قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان الثلاثاء 16 يناير 2024 ،  إن قوات الجيش الإسرائيلي لم تكتف بتجويع الفلسطينيين في شمالي وادي غزة ، بل قتلت العشرات منهم خلال محاولتهم الحصول على مساعدات محدودة وصلت هناك، في تكريس لجريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد السكان المدنيين في القطاع منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر من العام الماضي.

وأضاف المرصد الأورومتوسطي في بيان صحفي، أنه وثق شهادات صادمة عن قتل الجيش الإسرائيلي عشرات الفلسطينيين وإصابة آخرين خلال تجمعهم يوم الخميس 11 كانون ثانٍ/يناير الجاري، على شارع الرشيد غربي مدينة غزة لتلقي مساعدات إنسانية، محملا وكالات الأمم المتحدة المسؤولية عن عجزها عن ضمان آليات مناسبة لإيصال المساعدات للسكان.

وبين أن المعلومات التي تلقاها تشير إلى مقتل ما يقرب من 50 فلسطينيًّا وإصابة عشرات آخرين، بعدما استخدم الجيش الإسرائيلي طائرات "كوادكابتر" لإطلاق النار تجاه فلسطينيين تجمعوا لاستلام كميات من الطحين عبر شاحنات تتبع للأمم المتحدة.

ووفق الشهادات التي جمعها الأورومتوسطي، فإن عشرات السكان تجمعوا على شارع الرشيد غربي مدينة غزة الذي دمرته الجرافات الإسرائيلية في الأسابيع الماضية، بانتظار وصول الشاحنات التي تقل الطحين، قبل أن يفاجأ الجميع بقدوم طائرات مسيرة من نوع "كوادكابتر" بدأت بإطلاق النار تجاههم وأوقعت عددا كبيرا من القتلى والجرحى في صفوفهم.

وبين أن السكان هربوا من المنطقة ونقلوا من استطاعوا من الجرحى، فيما بقي القتلى في المكان. وفي وقت لاحق من اليوم ذاته، وصلت الشاحنات ليعود مئات السكان للتجمع مجددا لمحاولة استلام حصة من الطحين، في وقت يعاني مئات الآلاف شمالي وادي غزة من الجوع للشهر الرابع على التوالي.

ووفق الشهادات التي وثقها الأورومتوسطي، فإن السكان اضطروا لقطع مسافات تصل إلى 10 كيلومترات للوصول للمنطقة، فيما لم يكن هناك أي نظام عند استلام المساعدات. وبناء على الشهادات التي تلقاها الأورومتوسطي، فإن هناك تخوفات من وجود ضحايا سقطوا نتيجة الازدحام الشديد الذي حصل في المنطقة بعد وصول الشاحنات.

وبين الأورومتوسطي أن السكان نقلوا القتلى على عربات تجرها حيوانات من المنطقة بعد مضي ساعات على مقتلهم.

وقال أ. ف (27 عاما) لفريق الأورومتوسطي (فضّل عدم الكشف عن اسمه): توجهت أنا وشقيقي مع عدد من الجيران إلى شارع الرشيد صباح 11 يناير، بعد أن قطعنا [مسافة] لا تقل عن 5 كيلومترات، ثم وجدنا الناس تتجمع وتتجه نحو الجنوب، فمشينا معهم باتجاه الطريق الذي يفترض أن تأتي منه الشاحنات التي تحمل الطحين. فجأة ظهرت طائرات كوادكابتر وبدأت تطلق النار تجاهنا بشكل عشوائي، شاهدت العديد من الأشخاص يقعون على الأرض، شعرت بحرارة الرصاصات بجواري، وبدأت أركض لمغادرة المنطقة، ولاحقًا وصل جيراني وتبين أن اثنين منهم أصيبا بجروح."

وأضاف: "نحن نعاني من جوع حقيقي، لا يوجد طحين أو أي مواد غذائية، كيس الطحين الذي كان سعره بحدود 40 شيكلًا (نحو 10.8 دولارات أميركية) أصبح يباع إن توفر -غالبًا غير متوفر- بأكثر من 600 شيكل (نحو 162 دولارًا أميركيًّا)".

وقال م.د (27 عامًا) للأورومتوسطي (فضل عدم الكشف عن اسمه): توجهت الساعة 9 صباحًا مع اثنين من أبناء عمي إلى شارع الرشيد بعدما سمعت أن شاحنات طحين ستصل. وصلنا بعد ساعة لأن الشوارع مدمرة، وبعد أن قطعنا 5 كيلومترات، كان شارع الرشيد فيه مئات من الناس تمشي وتنتظر، وصلنا بعد دوار ال نابلس ي، قريب من نقطه الساحل، فجأة ظهرت دبابة للجيش الإسرائيلي من خلف تلة رمليه وبدأت بإطلاق نيران بشكل عشوائي.

في الوقت نفسه هاجمتنا طائرات كوادكابتر، أنا شاهدت اثنتين منها.جميع من كانوا في المقدمة قتلوا أو أصيبوا، لا يقل عن 50 شخصًا قتلوا في لحظات، وكان هناك إصابات كثر.

فورًا بدأنا نجري، ونعبر في الشوارع الضيقة التي بين البيوت في شارع الرشيد أو في المحلات التجارية المهدمة، أو أي مكان نقدر أنه آمن من إطلاق النار."

