يفكر إلا فى الموت إلى إنسان ينبع بداخله كل نشاط وحيوية.

زواج 6 من أبناء المؤسسة 

تم دمج 6 من أبناء المؤسسة ليكونوا أشخاصاً نافعين لأنفسهم ولغيرهم، فالسيدات تمت تهيئتهن لتحمل المسئولية الزوجية ومسئوليات الأسرة، والرجال تم دمجهم اجتماعياً وأصبحوا قادرين على العمل وبدء حياة جديدة وتحمل المسئولية كاملة تجاه أنفسهم، قمنا بتجهيز كل واحد منهم على حدة، ووفرنا لهم مسكنًا خاصاً وتم تجهيزه بالمطلوب، وبدأنا فى تجهيز حفل الزواج الذى كان الأكبر على الإطلاق فى تاريخ المؤسسة، فقد قمنا سابقاً بتزويج الكثير من أبناء المؤسسة، ولكن كان هذا الحفل هو الأكبر على الإطلاق.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: التضامن القيادة السياسية حياة كريمة لا مأوى فى مصر

إقرأ أيضاً:

حكومة غزة تنفي دخول بيوت متنقلة إلى القطاع لغرض الإيواء

نفى المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اليوم الجمعة، دخول بيوت متنقلة إلى القطاع بغرض الإيواء، وأكد أن ما دخل منها عدد محدود جدا ومُخصص للمؤسسات الدولية أو المستشفيات الميدانية.

وقال مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة -في بيان- إن البيوت المتنقلة (الكرفانات) للإيواء لم تدخل مطلقا.

وتابع أن الكرفانات التي تدخل عددها محدود جدا وهي مُخصصة للمؤسسات الدولية أو لمستشفيات ميدانية، كما دخل سابقاً للمستشفى الميداني لجمعية الهلال الأحمر قبل أيام.

وفي السياق، قال رئيس بلدية رفح أحمد الصوفي إن إسرائيل سمحت الخميس بدخول 15 بيتا متنقلا إلى القطاع عبر معبر رفح البري، حيث تم توجيهها إلى مؤسسات دولية وأممية لاتخاذها مقار لها.

وطالب الصوفي، الدول الراعية والضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار، بممارسة ضغوط على الاحتلال الإسرائيلي من أجل السماح بإدخال البيوت المتنقلة والخيام ومواد الإعمار لإيواء الفلسطينيين.

وقال: نحن بحاجة إلى فتح معبر رفح على مدار الساعة وإدخال مئات الآلاف من الوحدات السكنية المؤقتة ومواد البناء، فضلًا عن السماح بدخول الشركات المتخصصة لبدء عمليات إزالة الركام وإعادة تدويره.

وأشار الصوفي إلى أن تأخير عملية إعادة الإعمار يفاقم من معاناة فلسطينيي غزة، مؤكدا أن عملية إعادة الإعمار يجب أن تبدأ فورا عبر توفير سكن مناسب للمتضررين، وإدخال المعدات والشركات اللازمة لرفع الأنقاض وبناء المرافق الحيوية من جديد.

إعلان تنصل إسرائيلي

وفي 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بدأت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى المقسم إلى 3 مراحل، كل منها تستمر 42 يوما، مع شرط التفاوض على المرحلة التالية قبل استكمال المرحلة الجارية.

وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن قرابة 1.5 مليون شخص أصبحوا بلا مأوى بعد تدمير منازلهم، في حين يعاني جميع سكان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون شخص من عدم توفر أبسط الخدمات الحياتية الأساسية وانعدام البنى التحتية.

وتتنصل إسرائيل من السماح بإدخال المساعدات الإنسانية الضرورية للقطاع خاصة 200 ألف خيمة و60 ألف منزل متنقل لتوفير الإيواء العاجل للفلسطينيين المتضررين، منتهكة بذلك اتفاق وقف إطلاق النار، بحسب المكتب الحكومي.

وأكثر من مرة طالبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الوسطاء بالضغط على إسرائيل للسماح بإدخال البيوت المتنقلة والمعدات الثقيلة اللازمة لرفع الركام وانتشال جثث الشهداء الفلسطينيين.

مقالات مشابهة

  • سعد الشهري: رونالدو ودوران سهلوا مهمتنا
  • التفاهة طغيان الضياع
  • رئيس الحكومة اللبناني: ليس هناك أي مبرر لاستمرار الاحتلال الإسرائيلي
  • عاجل| حماس عن جثة شيري بيباس: نتعجب من الضجة التي يثيرها الاحتلال ونطالبهم بفعل هذا الأمر
  • حكومة غزة تنفي دخول بيوت متنقلة إلى القطاع لغرض الإيواء
  • توك شو| رئيس الوزراء: الدولة تصارع أمنيا واقتصاديا لحماية حقوق مواطنيها.. مصطفى بكري: مصر تعلن للعالم حتمية إعادة إعمار غزة
  • رئيس الوزراء: سيكون هناك طلب كبير على مدينتي السويس وسفنكس الجديدتين
  • رئيس الأعلى للإعلام يلتقي رئيس المؤسسة القطرية للإعلام
  • وفد ياباني يزور جامعة أسوان لبحث إعادة تفعيل قسم اللغة اليابانية
  • رئيس الوزراء: هناك رؤية كاملة لتطوير منطقة وسط البلد