نشرت صحيفة "إزفيستيا" الروسية مقال رأي لمدير معهد الصين وآسيا الحديثة بأكاديمية العلوم الروسية، كيريل بابايف، تحدث فيه عن الانتخابات التي شهدتها تايوان في الثالث عشر من كانون الثاني/يناير الجاري والتي وصفها العديد من الخبراء بالمصيرية.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن بعض الخبراء يعتقدون أن صراعًا مسلحًا قد يندلع في مضيق تايوان في اليوم التالي من التصويت.



وتضيف الصحيفة أن نتيجة الانتخابات تلغي افتراض حدوث شيء غير عادي في الوضع الجيوسياسي حول جزيرة تايوان في السنوات المقبلة وتقتصر على حدوث بعض التوترات فقط.

ومن ناحية أخرى، يبدو فوز مرشح الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم، لاي تشينغ تي، مثيراً للدهشة. وفقاً لأحدث أرقام الفرز تجاوزت نسبة الأصوات التي تحصل عليها 40 بالمئة من مجموع الأصوات.

وعليه، تعد الفجوة التي بينه وبين منافسه الرئيسي، مرشح الحزب الوطني هو  يو يي، كبيرة للغاية.


بموجب قوانين الانتخابات في تايوان، التي لا تسمح بإجراء انتخابات الإعادة، فإن هذا يجعل زعيم الحزب الديمقراطي التقدمي هو الفائز الواضح في السباق. وعليه، فإن أتباع سياسة استقلال الجزيرة عن الصين، وأنصار التوجه المؤيد للغرب وتحديدًا واشنطن، التي لم تدخر جهدًا في سبيل دعم المرشح من الحزب الحاكم، هم الطرف المنتصر.


ومع ذلك، من المستبعد القيام بخطوات ثورية على غرار إعلان الاستقلال واعتراف الغرب بالجزيرة وظهور "جمهورية تايوان" على خريطة العالم. فقد حصل مؤيدو الحوار مع بكين بشكل جماعي على أصوات أكثر من مؤيدي الاستقلال. وقد تحدث كل من ممثل حزب الكومينتانغ هو يو يي ورئيس حزب الشعب كي وين جي، عن ضرورة تعزيز التفاعل بين جزئي الصين.

وذكرت الصحيفة أنه في الانتخابات البرلمانية الحالية، لم يحصل مؤيدو الاستقلال إلا على ثلث الأصوات، الأمر الذي يجعل من المستحيل اتخاذ قرارات دستورية بإعادة تسمية البلاد من الصين إلى تايوان أو أي شكل آخر من أشكال إعلان الاستقلال. ورغم أن الحزب الديمقراطي التقدمي سيظل الحزب الأكبر في البرلمان، فإن قدرته على التأثير على القرارات الحكومية الرئيسية ستكون محدودة للغاية. وقد أظهرت الانتخابات، التي فاز فيها مؤيدو الاستقلال، بشكل متناقض أن الاستقلال حظي بدعم أقلية من السكان.

في الحقيقة؛ يجهل الجميع السياسة التي سيلتزم بها الرئيس الجديد لإدارة الجزيرة، لاي تشينغدي، لا سيما في ظل تحدثه خلال الحملة الانتخابية عن تصرفات بكين مؤكدًا على الحاجة إلى تعزيز التحالف مع الولايات المتحدة. في المقابل، لم يشر إلى خطوات فورية لإعلان الاستقلال. مع العلم أنه عادة ما تختلف البيانات الانتخابية والأفعال الحقيقية بشكل كبير عن بعضها البعض.

وفي الظروف التي ستعطي فيها أي خطوات أحادية حادة من جانب الجزيرة لبكين ذريعة مثالية لتصعيد عسكري سياسي للصراع، فلن يلجأ رئيس تايوان نفسه ولا حلفاؤه في واشنطن إلى مفاقمة الوضع بل على العكس سيحاول تخفيف حدة الخطاب تجاه الصين  قليلاً.

