رئيس «معانا لإنقاذ إنسان»: مهمتنا لا تقتصر على الإيواء وإنما إعادة الدمج والتأهيل «حوار»
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
قال المهندس محمود وحيد، رئيس مجلس إدارة مؤسسة «معانا لإنقاذ إنسان»، إنّ هناك دعماً كبيراً تتلقاه المؤسسة من وزارة التضامن الاجتماعى وكافة قطاعات الدولة بعد توجيهات الرئيس السيسى بضرورة توفير حياة كريمة للمواطنين، ومن هنا بدأ العمل على التوسع فى المؤسسات التى ترعى المشردين بلا مأوى وتقدم الدعم لهم.
المؤسسة تحولت إلى وسيلة جديدة للحياة.. والشتاء من أصعب الأوقات التى نتعامل فيها مع أهالينا بلا مأوى
وأشار «وحيد»، فى حواره لـ«الوطن»، إلى أن هناك تعاوناً كبيراً من مبادرة «حياة كريمة»، وهو ما انعكس إيجاباً على الدور الذى تلعبه المؤسسة لحماية المشردين، وخاصة فى فصل الشتاء.. وإلى نص الحوار:
فى البداية نود أن نتعرف على المؤسسة، كونها الأولى من نوعها الحاصلة على ترخيص إيواء المشردين.
- المؤسسة هى الأولى من نوعها التى تهتم بالمشردين بلا مأوى، وربما نجد فى كلمة مشردين غلظة، لذلك نطلق عليهم أهالينا بلا مأوى، والمؤسسة حصلت على أول تصريح لإيواء المشردين فى مصر عام 2016، وأتذكر فى ذلك الوقت أننا انتهينا من جميع الإجراءات المطلوبة فى أسرع وقت، ولكننا واجهنا صعوبات كثيرة فى العثور على مكان منفصل فى مدينة نصر يستوعب الرجال والسيدات ولم نكن نملك سيولة مالية تساعدنا، وكنا نجمع من هنا ومن هناك لتغطية نفقات المعيشة اليومية لأهالينا داخل الدار، كانت هناك عدة صعوبات استطعنا أن نتخطاها بالعزيمة والإصرار، وبالفعل استطعنا تجهيز المكان بالمواصفات المطلوبة، وحصلنا على أول ترخيص فى مصر لأهالينا المشردين بلا مأوى، وبعد حصولنا على أول ترخيص فى مصر كنا أول من أسس هذا الكيان بفضل توجهات وجهود الدولة وحرصها المستمر على مصلحة المواطنين.
محمود وحيد: القيادة السياسية تولى اهتماماً غير مسبوق بملف المشردين وكل مؤسسات الدولة تشاركنا العمل التطوعىعلى ذكر جهود الدولة.. ماذا قدمت الحكومة لكم من دعم؟
- توجُّه الدولة فى ملف المشردين يمكن وصفه بأنه عظيم، وبفضل مساعدة مؤسسات الدولة وقطاعاتها المختلفة أصبح لدينا 5 فروع، وبشكل عام يمكن القول إن ملف المشردين بلا مأوى حالياً هو الملف الأول على طاولة وزارة التضامن الاجتماعى والدولة بكل مؤسساتها، وهذا الأمر مهّد الطريق لنا ولغيرنا للحصول على تصاريح لإيواء المشردين، ولدينا الآن، بالشراكة مع «التضامن»، أكبر دار فى مصر لرعاية كبار السن بلا مأوى من الرجال، ونجهز مبنى آخر بالشراكة معهم للسيدات، بخلاف مبنى الأطفال القائم حالياً بالتعاون مع الدولة أيضاً، فهناك اهتمام كبير جداً من الجهات المعنية، وهو ما سهَّل مهمتنا كثيراً.
ما أقسى الشتاء على من لا مأوى لهم.. كيف تتعاملون مع المشردين فى هذا التوقيت؟
- فصل الشتاء هو فصل الموت لأن هناك من يموت متجمداً فى مكانه من شدة البرد، ويكون عاجزاً عن الحركة ليختبئ من الأمطار، فالشتاء من أصعب الأوقات التى نتعامل فيها مع أهالينا بلا مأوى، ولدينا داخل المؤسسة طقوس لاستقبال هذا الفصل، حيث نقوم باستعدادات عاجلة لمواجهة الشتاء وحماية المشردين بلا مأوى من تكثيف الإنقاذ، وتجهيز بطاطين بأعداد كبيرة مع جواكت شتوية مجهزة للحماية من المطر وحملات مستمرة ومكثفة لمساعدة أهالينا سكان الأرصفة وتقديم مساعدات خارجية لمن يرفض أن يأتى معنا.
ماذا عن مركز التصنيف والتوجيه للكبار بلا مأوى؟
- مركز التصنيف والتوجيه للكبار بلا مأوى هو الأول والوحيد فى مصر بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعى، وما شجعنا أن نحصل على هذا الترخيص هو أنه بعد البحث تبين أن هناك مؤسسات ودور رعاية فى مصر لا تعمل.
