عربي21:
2024-09-30@18:42:09 GMT

الحاجة لقيادة فلسطينية موحدة.. هذا أوانها

تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT

تثير المذابح التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة مسائل عديدة، منها ما هو بديهي وأبدي في صرخة الفلسطينيين عن نجدة النظام العربي لفلسطين، وسؤالهم المعقد عن فقدان مستمر لحدٍ أدنى من وحدةٍ وطنية، أو قيادة مسؤولة، تلبي تطلعاتهم السياسية وتحافظ على حقوقهم التاريخية، والبناء على ما أنجزه صمود الشعب الفلسطيني في معركة غزة واكتسابه لنقاط عدة، منها: إعادة تصدر القضية الفلسطينية عربيا ودوليا، وذلك بفضل التضحيات الجسيمة التي قدمها ويقدمها الفلسطينيون، في المواجهة والصمود واظهار البطولة فوق ارضهم، والنقطة الثانية: أن إمكانية جر الاحتلال للمحكمة الدولية قائمة إن توفرت الإرادة والظروف المشابهة لفتح ملفات كل الجرائم المرتبطة بوجوده فوق الأرض الفلسطينية المحتلة.



واكتساب هذا التعاطف مع الشعب الفلسطيني يأتي ضمن هذه المعطيات التي تُظهر أن مواجهة المشروع الاستعماري الصهيوني، تكون عادلة وتثير الانتباه والتعاطف ضمن حالة الاشتباك معه.

المرحلة الحالية من تاريخ الشعب الفلسطيني وحركته المقاومة، هي الأكثر تعقيدا في غياب أجوبة ومبادرات فورية من حركة تحرر وطني (سلطة وفصائل وأحزاب) يفترض تمثيلها لشعبٍ يرزح تحت الاحتلال، ويخوض التصدي الأشرس ضد إبادته وطمس حقوقه؛ من حكومة صهيونية متوحدة ببرامج عنصرية وفاشية واضحة، وتحمل الخطط والمؤامرات التي تواكب عدوان التدمير الشامل عليه في غزة والضفة والقدس، بينما العجز لم يزل مسيطرا على اتخاذ قرار منصف بحق هذا الصمود الفلسطيني، كأن تقول للشعب الفلسطيني مجددا إن منظمة التحرير الفلسطينية ستبقى هي الممثل الشرعي الوحيد له، ببرامج استعادتها لألقٍ يستعاد الآن في غزة ومدن الضفة والقدس وفي الداخل الفلسطيني المحتل عام 48، وأن الدم الفلسطيني المُراق على أرضها يجب أن يكون أثره مثل فعل الهزات الكُبرى التي ترمي إلى سطح الأرض ما تختزنه بداخلها، في الوقت الذي يتوحد فيه الفلسطيني مع ذاته وأرضه، ويظهر من باطنها ليضرب عدوه فوقها، يظهر رهط الموهومين بأمريكا وإسرائيل وسلامهما، ليبحثوا عن زوايا يختبئون فيها ريثما تمر العاصفة الفلسطينية.

واليوم تبدو المعادلة أكثر وضوحا من أي وقت مضى على القضية الفلسطينية وشعبها بالنسبة لـ"السلام" وللدولة والسلطة، وبالنسبة أيضا للكلام العربي الرسمي عنهما. كل وهم مستمر مع القتل والإرهاب الصهيوني على الأرض تم تبديده، وكل قيادة سياسية فلسطينية لا ترتبط بالشعب وبإنجازاته الكفاحية على الأرض وبوعيه الفطري الذي لم تُدركه سياسة بائدة وعاجزة منهارة سيتم تجاوزها، ما يعني أننا بحاجة لخطوات سريعة تلبي ظروف القضية والشعب مجتمعين.

الذهنية والسلوك الدمويان للمؤسسة الصهيونية بعد 100 يوم من العدوان على غزة، وحصادهما "الوفير" الأكثر وحشية من الدم الفلسطيني الذي غطى وجه حضارة غربية بسقوطها الأخلاقي والإنساني، لا يدعان المجال للبقاء في دائرة مفرغة من التجريب السابق والمستمر، بالتعاطي الذاتي مع القضية الفلسطينية بشكلها وديكورها المحصور بأداء فلسطيني رسمي فاشل وعاجز مع ملفات كثيرة، ولعل أبرزها مسألة إعادة الاعتبار والمسؤولية للمؤسسات الفلسطينية من منظمة التحرير الى بقية المؤسسات فيها.

