السيادة العراقية مهلهلة .. وخبراء : الاعتداء التركي الأشدُ فتكاً
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
الثلاثاء, 16 يناير 2024 8:58 م
المركز الخبري الوطني/ خاص
بين يوم وآخر، تتعرّض السيادة العراقية إلى الاختراق والاعتداء من قبل دول مجاورة، وأخرى صديقة ترى في النظام السياسي حليفاً لها بالمنطقة. وعلى الرغم من تواصل خطوط السياسة العراقية مع طهران، وأنقرة، وواشنطن، إلا أن ذلك لم يمنع البلدان الثلاثة من ممارسة الاعتداء المتكرر، بحجة إيواء العراق لعناصر تهدد الأمن القومي لها.
وكان أمس الاثنين، قد شهد أحدث اعتداء طال العراق وسيادته، بعدما قصف طيران إيراني منزلاً في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان، بحجة أنه وكراً للموساد الإسرائيلي، فيما أعلنت الحكومة الاتحادية أن المنزل يعود لسكان مدنيين في تلك المدينة.
وبالتزامن مع خرق السيادة العراقية من قبل إيران، واصلَ الطيران الحربي التركي قصفه لمواقع عسكرية تركية معارضة داخل إقليم كردستان، وذلك في أحدث خرق تتعرّض السيادة في العراق. حيث أصاب الطيران التركي 23 هدفاً تابعاً لحزب العمّال الكردستاني المعارض، والمُقيم في مناطق الإقليم الكردي من العراق.
وقبل هذين الاعتداءين، عاشت بغداد قلقاً أمنياً، وارتباكاً سياسياً غير متوقع، بعدما قصفت طائرة أميركية مسيرة، موقعاً أمنياً تابعاً للحشد الشعبي، وتمكنت من قبل قياديٍّ فيه، وآخرين يرافقونه. وهذا ما استدعى الحكومة العراقية إلى مطالبة واشنطن بضرورة جدولة انسحاب التحالف الدولي من البلاد.
تطورات أربيل
وبعيد استهداف الطيران الإيراني، تبنى الحرس الثوري العملية التي استهداف مدينة أربيل في إقليم كردستان، عازياً ذلك، إلى استهدافه لمواقع تجسسية تابعة للموساد الإسرائيلي، مؤكداً أن طهران من حقها الدفاع عن أمنها القومي.
وقال في بيان له، إن الضربة جاءت “ردًا على جرائم النظام الصهيوني ضد الجمهورية الإسلامية، والتي كانت آخرها مقتل عدد من قادة الحرس بنيران صهيونية تم استهداف مقر تجسسي رئيسي للموساد في إقليم كردستان العراق، وتم تدميره بالصواريخ الباليستية”.
الرواية الإيرانية، نفتها اللجنة التحقيقية المشكلة من قبل الحكومة العراقية، التي زارت موقع الاعتداء في مدينة أربيل، وأكدت أن الموقع المستهدف من قبل الجانب الإيراني، كان موقعاً مدنياً يعود لإحدى العائلات الكردية.
وأسفر الاعتداء الإيراني، أمس الاثنين، عن مقتل مواطنٍ مدنيّ، وإصابة آخرين، فضلاً عن دمار البنى التحتية للموقع المستهدف في أربيل.
وقال رئيس اللجنة التحقيقية العليا، مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، :”أطلعنا ميدانياً مع أعضاء اللجنة التحقيقية، على منزل رجل الأعمال المستهدف ليلة أمس في مدينة أربيل، وتبين أن الادعاءات التي تتحدث عن استهداف مقر للموساد لا أساس لها من الصحة”، مؤكداً “تواصل الاجتماعات مع الأجهزة الأمنية في الاقليم”.
الانتهاكات التركية أشد فتكاً
وبالتزامن مع الاعتداء الإيراني على إقليم كردستان، شنّ الطيران الحربي التركي، هجوماً على موقع حزب العمال الكردستاني المعارض، داخل الإقليم، وهو الاعتداء التركي الثاني خلال الشهر الحالي.
