مقال بغارديان: ليس فقط إسرائيل. جنوب أفريقيا تختبر ادعاء الغرب بالتفوق الأخلاقي
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
نشرت صحيفة "غارديان" البريطانية مقالا لكاتبة العمود نسرين مالك تتحدث فيه عن الدلالات الواسعة لقضية "الإبادة الجماعية" التي رفعتها جنوب أفريقيا إلى محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل، قائلة إنها لا تقتصر على اتهام إسرائيل فحسب، بل تمتد إلى اختبار ادعاء الغرب بالتفوق الأخلاقي وغير ذلك.
وقالت نسرين إن هذه القضية تمنح الشرعية لمؤيدي فلسطين الذين كان موقفهم يوصف بأنه هامشي، كما أنها تختبر حدود حقوق الإنسان.
وأضافت الكاتبة أنه ورغم أن القضية المرفوعة قد تناولت بالتفصيل الهجوم الإسرائيلي على غزة، فإن جوهرها كان يدور حول شيء أوسع، وهو سد الفجوة بين الواقع الفلسطيني، وكيف تصفه القوى السياسية المهيمنة.
وأشارت في هذا الصدد، إلى تجاهل القادة السياسيين في الغرب للغضب الشعبي الواسع في أوروبا والعالم ورفضهم له بشدة وحزم، وإلى رفض الولايات المتحدة داخل الأمم المتحدة وقف إطلاق النار.
إظهار عجز الاستجابة الدولية الصادمةوقالت نسرين مالك في مقالها بالغارديان إن الرسالة المقدمة إلى محكمة العدل الدولية طعنت في تصوير الغرب لتأييد القضية الفلسطينية من حيث المظهر والمضمون.
وأكدت الكاتبة أن الحكم النهائي الذي سيصدر من المحكمة ليس مهما أكثر من أهمية القضية. فمن الممكن أن توافق المحكمة، أو لا توافق على ما إذا كان الادعاء مقنعا بإثبات "الإبادة الجماعية" قانونيا، بل المهم الاعتراف بخطورة الأحداث التي قد تصل إلى حد "الإبادة الجماعية"، وبعجز الاستجابة الدولية التي فشلت بشكل مثير للصدمة.
وقالت إن التحدي الكبير، ضمن تحديات كثيرة، هو التحدي الذي يواجه نظاما دوليا جعل من الصعب التحقق من صحة المطالبات الفلسطينية، وإن هذه القضية أمام المحكمة الدولية تظهر كيف أن المنطق الغربي ينفد، وأن قوته الإقناعية تتضاءل في عالم متعدد الأقطاب.
رمزية جنوب أفريقيا
واستمرت نسرين مالك تقول إن رفع القضية من قبل جنوب أفريقيا مهم للغاية، لأنها هي البلد الذي يرمز لويلات الاستعمار والاستيطان والفصل العنصري، وإن هذه الرمزية لن تغيب على أحد. وليس من المستغرب أن الدعم المعرب عنه لجنوب أفريقيا يأتي بالكامل من بلدان جنوب الكرة الأرضية.
وأشارت الكاتبة إلى رفض ناميبيا دعم ألمانيا لإسرائيل في محكمة العدل الدولية، بسبب ارتكاب ألمانيا "الإبادة الجماعية" في ناميبيا، وهي الأولى في القرن الـ20، والتي لم تكفر عنها ألمانيا بالكامل بعد.
كما أشارت إلى الرفض الواسع للمعايير الغربية بعدم إدانة الدول الأفريقية غزو روسيا لأوكرانيا، واندلاع الخطاب المعادي لأوروبا عقب الانقلابات في المستعمرات الفرنسية السابقة في القارة.
مجرد لغو فارغوقالت كاتبة الغارديان إن ما يجري من دول الجنوب هو توجه فعلي يتساءل من داخل المؤسسات نفسها التي أنشأها الغرب، عما إذا كانت هذه المؤسسات لحقوق الإنسان حقيقية، أو مجرد مسرح يخدم نظاما طبقيا دوليا ما.
وأضافت أن هذه القضية سيتم رفضها بقوة من قبل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا وألمانيا وغيرها، ولكن هناك تكلفة لرفض المفاهيم والعمليات التي تدعم شرعية مطالبة هذه الدول بالسلطة الأخلاقية، وسيقوّض بالكامل مصداقيتها، وسيجعل اللغة التي تناشد بها أميركا وبريطانيا الحوثيين والعالم الالتزام بالمعايير مجرد لغو فارغ.
وقالت إن الدول الغربية برفضها ما تطالب به جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية تثير رياحا جيوسياسية تجعل الموافقة على الأجندات السياسية الغربية صعبة بشكل متزايد، مضيفة أن قضية جنوب أفريقيا بينت أن أولئك الذين يعرقلون محاولات إنهاء المحنة الشديدة في غزة هم الذين سيشغلون الموقف الهامشي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: محکمة العدل الدولیة الإبادة الجماعیة جنوب أفریقیا
إقرأ أيضاً:
كل ما تريد معرفته عن منافس منتخب مصر للشباب في بطولة أفريقيا تحت 20 سنة
بجيل قوي وموهوب استعادت جنوب أفريقيا مقعدها في نهائيات كأس أفريقيا للشباب بعد غياب دام لثلاث نسخ متتالية منذ أخر مشاركة للمنتخب المعروف بـ أماجيتا" في نسخة زامبيا 2017 ’ وتؤكد كل المؤشرات على إمكانيه ذهابه بعيداً في الحضور التاسع له في البطولة التي بدأها على أرض عربية أيضاً عام 1997 بالمغرب وحقق أفضل إنجازاته.