ومسألة تشكيل قيادة فلسطينية موحدة الآن هي الأكثر إلحاحا بمواجهة حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، لأنها تشكل طوق نجاة للمقيدين في الروتين الفارغ المضمون بالعمل والسياسة والتصريحات وقيادة شعب، فإذا كانت الحكومة الإسرائيلية الحالية الأكثر تحمسا لإبادة الفلسطينيين، فإنه تقع على قيادة الشعب الفلسطيني مسؤولية تاريخية بأن تكون له حكومة وقيادة، أكثر إقداما وشجاعة على السير نحو إصلاح كل التصدع الداخلي لوقف قرابين الدم الفلسطيني وأن لا تتركه يذهب سُدى.

فالعودة مجددا لخطاب التوسل والاستجداء الفلسطيني لا يناسب ما راكم عليه الشعب الفلسطيني، ودون الانتباه لأبعاد الإنجازات المحققة والاجتهاد بحثا عما يُحافظ عليها من جنوب أفريقيا إلى أوروبا وأمريكا اللاتينية وآسيا، من خلال إعادة البنية الفلسطينية لمتانتها الداخلية وبالمشاركة الواسعة لها بالانتصار للحق الفلسطيني المسفوح، وبتقديم هدية للروح الفلسطينية المتعبة من القهر والإذلال والاحتلال، ما يُبلسم هذا الشقاء بمنجز ينتظره منذ ثلاثة عقود.

أخيرا، لا بد من الخروج من عملية الدوران في حلقة الذات الفلسطينية، والمبادرة لإعادة النظر بشكل جذري وعميق في كافة الأسباب والظروف التي أبقت حالة الشرذمة والتفتت، ومنعت من توحيد الفلسطينيين، فالقيادة الفلسطينية الموحدة هذا وقتها وأوانها.

twitter.com/nizar_sahli

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطيني غزة فلسطين غزة الوحدة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة صحافة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشعب الفلسطینی

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء الفلسطيني: دعم السعودية للقضية الفلسطينية سياسيا ودبلوماسيا مستمر منذ عقود

أكد رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد مصطفي، أن دعم المملكة العربية السعودية، للقضية الفلسطينية مستمر منذ عقود، مشيرا إلى أنها لم تغب يوما عن الساحة الدولية من أجل خدمة القضية الفلسطينية.

ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة إلى 41 ألفا و615 شهيدا الإبداع العربي| «دم النار.. توقيعات على جدران غزة» إصدار جديد بهيئة الكتاب

وقال رئيس الوزراء الفلسطيني - في تصريحات لقناة (الإخبارية) السعودية، اليوم الاثنين :"بدأنا في تنفيذ إجراءات الدعم المالي الشهري لفلسطين، والذي أعلنت عنه المملكة بالأمس للمساهمة في معالجة الوضع الإنساني في قطاع غزة ومحيطها ".

وأضاف أن الدعم السياسي والدبلوماسي السعودي مستمر منذ عقود، ولكن تم تتوجيه مؤخرا بانعقاد القمة العربية والإسلامية في (الرياض) منذ فترة، وانبثاق اللجنة العربية الإسلامية التي يقودها وزير الخارجية السعودي، والذي لم يغب يوما عن الساحة الدولية من أجل العمل لخدمة القضية الفلسطينية، والوصول إلى أكبر عدد ممكن من اعتراف الدول بفلسطين، كما أنه أطلق منذ أيام مبادرة التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين وإنشاء دولة فلسطين المستقلة على الأرض. 

‏ويأتي هذا الدعم استمرارا لما قدمته المملكة خلال السنوات الماضية من مساعدات إنسانية وإغاثية وتنموية للشعب الفلسطيني الشقيق بمبلغ تجاوز 5.3 مليار دولار للمساهمة في دعم الأشقاء في فلسطين.

مقالات مشابهة

  • الإمارات تدعو لإخراج القضية الفلسطينية من الحلقة المفرغة بدولة مستقلة
  • الإمارات تدعو لانتشال القضية الفلسطينية من الحلقة المفرغة بدولة مستقلة
  • رئيس الوزراء الفلسطيني: دعم السعودية للقضية الفلسطينية سياسيا ودبلوماسيا مستمر منذ عقود
  • صحف خليجية: حل القضية الفلسطينية مفتاح بناء السلام بالمنطقة
  • الرئاسة الفلسطينية: لا مستقبل آمن بالمنطقة دون حل القضية الفلسطينية  
  • لشكر: خطاب القضية الفلسطينية يجب أن يكون عقلانيا وكفى من مخاطبة النخاع الشوكي بالحماس وباللاءات التي تسقط!
  • وزير الخارجية الصيني: القضية الفلسطينية هي "الجرح الأكبر للضمير الإنساني"
  • وزير الخارجية الصيني: القضية الفلسطينية أكبر جرح في الضمير الدولي
  • الأمين: أزمة المركزي تسلط الضوء على الحاجة الملحة لتشكيل حكومة ليبية موحدة
  • رئيس وزراء فلسطين: إسرائيل لديها خطة للتخلص من الشعب الفلسطيني للاستيلاء على الأرض