وبشأن الاعتداءين التركي والإيراني، يرى خبراء أمنيون، أن العراق بات مخترقاً من قبل الدول المجاورة والصديقة معاً، لاسيما تركيا، وإيران، وأميركا. لكن الأكثر فتكاً وضرراً هي الاعتداءات التركية.
ويقول الخبير الأمني صادق عبدالله، إن “قصف أهداف متعددة في اربيل بصواريخ ايرانية ليس مفاجئاً، وهو تكرار لمشهد انتهاك السيادة الوطنية من قبل بعض دول الجوار المستمر منذ سنوات طويلة”.
ولفت إلى أنه “بغض النظر عن كل الذرائع التي ستعلنها طهران لتبرير القصف، لكن في نهاية المطاف ما حدث انتهاك صارخ لمبدأ حسن الجوار، خاصة وإن بغداد تعاونت مع إيران بتأمين الحدود”.
وأشار الى أن “ثلاثة رسائل ايرانية وراء قصف اربيل أبرزها التأكيد بأن طهران لن تتوانى في استخدام القوة ضد أي تهديد يمس أمنها، وأنها لديها التكنولوجيا الصاروخية القادرة على ضرب أهداف على بعد الالاف الكيلومترات، كما أنهُ رسالة لتل ابيب بنفس الوقت”، مبيناً أنه “بغض النظر عن حقيقة وجود شبكات للموساد في اربيل، ولكن في كل الاحوال لا يمكن أن تشكل خلية خطر على أمن نظام مثل طهران”.
وبشأن الاعتداء التركي على الإقليم، يرى عبدالله أن “انقرة تعدّ أكثر فتكًا من ناحية الأعمال العسكرية في اقليم كردستان من طهران، لكنها تعتمد اسلوباً اشبه بالعمليات الجراحية في شن اغتيالات وضربات محددة”، مضيفا “لكنها بالمقابل تتكبد خسائر بشرية”
ولفت الى أن “الاقليم ساحة صراع دولية وبغداد هي الوحيدة القادرة على انقاذ الموقف من خلال خلق ترتيبات أمنية مع أنقرة وطهران تضمن عدم خرق الحدود، وتوجيه المزيد من صواريخ الموت إلى المناطق الآمنة”.
جدولة الانسحاب الأجنبي
وتسعى الحكومة العراقية، إلى حل ملف التواجد الأجنبي المتمثل بالتحالف الدولي لمحاربة داعش، عبر إنهاء التواجد وإخراج ما تبقى من القوات التابعة للتحالف، يتقدمهم المستشارون العسكريون، حيث تطالب الحكومة بضرورة جدولة الانسحاب، لانتفاء الحاجة إلى تلك القوات.
وقال رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، إن “الحكومة بصدد تحديد موعد بدء عمل اللجنة الثنائية لوضع ترتيبات إنهاء وجود قوات التحالف الدولي في العراق بصورة نهائية، وإنهُ لن يكون هناك تفريط بكلِّ ما من شأنهِ استكمال السيادة الوطنية على أرض العراق وسمائه”.
وأشار إلى أن “العراق تربطهُ مع أمريكا اتفاقية شراكةٍ ستراتيجية، وعلاقات دبلوماسية، وبهذا تمَّ خرقُ المبادئِ الرئيسة للعلاقاتِ الدولية، وما نصَّ عليهِ ميثاقُ الأممِ المتحدةِ من المساواةِ في السيادة بين الدول وحظرِ استخدامِ القوةِ في العلاقاتِ الدولية”.
وفي تصريحٍ للحكومة على لسان وزير العمل والشؤون الاجتماعية أحمد الأسدي، أكد أن “حكومة الخدمة الوطنية كانت أولى أولوياتها هو الحفاظ على السيادة والدفاع عنها، فهي أكبر قيمة لابد أن نحتفظ بها ونحميها وندافع عنها”، لافتاً إلى أن “مجلس النواب أصدر قراراً سابقاً، مازلنا نطالب بتنفيذه وتطبيقه والمتعلق بإخراج القوات الأجنبية”.