مدارس التكوين المتميزة للغاية في الأندية المحلية وعلى رأسها ماميلودي صن داونز ومعه كيب تاون سيتي ووجود العديد من المواهب التي تنشط في أندية أوروبية ’ أمور تضاعف من آمال الجماهير المحلية في البلد الأفريقي الوحيد الذي استضاف مونديال الكبار ’ في الذهاب بعيداً في البطولة التي يخوضها ضمن منتخبات المجموعة الأولى التي تبدو حظوظه فيها كبيرة للغاية في انتزاع إحدى البطاقتين المباشرتين وضمان بلوغ ربع النهائي دون أي حسابات معقدة.
تأهل عن جدارة.
تصدر منتخب جنوب أفريقيا تصفيات منطقة جنوب أفريقيا (سوفاكا) التي أقيمت في موزمبيق خلال الفترة من 26 سبتمبر وحتى 5 أكتوبر 2024 بجدارة وبأفضل النتائج بين كل المنتخبات التي شاركت في التصفيات عموماً حيث حصد العلامة الكاملة وأحرز 16 هدفاً ودون أن تهتز شباكه ’ حيث فاز على مالاوي (5 – 0) وليسوتو (6 – 0) وجزر القمر (2 – 0) وتصدر المجموعة الثالثة ’ ثم تخطى أنجولا (1 – 0) في نصف النهائي وتفوق على زامبيا (2 – 0) في النهائي.
ريموند مداكا
صنع مداكا نجاح لفت الأنظار مع فريق مارومو جالانتس في ظهوره الثاني في كأس الكونفدرالية الأفريقية الموسم قبل الماضي عندما قاده لبلوغ المربع الذهبي لأول مرة مؤكداً أنه أحد الكوادر الواعدة في مدرسة التدريب الجنوب أفريقية التي تخطت حدود المحلية وصارت ملئ السمع والبصر في كل ربوع "قارة المواهب" بعد النجاح الذي حققه بيتسو موسيماني مع الأهلي المصري وبشكل أقل رولاني موكوينا مع الوداد البيضاوي المغربي.
الجهاز الفني أعلن في العاشر من أبريل الجاري عن القائمة النهائية التي تشم 21 لاعباً ومعهم 4 آخرين على قائمة الانتظار وسيبدأ تحضيراته بمعسكر في جوهانسبرج قبل السفر إلى مصر من أجل خوض البطولة التي يستهل مبارياته فيها بلقاء "الفراعنة" في مباراة الافتتاح بتاريخ 27 أبريل على ملعب القاهرة الدولي ’ ثم يواجه تنزانيا في الثلاثين من نفس الشهر بالسويس وسيراليون وزامبيا في 6 و9 مايو على ملعبي هيئة قناة السويس و30 يونيو على الترتيب.
أبرز النجوم
تربع مهاجم كيب تاون سيتي جودي أشين على رأس قائمة هدافي منتخب جنوب أفريقيا في التصفيات برصيد 3 أهداف منها هدف الانتصار على أنجولا في نصف النهائي وهدف تعزيز الفوز على زامبيا في النهائي ’ وبرز معه كذلك زميله في نفس النادي شاكيل أبريل الذي ترك بصمته بثنائية في مرمى مالاوي في المباراة الأولى ’ وهناك أيضاً متوسط ميدان العملاق المحلي ماميلودي صن داونز كوتلوانو ليثلاكو علماً بأن القائمة تفتقد شاندري كامبل جناح كلوب بروج البلجيكي البالغ من العمر 19 عاماً وأغلى لاعبي جنوب أفريقيا بقيمة مليون يورو بعد أن رفض ناديه السماح له بخوض البطولة لارتباطه بمواعيد مباريات الفريق الأول.
إنجاز 1997 الأفضل.
قدم منتخب جنوب أفريقيا أفضل نتائج له في البطولة خلال ظهوره الأول في النسخة المغربية عام 1997 عندما عوض خسارته (0 – 1) أمام كوت ديفوار في بداية مشواره وتفوق على مالي (2 – 1) وزامبيا بنفس النتيجة ’ بعدها تغلب على منتخب زامبيا بركلات الترجيح بعد التعادل (1 – 1) في نصف النهائي لكنه خسر الرهان أمام المنتخب المغربي في اللقاء الختامي وخسر بهدف دون رد.
"أماجيتا" الذي ودع البطولة من الباب الصغير في نصف مشاركاته (2001 ’ 2003 ’ 2011 ’ 2015) تمكن من العودة للمربع الذهبي في نسختي 2009 و2017 وخسر في لقاء المركز الثالث أمام نيجيريا (1 – 2) وغينيا بنفس النتيجة ’ لكنه تمكن من كسر هذا الحاجز وحقق ثاني أفضل إنجاز له في البطولة خلال ظهوره الأخير في زامبيا 2017 عندما رد الدين للمنتخب الغيني بنتيجة (2 – 1) وعاد لبلاده بالميدالية البرونزية.
إجمالاً خاض منتخب جنوب أفريقيا للشباب 32 مباراة خلال 8 مشاركات سابقة حقق خلالها 9 انتصارات وتعادل في 6 مباريات وخسر 17 وسجل 41 هدفاً مقابل 51 هدفاً في شباكه.