من جانبها، لا تستعد الصين نفسها إلى تصعيد الوضع، بحيث كانت تعول على نقل السلطة في الجزيرة إلى حزب الكومينتانغ، ما من شأنه المساعدة على إطلاق حوار والتوصل إلى حل وسط لإعادة التوحيد التدريجي للبلاد، حتى لو كانت هذه العملية ستستغرق وقتًا طويلًا. وعلى الرغم من النداءات العديدة للاستعداد للحرب التي رُددت في السنوات الأخيرة من القيادات السياسية والعسكرية في الصين، إلا أنه من المستبعد في الأمد القريب تحول الصراع إلى صراع مسلح نظرًا لعدم امتلاك بكين في الوقت الحالي الرغبة والقدرات العسكرية اللازمة لاتخاذ خطوة قد تؤدي إلى مواجهة عالمية.

على مدى الأشهر الستة المقبلة؛ من المرجح إلقاء قيادة الصين نظرة فاحصة على خطوات السياسة الخارجية الأولى للقيادة الجديدة، ومن المحتمل أن تكون بكين قد اتخذت مسار الاستعداد للحرب في مضيق تايوان منذ وقت طويل وستستمر في التحضير لذلك.

في المقابل؛ ستواصل الولايات المتحدة إعداد الجزيرة للصراع بنفس الوتيرة. على مدى العامين الماضيين، زودت الولايات المتحدة تايوان بالأسلحة والتكنولوجيا العسكرية، وستستمر في اتباع ذات السياسة دون التكثيف فيها نظرًا للحاجة إلى تجنب إثارة غضب بكين إلى أبعد الحدود.

وأوردت الصحيفة أن تايوان حليف للولايات المتحدة، وهي إلى جانب اليابان وكوريا الجنوبية، واحدة من أهم عناصر سياسة التحالف الأمريكي التي تهدف إلى احتواء الصين.

إن انتخابات الثالث عشر من كانون الثاني/يناير لن تؤدي إلى حرب، أو استقلال تايوان أو إعادة توحيد شطري الدولة الصينية إلا أن نتائجها تشكل قنبلة موقوتة في ظل الوضع المحيط بجميع أنحاء الجزيرة.

وفي ختام التقرير نوهت الصحيفة إلى أن الوضع سيستمر في التدهور بعد فشل بكين في تغيير الوضع الراهن. وفي حين من المستبعد حدوث انفجار في العامين المقبلين، فإن درجة التوتر في مضيق تايوان سترتفع تدريجيًّا.

للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الصين الانتخابات تايوان الولايات المتحدة الولايات المتحدة الصين الانتخابات تايوان صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

يتسلمها ترامب خلال ساعات.. ماذا نعرف عن الحقيبة النووية التي لا تفارق الرئيس الأمريكي؟

عواصم - الوكالات

يصفها البعض بأنها النسخة المعاصرة من التاج والصولجان وبقية الرموز التي كانت تشير إلى السلطة في العصور الوسطى، وبمرافقتها الدائمة لرئيس أقوى دول العالم والقائد الأعلى لجيشها، تحوّلت هذه الحقيبة البسيطة في مظهرها، إلى أيقونة للقوة العظمى وأخطر وسيلة تدبير اخترعتها البشرية حتى اليوم.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية "الحقيبة النووية" عبارة عن حقيبة تزن عشرين كيلوجراما ملفوفة بالجلد الأسود، تحتوي الرموز والمفاتيح التي يحتاجها رئيس الدولة إذا قرر شن ضربة نووية، وترافق الرئيس في حله وترحاله.

وأطلق الأمريكيون اسم "كرة القدم النووية" نسبة لأول خطة سرية للحرب النووية، وبرزت أهمية الحقيبة بعد أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، وظهرت لأول مرة يوم 10 مايو 1963، وتم تحديثها دوريا من قبل جهات عسكرية أمريكية.

وتسمى الرموز الموجودة في الحقيبة النووية الأمريكية بـ"رموز الذهب" ويتم توفيرها من قبل وكالة الأمن القومي، وتطبع على بطاقة بلاستيكية بحجم بطاقة الائتمان تسمى "بسكويت"، لأن البطاقة ملفوفة في فيلم مبهم، تبدو مثل مغلفات البسكويت، وهذه البطاقة "بسكويت" يمكن للرؤساء حملها خارج الحقيبة النووية.  