وأوضح أن “الحكومة ووفق ما اكده رئيس مجلس الوزراء حريصة على السيادة الوطنية وتطبيق القانون”، مؤكداً أن “المفاوضات والحوارات بدأت مع قوات التحالف الدولي بتطبيق هذا القرار لكي يكون العراق خالياً من أيِّ وجودٍ أجنبي بعد أن تكاملت قواتنا العراقية المسلحة بكافة صنوفها، والتي نفخر بها اليوم جميعاً ونعتقد أنها قادرة ومستعدة للدفاع عن هذا الوطن وحفظ سيادته وكرامة أبنائه”.
الأمن النيابية تنفي
وكانت وسائل إعلام امريكية، قد تداولت تقاريراً تتحدث عن إرسال 1500 جندي امريكي في الحرس الوطني الى العراق وسوريا لتعزيز القوات الامريكية التي هي الان بحوالي 4000 جندي موزعين بين البلدين.
من جهتها علقت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، على التقارير الصحفية الامريكية التي تتحدث عن نية الولايات المتحدة الامريكية إرسال قوات جديدة إلى العراق خلال المرحلة المقبلة.
وقال عضو اللجنة كريم المحمداوي، في تصريح صحافي، إن “التقارير الصحفية الامريكية، التي تتحدث عن نية الولايات المتحدة الامريكية إرسال قوات جديدة لها إلى العراق، لا صحة لها والحكومة العراقية لن توافق على هكذا خطوة مهما كانت الأسباب والحجج، ولا يوجد هكذا طرح على بغداد لأخذ موافقتها.”
وبين المحمداوي أن “الهدف من بث هكذا تقارير هي محاولة لخلط الأوراق مع وجود السعي الحكومي العراقي لإخراج القوات الأمريكية بشكل كامل من كافة الأراضي العراقية، وهذا القرار عازم عليه السوداني وهو مدعوم سياسياً وبرلمانياً”.
المصدر: المركز الخبري الوطني
كلمات دلالية: الحکومة العراقیة إقلیم کردستان مدینة أربیل تتحدث عن من قبل
إقرأ أيضاً:
من الدلتا إلى الصعيد «الري الذكي» يحول وجه الزراعة المصرية.. سويلم: المشروع يهدف لمساعدة المزارعين.. وخبراء: كفاءة النظام الحديث والذكي يصل لـ85%
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
مشروعات الري الذكي أصبحت واحدة من أهم الحلول لمواجهة التحديات المائية في مناطق مختلفة حول العالم، وقد بدأت العديد من الدول في تطبيق هذه التقنيات لتحسين كفاءة استخدام المياه في الزراعة وزيادة الإنتاجية، وحققت مشروعات الري الذكي التي تم تنفيذها في مناطق مختلفة، منها مشروع الري الذكي في الإمارات العربية المتحدة بمدينة مصدر، حيث تم تطبيق تقنيات الري الذكي في الزراعة باستخدام أنظمة ري موفرة للمياه تعتمد على الذكاء الاصطناعي، ويتم استخدام أجهزة استشعار لمراقبة رطوبة التربة، ويتم تحديد الكميات المناسبة من المياه تلقائيًا وفقًا لاحتياجات النباتات، ونجح هذا المشروع في تقليل استخدام المياه في الزراعة بنسبة تصل إلى 30%، مما ساعد في الحفاظ على الموارد المائية في منطقة تعاني من نقص المياه، وكذلك مشروع الري الذكي في أستراليا بمناطق ولاية فيكتوريا، حيث تم استخدام تقنيات الري الذكي في الزراعة الحضرية من خلال نظام «Smart Watering» الذي يعتمد على الاستشعار لتحديد احتياجات التربة والمناخ، حيث يتم توفير المياه بشكل دقيق استنادًا إلى البيانات التي يتم جمعها من المستشعرات، وأثبت النظام نجاحه في تقليل الفاقد من المياه بنسبة 60% مقارنة بالأنظمة التقليدية، كما ساعد في تحسين نوعية المياه المستخدمة في الري.