المؤسسة تستقبل عشرات المشردين شهرياً وهناك بالضرورة قصص مأساوية.. هل يمكنك أن تسرد لنا واحدة منها؟
- يمكننى أن أضرب مثالاً على هذا الأمر بشاب يُدعى حمدى، فى أواخر الـ30 من عمره من منطقة حدائق القبة، جاءنا بلاغ يفيد بوجوده فى الشارع فى حالة صحية حرجة، توجهنا إليه على الفور بفريق الإنقاذ، وعند وصولنا وجدنا شاباً منهكاً، لا يفكر إلا فى الموت ويتحدث كثيراً عن الانتحار، وبسؤاله عن قصته عرفنا أن إخوته طردوه واستولوا على شقته، كان يعمل كهربائى سيارات، وكان يعيش معهم فى منزل الأسرة، وكل منهم تزوج، ولم يتبق سواه، وعندما توفى والده أصبحوا يترددون كثيراً على المنزل رغبة فى طرده منه والاستيلاء عليه، وهو ما كان بالفعل، باعوا المنزل فى غيابه ووزعوا الأموال على بعضهم وتركوه يواجه مصيراً مظلماً، فاضطر للجلوس فى الشارع، وما زاد الأمر سوءاً أنه أصبح عاجزاً بعدما صدمته سيارة وتركته وفرت هاربة، وتمكنا من إنقاذه.
المؤسسة ليست للإيواء فقط بل للدمج أيضاً.. حدثنا عن هذا الأمر.
- الدمج والتمكين للنزلاء فى المجتمع من بين أبرز أهداف المؤسسة، وهو الأمر الذى حدث بالفعل مع حمدى الذى لم يكد تمر عدة أشهر على إنقاذه حتى تم دمجه داخل المؤسسة ليتحول من نزيل إلى موظف، ويكون مرافقاً لأهالينا داخل المؤسسة، وبالتالى دمجه ليتحول من إنسان يائس مستسلم ناقم على إخوته والمجتمع ولا يفكر إلا فى الموت إلى إنسان ينبع بداخله كل نشاط وحيوية.
زواج 6 من أبناء المؤسسةتم دمج 6 من أبناء المؤسسة ليكونوا أشخاصاً نافعين لأنفسهم ولغيرهم، فالسيدات تمت تهيئتهن لتحمل المسئولية الزوجية ومسئوليات الأسرة، والرجال تم دمجهم اجتماعياً وأصبحوا قادرين على العمل وبدء حياة جديدة وتحمل المسئولية كاملة تجاه أنفسهم، قمنا بتجهيز كل واحد منهم على حدة، ووفرنا لهم مسكنًا خاصاً وتم تجهيزه بالمطلوب، وبدأنا فى تجهيز حفل الزواج الذى كان الأكبر على الإطلاق فى تاريخ المؤسسة، فقد قمنا سابقاً بتزويج الكثير من أبناء المؤسسة، ولكن كان هذا الحفل هو الأكبر على الإطلاق.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: التضامن القيادة السياسية حياة كريمة لا مأوى فى مصر
إقرأ أيضاً:
أوحيدة: ضغوطات سلطة الأمر الواقع الموجودة في طرابلس سبب تأخير الانتخابات
قال عضو مجلس النواب، جبريل أوحيدة، إن لقاء بوزنيقة امتداد للتوافق السابق لمجلسي النواب والدولة، بشأن القوانين الانتخابية وخارطة الطريق.
وأضاف في تصريحات لـ”تلفزيون المسار”، أنه لولا تراجع عدد من أعضاء مجلس الدولة بسبب ضغوطات من سلطة الأمر الواقع الموجودة في طرابلس، لكنا ذهبنا للانتخابات منذ فترة.
وذكر أن لقاء بوزنيقة له أسباب واضحة وهي أن تكون ملكية أي حل سياسي ليبية خالصة، لقطع الطريق على سماصرة السياسة الذين أوصلونا لنتائج سيئة في حوارات سابقة، مثل حوار جنيف.
وبين أنه لم ينسحب أي عضو من مجلس الدولة ممن شاركوا في بوزنيقة من اللقاء بل كل من شاركوا أصروا على استمرار التوافق.
وأكمل: “نعتقد أن التوافق بيننا وبين مجلس الدولة تم تمامًا من خلال التعديل الدستوري الـ13 وقوانين لجنة “6+6″، وما حدث بعدها هو نكوث بعض الأعضاء عن التوافق، بقيادة تكالة”.
وأكمل: “نحتاج من الدول الصديقة والشقيقة أن تقف مع الليبيين، وأن تتفهم الوضع الحالي في البلاد”.
ونوه بأن ما طرحته ستيفاني خوري في مبادرتها رؤوس أقلام فقط، وحديثها عن لجنة فنية أو ميزانية موحدة، نحن بصدد مناقشته بين مجلسي النواب والدولة.
الوسومأوحيدة