ويتناوب على حمل "الحقيبة النووية" التي تحتوي على عناصر غاية في السرية خمسة جنود أمريكيين تلقوا تدريبا خاصا، ويلازمون الرئيس أينما حلّ في الداخل والخارج، في الجو والبحر، وفي المصعد والفندق وغيرها من الأماكن. 

ورغم أن القانون الأميركي يمنح الرئيس صلاحية حصرية في شن ضربة نووية، فإن إعطاء الأمر بذلك يحتاج من الناحية القانونية إلى سلسلة إجراءات يتعين على الرئيس اتخاذها، تتمثل في الاتصال بمركز عمليات وزراة الدفاع (بنتاغون)، وقراءة رموز تحديد الهوية للتأكد من أنه هو الذي يعطي هذا الأمر، وهي الرموز التي تبقى في البطاقة.

وقبل تسليم مهامه لخلفه، يضع الرئيس المنتهية ولايته مفتاح تشغيل النووي على المكتب الرئاسي في مجلد مغلف بالشمع ويمنع على الجميع لمسه قبل الرئيس الذي يجلس في كرسي البيت الأبيض، وسوف يتسلم ترامب الحقيبة اليوم بعد مراسم التنصيب كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية خلفا لبايدن.

وللرؤساء الأميركيين قصص وروايات مع بطاقة "بسكويت"، ففي عام 1981، أثناء محاولة اغتيال الرئيس رونالد ريغان في مارس 1981، لم يتمكن الشخص الذي كان يحمل "الحقيبة النووية" من الصعود إلى سيارة الإسعاف التي حملت الرئيس إلى المستشفى، ليتم العثور لاحقا على بطاقة "بسكويت" في حذاء الرئيس الذي كان ملقيا على الأرض في غرفة العمليات.

كما أن الرئيسين جيرارد فورد وجيمي كارتر قد نسيا بطاقة "بسكويت" في جيوب بدلات أرسلت للغسيل. أما الرئيس بيل كلينتون فقد غادر عام 1999 قمة لمنظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) من دون "الحقيبة النووية"، كما فقد "بسكويت" لشهور عديدة.

ولم يخل عهد الرئيس ترمب في ولايته السابقة من المخاوف بشأن "الحقيبة النووية"، فقد قام رجل أعمال يدعى ريتشارد ديغازيو بالتقاط صورة له مع حامل "الحقيبة النووية" ونشرها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وعلق عليها قائلا "هذا هو ريك.. إنه يحمل الحقيبة النووية"، وحدث ذلك خلال حفل عشاء أقامه ترمب وزوجته على شرف رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي وزوجته في نادي الرئيس الأميركي الخاص في ولاية فلوريدا. وتم حذف حساب رجل الأعمال من حينها في فيسبوك.

 

مقالات مشابهة

  • ورشة انتخابات «المؤتمر» تضع خطتها لخوض الانتخابات التشريعية القادمة
  • ورشة المؤتمر تضع خطتها لخوض الانتخابات التشريعية القادمة
  • الأمم المتحدة: الوضع الإنساني في ولاية الجزيرة بالسودان يبقى كارثيا
  • الـBusiness Insider :ماذا يعني المشهد السياسي المتغير في لبنان بالنسبة لحزب الله؟
  • يتسلمها ترامب خلال ساعات.. ماذا نعرف عن الحقيبة النووية التي لا تفارق الرئيس الأمريكي؟
  • باسيل بحث مع سفير مصر في الوضع بعد الإنتخابات الرئاسية
  • ترامب يستعد لإصدار أكبر عدد منها خلال يوم واحد.. ماذا تعني «الأوامر التنفيذية»؟
  • مجلس النواب يناقش إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وتشكيل حكومة موحدة
  • ماذا تعني كلمة النُص؟.. مسلسل للفنان أحمد أمين في دراما رمضان 2025
  • تايوان تدين ادعاءات الصين الخاطئة حول سيادتها