وبخطوات واثقة، تمضي مصر نحو الجمهورية الجديدة، متجاوزة العديد من المراحل الهامة في طريقها لتحقيق رؤية مصر 2030، التي تعتمد على رقمنة جميع قطاعات الدولة، وهو توجه يعكس حرص الدولة على تسهيل الخدمات وتقديمها للمواطنين بشكل أكثر كفاءة، ففي خطوة هامة نحو تعزيز استدامة الموارد المائية وزيادة الإنتاجية الزراعية، اطلقت مصر مشروعًا طموحًا لتحديث منظومتها المائية والتحول إلى الري الذكي، بالتعاون مع الحكومة الإسبانية، ويهدف هذا المشروع إلى تحسين كفاءة استخدام وإدارة المياه في القطاع الزراعي، ويعتبر من المشروعات الاستراتيجية التي ستساهم بشكل كبير في مواجهة التحديات المتعلقة بنقص المياه وندرتها في بعض المناطق، ويستهدف المشروع تحسين كفاءة استخدام المياه في الزراعة من خلال الاعتماد على تقنيات الري الحديثة والذكية، «البوابة نيوز» قامت بجولة للتعرف علي مشروع تحديث المنظومة المائية والتحول للري الذكي في مصر.
أنظمة متطورةيعتمد المشروع على تطبيق أنظمة ري متطورة تتسم بالكفاءة في استهلاك المياه، مما يساهم في تقليل الفاقد وتحقيق أقصى استفادة من الموارد المائية المتاحة، كما يساهم التحول إلى الري الذكي في تحسين الإنتاجية الزراعية في مناطق الدلتا والصعيد، التي تعد من أكثر المناطق الزراعية أهمية في مصر، حيث تسعى وزارة الموارد المائية والري من خلال هذا المشروع إلى توفير الحلول المبتكرة التي تساعد المزارعين على رفع كفاءة استخدام المياه وزيادة إنتاج المحاصيل الزراعية، وقد تم تصميم المشروع ليشمل تحسين الإنتاج الزراعي بشكل مستدام، ما يساهم في دعم الأمن الغذائي لمصر في ظل التحديات المتزايدة الناتجة عن التغيرات المناخية، ومن المقرر أن يكون للمشروع أثر مباشر في تقليل التكلفة الزراعية وزيادة العوائد الاقتصادية للمزارعين.
ويعد تعزيز استخدام الرقمنة لمتابعة وتنظيم عمليات الري واحدة من أبرز ملامح المشروع، فمن خلال تقنيات حديثة مثل الأجهزة الذكية وأنظمة التحكم عن بعد، سيكون من الممكن مراقبة تدفق المياه في شبكات الري بشكل دقيق، مما يسمح باتخاذ القرارات الأكثر فعالية في الوقت المناسب، ويهدف المشروع إلى ربط مراكز التحكم في المياه بالمزارع بشكل مباشر، مما يمكن المزارعين من متابعة الري بشكل إلكتروني واستخدام المياه بشكل أكثر دقة، كما يساهم استخدام هذه التقنيات في تسهيل إدارة المياه وزيادة كفاءتها، ما يعني تقليل الفاقد من المياه وتحقيق استفادة أفضل من الموارد المحدودة، كما توفر الرقمنة بيانات هامة تساعد في تحسين إدارة الري في جميع مراحل الزراعة.
