اللواء الدويري: الخلاف بين بعض أركان مجلس الحرب ورئيس الجيش قد يؤدي لانتكاسات كبيرة
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن تضارب السلوك العسكري الإسرائيلي على الأرض يعود بالدرجة الأولى إلى الخلاف في وجهة النظر بين أعضاء مجلس الحرب من جهة ورئيس الأركان من جهة أخرى، مشيرا إلى أن هذا التضارب قد تترتب عليه نتائج عكسية.
وأوضح الدويري أن هذا التباين في وجهات النظر يكشف طبيعة الخلاف بين الجانبين، خصوصا أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي تساءل كثيرا عن ما بعد اليوم الأخير، مشيرا إلى أن عدم وضوح الرؤية بالنسبة لرئيس الأركان قد يؤدي إلى انتكاسات عسكرية كبيرة.
وفي حين أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إنهاء العلميات العسكرية في الجزء الشمالي من القطاع بعد القضاء على قدرات حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، يقول هاليفي إن هناك إمكانية لعودة العلميات إلى هذه المنطقة.
وأضاف الدويري أن تصريحات هاليفي تعكس اعتقاده بأن حماس لديها القدرة على إعادة بناء قوتها في الشمال، مع افتراض أن تصريحات وزير الدفاع صحيحة.
وأشار إلى أن هذا التباين انعكس على أرض الواقع، لأنه بمجرد انسحاب الفرق الثلاث من شمالي القطاع، عاودت حماس توجيه رشقات صاروخية إلى مدن ومستوطنات إسرائيلية.
إعادة تمركز
وتمركزت القوات الإسرائيلية التي انسحبت من الشمال في منطقة السياج أو في عمق غلاف غزة، وأبقت نفسها في وضعية استعداد لخوض عمليات جديدة حسب التطورات على الأرض، وفق الدويري.
وأضاف "بناء على ذلك، فإن إعادة إطلاق الصواريخ قد تعيد العمليات مجددا إلى شمالي القطاع، في ظل الحديث عن أن عملية الإطلاق تمت من بيت حانون التي دخلتها إسرائيل في أول أيام العملية البرية، وشهدت معارك طاحنة".
وأشار الدويري إلى أن إطلاق الصواريخ يعكس مجددا غياب السيطرة التي تتحدث عنها إسرائيل، وقال إن السؤال الحالي هو "هل كانت هذه الصواريخ موجودة في الشمال قبل انسحاب القوات الإسرائيلية أم إنها نقلت إليه؟".
وأضاف "الصواريخ لها قواعد يتم نقلها على عجلات، وإسرائيل تحدثت عن تدمير 700 فتحة نفق في الشمال، مما يعني أن هذه الصواريخ التي أطلقت يومي الاثنين والثلاثاء كانت موجودة في مواقعها، أو أنها نقلت إلى الشمال قبل إطلاقها".
وبالتالي، يضيف الدويري، فإن احتمالية نقل الصواريخ إلى الشمال "يعني أن شبكة الأنفاق تتيح نقل المعدات من مكان لآخر، وهذا يعزز غموض طبيعة هذه الشبكة".
وكانت إسرائيل تتحدث عن أن طول شبكة أنفاق حماس يصل إلى 550 كيلومترا، لكن "نيويورك تايمز" الأميركية تحدثت مؤخرا عن مسافة تقدر بـ560 إلى 720 كيلومترا، و5700 فتحة، يقول الدويري إن بعضها مخادع وبعضها قد يقود إلى الشبكة كلها.
واللافت هو عودة العمليات الأرضية في الشمال والتركيز على ناقلات الجند، وفق الدويري، الذي فسر استهداف الناقلات بأن إسرائيل بحاجة حاليا للدفع بقوات النخبة أكثر من حاجتها للدبابات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی الشمال إلى أن
إقرأ أيضاً:
الدويري: غالانت أطلق الرصاص على صدر نتنياهو بحديثه عن محور فيلادلفيا
قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت أطلق الرصاص على صدر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، عندما تحدث عن عدم وجود أدلة على تهريب أسلحة إلى قطاع غزة عبر محور صلاح الدين (فيلادلفيا) الحدودي مع مصر.
وكان غالانت -الذي أقاله نتنياهو من منصبه في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي- قال إن الجيش نشر صورة كاذبة لنفق في محور فيلادلفيا زعم أنه يُستخدم لتهريب السلاح.
وقال غالانت -في تصريحات نقلتها عنه هيئة البث الإسرائيلية- إن الصورة التي نشرها الجيش الإسرائيلي كانت كاذبة، وإنها استُخدمت حينها لتسويق وجود أنفاق في المنطقة لتضخيم أهمية طريق فيلادلفيا ولتأخير صفقة تبادل المحتجزين.
وهذه ليست الكذبة الأولى في هذه الحرب، وقد لا تكون الأخيرة -وفق الدويري- الذي قال في تحليل للمشهد العسكري إن المتحدث السابق باسم الجيش دانيال هاغاري كذب بشأن أعداد مصابي الجيش خلال هذه الحرب.
قلب الطاولة على نتنياهو
لكن تصريح غالانت -برأي الخبير العسكري- يمثل قلبا للطاولة على نتنياهو، لأنه يؤكد أن تمسك الأخير بالبقاء في فيلادلفيا كان عملا سياسيا وليس عسكريا.
ومن المتوقع أن يعزز هذا التصريح الخلاف المتزايد داخل إسرائيل، لأنه يؤكد انسجام الجيش مع الحكومة في مسألة مواصلة القتال وعدم الرغبة في استعادة الأسرى، برأي الدويري.
إعلانكما سيفاقم تصريح وزير الدفاع السابق -حسب المتحدث- أزمة عدم انصياع جنود الاحتياط لطلبات الاستدعاء، لأنه ينفي مزاعم الحرب الوجودية، ويعزز القناعة بأن هذه الحرب تتواصل لأهداف سياسية.
وحتى القوات النظامية التي تقاتل في قطاع غزة ستشعر بعد هذا التصريح أنها تسير في دائرة مغلقة، وأنها تخوض حربا لا نهاية لها، كما يقول الدويري.
ويرى المتحدث أن غالانت رد الصاع صاعين لنتنياهو، الذي لا يمكنه تكذيب شخص كان المسؤول الأول عن كل ما يتعلق بالجيش والعمليات، والأكثر معرفة بكل ما يتم نشره.
ومن خلال هذا التصريح، يحاول غالانت التأكيد على أن نتنياهو هو المتحكم الحقيقي في قرار مواصلة الحرب بعدما أتى بوزير دفاع ورئيس أركان تابعين له، حسب تعبير الدويري.
كما يؤكد هذا التصريح أن التواجد في محور فيلادلفيا ليس إلا محاولة لتحقيق هدف سياسي بعيد يتمثل في إجلاء سكان القطاع، وتنفيذ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حسب الدويري، الذي أكد في الوقت نفسه أن هذا التواجد "خدم نتنياهو واليمين المتطرف، لأنه عزل غزة تماما عن عمقها العربي".
ويمتد المحور على مسافة 12 كيلومترا على الحدود بين غزة ومصر، وقد جعلته إسرائيل جزءا من المنطقة العازلة بحجة استغلاله في تهريب أسلحة، وهو ما نفته القاهرة بشكل قاطع.
وتسبب هذا المحور في إفشال العديد من جولات المفاوضات، وكان عدم انسحاب القوات الإسرائيلية منه سببا رئيسيا في انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الأخير بعد مرحلته الأولى، حيث كان من المفترض أن يتم إخلاؤه قبل الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية من الصفقة، وهو ما تنصل منه نتنياهو.