وأضاف: "تقريبًا الساعة 11:30 قبل الظهر، عدت مع آخرين. شاهدنا الشاحنات وبدأنا نركض باتجاهها، كانوا أربع شاحنات تحمل طحين ومعلبات وأدوية. هجم الناس على الشاحنات وهي تمشي، وبعضهم كان يقع، شاهدت شخصين يقعان تحت إطارات الشاحنة ويدهسان.. لو كان هناك نظام لتوزيع الطحين كان أفضل من الفوضى والموت الذي نعيشه. بعد ذلك، أنا غير مستعد لأعود آخذ [الطحين] لأني رأيت الموت بعيني."

وتكرر تجمع السكان في الأيام التالية مع تردد أنباء عن قدوم شاحنات إضافية تحمل المساعدات، حيث يتجمع المئات منذ الساعة السابعة صباحًا وسرعان ما تأتي طائرات مسيرة إسرائيلية تستهدفهم بإطلاق النار.

المواطن م. د (38 عامًا) قال لفريق الأورومتوسطي (فضل عدم الكشف عن اسمه): "تجمع الناس على شارع الرشيد من الساعة السابعة صباح يوم الإثنين [14 كانون ثانٍ/يناير]، وعند الساعة الحادية عشرة وصلت طائرات كوادكابتر واستمرت في إطلاق النار لمدة ساعة ونصف، ما أدى إلى عدد من القتلى والمصابين. ولم تصل [حتى حينه] أي مساعدات."

وذكر أن نجله (18 عامًا) توجه للمنطقة أيضًا وبقي ينتظر لساعات حتى وصلت شاحنة واحدة، وحاول مع مئات المواطنين الوصول لها حتى داسته الأقدام وأغمي عليه، ولم يتمكن من الحصول على أي كمية طحين، "لأن طريقة التوزيع فيها خلل وغير آدمية".

وبناء على الشهادات والتصريحات الرسمية الإسرائيلية، إلى جانب المعطيات التي وثقها فريق الأورومتوسطي على الأرض، فإن إسرائيل تستخدم التجويع كأداة من أدوات الحرب والضغط السياسي ضد المدنيين الفلسطينيين، وهو ما يندرج ضمن جريمة الإبادة الجماعية، ويتطلب تدابير عاجلة لتمكين الفلسطينيين من الحصول على الطعام والشراب ومجمل احتياجاتهم الأساسية دون عوائق ودون استهداف أو ترهيب.

وحمل الأورومتوسطي الأمم المتحدة ووكالاتها الإنسانية المسؤولية عن القصور والعجز في توصيل المساعدات الإنسانية بشكل لائق ومناسب لمئات آلاف السكان الذين يعانون جوعًا حقيقيًّا للشهر الرابع على التوالي، وكذلك صمتها إزاء قتل الجيش الإسرائيلي مدنيين خلال محاولتهم استلام المساعدات.

المصدر : وكالة سوا

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی شارع الرشید

إقرأ أيضاً:

الفصائل الفلسيطينية: إمكانية الوصول إلى اتفاق بشأن غزة باتت أقرب

21 ديسمبر، 2024

بغداد/المسلة: أكدت الفصائل الفلسطينية، السبت، أن إمكانية الوصول إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة باتت أقرب من أي وقت مضى إذا توقف العدو عن وضع اشتراطات جديدة.

وذكرت حركة حماس في بيان، أنه”التقت في العاصمة المصرية القاهرة مساء أمس الجمعة وفود من قادة كل من حركة المقاومة الإسلامية حماس، وحركة الجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وبحثت المستجدات المتعلقة بمفاوضات وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى، وتم التأكيد على حرص الجميع على وقف العدوان على شعبنا والمستمر لأكثر من 14 شهرا في ظل تواطؤ دولي مشين”.

واعتبر المجتمعون، أن”إمكانية الوصول إلى اتفاق باتت أقرب من أي وقت مضى إذا توقف العدو عن وضع اشتراطات جديدة”.

وكما بحثت الوفود آخر التطورات في مشروع لجنة الإسناد المجتمعي لإدارة قطاع غزة، وأعرب الجميع، عن”تقديرهم للجهد المصري في إنجاز هذا المشروع وأهمية البدء في خطوات عملية لتشكيل اللجنة والإعلان عنها في أقرب فرصة ممكنة”.

واتفقت الفصائل الثلاثة على الاستمرار في التواصل للتشاور والتنسيق حول كل المستجدات المتعلقة بالعدوان على شعبنا ومفاوضات وقف إطلاق النار، وكذلك اللقاء مرة أخرى في أقرب فرصة لاستكمال المطلوب من أجل وضع اللمسات الأخيرة لتشكيل لجنة الإسناد المجتمعي لإدارة قطاع غزة بعد الحرب.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • العثور على 4 لاجئين عرب في وضع مأساوي بعد محاولتهم الوصول لبولندا
  • الجيش الإسرائيلي يرفع علمه على تلة جنوب لبنان
  • مكافحة الإيدز: عدد المصابين يقل عن 1٪ من السكان
  • التصريح بدفن جثة مسن عقار شارع هارون الرشيد المنهار بمصر الجديدة
  • الجيش الإسرائيلي يسلم "اليونيفيل" سبعة لبنانيين احتجزهم بعد وقف إطلاق النار
  • حراك سياسي في لبنان لوقف خرق الاحتلال الإسرائيلي للهدنة
  • الفصائل الفلسيطينية: إمكانية الوصول إلى اتفاق بشأن غزة باتت أقرب
  • الدفاع المدني في غزة: الجيش الإسرائيلي يقتل المواطنين ويترك جثامينهم للكلاب الضالة
  • قصف إسرائيلي يقتل 7 أطفال من عائلة واحدة شمال غزة
  • لأول مرة.. الجيش الإسرائيلي يطلق النار على متظاهرين في الجولان