تبادل الخبرات والاستفادة من التجارب الإسبانيةمن جانب آخر، يعد تبادل الخبرات مع الحكومة الإسبانية جزءًا أساسيًا من المشروع، حيث تعد إسبانيا من الدول الرائدة في مجال الري الذكي والتكنولوجيا الزراعية الحديثة، فيتضمن التعاون مع الخبراء الإسبان نقل المعرفة حول أفضل الممارسات في مجال الري، بما في ذلك تحسين أنظمة الري الحديثة، والتدريب على استخدام التقنيات الجديدة، وكيفية تفعيل روابط مستخدمي المياه.
كما أن إسبانيا تتمتع بتجارب ناجحة في تحسين إدارة المياه في المناطق التي تواجه تحديات مشابهة لتلك التي تواجهها مصر، وبالإضافة إلى ذلك، يتضمن المشروع تبني منهجيات متكاملة لإدارة المياه على مستوى الترع الفرعية، حيث سيتم العمل على تحسين التنسيق بين المزارعين في مناطق محددة لضمان الاستخدام الأمثل للمياه المتاحة، وتهدف هذه المبادرة إلى تعزيز فكرة التعاون والتنسيق بين جميع الأطراف المعنية بالمياه، وذلك لتفادي الفاقد وتحقيق أفضل استخدام للموارد.
ويمثل المشروع جزءًا من خطة طويلة الأجل تهدف إلى تحقيق إدارة مستدامة للموارد المائية في مصر، حيث تم وضع استراتيجيات تشمل تحسين التخطيط وإدارة الموارد المائية على المدى البعيد، فالمشروع يركز على تقليل الفاقد من المياه وتعزيز استخدامها في الزراعة بشكل يعكس التوجهات البيئية المستدامة، ويشمل المشروع تحسين كفاءة استخدام مياه الري والصرف الزراعي، مما يسهم في تقليل الضغط على الموارد المائية الطبيعية، كما يولي المشروع اهتمامًا خاصًا بتطبيق مبادئ الإدارة المتكاملة للموارد المائية، وهي المبادئ التي تهدف إلى تحقيق التوازن بين استخدام المياه في الزراعة والاحتياجات الأخرى من هذه الموارد الحيوية، ويهدف ذلك إلى توفير حلول مبتكرة ومستدامة للتحديات المتعلقة بتوافر المياه في مناطق متعددة في مصر.
وفي إطار تنفيذ هذا المشروع، يولي القائمون عليه أهمية كبيرة لدعم البحث العلمي، حيث يتم العمل على إشراك مراكز البحث العلمي والجامعات المصرية في مختلف مراحل المشروع، تم بالفعل مناقشة عدد من رسائل الماجستير والدكتوراه التي تتعلق بالري الذكي وتحسين إدارة المياه في الزراعة، وعلى سبيل المثال، تمت مناقشة رسالة دكتوراه في جامعة سوهاج تناولت تقنيات الري الذكي وتطبيقاتها في تحسين الإنتاج الزراعي باستخدام تقنيات التحكم في المياه، كما تم مناقشة رسالة ماجستير في جامعة أسيوط تهتم بدراسة أثر استخدام الأنظمة الذكية على كفاءة استهلاك المياه في الأراضي الزراعية في مناطق الصعيد، وتسعى هذه الدراسات إلى تقديم حلول علمية قائمة على البيانات لتحسين كفاءة إدارة المياه في الزراعة وتحقيق استدامة الموارد.
كما تشمل الخطة التنفيذية للمشروع العديد من الأنشطة والمراحل التي سيتم تنفيذها وفقًا للإطار الزمني المحدد، في المرحلة الحالية، يتم التركيز على تنفيذ الأنظمة الذكية لتوزيع المياه على الأراضي الزراعية، وتوفير التدريب اللازم للمزارعين على كيفية استخدام هذه التقنيات بفعالية، كما تشمل المراحل المقبلة تطوير البنية التحتية اللازمة لدعم النظام الرقمي لمتابعة منظومة الري، ومن المتوقع أن يساهم المشروع في تحقيق نقلة نوعية في طرق الري والزراعة في مصر، ما يسهم في تحسين كفاءة استخدام المياه، وزيادة الإنتاج الزراعي، وتعزيز الأمن الغذائي في المستقبل.
