أكد عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، أن النمو المتسارع الذي يشهده سوق الذكاء الاصطناعي التوليدي العالمي، يعكس بوضوح ما يمثله قطاع الذكاء الاصطناعي من قوة دافعة ومحرك للمستقبل.

وأشار إلى أن قيادة دولة الإمارات أدركت منذ أكثر من عقدين، أهمية تبني وتطوير إمكانات وحلول الثورة الصناعية الرابعة، وتعزيز الاستثمار في قطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي الذي يعيد تشكيل مختلف الصناعات في العالم.

جاء ذلك، خلال جلسة بعنوان: «هل يعتبر الذكاء الاصطناعي محركاً للثورة الصناعية الرابعة؟»، ضمن أعمال الدورة ال 54 للمنتدى الاقتصادي العالمي، شارك فيها عمر العلماء، وكريستيانو أمون الرئيس والرئيس التنفيذي في «كوالكوم»، وجولي سويت، الرئيس والرئيس التنفيذي في «أكسنتشر» أيرلندا، وعضو مجلس أمناء المنتدى، وأرويند كريشنا، الرئيس والرئيس التنفيذي في «آي بي إم»، وأدارتها زاني مينتون بيدوز، رئيس تحرير «ذي إيكونوميست».

وقال إن تكامل الجهود العالمية من خلال توفير منصات فاعلة للحوار الدولي الهادف، مثل المنتدى الاقتصادي العالمي، يسهم في تعزيز جاهزية الحكومات بالقطاعات المستقبلية، ويدعم جهودها في تطوير الحلول والأدوات الكفيلة بتسريع الخطى نحو المستقبل، مشيراً إلى أهمية التعاون الدولي في رسم خريطة التحديات والفرص، الحالية والمستقبلية، وإرساء الأسس لمواجهتها.

وأضاف أن القرارات التي نتخذها اليوم ستشكل معالم حياة الأجيال القادمة في المستقبل، وأن تكامل دور الحكومات ومواكبتها للمتغيرات العالمية، يمثل عاملاً أساسياً لتعزيز ازدهارها ومساهمتها في الرحلة العالمية لصناعة مستقبل أكثر تقدماً وترابطاً، مشيراً إلى أن دور الحكومات والقادة يكمن في تصميم استراتيجيات مبتكرة لمواجهة آثار هذه التكنولوجيا، وضمان التكيف مع التطورات السريعة في الذكاء الاصطناعي.

وأكد العلماء، أن حكومة الإمارات تحرص على تعزيز التعاون الدولي والشراكات الهادفة مع الشركات التكنولوجية حول العالم، لضمان الاستفادة من النتائج الإيجابية للتكنولوجيا ومواجهة سلبياتها المحتملة، وتعمل على تهيئة بيئة داعمة لتسريع تبني حلول الذكاء الاصطناعي التوليدي، لما يمثله من قطاع تكنولوجي ذي دور أساسي في تحقيق الأهداف الطموحة للدولة.

وأضاف أن الإمارات تمتلك مقومات وإمكانات كبيرة باحتضانها أكثر من 200 جنسية، ما يجعلها منصة مثالية لتطوير تطبيقات عالمية للذكاء الاصطناعي في مجالات متنوعة، مثل الرعاية الصحية، والتعليم، وغيرهما، مشيراً إلى ما تتميز به الدولة من بنية تحتية رقمية متقدمة، وأطر تشريعية مرنة تضمن ازدهار الشركات التكنولوجية التي تتخذ من الإمارات وجهة لتطوير أعمالها الرقمية.

وقال إن تطور الذكاء الاصطناعي التوليدي يتطلب التركيز على تطوير المهارات الرقمية، وترسيخ مجتمع ماهر رقمياً، ومتكيف مع المتغيرات التكنولوجية، وإن الإمارات تولي أهمية كبيرة لمواكبة المتغيرات العالمية ودراستها بتحدياتها وفرصها، مشيراً إلى عمل حكومة الإمارات على تأهيل أكثر من 400 من المسؤولين وصناع القرار في الجهات الحكومية على المهارات والأخلاقيات والأسس الرقمية وماهية الذكاء الاصطناعي، بالتعاون مع جامعة «أكسفورد».

كما أضاف أن الإمارات اعتمدت يوماً سنوياً خاصاً بالبرمجة هو «يوم الإمارات للبرمجة» الذي يصادف 29 أكتوبر/ تشرين الثاني، ويحتفي بمجتمع المبرمجين، مشيراً إلى أن هذا اليوم أسهم في مشاركة أكثر من 100,000 من أفراد المجتمع في كتابة سطور برمجية، ضمن مبادرة هادفة لتعزيز الوعي الرقمي، ولافتاً إلى نجاح الدولة في إدخال الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية، لتعليم الطلاب طرق البرمجة وأسس وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي.

وركزت الجلسة التي جاء عقدها ضمن مبادرات لجنة حوكمة الذكاء الاصطناعي التابعة للمنتدى، على تطور الذكاء الاصطناعي وتحول التكنولوجيا الذكية إلى واحدة من أسرع وأكثر الابتكارات تأثيرا في الثورة الصناعية الرابعة، في مختلف القطاعات، من الإبداع إلى الإنتاج والتوزيع، والآثار المتوقعة للذكاء الاصطناعي في سلاسل القيمة العالمية، التي ستحاكي أثر المحرك البخاري في تقدم الثورة الصناعية، في القرن الماضي.