أهداف المشروعيهدف ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺗﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﻤﺎﺋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﻟﻠﺮﻱ ﺍﻟﺬﻛﻲ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﻛﻔﺎﺀﺓ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻭﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻤﺎﺋﻴﺔ، ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﺍﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ ﻭﺗﻌﺰﻳﺰ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻲ، وﻳﺘﻀﻤﻦ المشروع ﻋﺪﺓ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺭﺋﻴﺴﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﺮﻗﻤﻲ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮ ﻭﺗﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺒﻮﺍﺑﺎﺕ ﻭﺃﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺮﻱ، وﻳﻬﺪﻑ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻟﺘﺤﺴﻴﻦ ﻛﻔﺎﺀﺓ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻭﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻤﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺎﺣﺔ ﻷﻏﺮﺍﺽ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻭﺗﺤﺴﻴﻦ ﺍﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ ﺑﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺪﻟﺘﺎ ﻭﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ، وﻳﻬﺪﻑ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻻﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺗﻘﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺮﻱ ﻭﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﺬﻛﻴﺔ ﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻤﺰﺍﺭﻋﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺭﻓﻊ ﻛﻔﺎﺀﺓ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺼﻮﻟﻴﺔ ﻭﺗﻌﺰﻳﺰ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻲ، ومن فوائد نظام الري الذكي والحديث، زيادة الدخل والعائد بما يقلل تكلفة الانتاج، وتوفير العمالة وترشد استهلاك الاسمدة لزيادة الانتاجية بما يعود بالنفع على المزارع، كما يساعد الري الذكي على توزيع المياه، إذ يتم توصيل المياه لكل نبات عبر شبكة من الأنابيب، وتسهم أنظمة الري الذكي في تحسين جودة المزروعات بشكل يقيها من الأمراض، ويخفض من تكاليف الري على المزارع، وكذلك تمكن المنظومة المزراع من معرفة مدى احتياج الارض للمياه ودرجة الرطوبة، ويمكن للمزراع أن يتحكم في ماكينات الري أوتوماتيكياً أو يدوياً بناء على البيانات المقاسة.
خطة طويلة
وكان الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، عقد اجتماعًا لمتابعة تقدم سير العمل في مشروع تحديث المنظومة المائية والتحول للري الذكي، والجارى تنفيذه بالتعاون بين الوزارة والحكومة الإسبانية.
وأشار سويلم، إلى أن هذا المشروع يهدف لتحسين كفاءة استخدام وإدارة الموارد المائية المتاحة لأغراض الزراعة وتحسين الإنتاجية الزراعية بمناطق الدلتا والصعيد فى مصر، كما يهدف المشروع لاستخدام تقنيات الرى والممارسات الزراعية الذكية لمساعدة المزارعين على رفع كفاءة إستخدام المياه وزيادة الإنتاجية المحصولية وتعزيز الأمن الغذائي بتقنيات ذكية مناخيًا، كما سيدعم المشروع عملية الرقمنة فى متابعة منظومة الري لمساعدة المزارعين على الاستخدام الفعال للموارد، كما يعزز المشروع من التبادل المستمر للمعرفة حول أنظمة الري الاسبانية.
وأوضح سويلم، أن الوزارة وضعت خطة طويلة الأجل لتحقيق الإدارة المستدامة للمياه، مع السعى لتبادل الخبرات والاستفادة من الممارسات الناجحة فى مجال المياه، مثل الإستفادة من الخبرات الأسبانية في مجالى الري الحديث والرى الذكي، بالاضافة للتجارب الاسبانية الناجحة فى تفعيل روابط مستخدمى المياه والتى تسعى مصر للاستفادة منها لمواجهة التحدى الخاص بتفتت الملكية الزراعية بالشكل الذى يعزز من النهج التشاركي في إدارة المياه على مستوى الترع الفرعية، وتحسين عملية تخطيط وإدارة المياه وإتباع مبادئ الإدارة المتكاملة للموارد المائية لرفع كفاءة استخدام مياه الري وزيادة الاستفادة من مياه الصرف الزراعى والحفاظ على نوعية المياه.
ووجه سويلم، بمتابعة تنفيذ أنشطة ومكونات المشروع المختلفة طبقاً لخطة العمل الموضوعة والإطار الزمنى المعتمد لتنفيذ مكونات المشروع.
إنتاج جهاز التحكم الذكيوكانت وزارة الموارد المائية والري، أعلنت في وقت سابق عن إنتاج جهاز التحكم الذكي الذي يهدف إلى تنظيم عملية الري وتقليل استهلاك المياه، مما يسهم في زيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية، ويتميز هذا النظام الذكي بقدرته على قياس درجة الحرارة والرطوبة في التربة الزراعية، ويعمل باستخدام الطاقة الشمسية، كما أنه يرسل رسائل نصية إلى هاتف المزارع المحمول ليخبره بحالة رطوبة التربة، سواء كانت مشبعة «رطبة» أو جافة.
في حال جفاف التربة، ترسل الوحدة الذكية رسالة نصية للمزارع ليتمكن من اتخاذ إجراء سريع، ويمنح النظام المزارع خيارين للتحكم: الأول هو الري «الأوتوماتيكي»، حيث تبدأ الوحدة في ري الأرض بمجرد قراءة جفاف التربة، وتستمر في الري حتى تصل التربة إلى مستوى التشبع، ثم تتوقف عملية الري تلقائيًا، أما الخيار الثاني فهو الري اليدوي، حيث يتحكم المزارع في تشغيل أو إيقاف عملية الري.
ويتميز النظام أيضًا بقدرته على الفحص الذاتي لوحدة التحكم، حيث يقوم بإرسال رسالة تحذيرية في حال انخفاض كفاءة البطارية لضمان استمرارية العمل دون الحاجة لتدخل بشري، كما يمكن برمجة الوحدة لإرسال 3 رسائل نصية إلى 3 مستخدمين مختلفين، إما من خلال وحدة برمجة متنقلة أو عبر إرسال رسالة مباشرة للمزارع من الوحدة.
قال الدكتور ضياء الدين القوصي، مستشار وزير الموارد المائية والري الأسبق وخبير المياه الدولي، إن نظام الري في مصر هو نظام قديم موجود منذ زمن القدماء المصريين، وهو بحاجة لتحديث وفق أليات وأدوات، ومن بين تلك الأليات هي تحويل الري السطحي أو الري بالراحة، للري بالنظام الحديث، فالري السطحي يعتمد علي انسياب المياه من اسوان جنوبا الي الإسكندرية شمالا عن طريق الجاذبية الأرضية، علي عكس الري بالنظام الحديث والذكي.
وأضاف القوصي، خلال تصريحاته لـ«البوابة نيوز»، أن الوضع حاليا يختلف اختلاف كلي وجزئي فالنظام القديم به العديد من أسباب التسرب وإهدار المياه وزيادة فواقد المياه، بسبب الرشح والنباتات المائية، ولتقليل تلك الفواقد يجب علينا الاتجاه لنظام الري الحديث للحد من ذلك.
وذكر القوصي، أن نظام الري الحديث ينقسم لنوعان ري بالرش والأخر الري بالتنقيط، فالأول وهو الري بالرش يصلح للنباتات الكثيفة مثل القمح والذرة والفول، وأما الري بالتنقيط فهو يصلح للبساتين والأشجار والخضروات.
وأوضح القوصي، أن كفاءة الري السطحي إن كانت 50% فإن كفاءة الري بالرش تصل 75% وكفاءة الري بالتنقيط تصل لـ 85%.