كما تناولت الجلسة، أهمية تطوير المهارات الرقمية في استشراف المستقبل وآثار تطور الذكاء الاصطناعي في الصناعة على مستوى العالم، والحلول المتاحة أمام الحكومات والقادة لإدارة تحدياتها المختلفة، والفرص التي تتيحها حلول الذكاء الاصطناعي في مجالات تحسين كفاءة الإنتاج والأنظمة الصناعية والارتقاء بجودة المنتجات.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی الاصطناعی فی أکثر من

إقرأ أيضاً:

150 متحدثاً يستعرضون أهم التوجهات العالمية بمنتدى دبي للمستقبل

دبي: «الخليج»
تشهد فعاليات الدورة الثالثة من «منتدى دبي المستقبل» الذي تنظمه مؤسسة دبي للمستقبل يومي 19 و20 نوفمبر في متحف المستقبل، مشاركة 150 متحدثاً من المسؤولين الحكوميين والرؤساء التنفيذيين والأكاديميين وصانعي القرار وقادة الفكر وخبراء المستقبل من دولة الإمارات وأنحاء العالم.
ويتضمن برنامج هذا التجمع العالمي الأكبر من نوعه لتصميم واستشراف المستقبل، والذي ينعقد برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، نحو 70 جلسة حوارية وكلمة رئيسية وورشة عمل سيستعرض خلالها المتحدثون أبرز التوجهات العالمية أمام أكثر من 2500 خبير ومتخصص في مختلف المجالات الاستشرافية والمستقبلية من نحو 100 دولة، إضافة إلى مشاركة نحو 100 مؤسسة دولية متخصصة في مجال تصميم المستقبل في مختلف فعاليات المنتدى.
وتشمل قائمة المتحدثين في المنتدى، سارة صبري أول رائدة فضاء عربية وإفريقية، والدكتور ماكوتو سوزوكي من مركز أبحاث أوكيناوا لأبحاث إطالة العمر، وليلى عبداللطيف من جمعية الإمارات للطبيعة، وآيمي ويب من معهد المستقبل اليوم، وعمران شرف مساعد وزير الخارجية لشؤون العلوم والتكنولوجيا المتقدمة، وجاي أوجيلفي الشريك المؤسس لشبكة غلوبال بيزنس، وغيرهم الكثير.
الالتزامات الدولية
قالت ميشيل جريفين، مديرة المكتب التنفيذي للأمانة العامة للأمم المتحدة: «أتطلع للمشاركة في المنتدى لمناقشة فرص تنفيذ الالتزامات الدولية التي تم التعهد بها في مختلف المجالات المستقبلية وخاصة في مؤتمر القمة المعني بالمستقبل واعتماد «ميثاق المستقبل» خلالها».
فيما أوضحت البروفيسورة باتي مايس الأستاذة المحاضرة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: «يأتي انعقاد المنتدى في الوقت الذي أعتقد فيه أننا وصلنا إلى النقطة الحاسمة والوقت المناسب لضمان توظيف تكنولوجيا المستقبل والذكاء الاصطناعي».
مستقبل الأجيال
قال بو فكتور نايلوند، مدير المكتب العالمي للبحوث والاستشراف لدى يونيسف إنوسنتي: «نهدف من خلال المشاركة في هذا المنتدى إلى مناقشة كيف سيبدو العالم في عام 2050 بالنسبة للأجيال القادمة».
من جانبها، بيّنت آن بيت هوفيند، رئيسة مكتبة المستقبل أن مشاركتها في المنتدى ستتيح لها المجال لتسليط الضوء على كيفية تعامل الفن مع التفكير الاستراتيجي والاستدامة وعلاقتنا بالوقت والمعرفة والثقافة.
واعتبرت جلين جينور، رئيسة الإنتاج المادي لدى أفلام أمازون الأصلية، أن التكنولوجيا تتطور باستمرار، ويتمكن المزيد من الناس من مشاركة قصصهم على نطاق أوسع.
ولسرد القصص قدرة فريدة على تشكيل التصورات وإلهام التغيير وتوسيع الحدود وربط الثقافات والأجيال.
حدث سنوي
قال بول سافو خبير استشراف المستقبل والأستاذ المساعد في جامعة ستانفورد: «يشكل منتدى دبي للمستقبل حدثاً سنوياً مهماً لاستعراض أحدث الأبحاث والدراسات».
وقال الدكتور جوردان نجوين، المخترع والمؤلف والمحاضر والمهندس الطبي الحيوي لدى سايكيناتك: «أتطلع للمشاركة في المنتدى والتواصل مع القادة المؤثرين لتبادل الأفكار التي يمكن أن تفيد البشرية».

مقالات مشابهة

  • 150 متحدثاً يستعرضون أهم التوجهات العالمية بمنتدى دبي للمستقبل
  • 150 متحدثاً من الإمارات والعالم يستعرضون التوجهات العالمية في منتدى دبي للمستقبل 2024
  • وزير السياحة: قوة تعلم آلة الذكاء الاصطناعي عظيمة وهذه التحديات التي تواجهنا
  • تقرير: المتفجرات التي أسقطت على قطاع غزة أكثر مما ألقي خلال الحرب العالمية الثانية
  • عمر سلطان العلماء: الإمارات بين أقوى الدول المنتجة للذكاء الاصطناعي والأسرع في دمج أدواته في القطاعات الحيوية
  • عمر سلطان العلماء: الإمارات بين أقوى الدول المنتجة للذكاء الاصطناعي
  • عمر العلماء: الإمارات بين أقوى الدول المنتجة للذكاء الاصطناعي
  • حمدان بن محمد يعلن شراكة مع «مايكروسوفت» لتأهيل مليون شخص بمهارات الذكاء الاصطناعي
  • خبراء: الإمارات جاهزة لقيادة قطاع الذكاء الاصطناعي والارتقاء بجودة الحياة
  • متخصصون: الإمارات باتت شريكاً في إنشاء مجتمع مواهب الذكاء الاصطناعي عالمياً