ولفت القوصي، أن هناك مشكلة كبيرة في تفتت الحيازة الزراعية، فنحن نمتلك 10 مليون فدان زراعي و20 مليون حائز ما بين مالك ومستأجر، فالحيازة في مصر يتراوح متوسطها لنصف فدان تقريبًا، ونظم الري الحديث تحتاج الي مساحات زراعية أوسع، فلا يعقل أن يتم عمل فتحه لكل ربع فدان، فهناك حاليًا اتجاه لعملية جديدة هي التجميع الزراعي، فالحوض بالكامل يزرع محصول واحد وفي نفس التوقيت، وتقسم بينهم كمية المياه والمصروفات، وهو ما وصفناه بجمعيات مستخدمي ومستهلكي المياه، بحيث يكون علي مستوي كل حوض جمعية وتتولي تلك الجمعية عملية الإدارة لتقديم الخدمة، والمياه التي سيتم توفيرها باستخدام نظام الري الحديث سيتم استصلاح أراضي صحراوية بها.
الدكتور ضياء الدين القوصي، مستشار وزير الموارد المائية والري الأسبق وخبير المياه الدوليوعن أهمية مشروع تحديث المنظومة المائية في مصر، وكيف يسهم في تحسين كفاءة إدارة الموارد المائية، يقول الدكتور عباس شراقي ـ أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، في تصريحات خاصة لـ«البوابة»، إن مشروع تحديث المنظومة المائية في مصر يهدف إلى رفع كفاءة استخدام الموارد المائية فى مصر، والمحدودة منذ بناء السد العالى فى 1971 بكمية 55.5 مليار م3 من مياه النيل، وزيادة الانتاج الزراعى لمواجهة النمو السكانى المتزايد، باستخدام أحدث الطرق التكنولوجية فى الزراعة والرى.
وذكر شراقي، أن هناك عدة تحديات يواجهها مشروع تحديث المنظومة المائية في ظل الظروف الحالية، من بينها الزيادة السكانية بمعدل 1.5 مليون نسمة سنويا، ممل يتطلب 1،5 مليار م3 سنويا، والاختلافات المناخية من ارتفاع فى درجات الحرارة وما يترتب عليها من زيادة البخر، والتوسع العمرانى بانشاء حوالى 24 مدينة جديدة، وزيادة النشاط الزراعى مثل مشروع المليون ونصف المليون فدان، ومشروع الدلتا الجديدة لزراعة 2.2 مليون فدان، ومن قبل المشروعات القومية الكبرى فى توشكى، وشرق العوينات، وترعة السلام لزراعة حوالى 1.5 مليون فدان أيضا، وزيادة التلوث من مياه الصرف الزراعى والصناعى والصحى، وهذا يتطلب إنشاء العديد من محطات معالجة المياه مثل محطة المحسمة وبحر البقر وحاليا محطة الدلتا الجديدة، وانخفاض قيمة الجنيه يشكل ضغطا كبيرا فى تنفيذ المشروعات المائية وتطويرها وصيانتها، وكذلك تفتيت الحيازة الزراعية فى الوادى والدلتا، وانخفاض مستوى دخل المزارع المصرى، وأخيرا التخزين السريع فى سد النهضة الاثيوبى على مدار 5 سنوات باجمالى 60 مليار م3 بالاضافة إلى الفقد من البخر والتسرب.
وأوضح شراقي، أن طرق الرى الحديثة واستخدام الذكاء الاصطناعى يساعد فى زيادة كفاءة استخدام المياه وتقليل الفاقد، وزيادة الانتاجية، وبالتالى يخفف بعض الشئ من نقص المياه الذى يصل إلى حوالى 50%، ويتم التغلب عليه باعادة استخدام مياه الرى عدة مرات، مع استيراد بعض المنتجات الزراعية مثل القمح والذرة.
الدكتور عباس شراقي ـ أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة تقرير الري الذكي تقرير مشروع الري الذكي تقرير مشروع الري الذكي تقرير مشروع الري الذكي تقرير مشروع الري الذكي 1 2 3